الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النطاق الآمن (17 ) Safe zone

عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر

(Omar Abdelaziz Zoheiry)

2021 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التلقين الديني أقوي من أي عقل او منطق او علم. عندما كتبت سابقا ان الدين يجب ان يكون في القلب ولا يغادره هاجمني الكثيرون ولكن الممارسه الفعليه تثبت أن ما يحدثه من تشويش في العقول انما يحجب اي منطق او حكمه. دائما ما ينعت المتدين من يخالفه الرأي بأنه " يتبع هواه " او " يريد ان تشيع الفاحشه" او غيرها من المصطلحات التي صكت في مجتمع لا فكر فيه ولا فلسفه بل ثقافه بدائيه نجد انها انسحبت علي عصرنا الحالي لتصبح احكاما جاهزه تصم الآخر وتمنع اي تواصل او فهم.انما تريد ان تفتنني عن ديني لأتبعك!!!! انها اسلحة يشهرها عديم المنطق ليظل حاميا لمحتوي افكاره عندما يشعر بما يهدد امانه النفسي. هل من الممكن ان يدرك المرء الله وينكره ليتخلص من التكليف؟؟ هل من عاقل يدرك ان مآله مواجهه مع خالقه ويتحداه ويعيث في الارض فسادا رغم علمه بانه سيواجهه بعد حين؟؟ انها قصة ابليس التي احسبها مجازيه ولكن طريقة تلقينها تشوه منهجية التفكير ليصبح مثل هذا المنطق المغلوط ممكنا قبوله فكريا لمن يدعيه. لهذا يقف الدين بصورته المجتمعيه حجر عثره في سبيل قبول الاخر. معركة التنوير ليست بهينه. التنوير في اوروبا كان تعبيرا عن محاربة ظلامية الحكم الكنسي في عصور الظلام. المعركه هنا اشد. هي محاربة ما يظنه اليعض نورا رغم انه فيه يتخبط ويقع ويتردي من هوه لأخري ولمئات السنين. اخطر انواع الجهل تصور المعرفه. معركة التنوير في هذه المنطقه هي ضد تراث طويل من الخرافه والتابوهات والاكاذيب والموروثات وغيرها من المسلمات التي لم تخضع لأي تدقيق او نقد. قداستها من قدمها!! ومن اتفاق الجموع!!!صديقي حامل الدكتوراه يتصور انه بمحاربة الفكر التنويري انما يجاهد في سبيل الله. مصطلح ديني آخر . كأن الله يحتاجنا للدفاع عنه!!!! ومن اجله نتقاتل. حزب الله وحزب الشيطان. مصطلح ديني آخر يظنه صديقي هو الغرض من وجودنا لنحرص جميعا علي الانضمام لما يظنه حزب الله. كلها مصطلحات تكرس للانقسام والتحزب وتحض علي الكراهيه. وتمنع اي محاوله للتنوير.وتلقينها من الصغر يمنع اي محاوله للتفكير السليم ايضا. لقد توارثنا شعور المسلمون الاوائل المضطهدون. دائما ما نظن ان هناك مؤامره علينا. مع ان المنطق السليم في كون معتقدك ليس حكرا عليك. انا املك ان انضم اليك لو اعتقدت في صواب فكرتك. لماذا احارب ما اظنه صوابا؟؟؟لأنكم تريدون ان تشيع الفاحشه!!!! رغم اننا الفاحشه ذاتها. من ياتي بجديد هناك من التصنيفات الجاهزه لتنميطه ووضعه في خانة حزب الشيطان. من هنا كان التنوير لا يجد طريقا في هذه المنطقه. الفكر الشعبي رافض له بداية من الاميين الي اساتذة الجامعات. الكل سجين الموروث ويدافع باستماته ضد كل من يحاول تحريره. في النطاق الآمن راحه وهروب من مواجهة واقع جديد لا نعلم عنه شيئا. الانسان عدو ما يجهل. يستحيل ان يستقيم منطق مع فكر قائم علي المسلمات والمعجزات وغيرها من القصص الميتافيزيقيه. عندما يتقبل العقل فكر المسلمات يفقد القدره علي الرؤيه النقديه. عندما يقبل المجاز علي انه حقيقه يصبح عنده تفسير غيبي لكل ما يواجهه من احداث. عندما يقبل العقل قتل المخالفين في الرأي وتسفيه الراي الآخر ويترسخ بداخله كراهية الآخر فاننا نظل منتجين للفكر الداعشي الي أبد الآبدين. احبك في الله وأبغضك في الله!!!! عندما يتربي علي فمر المعجزات يظل بانتظار المعجزه التي شأن "جيوداي " لن تأتي ابدا. العلمانيه تكفل لكل صاحب معتقد ان يؤمن بما يشاء. ان يتعبد بما يراه مجازا او واقعا. ولكنها تمنعه من جمع الحسنات عن طريق مجاهدته للآخر المختلف. تمنعه من انتهاك الخصوصيه الفكريه للآخرين. أنا لا احارب اي معتقد. ولكني ضد فرضك لما تعتقده صوابا علي باي طريقة كانت. انا احارب اصرارك علي فرض منهاجك الفكري بحجة الاغلبيه. البشريه تطورت وديكتاتورية الاغلبيه جرت عليها الويلات. يجب ان نستفيد من التاريخ. العلمانيه تضع الضوابط للممارسه الديموقراطيه الصحيحه. لا توجد ديموقراطيه ناجحه الا في نظام علماني . المرجعيه يجب ان تكون انسانيه وعلميه ولا انحياز لمعتقد علي حساب الآخر. اصرار هذه المنطقه علي المرجعيه الدينيه لا يسمح لنا بأي تطور. الدين سلوك شخصي محله القلب. والقانون يجبر الجميع علي احترام بعضهم البعض. العلمانيه هي الحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah