الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم في حضارة الأزتك

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 2 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


حَرص آباء الأزتك وأمهاتهم منذ لحظة الولادة، على تجنيب أبنائهم من أن يكونوا "أشجار غير مثمرة"، وأن يكونوا، عوضا عن ذلك، مواطنين منتجين. وقد آمنوا بأن الرضع معرضون لمخاطر كبيرة، وأنهم عرضة للهجوم من جهات طبيعية أو خارقة للطبيعة. وفي الواقع، عد صغار الأطفال، ممن لم يأكلوا بعد الذرة، كائنات نقية يعني أنهم بدأوا في استهلاك فاكهة الأرض ومزروعات نمت بفضل جهود إنسانية، (كذلك اختزان قوى الموت لأن شيئا ما قتل من أجل تغذيتهم)، حتى يصبح التعليم مفتاح اكتساب القوة والمعرفة كي يصبحوا، في يوم ما، جزءا من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع. وهكذا تلقي الأزتك نوعي التعليم العام والخاص، من الأبوين والكهنة والمعلمين، ومن أفراد آخرين في المجتمع من خلال عدة وسائل وهيئات تعليمية.
وقد اعتاد الأزتك على وضع خطة مبكرة لتعليم أبنائهم، وكانت تبدأ، بعد عشرين يوما من الولادة. وفي ذلك الوقت، كان الأبوان يختاران نوع التعليم الذي يريدان لطفلهما اكتسابه، ومن ثم يأخذانه إلى المعبد، أو المدرسة المناسبة. وكان أبوا الطفل المقبل على دراسة الكهانة، يحملان الهدايا من عباءات ومآزر وأغذية إلى الكهنة في "الكالميكاك" أي المدارس، حيث يقدم الطفل. ثم تُتلى الصلاة التالية:
سيدنا، سيد القريب والحميم، إن الطفل ملكٌ لك، إنه ابنك المجيد، إننا نضعه تحت امرتك، وفي ظل حمايتك إلى جانب أطفال مجيدين آخرين، لأنك ستعلمهم وتثقفهم، وتعدهم كي يصبحوا صقورا ونمورا في خدمة أمنا وأبينا، إننا نكرسه لخدمتك وخدمة الآلهة الآخرين.
وكان الأزتك يصدقون على الاتفاق الذي تم بين الأسرة والآلهة والمعبد بواسطة نقوش تطبع على أجساد الصغار. وقد عدت تلك العلامات الجسدية بمثابة إشارات مرئية للتحول الروحي. وكانت الشفة السفلى للصغار تُشق وتزرع داخلها جوهرة. كما تتعرض الفتيات الصغيرات عند إلحاقهن بالمدارس الدينية، لجروح صغيرة في مناطق الصدر والوركين. وكانت تلك الثقوب أو الشقوق الصغيرة تعد رمزا لاستهلال عملية تعليمية تدوم مدى العمر ويكسبن منها عيشهن.
وهكذا تعيد تلك الصلاة تثبيت كل ما عرفه أولياء الأمور، وما يتطلب من الأطفال تعلمه، وهو أن آباءهم وأمهاتهم الحقيقين هم الآلهة، وأن الأفراد العاديين مطالبون بالتواصل مع الآلهة والجماعة في المجتمع، وأن التعليم هو مفتاح التحول من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد ومسؤولياتها، كي يصبحوا "أشجارا مثمرة"، وقد ضمنت هذه الطقوس أن تترافق التحولات الجسدية مع التحولات الروحية طوال حياتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات إسرائيلية على بيروت وصور وسقوط صاروخ شرقي القدس


.. مسؤولة كندية تهاجم نتنياهو بسبب حربه على غزة ولبنان




.. غارات إسرائيلية على الشويفات وصور جنوبي لبنان


.. رعب في لبنان بسبب الحرب.. وإحباط من المستقبل




.. بايدن عن إمكانية بدء إسرائيل عملية برية في لبنان: يجب وقف ال