الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 6

عدنان إبراهيم

2021 / 2 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لكل مجتمع دستور، يضبط له ما يضمن الهناء والرفاء والأمن وحسن المعاملة، ‏والسالكون إلى الله سبحانه أشد الناس حاجة إلى مابه حفظ صحتهم الروحانية ‏ودوامها لتحصيل ما به نيل السعادتين، والفوز بالحسنيين، والقرآن الشريف والسنة ‏السمحاء هما الكفيلان بنيل الحسنيين لكل فرد وللمجتمع. ‏
ولما كان السالك إلى الله سبحانه وتعالى، لابد وأن يترك مالا ضرورة إليه من ‏الدنيا للآخرة، وكان البيان الضامن له بالفوز لنيل مراده‎ - ‎الذي أفرده بالقصد دون ‏غيره - خفيا كنفائس الجواهر في جوف البحار، وهو عند الخاصة: نعيم الآخرة في ‏جوار الأبرار، وعند آل العزائم: رضوان الله الأكبر، وعند الخاصة من آل العزائم: تفريد ‏الله بالقصد دون غيره، طمعا في النظر إلى وجهه الكريم، وخاصة الخاصة منهم ما لا ‏يسطر على صفحات الأوراق: لزم السالك أن يجاهد نفسه - قبل الدخول في الطريق ‏‏- بآداب الشريعة العامة، بتلقى العقيدة الحقة من أهلها، وتحصيل الأخلاق الجميلة ‏بفادح المجاهدة، وتحصيل علم الأحكام وحِكَمِها عبادة ومعاملة، ويقوم لله تعالى ‏مطهرا قلبه من مرض الهوى وسقم الحظ اللذَيْنِ يجعلان السالك بلاء على إخوانه في ‏طريق الله.‏
‎ ‎
العلم والإيمان
النجاة ينالها المسلم تكون بالإيمان بالغيب لقوله تعالى : (أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى ‏مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).‏
وليس الأمر كما قرره علماء الكلام من أن طريق معرفة الله تعالى : العقل، وأن ‏المقلد كافر. ‏
وهذا الحكم إنما دخل عليهم من طريق أنهم جعلوا الإيمان علما من طريق النقل، والعلم ‏علما من طريق العقل. ‏
والحقيقة أن الإيمان شىء، والعلم شىء آخر، لأن الإيمان تصديق المخبر في خبره، ‏والعلم تصور رسوم المعلوم على جوهر النفس. ‏
ولو أن تحصيل معرفة الله تعالى لا يكون إلا بالعقل لفاز بها أهل العقول التى اخترعت ‏الصناعات والفنون والحرف المدهشة، ولحرم منها أهل التسليم والإيمان من كُمّل أهل ‏الله تعالى.‏
ولو أن معرفة الله كانت بالعقل لسبقنا إليها أهل أوربا وأمريكا ممن أشبهوا ‏السمك غوصا في البحار، والطيور سياحة في الجو، والشياطين اختراعا للآلات ‏الجهنمية الماحقة للإنسان، بل فاقوا إبليس كيدا في محاربة الحق، والمسارعة إلى إطفاء ‏نوره بقوة عقولهم.‏

طريق معرفة الله تعالى‏
طريق معرفة الله تعالى: عنايته أزلا، وولايته سبحانه وتعالى أبدا، وتتحقق عناية ‏الله بنا : ‏
‏-‏ إذا جعل لنا نورا في قلوبنا نقبل به الحق
‏-‏ وتفضل علينا بمرشد كامل، يبين لنا ما خفى من آثار رسول الله صلى الله ‏عليه وآله وسلم ويجدد لنا ما اندرس من مناهج السلف الصالح بقوله وعمله ‏وحاله
‏-‏ ثم منحنا التسليم والطاعة له، ما دام على ما كان عليه أئمة الهدى من ‏أصحاب رسول الله والتابعين لهم بإحسان رضى الله عنهم أجمعين، فإن غفل ‏نبهناه، وإن نسى ذكرناه، وهذا واجب علينا معه لنجاة أنفسنا.‏

خير نعم الله علينا :‏
خير نعم الله علينا هوسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تعالى : (وَاذْكُرُواْ ‏نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ ‏شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا) فنعمة الله العظمى التى من الله بها علينا هى ‏سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.‏

ما النعمة التى تلى الرسالة ؟ :‏
كل إنسان يسارع لنيل نجاته في الدنيا والآخرة، ولا نجاة للإنسان إلا ‏بالإسلام. ‏
فالنعمة التى تلى نعمة الرسالة : تفضل الله على الإنسان بالنور الذي يقبل به ما جاء ‏به النبى صلى الله عليه وآله وسلم قبولا يجعله مطيعا لمحاب الله ومراضيه سبحانه.‏
وولاية الله لنا أبدا: أن يعيننا سبحانه وتعالى على دوام الإقبال عليه، محفوظين ‏من المعصية وأسبابها، وأن يوفقنا للتوبة النصوح بعد المعصية، فإننا لسنا معصومين، ‏قال سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم ‏مُّبْصِرُونَ). ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء


.. 41-An-Nisa




.. 42-An-Nisa