الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء | 10
عبد الرحمن علي
2021 / 2 / 14العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإخوان يفرخون الإرهاب
إننا بعد استقراء تاريخ الإخوان المسلمين وما ارتكبوه من جرائم قتل وتدمير وصناعة فتن نستطيع أن نكشف أنهم يستثمرون الجهل بالدين، ويعتمدون فى دعوتهم على الأمية الدينية فى تحقيق أهدافهم للوصول إلى السلطة!
وإذا تصادف وانضم إلى صفوفهم أفراد من خريجى الجامعات فإن هؤلاء لا وعى لديهم بالدين أو بعلوم الدين، ويضاف إلى هؤلاء الانتهازيون والمرضى بأمراض نفسية أو أكلة المال الحرام أو من بيئات سفلى يدخر أبناؤها ما يكفى من حقد على المجتمع لمناصبته العداء ويحاولون تدميره، ليس إيمانا بأنه دين بل حقدا عليه وإننا نعتبر جماعة الإخوان المسلمين هى الجماعة الأم التى خرجت من أحشائها كافة الجماعات المعاصرة، هذا بالإضافة إلى تأثر الجماعات فى كافة أنحاء الوطن العربى بفكر وخبرة هذه الجماعة، لأنها هي الأولى من حيث تاريخ الظهور، ثم انشق عنها كل التنظيمات الإرهابية فيما بعد، منذ الجماعة الإسلامية وانتهاء بتنظيم داعش.
سيد قطب رأس الأفعى وعميل الماسون
إن أحدث التنظيمات الإرهابية المتطرفة هو تنظيم داعش، والذي قام بتخطيط دولي عالمي لترويج تجارة السلاح وتبرير امتصاص دماء الدول العربية بزعم حمايتها من هذا التنظيم! هذا التنظيم ضم المكوجى والمنجد والمهندس والطبيب، وهو تنظيم يؤمن بفكر الإخوان المسلمين أو بفكر أبو الأعلى المودودى والذى هو أستاذ سيد قطب مفكر الإخوان.
ولو عدنا إلى الوراء قليلا فى الخمسينيات حيث جاءت دعوة خاصة من جهات مشبوهة بأمريكا لمفكر الإخوان الأوحد وفيلسوفهم السيد قطب، والذى عاد ليزرع الفوضى فى وطننا.
وقد قام فكر التنظيم السرى للإخوان ال مسلمين على إباحة القتل والسطو على أموال الغير وإقامة دولتهم بالقوة ويؤمن الإخوان بأن مصر ليست دار سلام بل هى دار حرب تباح دماء وأموال سكانها.
وقد حدد مفكر الإخوان سيد قطب فى كتابه "معالم فى الطريق" والذى نادى فيه بكل ما يؤمن به الناجون من النار فيقول : (والجاهلية تقوم على حاكمية البشر للبشر، هذه الجاهلية التى قاومها كل رسول بالدعوة إلى الإسلام له وحده)
ولكن كيف ؟
هل من الممكن أن يحكم أى مجتمع مثل هذه النظرية العجيبة؟
أى: حاكمية الله وإلغاء الوجود البشرى ؟!
وكيف يكون الإنسان إذن خليفة الله فى الأرض؟
يقول الفقيه المبرمَج تلميذ المودودي بعد عودته من أمريكا وبعد الانضمام للإخوان : (وليس لأحد أن يقول بشرع يشرعه هذا شرع الله، إلا أن تكون الحاكمية العليا لله معلنة، وأن يكون مصدر السلطات هو الله سبحانه)
لم يقل كيف!؟
هل يتصور الفقيه المبرمج أن الله سبح انه سوف ينزل على الأرض فى صورة بشرية ليباشر السلطة بنفسه؟ أم أن الفقيه يريد أن يعين نفسه نائبا عن الله فى تنفيذ هذه الحاكمية؟
ومع ذلك فالجهال يسارعون إليه مؤمنين به لأنه يرفع المصحف فوق أفكاره السوداء النابعة من قلب مظلم حاقد ونفس ممزقة وفكرة الحاكمية ليست من اختراع سيد قطب بل سبقه الخوارج حينما قالوا لسيدنا على كرم الله وجهه : إن الحكم إلا لله فهل كان الإمام على يحكم
بغير شرع الله؟!!
وينادى سيد قطب بالحرف الواحد فى كتابه بالعزلة عن العالم كله فيقول: (كانت هناك عزلة شعورية كاملة بين ماضى المسلم فى جاهليته وحاضره فى إسلامه، نشأ عنها عزلة كاملة فى صلاته بالمجتمع الجاهلى من حوله وروابطه الاجتماعية، ونحن اليوم فى جاهلية كالجاهلية التى عاصرها الإسلام وأظلم، ما حولنا اليوم جاهلية، تصورات الناس وعقائدهم، وعاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم وشرائعهم وقوانينهم، حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيرا إسلاميا، هو كذلك من صنع هذه الجاهلية).
ربما يكون لهذا نصيب من الصحة، فنحن اليوم بعيدون عن حقيقة الإسلام الفطري الصوفي، إسلام الحب والتراحم والتكافل وفداء الأوطان، وأقرب إلى الجاهلية.. ولكن الخوارج يقولون هذا لا لكي يجددوا الإسلام - فهم لا يملكون علماً ليقدموه أو يجددوا به الدين، وهم جهلة سطحيون للغاية ولا يملكون إلا الثرثرة وكثرة الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع – ولكنهم يقولون هذا هذا لكي يكفّروا المسلمين ثم يقتلونهم أو يحكمونهم، وليس هناك خيار ثالث.
ولذلك فإن سيد قطب يقرر أن الدنيا كلها ليست دار إسلام بل دار حرب فى كتابه ظلال القرآن الجزء الرابع 2122 فيقول : (إنه ليس على وجه الأرض دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هى شريعة الله والفقه الإسلامى).
ثم يرفض سيد قطب المصالحة مع هذا المجتمع الكافر، ويرفض أى ولاء للوطن فيقول : (ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلى، ولا أن ندين بالولاء له فهو، بهذه الصفة - صفة الجاهلية - غير قابل لأن نصطلح معه).
إن الذين يتوهمون أن الإخوان المسلمين هم دعاة دين، أو أن التنظيمات المنبثقة من هذه الجماعة أو بإرشادها هى تنظيمات إسلامية، هؤلاء يساعدون الإرهاب لمصلحة إسرائيل. وحين تنشر الصحف - بقصد أو بغير قصد - عن نشاطهم واجتماعاتهم وتطلق عليهم صفة- الإسلاميين - أو التيار الإسلامى فإنها بذلك تؤكد شرعية هذه المؤامرة.
وفى الحقيقة إن فكرة تكفير المجتمع الإسلامى وضعت بمعرفة الماسونية العالمية، والتى قال الشيخ
محمد الغزالى فى الصفحات السابقة أنها اخترقت جماعة الإخوان المسلمين ولقنت هذه الفكر ة للإخوان المسلمين، ولكل الجماعات الأخرى المسماة بالإسلامية لتبرير قتل المسلمين، وتبرير نسف منشآتهم، وهدم مدنهم، والاستيلاء على أموالهم.
ولما كانت مصر هى المرشحة لتقوم على أرضها أسمى الحضارات لما تملكه من إمكانات بشرية وحضارية وثقافية متفوقة، لذلك سارعت الماسونية بمساندة التنظيمات المسماة بالإسلامية وزودتها بالفكر الهدام النابع من الإسرا ئيليات المشهورة، والتى تبناها تنظيم التكفير والهجرة الذى اغتال الشيخ الذهبى وزير الأوقاف الأسبق بقصد إرهاب العلماء حتى لا يقولوا كلمة الحق، أو
يكشفوا حقيقة هذه التنظيمات، ولنقرأ ملف قضية محاكمة شكرى مصطفى زعيم تنظيم التكفير والهجرة – والذى كان عضوا بجماعة ا لإخوان المسلمين وانشق عنها.
ولنستمع إلى هذا الحوار بين شكرى مصطفى وهيئة المحكمة لنفهم ونتأكد أن الماسونية العالمية، والصهيونية العالمية وراء هذه التنظيمات كلها ولكن من خلال قيادات عميلة لقد سألت المحكمة شكرى مصطفى سؤالا مباشرا عن اليهود والحرب معهم
قالت المحكمة تسأله : إذا اقتضى الأمر دخول اليهود إلى مصر وجيوشهم وصلت القاهرة، فهل تحارب جماعتك فى صف الجيش المصرى لرد عدوان اليهود؟
قال شكرى مصطفى بالحرف الواحد : لا لن نحارب اليهود!
- لماذا؟
لأن خططنا هى الفرار من العدو الوافد تماما، كالفرار من العدو المحلى وليس مواجهته.
إنه نفس الفكر الموالي لليهود الذي تتلقفه تلك الجماعات منذ نشأتها وحتى الآن حيث صرح أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش نفس التصريح بأنهم لن يحاربوا اسرائيل.
من هو مؤسس الإرهاب
فى أوراق الإ خوان (ملف مقتل النقراشى) نقرأ تعاليم حسن البنا ومنها ما يؤكد أنه كان داعية الإرهاب الدموى، وأول من نادى بتكفير كل مناهض لجماعة الإخوان كما جاء فى الأوراق بالحرف الواحد : (لا تردد أبدا فى الحكم بأن من يناهض الإخوان المسلمين إنما هو خارج على المجاهدين، ويصبح مهدر الدم، وإن قاتله مثاب على ما فعله بأعظم ما يثاب المجاهد عند الله، إن القتل وإن كان يعتبر جريمة فى الأحوال المدنية إلا أن له ما يسوغه كثيرا من ناحية العقيدة،
ويصبح القتل فى هذه الحالة واجبا على الإنسان إن لم يقم به كان مجرما فى حق عقيدته).
وهذا الاعتقاد اعتنقته كل الجماعات المتطرفة، فكل فرد خارج جماعتهم كافر يحل قتله وسلب أمواله، وهذا ما يفسره لنا وضعهم للقنابل فى الميادين العامة والمواصلات العامة وقتلهم لضباط وجنود الشرطة. فقتل ضابط الشرطة أو جندى الشرطة الذى يقوم بمواجهة فى مطاردة الإرهاب حلال دمه ومهدر بنص صريح من حسن البنا.
الإخوان وتزييف الحقائق
ثم نقرأ بيانا للمرشد حامد أبو النصر فى أخبار اليوم فى ديسمبر 1988 وقد قال فيه بالحرف الواحد ليخدع الجيل الجديد الذى لم يعاصر إرهاب الإخوان وجرائمهم فى الأربعينيات وما بعده : (لقد مضت جماعة الإخوان منذ ستين عاما حيث أسسها الشهيد حسن البنا ومازالت تمضى على أصل من أصولها وهو أسلوب (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)! وهذا هو أسلوبنا وطريقنا ندعو إليه ونأمل أن يمضى الناس عليه)!!
والرد القا طع على مزاعم مرشد الإخوان، أن الواقع العملى يكذبه لقيامه فى عيد الأضحى 1414 ه -1994 م بتوزيع منشورات مناهضة للحكم بقصد إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى، وتم القبض عليه. ونريد أن نقول لحامد أبو النصر بأن جماعته لا تملك من وسائل تحقيق أهدافها للوصول إلى الحكم غير العنف والإرهاب، لأن جماعته لا تملك فكرا أو علما أو برنامجاً لبعث الحضارة، إلا اللهث وراء السلطة واعتلاء العروش والتفكير التافه المحدود، وفاقد الشىء لا يعطيه، لذلك كان تاريخ الإخوان منذ أن ظهروا على أرض مصر مليئا بالعنف والإرهاب وقتل الأبرياء وسفك الدماء.
وتاريخ حامد أبو النصر نفسه شاهد على ذلك، فقد بدأ يومه الأول فى جماعة الإخوان يحمل المسدس، بل وأقسم فى بيته بمنفلوط أمام حسن البنا وقد انفرد به داخل حجرة مغلقة، أقسم على هذا المسدس والمصحف، وكانت أول بيعة مسلحة فى الصعيد كما قال الشيخ حسن البنا
بلسانه.
وهذا الكلام كتبه بخط يده حامد أبو النصر فى كتاب باسم (الإخوان المسلمون وعبد الناصر)
فيقول: (وانتقل المرشد العام - حسن البنا - إلى دارى بمنفلوط بعد إلقاء خطبة فى أسيوط، حيث هيأت له حجرة نوم خاصة ودخلها باسم الله وجلس على الفراش متربعا وقال: هيه- هيه يا سيد محمد ماذا أعجبك من خطابى؟
قلت له : إن المعانى التى ذكرتها فضيل تك كثيرا ما تجرى على ألسنة الخطباء والعلماء، وليس هذا هو السبيل للرجوع بالمسلمين إلى عهدهم وأمجادهم السالفة - أى : أن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة لا جدوى منها – فقال حسن البنا: إذن ماذا ترى؟
وكنت فى تلك اللحظة متوشحاً بمسدسى الذى لا يفارقنى (لما فاض الكيل ولم يعودوا يستحون من القتل، صار هذا الكلام يسطرونه في الكتب المطبوعة في الأسواق!) وقلت له : إن الوسيلة الوحيدة للرجوع بالأمة إلى أمجادها السالفة هو هذا المسدس، وأشرت إلى مسدسى، فانبسطت أسارير المرشد العام كأنما لقى بغيته وعثر على مطلبه، وقال لى وهو يخرج المصحف من حقيبته قائلا : هل تعطى العهد على هذين؟ مشيرا إلى المصحف والمسدس
قلت: نعم، وقد غمرنى الفيض الإلهى والسعادة الأبدية.
وبعد أن تمت البيعة بهذه الصورة، أى : أمام المسدس والمصحف، قال فضيلته مهنئا : مبروك إنها البيعة الأولى فى صعيدكم)
نفهم إذن من كلام محمد حامد أبو النصر أن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ليست هى منهج الإخوان المسلمين، بل المنهج الذى وضعه وحدده حسن البنا وحامد أبو النصر معه هو العنف والمسدس المختفى داخل المصحف!!
رحلة تنظيمات التكفير من سيد قطب إلى شوقي الشيخ
منذ أن تسربت من خلف جدران السجون خيوط خطة أعدها القطب الإخوانى البارز، وداعية الإسلام المسلح سيد قطب حتى توالت بعدها وثائق التكفير والجهاد ضد الطاغوت والجاهلية ودار الكفر وكان من بين أبرزها "معالم فى الطريق" و"لماذا أعدمونى" و"كلمة حق" و"منهاج
العمل الإسلامى" و"الفريضة الغائبة".
ورغم أن الخيط لم يبدأ من سيد قطب، بل يمتد إلى عمليات التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن تنظيمات الجهاد على اختلاف أسمائها تنتمى بصلة وثيقة إلى دعوة سيد قطب المسلحة.
ومنذ هذا التاريخ انفجرت قنابل وقصفت مواقع وتناثرت أشلاء، وطارت رؤوس بينها رأس رئيس الدولة "السادات"، ورئيس مجلس الشعب "رفت المحجوب" ووزير أوقاف أسبق "الشيخ الذهبى" غير رؤوس عشرات الأبرياء من الضحايا.
وإلى مسيرة سيد قطب انضم الاسلامبولى والزمر وشكرى مصطفى وصالح سرية وعمر عبد الرحمن وعصام القمرى والأسوانى وعلاء محى الدين وعبد السلام فرج ونصحى وعشرات غيرهم
وظهرت أسماء حزب التحرير، والتكفير والهجرة، والناجون من النار، والتوقف والتبين، والواثقون من النصر، وطلائع الفتح، وشباب محمد، والشوقيون، والجماعة الإسلامية، والجهاد.
جماعة المسلمين
مثلما خرجت من عباءة سيد قطب اتجاهات الجهاد، خرجت منها اتجاهات التكفير، فالجهاد أخذ عنه فكرة المفاصلة، أى : الافتراق عن المجتمع الجاهلى شعورياً، بينما أخذت عنه اتجاهات التكفير المفارقة - مكانياً، وطوّرها "شكرى مصطفى" إلى الهجرة بعيدا عن دار الكفر فى مرحلة الاستضعاف والعودة للتحرير عندما تصل الجماعة إلى مرحلة التمكين.
وفى السجن الذى دخله شكرى عضوا بالإخوان المسلمين، عاصر الخلاف الذى احتدم بعد أن أصدر مرشد الجماعة حسن الهضيبى كتابه "دعاة لا قضاة" ردا على كتاب سيد قطب معالم فى الطريق، وقد زاد الخلاف حدة تأكيدات قيادات إخوانية بأن المرشد العام كان قد بارك كتاب سيد قطب وخطته لإعادة التنظيم بعد ضربة 1954، ثم تخلى عنه، بعد أن التف حول عنق
سيد قطب حبل المشنقة، وغير موقفه تحت ضغط الظروف.
وفى السجن قرر شكرى الانفصال عن الإخوان على أن يكون هاديه معالم سيد قطب وخيوط خطة ومخطط تكفير.
وفى جولته فى قرى محافظة أسيوط، بعد الإفراج عنه عام 1971، أثر المصالحة بين السادات والإخوان، قال شكرى: إن الجاهلية لا ترتبط بزمان ما قبل الإسلام، بل تشمل كل أنحاء الأرض التى لا يطبق فيها شرع الله. ورفض أن يعذر أحداً لجهله بفكر شكري مصطفى التكفيري، وجمع قرابة ألفين من المريدين أسماهم جماعات المسلمين وغيرهم كفرة.
ثم طاف بجماعته جبال محافظات الصعيد، يصدر الفتاوى ويعد ليوم التحرير، فى نمط جديد من العلاقات يشمل الزواج ومصادر الرزق ولأن حادث الفنية العسكرية كان لا يزال طازجا، شد نموذج شكرى فى التكفير الانتباه، وثارت ضجة إعلامية، كما تصدى بعض رجال الدين ومن بينهم الشيخ الذهبى وزير الأوقاف الأسبق لدعاوى التكفير والهجرة، وهنا قرر شكرى أن يضرب ضربته، فأمر بالقصاص من الشيخ، فتم اختطافه واشترط الأمير لإطلاق سراحه دفع فدية ونشر
بيان فى الصحف بحقيقة مؤلف الجماعة ورفضت السلطات، فأصدر شكرى مصطفى حكما بإعدام الشيخ الذهبى برصاصة فى عينه اليسرى، وبعد أسابيع ألقى القبض عليه فى عزبة النخل، وبعدها بشهور رفرفت راية سوداء فوق سجن الاستئناف.
جماعة الجهاد
كانت الصدفة قد جمعت ع م 1979 بين مقدم المخابرات عبود الزمر، مع مفكر الجهاد محمد عبد السلام فرج، وكان الوسيط طارق الزمر، والمكان بولاق الدكرور، أما الضرورة التى تفسر الصدفة فهى أفكار الجاهلية ودار الكفر والجهاد ضد الطاغوت التى أصبح لها الغلبة وصارت كلمة السر فى كل لقاء، فمن أجل هذه الفكرة طاف محمد عبد السلام فرج مساجد بولاق يدعو إلى الفريضة الغائبة التى لم تكن شيئا آخر سوى الجهاد.
ومن خلاله التقى بالنقيب خالد الاسلامبولى، كما ربطته صلة بمقدم المدرعات عصام القمرى الذى هرب من الخدمة، بعد أن أنذره مقدم المخابرات عبود الزمر أن أمره قد انكشف، ثم سرعان ما لحق الزمر بالقمرى بعد أن حامت حوله الشبهات، وبدأ جناح القيادة العسكرية
للجهاد فى التكوين.
ولأن الصدام قد بد ا وشيكا بين السادات والجماعات الإسلامية التى لها أنياب وأظفار، جرت اتصالات توحيد مع الجماعات الإ سلامية فى معق ل نفوذها فى الصعيد عبر كرم زهدى أمير المنيا، ود. عمر عبد الرحمن مفتى الجماعة.
وقد أثمرت هذه العملية حادث المنصة الذى راح ضحيته الرئيس السادات.
ولم يدم شهر العسل طويلا بين جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية، فسرعان ما دب بينهما الخلاف داخل أسوار السجن حول ثلاثة أمور:
1- العذر بالجهل: وتشير بعض المصادر إلى أن الجماعة كانت أقل تشددا فى مسألة التكفير
2- إمارة الجماعة: إمارة الضرير عمر عبد الرحمن أو الأسير عبود الزمر
3- السرّية فى الإسلام.
وإلى هذا الجانب الأخير ينتمى الخلاف الجوهرى، فجماعة الجهاد وبحكم غلبة الجناح المخابراتى، ولأنها تعتبر أن قضية السلطة هى القضية المركزية، فإنها أكثر تشددا فى مجال السرية، حتى لو كانت ضريبة ذلك التخلى قليلا عن جهاز الدعوة فى المساجد الذى يكشف عناصر التنظيم،
وحتى لو ضحت ببعض اللحى التى تثير شبهات الأمن كما أن الجهاد كان أكثر تركيزا على اختراق أجهزة السيطرة، والقيام بعمليات منتقاة مركزة ضد رموز الدولة، وإعداد بنية عسكرية عالية التدريب والمهارة وكثيفة التسليح.
أما الجماعة فقد أولت عناية أكبر لقضية الدعاية والنفوذ الجماهيرى، ووق فت للدفاع عن موقعها فى كل مسجد، وكانت أقرب إلى طريق الدعاية المسلحة وتشير بعض المصادر إلى أن ه بعد اعتقالات 1981 نشأت للجهاد قيادة ثلاثية فى السجن بزعامة عبود الزمر، وفى بيشاور باكستان بزعامة د. أيمن الظواهرى الذى أصبح الرجل الثانى بعد أسامة بن لادن فى تنظيم القاعدة.
الإخوان وجمال عبد الناصر
ثمة مغالطة تاريخية يوهم بها الإخوان المسلمون عامة الناس، وهى أن جمال عبد الناصر كان عدوهم الأول، وهو الذى نكل بهم وعذبهم وم ثَّل بهم ولكن الحقيقة غير ذلك! فعبد الناصر هو نبتة إخوانية، وكفى دليلاً على ذلك أن الشيخ البنا قد أوصى بأن يخلفه عبد الناصر مرشداً
عاماً للجماعة.
ويبقى السؤال لماذا عامل عبد الناصر الإخوان بهذه القسوة؟
الجيش هو قرة عين الإخوان
منذ أن بدأت مرحلة التنفيذ والشيخ البنا يرقب الجيش باهتمام بالغ، ويبذل جهده فى التقاط أكبر عدد ممكن من الضباط وضمهم إلى صفوف تنظيم سرى فى جماعته وبدأت كوادر الجماعة فى التقاط مجموعات من الضباط وتقديمهم واحدا واحدا وفى سرية تامة للمرشد.
وفى هذا الوقت كان الشاب (جمال عبد الناصر حسين) يكوّن أولى ارتباطاته السياسية مع شاب أزهرى يكبره فى السن بسبع سنوات هو (أحمد حسن الباقورى) عضو جماعة الإخوان المسلمين.
ويقول مجدى حسنين : كنت حتى سنة 1950 معروفاً بميولى للإخوان وليس بميولى فقط، بل كنت على علاقة وثيقة بالمرحوم حسن البنا، وكنت أدرب أعداداً كبيرة من الإخوان(جمال الشرقاوى، حريق القاهرة، ط 1976 شهادة مسجلة بصوت مجدى حسنين).
وكذلك يقول حسن إبراهيم : قمنا بالاتصال مع الإخوان المسلمين من خلال الصاغ المتقاعد محمود لبيب، وكان المرحوم حسن البنا يلتقى بنا. (روز اليوسف 11/4/1977)
وأيضا (خالد محى الدين) كان على علاقة لفترة من الوقت بالشيخ حسن البنا. ويروى خالد محى الدين - فى حديث شخصى مع د. رفعت السعيد - أن الضباط كان يلحقون مباشرة بتشكيل سرى خاص، و أن مراسم انضمامهم كانت توحى بالسرية المطلقة حيث تتم البيعة فى غرفة مظلمة، ويقسم الضباط على مصحف ومسدس (د. رفعت السعيد حسن البنا، ص: 197).
ويذكر الكاتب الأمريكى ميتشيل: أن رشاد مهنا وحسن الشافعى كانا على علاقة بالإخوان
وإذا أردنا أن نعطى قائمة بانتماءات مجلس قيادة ثورة 1952 نجدها كما يلى:
- عبد الحكيم عامر: إخوان مسلمون
- كمال الدين حسين: إخوان مسلمون
- جمال عبد الناصر: الوفد-الإخوان المسلمون
- أنور السادات: مصر الفتاة- الإخوان المسلمون
ولفترة من الوقت كان أنور السادات ذا علاقة وثيقة بشكل خاص مع الشيخ البنا، وقد تحدث عنها تفصيلاً فى كتابه (صفحات مجهولة) والغريب أن السلطات قد أغمضت عينيها عن نشاط
الإخوان فى الجيش، فأنور السادات يلتقى لأول مرة بالشيخ البنا عندما جاء البنا إلى أحد معسكرات الجيش ليحضر احتفالا بذكرى المولد النبوى، وألقى خطاباً جذب أنظار الضباط (حتى يعلم الناس : 1954، ص 6)
والسماح للبنا بالنشاط المكشوف فى صفوف الجيش يضيف علامة استفهام كبيرة!!؟
والسؤال هو : ماذا كان يريد البنا من هذا النشاط المكثف فى صفوف الجيش؟
وقد وجه جمال عبد الناصر هذا السؤال للصاغ محمود لبيب المستشار العسكرى لحسن البنا، فأجاب: علينا أن نبدأ فى تكوين مجموعات من الضباط ذوى الإيمان والعقيدة، وعندما يحين الحين نبرز جميعا فى صف واحد لنتصدى لعدونا ونمنعه من محاربة دعوتنا (حسن البنا، مذكرات الدعوة والداعية).
وصية البنا.. خليفتي عبد الناصر
ذكرت هذه الوصية جريدة الأنباء الكويتية العدد رقم 6383 الصادر يوم الأحد 13 فبراير 1994 على لسان المستشار ( الدمرداش العقالى ) وهو من أوائل الشباب الذين انضموا للجهاز السرى للإخوان فى الأربعينيات، وأقسم يمين الولاء أمام الشيخ البنا، وأصبح فى غضون
سنوات قليلة مسئول الشباب والطلبة فى حركة الإخوان فضلاً عن أنه زوج شقيقة الكاتب الإخوانى سيد قطب حيث يقول :
[من الثابت أن اليوزباشى جمال عبد الناصر حسين قد انخرط فى صفوف الإخوان المسلمين عام 1942 مشكلاً مع عبد المنعم عبد الرؤف وأبو المكارم عبد الحى ومحمود لبيب الجهاز الخاص للإخوان المسلمين فى الجيش. وقد ظلت حركة الإخوان المسلمين - بقيادة حسن البنا وعبد الرحمن السندى فى القطاع المدنى، وجمال عبد الناصر فى القطاع العسكرى - تعمل لتغيير الأوضاع فى مصر والاستيلاء على السلطة كما كان مقدرا لها فى عام 1955، ولكن حرب فلسطين هى التى غيرت هذا التقدير. وبعد صدور قرار حل الحركة فى 8/12/1948 واعتقال جميع قيادة الإخوان ما عدا حسن البنا، حينئذ أيقن الرجل أنه سيبقى ليُصَفى، فأعد وصيته وذهب بها ليسلمها إلى صالح حرب باشا فى جمعية الشبان المسلمين فى الليلة التى قتل فيها، وهى الليلة الوحيدة التى خرج فيها من بيته منذ أن أحس بأنه
مستهدف من قبل الملك وأعوانه.
وقد كتب البنا موصياً بأن يكون المسئول عن جماعة الإخوان المسلمين فى حالة اغتياله أو غيابه هو عبد الرحمن السندى رئيس الجهاز الخاص، وإذا لم يكن السندى موجوداً يصبح جمال عبد الناصر حسين هو المرشد العام للجماعة !!
ولم يكن عبد الرحمن السندى حتى ذلك الوقت من الوجوه المعروفة، فقد أبقاه البنا تحت الأرض منذ أن أسند إليه قيادة التنظيم السرى عام 1938.
حسن البنا يصّرح بأن منهجه هو المواجهة المسلّحة.. جذور فكر داعش
وقال السندى بعد الثورة: إن حسن البنا قال له حين اختاره لهذه المهمة السرية الخطيرة : إن الجهاز الخاص هو"الورشة"، التى نعد فيها قادة التغيير، أما مكتب الإرشاد والمركز العام والهيئة التأسيسية وحديث الثلاثاء فكلها بمثابة "المعرض" الذى نعرض فيه بضاعتنا، والصانع لا يجعل مرتادى المعرض أو زواره يرون ما يحدث فى "الورشة" فالورشة تصنع فى صمت، والمعرض يبيع بغير ضوضاء الورشة.
ولكن فى ذلك الوقت كان السندى مسجوناً بعد القبض عليه فى حادث سيارة الجيب، فانصرفت الأنظار إلى جمال عبد الن اصر ليقود الإخوان كما جاء فى وصية المرشد العام، و أبلغ صالح حرب عبد الناصر بالوصية التى جاء فيها أيضاً : (على قيادة الإخوان الجديدة أن تسارع بالتغيير وقلب نظام الحكم فى موعد أقرب من عام 1955، فقد أصبحنا فى سباق مع الزمن)
وعلى أثر ذلك شرع عبد الناصر فى بناء تنظيم الضباط الأ حرار الذى كان يضم فى الواقع أكثر من تنظيم سرى وأكثر من اتجاه سياسى وعقائدى، وكان ذلك عام 1949، وهو التاريخ الصحيح لبداية تنظيم الضباط الأحرار- وهو كما نرى - اسم محايد يتسع لمختلف الاتجاهات والميول السياسية والعقائدية، ففيه الإخوانى والماركسى وغيرهم] "الدمرداش العقالى"
يقول أحد الكتاب : إن جمال عبد الناصر قد سئل فى أحد الاجتماعات التمهيدية للضباط الأحرار " هل تتوقع من الإخوان خيراً ؟" وأجاب عبد الناصر: "نعم خير كثير"
(المصور 31/10/1954 - حلمى سلام :قصة ثورة الجيش)
وهذه الإجابة من عبد الناصر لا تحتاج إلى تعليق لبيان مدى العلاقة القوية التى كانت تربطه بالجماعة، ويبقى السؤال لماذا إذن عامل عبد الناصر الجماعة بهذه القسوة بعد الثورة؟
لماذا حاربت الثورة الإخوان ؟
نشرت جريدة الجمهورية فى عددها رقم 40 الصادر فى 15 يناير 1954 ما يأتى:
عقد البكباشى أنور السادات مؤتمراً صحفياً الساعة الواحدة من مساء اليوم ألقى فيه البيان التالى: (إن كانت الثورة قد قامت فى 23 يوليو سنة 1952 فقد ظل تنظيم الضباط الأحرار ينتظر من يتقدم الصفوف مخلصاً ليغير المنكر الذى نعيش فيه، ومن يوم قيام الثورة ونحن فى معركة لم تنته بعد، معركة ضد الاستعمار لا ضد المواطنين، وهذه المعركة لا تحتمل المطامع والأهواء التى طالما نفذ الاستعمار من خلالها ليحطم وحدة الأمة، ولقد بدأت الثورة فعلاً بتوحيد
الصفوف، إلى أن حلت الأحزاب ولم تحل الإخوان إبقاء عليهم وأملا فيهم وانتظاراً لجهودهم وجهادهم فى معركة التحرير.
ولكن نفراً من الصفوف الأولى فى هيئة الإخوان أرادوا أن يسخروا هذه الهيئة لمنافع شخصية
وأطماع ذاتية، مستغلين سلطات الدين على النفوس وبراءة وحماسة الشبان المسلمين ولم يكونوا فى هذا مخلصين لوطن أو لدين، وأنهم استغلوا هذه الهيئة لإحداث انقلاب فى نظام الحكم القائم تحت ستار الدين، ولقد سارت الحوادث بين الثورة وهيئة الإخوان بالتسلسل الآتى:
1- رفض المرشد العام للإخوان إصدار بيان تأييد للثورة إلا بعد رحيل الملك فاروق، وطلب مقابلة أحد رجال الثورة فقابله البكباشى عبد الناصر وقد بدأ المرشد حديثه مطالباً بتطبيق أحكام القرآن فى الحال، فرد عليه عبد الناصر : إن هذه الثورة قامت حرباً على الظلم الاجتماعى والاستبداد السياسى والاستعمار البريطانى وهى بذلك ليست إلا تطبيقاً لتعاليم القرآن، فانتقل المرشد بالحديث إلى تحديد الملكية، وقال : إن رأيه أن يكون الحد الأقصى 500 فدان، فرد عليه عبد الناصر : إن الثورة رأت التحديد ب 200 فدان وهى مصممة على ذلك
فقال المرشد : إنه يرى لكى تؤيد الإخوان الثورة أن يعرض عليه أى تصرف للثورة قبل إقراره فرد عليه عبد الناصر : الثورة لن تقبل وصاية عليها من أحد، ولكن نرحب بالشورى.
2- سارعت الثورة فى إعادة الحق إلى نصابه، وكان من أول أعمالها أن أعادت التحقيق فى مقتل الشيخ حسن البنا فقبضت على المتهمين فى الوقت الذى كان فيه المرشد الحالى لا يزال فى مصيفه بالأسكندرية، واحتفلت بالذكرى السنوية - الرابعة- لأول مرة للشيخ حسن البنا وكان المرشد الحالى- يقصد حسن الهضيبى- قد حرمها.
3- طالبت الثورة الرئيس السابق على ماهر بمجرد توليه الوزارة أن يصدر عفواً عاماً على المعتقلين والمسجونين السياسيين وفى مقدمتهم الإخوان
4- قرر مجلس قيادة الثورة إشراك ثلاثة من الإخوان فى وزارة الرئيس محمد نجيب، على أن يكون أحدهم الأستاذ أحمد حسن الباقورى فأرسل المرشد العام: حسن العشماوى ومنير الدلة كمرشحين للوزارة، ولكنهما رُفضا من قبل الثورة، وطُلب ترشيح غيرهما، فقرر الإخوان عدم الاشتراك فى الوزارة وفصل الشيخ الباقورى من الإخوان.
5- لما علم مرشد الإخوان بتكوين هيئة التحرير، تقابل مع البكباشى جمال بكوبرى القبة وقال له : لا لزوم لإنشاء هيئة التحرير ما دام الإخوان قائمين، فرد عليه جمال : إن فى البلاد من لا يرغب فى الانضمام للإخوان فقال المرشد : إننى لن أؤيد هذه الهيئة وبدأ من ذلك اليوم فى محاربة هيئة التحرير وإصدار أوامره بإثارة الش غب واختلا ق المناسبات لإيجاد جو من الخصومة بين أبناء الوطن الواحد
6- فى شهر مايو 1951 ثبت لرجال الثورة أن هناك اتصال بين بعض الإخوان المحيطين بالمرشد وبين الإنجليز عن طريق الدكتور محمد سالم الموظف فى شركة النقل والهندسة. وقد عرف البكباشى جمال من حديثه مع حسن العشماوى أنه حصل اتصالاً بين منير الدلة وصالح أبو رقيق ممثلين عن الإخوان وبين مستر إيفانس المستشار الشرقى للسفارة البريطانية. والتقى جمال عبد الناصر والمرشد العام وأظهر له استياءه من اتصال الإخوان مع الإنجليز والتحدث معهم
فى القضية الوطنية، الأمر الذى يد عو إلى التضارب فى القول وإظهار البلاد بمظهر الانقسام.
7- فى أوائل يونية 1953 ثبت لإدارة المخابرات أن خطة الإخوان قد تحولت لبث نشاطها داخل قوات الجيش والبوليس، وعمل تنظيم تابع لها استعداداً للقيام بانقلاب ضد حكومة الثورة، وقد تم إنذارهم على هذا العمل ولكنهم ظلوا فى أحقادهم ضد الثورة.
8- بدأ المرشد العام الأ ستاذ الهضيبى فى التخلص من رجال الجهاز السرى القديم أيام الشيخ البنا وتكوين جهاز آخر تابع له ويدين له بالولاء والطاعة، وفى هذه الظروف قتل المرحوم المهندس فايز عبد المطلب بواسطة الإخوان عن طريق صندوق من الديناميت وصل إلى بيته
على أنه هدية من الحلوى.
9- إثارة الشغب داخل الجامعة بالقاهرة والأ سكندرية ليثبتوا للمسئولين أنهم قوة لا يستهان بها، وقد حدث احتكاك بينهم وبين منظمات الشباب، فهاجم الإخوان تلك المنظمات بالكرابيج والعصى وأصابوا البعض بإصابات مختلفة.
حدث كل هذا فى الظلام، وظن المرشد وأعوانه أن المسئولين غافلون عن أمرهم، لذلك فنحن نعلن باسم هذه الثورة التى تحمل أمانة أهداف هذا الشعب أن مرشد الإخوان ومن حوله قد وجهوا نشاط هذه الهيئة توجيهاً يضر بكيان الوطن ويعتدى على حرمة الدين ولن تسمح الثورة أن تتكرر فى مصر مأساة الرجعية باسم الدين، ولن تسمح لأحد أن يتلاعب بمصائر هذا البلد لشهوات خاصة مهما كانت دعواه ولا أن يستغل الدين فى خدمة الأغراض والشهوات، وستكون إجراءات الثورة حاسمة وفى ضوء النهار وأمام المصريين جميعا، والله ولى التوفيق.
"مجلس قيادة الثورة"
الإخوان بلاء وهوان
الحقيقة أن هذه الجماعة تحكمها الأهواء الشخصية، وحينما يرفعون شعار تطبيق الشريعة أو الإسلام هو الحل أو غيره، فإننا يجب أن نكون على يقين أنها شعارات جوفاء.
فهاهم قد وصلوا إلى الحكم عن طريق عبد الناصر ربيب الإخوان، ولكنهم أنفسهم هم الذين
حاربوه، وجاء بعده السادات وهو منهم أيضاً وفتح لهم الباب على مصراعيه ولكنهم قتلوه على يد جهازهم السرى المسمى بجماعة الجهاد، ولو جاء غيره لحاربوه، حتى إذا بقى اثنان فقط من هذه الجماعة لحارب أحدهما الآخر، لأن كل عضو بالجماعة يريد أن يكون هو الحاكم وليس غيره، ولن يطبقوا الشريعة التى يتشدقون بها.
لقد كان رد فعل عبد ال ناصر عليهم عنيفاً على الرغم من أنهم إخوانه الذين رباهم شيخ واحد هو حسن البنا، ولكن التربية الصحيحة لا تكون إلا على يد إمام ربانى كالعبد الصالح مع سيدنا موسى حين وصفه الحق بقوله : (آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً) فأنى لطالب الحكم المتزلف المتلون كالحرباء، ففاقد الشيء لا يعطيه.
وتظهر التربية السيئة فى سلوك المرشد العام حسن الهضيبى مع إمامه حسن البنا : حيث رفض وضع صورة البنا فى مكتبه، بل لقد بلغ الحقد والبغضاء به أن رفض زيارة قبر حسن البنا، وأفتى بأن زيارة الإخوان للقبر عودة إلى الوثنية !! كما اعتبر إحياء الذكرى السنوية للبنا حراماً، بل وضع صورة الملك فاروق - سيده الذى كان ينحنى أمامه قائلاَ : يا ولى الأمر، ويوقع له فى دفتر
التشريفات- بدلاً من صورة حسن البنا، باعتبار أن فاروق هو حاكم البلاد الشرعى الذى يجب أن يدين له الإخوان (فتحى العسال، الإخوان المسلمون بين عهدين، ص : 210)
ولم تقف التربية السيئة فقط عند حد العداء بين الإخوان والثورة بل وصل الأمر إلى درجة الاغتيالات، أشهرها محاولة اغتيال جمال عبد الناصر فى أكتوبر 1954 م بميدان المنشية على يد محمود عبد اللطيف أحد أعضاء الجهاز السرى للإخوان المسلمين، والذى أطلق تسع رصاصات من مسدسه على عبد الناصر أصابت وزير خارجية السودان آنذاك ميرغنى حفنى وقد اعترف محمود عبد اللطيف بأن الذى كلفه بتنفيذ مأمورية اغتيال عبد الناصر هو المحامى هنداوى دوير
الذى يعمل بمكتب الأستاذ عبد القادر عودة عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، وصدرت أوامر بالقبض على هنداوى دوير الذى اعترف بأنه تلقى تعليمات مكتوبة من رئاسة التنظيم السرى بقتل البكباشى جمال عبد الناصر ثم التخلص من جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة بالاغتيال، والتخلص من عدد من ضباط الجيش يبلغ 160 من قادة وضباط بالقتل والخطف، على أن تقوم تنظيمات الإخوان فى كافة أنحاء القطر بحركة شعبية يعقبها تكليف الأستاذ محمد حسن العشماوى ومعه الأستاذ عبد الرحمن عزام ليحلا محل مجلس قيادة الثورة.
ويتم القبض على العشماوى والهضيبى حيث تتوالى الاعترافات، ويتم العثور على ترسانات من الأسلحة بالأسكندرية والقاهرة وبور سعيد وغيرهم (فتحى العسال - المرجع السابق 284-290)
ويدير عبد الناصر ماكينة العنف إلى أوسع مدى مصمما على تصفية الجماعة - وله الحق فى هذا - و ينجح إلى حد كبير فى القضاء عليهم، فهو منهم أولا وأخيراً ويعرف أسرارهم.
وقد ترتب على قيام الثورة بتصفية جماعة الإخوان المسلمين، أن قامت السعودية (ثأراً من محمد علي باشا وما فعله بالحركة الوهابية بالأمس بقضائه على تحركاتها خارج نطاق نجد والحجاز، وذلك بإرساله جيشاً أباد خضرائهم بقيادة ابنه ابراهيم باشا) فقامت بإمداد الإخوان بما يساعدهم على البقاء، ومحاولة القضاء على الثورة، مما حدا بالحكومة المصرية إلى فضح هذا الأسلوب الرخيص من جانب حكام الوهابية، عن طريق تسخير إذاعة صوت العرب فى الستينيات لمدة ساعة يومياً لفضح النظام الوهابى، وتقوية التيار الاشتراكى فى السعودية بقيادة
ناصر السعيد، وبهذه الطريقة تأخرت سيطرة الإخوان الوهابية على مصر، وبالتالى تأخر المشروع البريطانى الوهابى.
والسؤال الذى يطرح نفسه : فى عهد البنا كان الجهاز السرى أداة للوصول إلى الحكم، ولكن فى عهد ربيب الإخوان عبد الناصر ما فائدة هذا الجهاز؟
التنظيم الدولي للوهابية
التنظيم أى تنظيم ليس كما تتخيله أنت أو أى شخص فى إدراكك للأمور ولكن التنظيم أى تنظيم يجب أن تنظر إليه من مفهوم واضعيه وأن تسبر غور أهدافهم ومراميهم وتطور أساليبهم.
من هنا يبدو التنظيم الدولى للوهابية مختلفاً، يقوم على تقوية التنظيمات المحلية ثم الانتشار فى أماكن جديدة ثم ربط كل ذلك بشكل من الصعب رصده أى الممثلين المنوط بهم الاجتماع عالميا لوضع السياسات وتقرير الوسائل واتخاذ القرارات.
وأول ما فعلوه أن أصبحت تلك اللقاءات تتم دوريا فى أى مكان فى العالم يتفق عليه، وفى أحد الفنادق، أو فى ضيافة إحدى المنظمات دون إلقاء الضوء عليه وقد استفادوا فى ذلك من احتكاكهم بالعالم واستيعابهم الوسائل المختلفة، ودراساتهم التى قاموا بها للمنظمات اليهودية وتاريخها وتطويرها أخذوا هذا الأسلوب من ممارسات النوادى العالمية مثل : الروتارى، أو الليونز
فهى نوادى عالمية تؤدى عملها دون أن يكون لها مقر ثابت.
بدأ التنظيم الدولى بالمؤتمر السنوى الذى عقد عام 1975 بجامعة أنديانا بولس فى أمريكا، وهذا المؤتمر ضم عدد من كبار ومشاهير الدعاة، على رأسهم مسعود الندوى وهو مفكر هندى من جيل أبى الأعلى المودودى، وكذلك الشيخ يوسف القرضاوى الغنى عن التعريف، والذى كان قد فصل من تنظيم الإخوان المسلمين عام 1954، لكنه ظل فى الساحة يعمل بانتظام، وكذلك
الدكتور جمال بدوى الذى يعمل أستاذاً فى جامعة أنتاريو بكندا، والذى كان مندوب الطلبة فى الخمسينيات بجماعة الإخوان المسلمين فرع الجيزة، وكذلك الأستاذ صالح أبو رقيق والحاجة زينب الغزالى، والدكتور عبد الرحمن خليفة وكيل وزارة الأوقاف الأردنية، والشيخ عبد الله العقيل الكويتى الجنسية والذى يقوم بدور كبير فى التمويل.
لقد كان ذلك المؤتمر إحدى الوسائل التى تم بها تأسيس وتدعيم التنظيم الدولى للوهابية وبدأ وكأن رموز التنظيم يقومون بعمليات انتقاء وتربية كوادر وبحث وتمويل، وتقوية علاقات ببعض الدول من خلال هذا المؤتمر، وقد حضره تنظيمات إسلامية متعددة منها:
- حزب التحرير الإسلامى وهو جماعة أسسها فى الأردن تقى الدين النبهانى، ويعتبر أعضاء هذا الحزب أنفسهم أبناء أمريكا
- جماعة التبليغ والدعوة مقرها الرئيسى فى دكا عاصمة بنجلادبش، ويروج أصحابها لدعوة إسلامية مخلوطة بالهندوكية، ويصفون أنفسهم بأنهم مسلمون لا يخاصمون الحكام وينكرون الجهاد بمعنى القتال، ويستبدلونه بالخروج للدعوة فى سبيل الله ثلاثة أشهر كل عام.
- جماعة الإخوان المسلمون وهى تنظيم انقلابى، وأول من حرف معنى الجهاد فى العصر الحديث بأن جعله ضد المسلمين، وقد ولدت جميع قوى التطرف فى كنفها كما بينا من قبل.
- الحركة السلفية الواردة من السعودية تحت اسم رابطة العالم الإسلامى وهى جماعة شبه حكومية، تروج لأفكارها من خلال أنشطة خدمية على مستوى العالم مثل بناء المساجد وتوزيع المصاحف - لكنها لا تهتم بالأمور التنظيمية - وإن كانت تملك ميزانيات ضخمة لترويج الفكر الوهابى.
- التيار الشيعى وهو تيار ضخم استقطبته الوهابية، لا يمكن إنكار وجوده، أو إغفال دور أفراده فى التنظيم الدولى.
واجبات التنظيم الدولي
1- نشر الدعوة فى الدول التى أنشئت بها تنظيمات، ومحاولة الزحف إلى دول أخرى لفتح مراكز بها على غرار الأسلوب الذى اتبعه الإخوان فى الأربعينيات فى سياسة فتح شُعَب للجماعة فى جميع مدن وقرى مصر
2- إدارة الحركة السياسية العالمية لصالح المنظمات الوهابية، والضغط على المراكز الدولية الحساسة لتساعد فى تحقيق مكاسب أو الاتصال بهيئات دولية لرفع الضغط عن أعوانهم فى أى بلد تحدث فيه اضطرابات مثل هيئات حقوق الإنسان.
3- رعاية الثروة الخاصة بالتنظيم وتنميتها لزيادة الدخل وتوظيف مزيد من المال، ومعرفة كيفية استخدام تلك الأموال.
4- إقامة المشاريع المختلفة، ومنظمات إسلامية منبثقة عن التنظيم الأم وقد أقيم اتحاد المساجد العالمى برئاسة الشيخ عبد الله العقيل الذى يشرف على جمع الأموال لبناء المساجد فى العالم، وهى تعتبر مراكز تجمع للمسلمين يتم استقطاب العناصر الصالحة منها خلالها، وكذلك أقيم الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين برئاسة يوسف القرضاوى، ويدخل فى ذلك الدخول فى أية منظمات إسلامية أخرى وتوجيهها فى نفس اتجاه التنظيم الوهابى الدولى وربطها بالنشاط تدريجيا وخاصة المنظمات التى لها كيانات حكومية معترف بها، وكمثال لذلك الجمعية الشرعية، وجمعية أنصار السنة المحمدية فى مصر.
5- مساعدة الحركات التى تواجه صداما مسلحا من أى نوع، بالدعم المالى وتهريب الأسلحة، ووقوف التنظيم فى الحرب فى أفغانستان خير دليل على ما نقول، وكذلك الدعم المتصل لجبهة الإنقاذ الجزائرية بالمال والسلاح، وإيواء الهاربين فى الخارج ليس سوى دليل آخر على ذلك، وتمويل الإرهاب والعنف والقتل فى مصر دليل ثالث، والاتصال والتنسيق مع بعض المنظمات الأخرى مثل التنظيم الفلسطينى الدولى وبعض المنظمات الدولية الأخرى مثل الجيش الأيرلندى والجيش الأحمر اليابانى وغيرها من منظمات المافيا الإيطالية، وذلك لقصد تبادل
العمليات أحيانًا، وبقصد التمويه على الأطراف الأخرى فى أحيان ثانية (مذكرات على عشماوى - روز اليوسف، العدد: 3463).
مصادر تمويل التنظيم الدولي
1- مؤتمر الكويت
عقد مؤتمر عام 1989 بالكويت لرجال المال المسلمين من جميع الدول الإسلامية لوضع القواعد المالية للتنظيم الدولى، وتم الاكتتاب فى مبلغ هائل بالدولار الأمريكى- مليار دولار - ليكون نواة للصرف على النشاط الدولى، وكان نجم هذا المؤتمر الشيخ يوسف القرضاوى، خاصة بعد أن أصبح أحد المقربين من بنك فيصل الإسلامى.
وأسفر المؤتمر عن تدعيم أسامة بن لادن الإرهابى الوهابى الشهير، والذى أصبح همزة الوصل بين
المتأسلمين والمجاهدين ضد روسيا فى أفغانستان وبين كل من ال حكومات الخليجية والمخابرات الأمريكية. وخاصة أن رجال المال وفروا له الأسلحة من جميع أنحاء الأرض، والتى وفرت فى المقابل أرباحا بالملايين للوسطاء بين التجار ودول الخليج والمخابرات الأمريكية والتنظيم الدولى
2- تمويل مليونيرات الإخوان في العالم
- فى انجلترا وأمريكا وسويسرا وفرنسا والسعودية وقطر والإمارات والكويت.
3-سرقة أموال التبرعات
صناديق التبرعات منتشرة فى جميع أنحاء العالم الإسلامى وخصوصاً السعودية، فقد جمعوا مبالغ لا طائل لها لأفغانستان، ومن بعدها جاءت صناديق البوسنة، وصناديق فلسطين، وبعضها يرسل إلى جبهات القتال وأغلبها لصالح الأنشطة السرية والحسابات الخاصة، أو أن تسرق بكاملها فى أحوال أخرى، وقد أسند هذا العمل فى مصر إلى لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء التى يقوم عليها
الإخوان المسلمون.
وهذا يذكرنا بما فعله الإخوان المسلمون أثناء حرب فلسطين سنة 1948 حيث جمعوا التبرعات واشتروا بها ترسانة أسلحة لتساعدهم فى الاستيلاء على الحكم
توظيف الأموال
فكرة شركات توظيف الأموال مصدرها سويسرا، حيث توجد جمعيات تعاونية يساهم فيها الأفراد بأموالهم مقابل أن يشتروا منها السلع بهامش ربح ضعيف وبهذا فإنهم يحصلون على السلع بأسعار منافسة، وبالتالى يضغطون على التجار الآخرين فتنخفض الأثمان ويحدث نوع من توازن الأسعار. إنها فكرة براقة للغاية. أخذ الإخوان المسلمون - مؤسسوا التنظيم الدولى للإرهاب
الوهابى- إطارها الخارجى ثم عبئوه بالسموم، درسوا هذا النظام وطوروه، ووجدوا أنه يمكن تقديمه كشكل "إسلامى" وعثروا فيه على فرصة لجمع مدخرات المصريين فى الخارج، ومنع الدولة من الاستفادة منها، فضلاً عن أنه يسمح لهم باستثمار تلك الأموال، فإذا ما أرادت الحكومة ضربهم فإنها لن تقترب منهم لأنها فى الواقع ضربت ثروة أبنائها، وبالتالى ينقلبون عليها وينقمون فى حين تبقى أموال التنظيم فى أمان تام خارج الحدود وبدأ تطبيق هذه الفكرة كل من (م. هلال) وعبد
اللطيف الشريف وأحمد الريان وخاصة أنهم من رجال المال والأعمال أيديهم فى السوق ولديهم خبرة متميزة أما الأول فيعمل فى السعودية منذ فترة طويلة، وأما الريان فله سمع ة كبيرة فى مجال تهريب أموال العاملين فى الخليج بنظام المقاصة، وقد اكتسب ثقة متميزة بين الناس لأنه أسرع وأوفر من البنوك.
وفى حين غرق الناس فى وهم الأرباح الزائفة الضخمة، كانت الأموال تصب فى بيوت المال المتأسلمة فى الخارج، وفى بنوك من نفس النوع، حيث تستخدم فى مضاربات على سلع استراتيجية قد تصل أرباحها إلى 46 % وهى مضاربات لا يمكن أن تتم بعيداً عن بيوت المال الدولية الكبرى سواء كانت أمريكية أو أوروبية وكلتاهما يسيطر عليها اليهود وكانت أرباح هذه الأموال تسخر فى خدمة التنظيم الدولى الوهابى
مؤتمر الخميني وتطور التنظيم
بعد نجاح ثورة الخومينى وجه دعوة لزعماء الحركات والدعاة فى العالم أجمع لحضور مؤتمر تحت رئاسته للتفاهم على شكل العمل فى المرحلة المقبلة.
وقد حضر هذا المؤتمر الأستاذ عمر التلمسانى مرشد الإخوان المسلمين بمصر، والدكتور حسن الترابى السودان، وراشد الغنوشي تونس، وعلى بلحاج الجزائر، ويوسف القرضاوى، والدكتور جمال بدوى عن كندا، ومحمد قطب شقيق سيد قطب، وفاروق القاضى عن أمريكا، وعصام
العطار زعيم الإخوان المسلمون فى سوريا عن ألمانيا.
وأغلب هؤلاء ك ما نرى هم زعماء الإخوان فى بلادهم، جاءوا بتعليمات من الوهابية بقصد احتواء الثورة الإيرانية، وتسخيرها لخدمة أهدافهم، إلا أن المطالب الإيرانية، تعارضت فى بنود كثيرة مع المصالح الوهابية، لكن الإخوان لا يضيعون فرصة للاستفادة الخاصة بهم.
وقد كان مع كل منهم أعضاء آخرون على هيئة وفد إلى جانب ممثلين عن المنظمات فى الهند و الباكستان وبنجلاديش ولندن وألمانيا الغربية والنمسا، كان مؤتمراً ضخماً بمعنى الكلمة وكان من أهم الموضوعات التى ركز عليها الآتى:
1- تنشيط الحركة الثورية فى باقى بلاد المسلمين والدعم جاهز
2- العمل السريع ع لى إسقاط أنظمة الحكم الرجعية فى الخليج وغيره، وهذا الذى حدا بدول الخليج إلى إقناع صدام حسين بالهجوم على إيران، وفعلاً قام العراق بمهاجمة إيران، فى حرب استمرت ثمان سنين، فقد فيها الطرفان أرواحاً كثيرة ومعدات أكثر ودفعت فيها دول الخليج ثروة طائلة، وفى النهاية خرج الطرفان فى حالة إجهاد ودمار وقد كان الغرب يمول الطرفين بالأسلحة حتى تستمر الحرب أطول فترة ممكنة.
3- تقوية الكوادر التى تعمل فى الحقل الدولى لتقوم بالمساندة عند اللزوم، وهى تعنى أنهم مطالبون بإثارة القلاقل فى أكثر من مكان فى العالم لتغطية القيام بعمل فى مكان آخر، أو تصفية العملاء المارقين، أو نسف بعض المنشآت عند اللزوم
4- العمل على تكوين لجان لدراسة الفقه الإسلامى الشيعى و السنى للتوفيق بينهما، وقد قام الشيخ القُمي بزيارة مصر لهذا الغرض ولكنه لم يوفق
5- العمل على تحرير الأر اضى المق دسة الموجودة فى مكة والمدينة من سلطان آل سعود ووضعها تحت إشراف مجموعة من الدول الإسلامية
ماذا بعد مؤتمر الخميني
بعد مؤتمر الخومينى كانت اللقاءات مستمرة بين عمر التلمسانى و الغنوشي و عباس مدنى و على بلحاج، وكانت فى نفس الوقت تحدث لقاءات بين الغنوشي والترابى للتنسيق بين الجميع فى الخطوات المقبلة وقد كان أحد غطاءات تلك اللقاءات هو دعم مجاهدى أفغانستان وبعد أن قررت أمريكا دعمهم بكل الوسائل، وقيل وقتها : إن الولايات المتحدة الأمريكية فى النهاية يمكن استقطابها إلى جانب القضايا الإسلامية، ولكن العكس كان الصحيح وفتحت معسكرات التدريب فى السودان واليمن وباكستان لتدريب المتطوعين الذين يرغبون فى الذهاب إلى أفغانستان، ومع فتح المعسكرات وفتح الإمداد الأمريكى فتحت صنابير الذهب السعودى على مصراعيها لهذا الدعم.
وقد شهدت هذه الفترة ولادة نجم من نجوم التنظيم الدولى الوهابى للإرهاب وهو أسامة بن لادن السعودى الجنسية، والذى ذهب ليقود المتطوعين فى أفغانستان، وما تلى ذلك من أحداث إرهابية اشترك فيها وبهذه المناسبة ينبغى شرح تلك الظاهرة فهذا إنتاج سياسة من السياسات التى اعتمدها الإخوان المسلمون منذ زمن طويل وهى استعمال مدرسى الإخوان فى التركيز على أبناء تلك العائلات وعلى الأمراء الذين يتصادف وجودهم كتلاميذ بين أيديهم، حيث يتم بناؤهم بالطريقة التى يريدون، وهكذا كان ابن لادن تلميذاً تم غسل مخه وتجهيزه للقيام بالعمل المطلوب فى الوقت المطلوب وتسخير كل إمكانات عائلته ونف وذها فى سبيل خدمة الجماعة.
وقد ساعدت ابن لادن طبيعة شخصيته التى تميل إلى العنف، والتى تتسم بالدهاء الشديد والمعرفة الجيدة لكيفية استغلال جهد الآخرين ولذلك فطوال قيادته للفريق العربى فى حرب أفغانستان كان جميع المحيطين به أثناء العمليات لا يعرفون أية تفاصيل، ولكن كل يؤدى دوره حتى الأسماء التى لمعت مثل : خالد الاسلامبولى وأيمن الظواهرى وحتى عمر عبد الرحمن فقد كان كل منهم يلعب الدور الذى فرضه عليه أسامة بن لادن مستعملاً فى ذلك سيف المعز وذهبه، وهى سياسة يجيدها من نشأ نشأته (مذكرات على عشماوى، المرجع السابق)
آخر علامة استفهام
نشرت صحيفة عقيدتى يوم الثلاثاء 3 مايو 2005 م، وكذلك صحيفة صوت الأزهر يوم الجمعة 6 مايو 2005 م خبراً يقول : رفض مجلس البحوث الإسلامية بالأزهر ما يردده البعض بإلغاء الحدود الإسلامية تحت دعوى أنها معطلة، لأن ذلك ترك لما هو معلوم من الدين بالضرورة، ومن ينكر ذلك يعتبر خارجا على ملة الإسلام وسبب مناقشة هذه القضية ورود سؤال من المسلمين فى لندن لأخذ رأى الأزهر فيها.
ولكن علامة الاستفهام والتعجب، ممن وراء دعوى إلغاء الحدود الإسلامية، إنه طارق سعيد رمضان، أتدرون من هو طارق سعيد رمضان؟
إنه حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين.
هل هو غيظ من تطبيق بعض هذه الحدود - كالإعدام والتعزير – على إخوانه من الشياطين؟ أم أنه تعلمن بعد ضعف جماعة الإخوان المسلمين وتلاشي حلم حيازة السلطة والتربع على عرش البلاد!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو
.. غانتس يجدد رفضه الإبقاء على التشريع الذي يعفي اليهود -الحريد
.. تسجيل صوتي لمحمد الضيف يدعو الشعوب العربية والإسلامية للزحف
.. من أحد رؤوس الكفر إلى أهم الصحابة.. من هو الصحابى الذى دخل ا