الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عيد الحب، عقارب الساعة بغزة تعود إلى الوراء ...

ريهام عودة

2021 / 2 / 15
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في عيد الحب الموافق 14 فبراير ، من العام 2021 ، تلقت معظم نساء غزة من الآنسات و المطلقات و الأرامل صدمة كبيرة إثر صدور قرار من المجلس الأعلى للقضاء الشرعي التابع لحكومة حماس بغزة ، ينص حرفيا على "منع الأنثى غير المتزوجة سواء كانت بكراً أو ثيباً من السفر إلا بموافقة ولي أمرها " ، الأمر الذي جعل عقارب الساعة في هذا اليوم تعود للوراء ، وتعود إلي عصر ولاية الرجل على المرأة و تحكمه بمصيرها ، إلي عصر استعباد النساء ، و كأنهن مخلوقات ضعيفة يتم سوقهن إلي الوجهة التي يراها الرجل مناسبة له، وذلك تحت ذريعة حماية و صون شرف المرأة ، و كأننا نعيش في صحراء قاحلة لا يوجد بها أي قانون أو وسائل لحماية النساء من أي اعتداء أو شر مستطير.

إن قرار المجلس الأعلى للقضاء الشرعي بغزة القاضي يمنع النساء العازبات من السفر إلا بموافقة ولي الأمر ، لهو قرار غريب ومستهجن ، ففي الوقت الذي تراجعت به أكبر دولة إسلامية ووهابية في العالم العربي ، ألا وهي المملكة السعودية عن قانونها السابق الذي قضى بمنع سفر النساء السعوديات إلا بموافقة ولي الأمر ، و من ثم مع حملة الحداثة التي تقودها القيادة الشابة بالسعودية ، تم السماح للنساء السعوديات ، من هن فوق سن ل 21 عام ، بالسفر بدون موافقة ولي الأمر ، جاء قانون القضاء الشرعي الجديد ليفرض علينا كنساء و فتيات فلسطينيات ، شروط وقيود تخالف حقوقنا المشروعة بصفتنا مواطنات فلسطينيات كاملات ، و نتمتع بالأهلية القانونية التي تسمح لنا بالسفر دون أخذ أي إذن من أي أحد.

وبما أنه للأسف، أصبحت عقارب الساعة في غزة، تعود للوراء، فهل نتوقع في الأيام القادمة أن يحدث مثلا:
- أنه بعد أن سمحت السعودية لنسائها بقيادة السيارات، أن يتم منع نساء غزة من قيادة السيارات؟
- أنه بعد أن سمحت أفغانستان للنساء بالمشاركة في الانتخابات، أن يتم منع النساء في غزة من المشاركة، والترشح في الانتخابات؟
- أنه بعد أن انتهى عصر الجواري وملكات اليمين، أن يتم السماح في غزة لعودة الجواري و السماح للرجال بالحصول على ملكات اليمين؟
- أنه بعد أن انتهت دولة الخلافة الإسلامية في العراق، أن يأتي الخليفة الإسلامي الجديد ليحكم غزة ويتحكم بنسائها؟

منذ بدء عودة عقارب الساعة إلى الوراء بغزة، أصبح كل شيء متوقع، ويمكن لسكان قطاع غزة عبر مجرد توقيع رسمي من أي مسؤول لا يعترف بالقانون الفلسطيني الأساس، أن يسافروا جميعا، وفي ثواني إلى رحلة عبر الزمن من القرن ل 21 إلى القرن 12، تحت ذريعة حماية النساء وصون شرفهن.

للأسف مرة أخرى ، أنه في العصر الذي تسافر به نساء العالم إلي المريخ، وتقود به مركبات فضائية، يأتي مسؤول من غزة و يقوم بمنع نساء وفتيات القطاع من ركوب باص صغير ينقلهن من حدود القطاع المحاصر إلي العالم الخارجي إلا بإذن من ولي أمرهن ، حتى لو كان سفرهن كان سببه طلبا للعلم ، أو البحث عن فرصة العمل ، أو مجرد محاولة لتحقيق أحلامهن في الحرية و اكتشاف العالم ، مثلهن مثل أي انسان طبيعي يتمتع بكامل الحرية و الحقوق ، مثلهن مثل باقي البشر في معظم أنحاء العالم ، بغض النظر عن النوع الاجتماعي أو العرق أو الدين أو الحالة الاجتماعية ، وذلك حسب الإعلان العالمي لحقوق الانسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العقل الوضيع يصرّ على وصف الأنثى(بكرا أو ثيبا)1
صباح شقير ( 2021 / 2 / 16 - 17:18 )
الأستاذة ريهام عودة المحترمة

تتجلّى وضاعة العقلية العربية بوصف الأنثى(بكرا أو ثيبا)
الذهن العربي مُنشغِل أبدا بحور الجنة(الأبكار)على الدوام

قرار القضاء الشرعي التابع لحماس حول منع الأنثى غير المتزوجة سواء كانت بكرا أو ثيبا من السفر إلا بموافقةولي أمرها منسجم مع ما أمر به الدين(لا تخرجوهن من بيوتهن..) وحديث النبي الذي اشترط خروج المرأة بإذن زوجها وإلا لعنتها الملائكة

تتوهمين يا سيدة أن القرار أعادكم للوراء إلى عصر ولاية الرجل على المرأة
فالرجال قوامون على النساء بحكم الدين وإسقاط الولاية مخالف للشرع والفطرة، وليس أغرب من اعتقادك أن القرار سيُعيد النساء إلى عصر الاستعباد وكأنهن مخلوقات ضعيفة!
هل المرأة حرة قوية؟ هل انتهى حقا عصر الجواري؟

كل القيود والاشتراطات التي فُرضت على المرأة باسم الدين ما هي إلا لاستعبادها والسيطرة على قراراتها ورغباتها وهضم حقوقها في الشهادةوالميراث(ولتعهيرها)في مخدع البعل وتحقيق رغباته المقدسة وبيعها وشرائها في سوق النخاسةالعربية تحت اسم المهر

تحدثينا عن الحداثة والقوانين وكأن جرائم الختان والشرف لا تلاحق المرأة العربية عالدعسة( إسراء غريب الفلسطينية)

يتبع


2 - أتستشهدين بحماة الدين المتاجرين بالمرأة؟2
صباح شقير ( 2021 / 2 / 16 - 17:20 )
أو كأنها استعادت حقوقها وصارت تنافس أختها الغربية في ميدان العلوم والمعارف!

أي قانون هذا الذي يحمي النساء والشريعةالإسلامية حاضرة في كل الدساتير العربية؟
الشريعة إياها التي جعلت القضاء الشرعي يمنع الأنثى من السفر إلا بإذن ولي أمرها

استشهادك بالسعودية وأفغانستان الدولتين المتمسّحتين بالدين والأشد تخلفا في مجال حقوق الإنسان والنساء بوجه خاص لا يخدم القضية الخطيرة التي تطرحينها, بل يثير الأسف أنك لم تجدي المثال الناضج الذي يجب أن يُحتذى في مجال تكافؤ الفرص مع الرجل وتحصيل حقوقها المهدورة على يد رجال الدين بالذات

التحديث في الخليج بفضل العقول الغربية
وما قيادة المرأة للسيارة أو السماح لها المشاركةفي الانتخابات إلا بضغط من الغرب وتشابك المصالح والمنافع ونوع من الدعايةوالمنظرة أمام العالم الحر الغربي

الرجاء الاطلاع على حديث عن حماة الدين الراهنين زوجاتهم على موائد القمار في العراق
في مقال للأستاذ القدير صادق إطيمش
ماذا بقي لنا من الشرف في دولة الإسلاميين الأشراف جدا؟
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699327

ملاحظة: دولة الخلافةالإسلامية انتهت في تركيا وليس العراق

والسلام


3 - رد الكاتبة على تعليق السيد صباح شقير
ريهام عودة ( 2021 / 2 / 16 - 21:15 )
عندما ذكرت انتهاء دولة الخلافة الإسلامية بالعراق قصدت ها دولة داعش و ليس الخلافة العثمانية في تركيا
استشهدت بكل من أفغانستان و السعودية لأنهما دوليتين حديثتي العهد في مجال حقوق المرأة
بغض النظر عن أسباب الحداثة و مصدرها ،فكيف لفلسطين المعروفة بعملها النسوي منذ القدم و قيادتها النسوية تعود الأن للخلف و تتراجع


4 - شعبنا متديّن لكنه الأكثر ظلما وبُعدا عن الإنسانية
صباح شقير ( 2021 / 2 / 17 - 11:09 )
شكرا للفاضلة على ردها الكريم

ذكرت دولة الخلافة الإسلامية في العراق دون ذكر(الشام)فما خطر لي أنك تقصدي(داعش)التي أراها امتداد وتكرار لنظام الخلافة من ظهوره قبل 14 قرن
لم تنتهي داعش كما تظني ولن تنتهي
تحت الشهادة واسم الله ورسوله ما زالوا يفجرون في العراق وسوريا وإفريقيا

النساء في مجتمعاتنا ضحية أنظمة مجرمة في بيئة إسلامية يعمّها الجهل والأمية والخرافة والشعوذة تفتقر للمعرفة والفضول ومنبّهات الوعي

نحن أكثر الشعوب تديّناً وتمسكا بالشريعة لكننا الأكثر تخلفا وظلما وبُعْدا عن الإنسانية كالمطروح في مقالك وأضيف مثلا مفاخذة الصغيرة

طبيعة نظام الحكم في السعودية أو أفغانستان ديكتاتوري استبدادي ذات مرجعية دينية لا يعرف معنى الديموقراطية أو القيم الحقوقية الحديثة المتصادمة تماما مع شريعة الله الحافظة مقادير المرأة في اللوح المحفوظ
منْ يتجرّأ على مخالفته فَلْيتحسّسْ رأسه في الحال
ولماذا يخالفونه؟
الحفاظ على أحكامه سبوبة تدر على التيار الديني الخيرات والليرات والبركات بضمان من رب السماء
المطالبة بحقوقكن تكون بالنقد المرير لنظام خامل عاجز لا يبني ولايهذب ولا يُرشِد ولا يبعث الحياة في النفوس
وشكرا

اخر الافلام

.. الصحفيات أكثر عرضة للانتهاكات والتحرش اللفظي أو الجسدي


.. مريم شمالي وهي ربة منزل من إحدى قرى سعدنايل




.. نعمت شفيق .. المرأة الحديدية تقمع مظاهرات الطلاب الرافضة لإس


.. حديث السوشال | علاقة -سرية- بزعيم عصابة تتسبب في قتل ملكة جم




.. المشاركة في المسيرة جنان الخطيب