الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُرعِب المُدمَّر

سامي بن بلعيد

2021 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك موروث مرعب يعيش داخل كياناتنا , يحجب عنا رؤية ما هو مطلوب رؤيته .. حتى الاسباب التي نفني انفسنا وجهودنا فيها لنطرحها كمسببات تعرقل مسيرتنا الحضارية تعود الى ذلك المُرعب ...

بكل تأكيد سبقتنا اقوام كان من بينهم المفكر والعالم والفيلسوف , وكان لهم زخمٌ وطني واهدافا تدعمها اردات قوية ولكن ذلك المُرعب الذي انهك كياناتهم وقف لهم بالمرصاد ...

لم تتمكن تلك الاقوام من نقل حصيلة مجهوداتها الفكرية والوطنية والانسانية .. لان المرعب متمكن من الثقافة المجتمعية .. وما ان تنتهي اعمار تلك الاقوام الا وقد تمكن المُرعب من قلب الطاولة عليهم .. فلم تذهب جهودهم فقط بل تصبح حياتهم عرضة للاخطار القاتلة ..

هناك ترابط جدلي بين ما هو ممكن وما هو مستحيل , وهذا الاخير هو الغالب الابدي انه ( المستحيل المُرعب ) .. ولذلك لن تتمكن تلك الاقوام ولن يتمكن غيرهم من صناعة التغيير والنهوض

كيف لنا ان نميز بين الالوان وذلك الكيان يفرض علينا لونا واحدا ؟

كيف لنا ان نقرر ونفكر وذلك الكيان قد قرر لنا وفكر لنا مسبقا ؟

كيف لنا ان نساير حركة التأريخ وذلك الكيان قد اوقف افكارنا على مراحل تأريخية لم تعد صالحة لواقع اليوم ؟

كيف لنا ان نطالب بالمساواة والعدالة الاجتماعية وذلك الكيان قد فرض علينا مسارات مَن حاد عنها لقي حتفه ؟

كل سعينا - على مر العصور - لا يتعدَ حدود المحاولة والمناورة فقط وتبقى الاوضاع كما هي بل تذهب من سيئٍ الى الاسوا ... بينما الشعوب التي اختارت دولة النظام والقانون هي التي نجحت فقط ...

فما قيمة ما نفعله إذن ؟ وكيف يتسنى لنا تجاوز المحنة ؟ وهل نحن بحاجة الى فكر ثوري انساني سلمي وصارم ؟ او اننا سنبقى خارج التأريخ والفعل الحضاري ؟


لست ضد الدين كعلاقة بين الانسان وخالقه .. ولكن الدين عندما يتحول الى ايديولوجية لن يترك فراغ للمدنية والنهوض بقدر ما يتحول الى وسيلة قهر ودمار .. ووسيلة للصراع السياسي ... وحاجز حديدي يفصل بين الشعوب التعيسة وبين طموحاتها في الانعتاق والنهوض والتحرر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في