الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارهاب الاسلام ام ارهاب المسلمين؟

حسن نبو

2021 / 2 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيرا ماتوجه اصابع الاتهام الى بعض نصوص القرآن والاحاديث النبوية على انها السبب في ظهور الجماعات والتنظيمات الاسلامية الارهابية كتنظيم القاعدة وحركة طالبان وتنظيم داعش وبوكو حرام وغيرها من الجماعات والتنظيمات الاسلامية الجهادية التكفيرية .

وفي الحقيقة فإن هذا الاتهام بستند على مايبرره ، فالعديد من ايات القرآن والاحادبث النبوية تحض على الارهاب كوسيلة من وسائل نشر الاسلام في العالم ، ويمكن القول ان هذه النصوص لعبت دورا كبيرا في ارساء دعائم الدعوة الاسلامية عند نشأتها ، فالغزوات التي قادها نبي الاسلام ضد معارضي دعوته ماهي الا شكل من اشكال الارهاب الذي اجبر الكثير من القبائل العربية لاعتناق الاسلام ، ولكن اذا ماقرأنا سيرة الانبياء الآخرين سنجد ان  العديد منهم قد مارسوا هذا الارهاب لترسيخ دعوتهم او فرضها ، وسيرة العديد من انبياء بني اسرائيل لاتخلو من العنف والارهاب .

يسوع المسيح هو النبي الوحيد الذي لم يمارس الارهاب لفرض دعوته ، بل اصبح هو ضحية لارهاب الدولة الرومانية التي قامت بصلبه. لكن الارهاب المسيحي ظهر من خلال الكنيسة في العصور الوسطى وتمثل هذا الارهاب في محاكم التفتيش وفي الحروب الصليبية ...

فالاديان اذن ان لم تكن كلها فأغلبها مارست العنف في فترة ما من تاريخها ، واقصد بالاديان : الاديان التي تسمى بالابراهيمية وهي : اليهودية والمسيحية والاسلام .

لكن ماحدث لاحقا ان اليهود في بلدان اوروبا تمكنوا من الاندماج مع الحضارة الاوروبية التي تشكلت في عصر النهضة، حيث قاموا بالاصلاح الديني الذي مكنهم من الاستفادة من الثقافة والقيم الاوروبية الحديثة التي القت بظلالها في كل مجالات الحياة، ويمكن القول ان اليهود الحاليين يختلفون الى حد كبير مع اسلافهم المؤسسين للديانة اليهودية .

وبالنسبة للكنيسة فقد قامت هي ايضا باصلاح نفسها ، ومن خلال هذا الاصلاح تخلت الكنيسة عن السياسة التي اعتبرتها من شأن الاحزاب السياسية، وحصرت رسالتها في المجال الروحي .المسلمون وحدهم بقوا خارج دائرة الاصلاح الديني ، فلا زالت الكتب الدينية الاسلامية ترفع من مكانة الجهاد وتفرق البشر الى مسلمين والى كفار وتدعو الى محاربة اوقتال الكفاربشكل ظاهر تارة وبشكل مبطن تارة اخرى . ورجال الدين المسلمين بدورهم لايملون من الاشادة بالجهاد ضد الكفار في القنوات الفضائية الدينية وغير الدينية ويكفي ان اذكر مثالا لهم وهو الداعية ابو اسحق الحويني الذي  طالب بغزو البلدان غير المسلمة للحصول على الغنائم والسبايا ، وقد رأى الداعية المذكور ان الغزو سيكون مصدرا للأموال التي ستقضي على مشكلة الفقر المتفشية بين الشعوب الاسلامية . كما ان الكتب التي تدرسها طلاب العلوم الشرعية في جامعة الازهر  وكذلك الكتب التي تدرس في كليات الشريعة وحتى التي تدرس في المدارس النظامية تحض على الجهاد ، مما يعني ان الشعوب الاسلامية لازالت غير قادرة على فهم العالم المعاصر وقراءة الاسس التي يقوم عليها هذا العالم . واعتقد ان هذه المشكلة ليست مشكلة النصوص بل هي مشكلة العقل الذي يتعامل مع هذه النصوص ، فطالما بقي العقل متحجرا ومعتمدا على دعاة لايستوعبون التطور الحاصل في السياسة والقانون والاقتصاد والثقافة والفلسفة والعلاقات الدولية ، سيبقى  منتجا للعنف والارهاب الذي سيضر بصاحبه قبل ان يضر بغيره .

على رجال الدين المسلمين ان يعرفوا قبل ان يتكلموا عن الجهاد وعن تفعيل الجهاد  ان العالم لن يسمح للمسلمين بالجهاد، وسيقضي عليهم فيما اذا قاموا بممارسته ، وهذا ما بدا واضحا في رد فعل المجتمع الدولي تجاه ارهاب التنظيمات والجماعات الاسلامية كالقاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الاسلامية الارهابية التي اصبحت هدفا لحرب شرسة شنتها عليها الدول الكبرى وابادتهم في المهد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دوام الحال من المحال والتطور سنة الحياة
سمير آل طوق البحراني ( 2021 / 2 / 17 - 04:13 )
اذا كان الجهاد ـ او الارهاب ـ مقبولا في زمن الدعوة لان العرب كانوا امما متفرقة وكان هدف الدعوة هو جمعهم تحت شريعة واحدة وحكم بقيادة القبيلة القرشية بوجود صاحب الدعوة فان هذا القانون لا ينطبق على زماننا زمن تلاقح الثقافات وحرية المعتقد.يجب على الحويني وغيره من المهرجين ان يحمد الله ويترحم على من اتخذوا العلمانية سبيلا للتعايش السلمي بين الامم والا لاصبح هو وم على شاكلته بل وكل المسلمين مسيحيين او اصحاب اديان اخرى لان المسلمين آنذاك نشروا الدين الاسلامي بالقوة وليس بالاقناع والآن هم اصبحوا في ذيل الامم ومن يملك القوة هو القادر على فرض معتقده. كيف للمسلم ان يقنع الهندوسي او غيره ان دينه هو الحق وما هي الادلة التي يستند عليها؟؟.كم ان الايمان باشيء لا ياتي بالقوة الا بالاقناع وكل ايمان بالترهيب هو نفق ليس الا.ان اسلام المسلمين بعد 1400 سنة هو اسلام وراثة ومن يدعي غير ذالك فلياتي بالدليل. اما الاستناد على ان القرآن هو كتاب منزل من السماء فكل اصحاب الدينات تدعي صدقية كتبها فما هو الدليل المقنع.اما القول ان القرآن حوى معجزات فهل الامم السابقة والتي مضت عليها بلايين السنين كاوا في غفلة وجآء


2 - دوام الحال من المحال والتطور سنة الحياة (تابع
سمير آل طوق البحراني ( 2021 / 2 / 17 - 04:14 )
الاسلام وايقضهم من سباتهم ام ان الاديان متجانسة مع بعضها البعض مع بعض التعديلات حسب البيئة التي وجد فيها؟؟.يجب على الحاضنات الاسلامية التوقف عن هراء الدعوة بالجهاد والاندماج في المجتمعات الانساية وليكن العيش المشترك وما ينفع الانسان هو دين الجميع ودين التنشئة هو بين العبد وربه. ماذا لودعت امريكا بقوة سلاحها بلد اسلامي للدخول في المسيحية او الابادة؟؟. ماذا سيفعل المسلمون؟؟.الشكر موصول للذين كافحوا لاجل حرية الاديان والا اصبح الحويني قس مسيحي او حاخام يهودي. احترام الانسانية هو دين الجميع والدين الوراثي صلة الانسان بينه وبين من يعبد والاوطان للجميع.