الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النطاق الآمن (15) Safe zone

عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر

(Omar Abdelaziz Zoheiry)

2021 / 2 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يجب فصل الدين ليس فقط عن السياسه ولكن عن السلوك الشخصي ايضا . وذلك اذا اردنا ان نصنع عالما اجمل يسعنا جميعنا ويكفل العدل للجميع دون تمييز. هذا لن يتأتي سوي بقدر أكبر من الادراك. طريقة التعليم عليها العامل الاكبر. المناهج الدراسيه تعج بكل ما يكفل ما نحن فيه من خراب للارواح والعقول.قمت هذا الصباح بارسال منشور منقول عن فتاه صغيره لمجموعه من الاصدقاء و هذا نصه:
‏فخورة بإمي المسلمة الي بتحب بنتها الملحدة
فخورة باختي المسلمة الي بتدعم حقوق المثليين
فخورة بعيلة صديقي المسيحي الي بتدعم ابنها المثلي
فخورة بصديقتي المسيحية الي متزوجة مسلم
فخورة بصديقي الملحد المتزوج مسلمة
فخورة بصديقتي النباتية وحبيبها اكل اللحوم
فخورة بالتعددية والحب 💜

منقول

كما اراه انا وكنت اعتقد ان الكثيرين بالطبع قد يشاركونني ذلك فهو دعوه للحب ولقبول الاختلاف. من يعجب بهذا المنشور فهو بالتأكيد لم يتلوث بما يعتقد. رد الفعل لهذا المنشور يعكس تماما لماذا تخلفنا. لماذا اصبحنا في الدرك الاسفل من الامم.ثوره عارمه اعتقد ان مصدرها مدي التشويش الحادث ما بين العقل والمعتقد. لابد لكي نعقل ان نفصل بين ايماننا وسلوكياتنا. المعتقد غالبا ما يرفض الاخر. الحادث حاليا اننا لا نملك ان نحكم علي الامور بعقلانيه نظرا لضبابية الرؤيه واختلاط النسبي بالمطلق والواقع بالغيب. هذا تعليق علي منشور الفتاه وصلني من صديقي حامل الدكتوراه وخريج المدارس الفرنسيه وخريج الجامعه الامريكيه" وهذا نصه:

ملعون كل من دعم الملحدين والكفار والمثليين والشواذ
كيف تدعم اغبياء ينكرون وجود الله
كيف تدعم شواذ اتبعوا أهوائهم وانكروا تعاليم الله
نحترم فقط كل من أمن بالله واليوم الآخر وملائكته ورسله
ومن لم يؤمن برسولنا ليس علينا سوى نصحه ولا نتدخل في قراره ونحترمه ونحترم دينه وشعائره وعقيدته طالما يؤمن بالله ويعبده سواء كان يهودي أو مسيحي
إنما الكفار لا شأن لنا بهم هم أيضا احرار في معتقداتهم إلا إذا تعدوا على ديننا وعقيدتنا بالفعل أو بالقول يبقى على القفا دوغري ولا مهادنة مع تزوير التاريخ وتحريف الدين.

هذا الرد في نصفه الاول هو مرأه لما يحمله صديقي في داخله من كراهيه للجميع . النصف الثاني مفتعل وكاذب في منطقه للمهادنه فقط ولارضائي لعلمه بمقدار ما أكنه له من حب. الكراهيه الباديه في رده ليس لانه شخص سيء ولكن لأن رده نابع من منطلق ديني بحت. لابد ان نفصل بين سلوكياتنا والمعتقد . منظمة الصحه العالميه اقرت منذ ثلاثون عاما ان المثليه كالغيريه .ليست مرضا ولا انحرافا ولا اختيارا ايضا. نحن حتي عاجزون عن ان نفهم هذا المشهد.الملحد يستحيل ان يكون يري بخلاف ما يظهر.الملحد استخدم عقله الذي منحه اياه الخالق ولم ينجح في ادراكه. كلاهما الملحد والمثلي من المفترض ان يستحقا كل تعاطف. كيف يحمل المتدين كل هذه الكراهيه للمختلف؟؟ دائما ما يرددون اقولا من عينة " تحبون ان تشيع الفاحشه " و " التشكيك " و " تفتنوننا عن ديننا " وغيرها من الاقاويل التي ما برحت مكانها ولا زمانها في بادية القرن الاول الهجري. منشور الفتاه من وجهة نظر اي شخص عاقل محايد هو دعوه للحب واحترام لكافة المعتقدات وجميع التوجهات. هذا يتناقض مع الايمان فالايمان غير محايد. لماذا لم يقراه الجميع مثلما قرأته؟؟ لان الدين منحاز وعندما يختلط بالفكر ينتج دكتورا داعشيا بامتياز. المؤمن يمتلك الحقيقه المطلقه ويعتقد ان ايمانه مستهدف وان الكون كله يريد ان يجره الي جهنم. بارانويا فكريه وروحيه.افكار خاليه من أي منطق. من يتصور ان دينك الحق فسيتبعه لا ان يفتنك عنه. ما المنطق في الاعتقاد ان الملحد ينكر وجود الله للهرب من التكاليف !!!؟ا لا منطق.تماما مثل تحدي الشيطان للخالق وهو الادري بقدره. هذا القصص مجازي وخلطه بالواقع انتج عقولا عاجزه عن الادراك. الحياه يجب ان نتعامل معها بعقل صافي مبدع خلاق. الايمان محله القلب لا العقل.العالم كله يتطور الا هذه المنطقه. عقلها مشوش بفعل ما تعتقد. لن تجد التشوش واللامنطق وغياب الرؤيه والسطحيه والجهل في أي مكان في العالم بمثل هذا القدر الذي تحمله شعوبنا. لماذا يكرهوننا؟؟ لو سالنا انفسنا لوجدنا الاجابه سهله جدا. القلوب عند بعضها. نحن نقدس الموت ونكره الحياة بكافة صنوفها ضيقي الافق فاقدي التمييز ذوي تعصب اعمي للجهل وللخرافه وعداء غير مسبوق للعلم. لن تجد عاقل في أي دوله متحضره يقول مثل هذه العبارات " مليش دعوه بالعلم " و " ماهو العلم كل يوم بيتغير " " احنا عندنا ثوابت". هذه العبارات اسمعها من حاملي الدكتوراه كما اسمعها من صبري البواب. المعتقد صهر الجميع في بوتقته فأنتج نسخه نمطيه واحده مشوهه لانسان القرن السابع الهجري الرث الفكر والتحضر. نحن نمر بأزمه وجوديه طاحنه. وأزمه حضاريه كذلك. والجميع ينظر للسماء دون ادراك بحجم الانهيار الارضي الحادث لهم. يجب ان نفيق لنعي آليات العصر ونعمل علي تصحيح مفاهيمنا المشوهه .يجب ان نفيق لندرك ما صرنا اليه من تخلف. ازمتنا الحقيقيه في عقولنا. وبالعقل وحده ننهض وبه ايضا نؤول الي مزبلة التاريخ. العلمانيه هي الحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah