الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتحول الأديب إلى فيلسوف. رواية أشياء مكتملة لمحمد بدازي نموذجا

محسن وحي

2021 / 2 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بداية أؤكد أنني لن أقدم في هذه القراءة نقدا أدبيا للرواية، أعتبر نفسي لست أهلا لذلك، فهذه المهمة موكولة للمختصين في النقد الأدبي، وإنما سأقدم فقط قراءة متواضعة حول البعد الفلسفي في الرواية، إنطلاقا من فرضية مضمونها أن العلاقة الإيجابية بين الأدب والفلسفة حاضرة بشكل قوي في هذه الرواية. حجتي في ذلك، أولا مضمون الرواية التي تستحضر سؤال المعنى، من خلال سؤال الحرية والإيمان والوجود والموت... ثانيا إن صاحب الرواية نفسه قد ولج للأدب من باب الفلسفة، فهو قبل أن يكون روائيا كان طالبا للفلسفة، وأستاذا لها.
هذه القراءة، إذن، هي محاولة للفهم، وللحفر في أعماق الرواية، وهي أيضا محاولة للتأويل الهرمينوطيقي.
السياق العام لكتابة الرواية
لاشك أن كتابة هذه الرواية، من طرف صاحبها محمد بدازي، جاءت في ظل عصر يعرف تحولات قيمية عميقة مَسَّت مختلف المجالات، الأخلاقية، والسياسية، والدينية... وإذا جاز لنا تسمية هذا العصر سنسميه عصر تحول القيم، لكن تحول نحو ماذا؟ هل من الإيجابي إلى السلبي أو العكس؟ يجيب صاحب الرواية بالقول: أصبحنا تائهين بين قيم جديدة وأخرى قديمة، بين قيم مرغوبة وأخرى مرفوضة، بين قيم سامية مبعدة، وأخرى ساقطة مطلوبة... فكانت النتيجة أن صنع منا شباب منفصلو الشخصية، أقوالنا غير أفعالنا، أو أقوالنا خيرة وحضارية لكن أفعالنا شريرة وهمجية... كانت النتيجة تناقضا في ذات الشاب المغربي (ص 26). هذا السياق العام نفسه، دفع الكاتب إلى التساؤل حول جدوى الكتابة: لمن سأكتب؟ ومن سيقرأ لي في ظل إنشغالنا اليوم بالفيسبوك والانستغرام واليوتيب... في ظل زمن الصورة؟ (ص 27). إن الكتابة، في ظل هذا العصر الذي يعرف تحول القيم وانتشار التفاهة، هي محاولة للبحث عن المعنى، وهي سؤال حول الجدوى من حياة نحياها دون أن نترك فيها أثرا باستثناء بولنا وخرائنا وجثتنا، سؤال حول صدق إيماننا، سؤال حول انشطار ذواتنا بين أن نعيش كما نريد وبين أن نعيش كما يريد لنا الغير (ص 28).
في دلالة عنوان الرواية
يحيل عنوان الرواية أشياء غير مكتملة على مجموعة من الدلالات الفياضة بالمعنى، فهو إحالة على النقص، وعدم الإكتمال، وهشاشة العلاقات الإنسانية التي لا تعرف إستقرارا. ولعل مرد ذلك إلى طبيعة الإنسان نفسه، إذ أنه كائن يتفلت من كل تحديد، يصعب معه القول إن هذا هو الإنسان. إذا أردنا أن نُعَرف الإنسان، في إطار هذه الرواية، سنعرفه أنه كائن هش، مثل قصب الخيزوران الذي شبهه به الفيلسوف بليز باسكل، فهو كائن سهل الإنكسار وصعب الإنجبار. كم من علاقة، سواء كانت حبا، أوصداقة، أو أبوة، أو أمومة، انكسرت لسبب من الأسباب. قبل ذلك، كنا نعتقد أنها دائمة، ومن المحال أن تصل إلى نهايتها.
ملخص حول الرواية
تحكي الرواية عن شخصية الروبيو من خلال مجموعة من الأحداث غير المتعاقبة زمنيا، فهو عبارة عن حكي بواسطة زمنين، هما زمن الحكي وزمن السرد، الزمن الأول هو مرجع الأحداث في الرواية، إذ يبتدئ من مرحلة الطفولة في دوار ولاد بوعزيز إلى مرحلة الشباب في كاريان بولو بمدينة الدار البيضاء. أما زمن السرد فهو طريقة سرد الكاتب للأحداث، بحيث قسمها لأربعة فصول وهي: هبة، والروبيو، وصوفيا، وملاك. يبدأ السرد من خلال حوار داخلي يجريه الروبيو مع ذاته، وفيه يطرح مجموعة من الأسئلة العميقة التي تصب كلها في سؤال المعنى. بعد ذلك يسرد الأحداث بطريقة عكسية، إذ يظهر من خلال هذه الأحداث أن ملاك هي أول امرأة عرفها وبادلها الحب، لكنه ابتدأ بهبة، وهي آخر امرأة في حياته.
تنتمي هذه الرواية إلى النوع الجديد من الروايات التي قطعت مع ذلك النموذج الذي تنمو فيه الأحداث بطريقة متعاقبة. هذا الأسلوب السردي يتماشى مع التغير الذي حصل في مجال الأدب، من حيث الشكل والمضمون. لعل السمة البارزة لشخصية الروبيو هي سقوطه في التيه، والألم، والقلق، والشقاء، وبحثه عن المعنى في الكتابة. مرد ذلك إلى مجموعة من الأحداث التراجيدية التي مر بها في حياته، إبتداء بتخلي الأب عنه في طفولته المبكرة، وعلاقته المضطربة مع أمه، إضافة إلى وضعه الاجتماعي الهش الذي تتجسد فيه كل مظاهر الحرمان والعوز والحاجة. زد على ذلك الأحداث العنيفة التي لحقت به جراء علاقاته المتعددة مع النساء، خاصة علاقته بملاك التي هزته من الداخل، وموت ابنته الصغيرة صوفيا.
سؤال المعنى وفلسفة الهامش
بدأ صاحب الرواية، منذ الفصل الأول، بالتساؤل حول معنى الحياة أو معنى الوجود، وهو سؤال فلسفي في عمقه. إن الإجابة عن هذا السؤال ليس بالأمر السهل، إذ يمكن أن يأخد من الشخص حياته بكاملها لكي يجيب عنه، أو مجرد السير في طريق الإجابة.
ما معنى الوجود أو الحياة؟ ولماذا هناك وجود ولم يكن هناك عدم؟ ولماذا الشر موجود في هذه الحياة؟ ما الحكمة من وجود الزلازل والبراكين والأعاصير التي تلحق الضرر بالإنسان؟ هل حقا هذا العالم الذي نعيش فيه هو أفضل العوالم الممكنة؟ أولم يكن بالإمكان وجود عالم آخر بقوانين أخرى غير هذه؟ هل حقا تم اختيار الإنسان لكي يكون مستخلفا في هذه الحياة؟ هل الإنسان مسير أم مخير؟ إذا كان الإنسان مسيرا لماذا سيعاقبه الله على أشياء لم يخترها؟ وإذا كان مخيرا لماذا سيعاقبه الله على اختياراته وهو الذي وهبه عقلا لكي يفكر به؟ هل العقاب أو الانتقام صفات من صفات الله؟ ما الحكمة من وجود إنسان يعاني طوال حياته جراء خلل في الجينات؟
بعضُ هذه الأسئلة نجدها حاضرة في هذه الرواية، والبعض الآخر موجود بشكل ضمني. استحضر كاتب هذه الرواية قولة للروائي العالمي نيكوس كزنتزاكيس يقول فيها: نأتي من هاوية مظلمة وننتهي إلى مثيلتها. أما المسافة المضيئة بين الهاويتين فنسميها حياة (ص 12). وهو تصور من ضمن تصورات عديدة لطبيعة الحياة الملغزة. ألم يقل سقراط إن الحياة التي لا توضع موضع تأمل لا تستحق أن تعاش. إنها تستحق ذلك يا سقراط، رغم كل التناقضات التي توجد فيها تستحق منا أن نتأمل فيها ونحياها بكل جوارحنا.
لم يكن الروبيو يدرك أن دراسته للأدب وللفلسفة هي من ستزيد من قلقه الوجودي، وبحثه عن المعنى من وجوده، وهو الذي عاش حياة مليئة بالألم والمعاناة والشقاء. لم يكن يدرك أن الوعي هو اللعنة التي ستصيبه، إنه لوعي مهلك للجسد والروح الذي يجعلك تعتقد بأنك تسير نحو عدم بعدما جئت منه، وأنك بين العدم والعدم، تجد نفسك تائها غير قادر على إدراك معنى وجودك في العالم، وغير قادر على تجاوز قلقك وشقائك (ص 13). لعل ما يميز هذا العمل الروائي هو شجاعة صاحبه وجرأته على طرح مجموعة من الأسئلة، مثل سؤال الحرية، والإيمان، والموت، والحب، والجنس. هي جرأة وشجاعة، خاصة في ظل المجتمع الذي نعيش فيه، الذي يمارس رقابة شديدة وسلطة جبارة على الفرد. تبدأ هذه السلطة من الأسرة، ثم المدرسة، وتنتهي بالدولة، لذلك التجأ محمد بدازي إلى الرواية كجنس أدبي بغية الإفصاح عما يخالج الذات من أفكار ومشاعر وتصورات تعكس فلسفته في الحياة. هذا لا يعني أن كل ما قيل يجسده الكاتب في حياته، لكن ميزة الأدب هو قدرته على طرح المواضيع التي تمس حياة الإنسان، والواقع الذي يعيش فيه. وفي هذا بالذات يتشابه محمد بدازي مع كبار الروائيين أمثال محمد شكري وبوكوفسكي وألبير كامو. إضافة إلى تأثره بكبار الفلاسفة أمثال إميل سيوران وجان بول سارتر ومارتن هيدجر واسبنوزا ونيتشه وجيل دولوز. هو نوع من أنواع التناص الأدبي والفلسفي الذي نجده حاضرا في أسلوب محمد بدازي في الكتابة. وهذا ليس بشىء غريب عن مجال الأدب والفلسفة، وهو نفس الأمر الذي يؤكده محمد بدازي بقوله: سأكون سعيدا إذا قيل إن كتابتي تشبه شكري أو بوكوفسكي. هذا شرف بالنسبة لي. ثم إنني أومن بفكرة أن الكاتب الناشئ غالبا ما يكتب، بوعي أو بدونه، بنفس نموذج له (ص 120).
الحق يقال، إن صاحب الرواية امتلك عينا فلسفية ترى موضوعات لامفكر فيها، أو تم تهميشها في الأدب لمجموعة من الأسباب، أهمها أنها موضوعات محرمة، إذ لا يمكن التفكير فيها أو التعبير عنها، لأنها تنتمي إلى فلك الممنوع.
لنأخد مثالين اثنين في هذا الصدد، هما سؤال الجنس والإيمان. يأخذ سؤال الجنس من هذه الرواية مكانة لابأس بها، وهو يحضر في صيغ مختلفة، كتجربة أولى لروبيو في دار البغاء، وفي علاقاته المتعددة مع النساء التي بادلهن الحب، وفي صيغة المثلية الجنسية.
لنأخذ مشهدا واحدا من هذه المشاهد الإيروتيكية التي يتوجه فيها الروبيو بكل جوارحه إلى محبوبته سحر، وفيها خلع الكاتب جلباب الزهد وأخلاق النساك التي يتحلى بها عادة الروائيين أثناء الكتابة. كتب محمد بدازي قائلا: لابد أن تجعل الأمور تسير ببطء وخشوع شديدين. أن تكون طقوسيا في كل حركة. أقبل على العشيقة بشيء من الرومانسية ولو المسرحية، احضنها، قبلها، ولا بأس أن تحرر بعض من أزرار قميصها واعتق واحدا من نهديها وقبله بلطف شديد كأنك تقبل طفلا صغيرا خرج لتوه من بطن أمه، ولا تنسى أن تتخشع ما استطعت في تلك الإحاطة التي يحيطها فمك بحلمة المعشوقة. لاحقا سر إلى التنورة أو السروال، أنزلها أو أنزله واترك التبان لاحقا. احترم مبدأ التدرج. عد الآن إلى النهدين، قبلهما بحرارة وانزع القميص وحمالة الصدر واطرح العشيقة أرضا. ينصح في الحال هاته، أن تأخد مهلة من الزمن لتتأمل فيها المنظر، إمرأة عارية مطرحة أرضا ص 134 . مشهد كأنه واقعي على لسان الكاتب، هذا هو أسلوب كبار الأدباء العرب في تناول موضوع الجنس، مثل نجيب محفوظ، ومحمد شكري، ومحمد زفزاف. إنه أسلوب يصف الواقع كما هو، ويزيل الأقنعة، ويعري عن الحقيقة كما هي، بدون روتوشات أو برتوكولات تفرضها الكتابة.
ما الجدوى من الكتابة إذا لم تكن تصف الواقع وتكشف حقيقة الإنسان؟ هو نفس السؤال الذي طرحه محمد بدازي في روايته. قيمة الكتابة أولا تكمن في كونها تعبير عن الذات والواقع، ثم ثانيا هو مقدرتها على الحفر في أعماق النفس الإنسانية، والكشف عن حقيقتها.
يطرح الإيمان أو عدم الإيمان جملة من التساؤلات، خاصة في ظل هذا العصر الذي نعيش فيه، والذي وصل فيه الإنسان إلى أعلى درجات التقدم العلمي والتكنولوجي لم يكن له مثيل في تاريخ البشرية، إذ اكتشف الكون، وفجر الذرة، واكتشف خريطة الجينوم البشري، واخترع عددا من التقنيات التي لا تحصى، كالسيارة، والطائرة، والقطارات فائقة السرعة... لكن في نفس الوقت وصل إلى درجة من الإنغلاق الفكري والثقافي والسياسي لم يكن له مثيل في السابق، خاصة في دول العالم الثالث التي يوجد فيها جميع مظاهر الإنحطاط والتخلف والفساد في جميع المجالات، مع العلم أن مجتمعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبلغ فيها نسبة التدين درجة كبيرة، خاصة في أيام الجمعة وشهر رمضان. كل ذلك يجعلنا نتساءل أين الخلل؟
عودة إلى سؤال الإيمان الذي طرحه محمد بدازي في هذه الرواية، وهو سؤال حضر على لسان الروبيو الذي عانى كثيرا في حياته من البؤس والفقر والمعاناة والألم والتيه، كل ذلك جعله يتسائل عن الجدوى من الإيمان في ظل الواقع الذي يعيش فيه. هذا السؤال ليس بالأمر الهين إطلاقا. ولن أبالغ إذا قلت إن الأمر، في بدايته على الأقل، يشعر صاحبه بنوع من القلق الشديد إن لم أقل الهلوسة أو الهلع أو الفزع. إنه نوع من الاغتراب والتيه (ص 162). طرحه لهذا السؤال ينم عن وعي الكاتب من جهة، ومن جهة أخرى ضرورة تنبيه القارئ أنه ليس هناك حقيقة واحدة صحيحة يمكن من خلالها رؤية الوجود والحياة، بحيث أن الزوايا وطرق النظر مختلفة ومتشعبة، تختلف باختلاف ثقافة الإنسان، وباختلاف المرجعية التي ينظر بواسطتها إلى الحياة. إن الأصل في الحياة ليس هو التطابق وإنما الاختلاف. من هذا المنظور يرى محمد بدازي على لسان الروبيو أن قراءة الفلسفة والأدب يعطي لصاحبه إمكانية لاكتشاف كل الحقائق: حقيقة الحضارات الغابرة، وحقيقة المعتقدات القديمة، وحقيقة اليهود، وحقيقة المسيحين، وحقيقة البوذيين، وحقيقة الذات كذلك. كل هذا يجعل المرء يغير عديد الأشياء: أولا عدم التعصب للحقيقة الواحدة، واكتشاف أن الوجود الإنساني أعمق بكثير من الرؤية الضيقة التي ننظر إليه بها، ثانيا عدم نبذ الاختلاف، ثالثا تكوين رؤية أو تصور شامل عن العالم أو الكون. والأهم من كل هذا، تجاوز الوهم بأن العالم هو ما نراه من زاويتنا نحن، وغير ذلك مجرد كذب أو بهتان (ص 163). يؤكد الكاتب في موضع آخر أن الوصول إلى هذا التصور أو هذه الرؤية ليس متاحا للكل، فمن الناس، وهم كثر، من يختار الاطمئنان لحقيقته الواحدة التي وجد عليها أجداده وأجداد أجداده، لأن ذلك يقيه عناء البحث والاطلاع، ولأنه يرتاح في كل ما هو جاهز وعادي ورتيب وثابت، أو لأنه يخاف من اكتشاف ما يهز حقيقته الأصلية (ص 164).
إضافة إلى كل ما تقدم ذكره فإن محمد بدازي في روايته هذه، أعاد التفكير في فئات اجتماعية مسحوقة، ودائما ما تم تهميشها، لا على مستوى الواقع، وحتى في الأدب. من هذه الفئات الكادحة أصحاب الموقف أو المياومون الذين يشتغلون في ظروف مزرية وغير إنسانية، رغم الأدوار المهمة التي يقومون بها داخل المجتمع. دون أن ننسى تناوله موضوع البغاء أو عاملات الجنس. وهن بدورهن يلعبن وظيفة مهمة داخل المجتمع، في ظل عزوف الشباب عن الزواج، وارتفاع متوسط سن الزواج، لا يجد هؤلاء الشباب إلا تصريف طاقتهم الجنسية معهن، رغم النظرة الدونية والاحتقار التي يتم التعامل بها معهن.
ختاما يمكن القول إن محمد بدازي تمكن في هذه الرواية التي عنونها بأشياء غير مكتملة من مقارعة كبار الروائيين المغاربة، مثل محمد شكري ومحمد زفزاف، وذلك من خلال تملكه لأسلوب إبداعي أنيق وعميق في الكتابة، يجمع من جهة أولى بين فلسفة العبث المستقاة من ألبير كامو، ومن جهة ثانية بين واقعية محمد شكري، ومن جهة ثالثة أصالته الإبداعية النابعة من الذات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -