الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خربشة عن غرابة طبقات المجتمع العراقي والصراع السياسي

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2021 / 2 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أشقَى الولاة مَن شَقيت بِه رعِيَّتُه

الفاروق عمربن الخطاب

لم تلبث بوصلة المتغيرات السياسية في البلاد على اتجاه قطب أوحد بل توزعت موازين القوى على حسب متغيرات الشد والجذب الميداني .وكأنها سوق يتعرض الى الية العرض والطلب . فلو تحدثنا وفق ميزان الثوابت في العرف السياسي نجد ان النظام في العراق يقع خارج دائرة العمل المنهجي الذي يعتمد على وحدة القرار مع وحدة الادارة والذي يوازيها المد المعارض المتابع للعملية السياسية ضمن اطر ديمقراطية تهدف الى الارتقاء في البلد لا الى الرجوع الى المنحدر والذهاب نحو الهاوية كما هو الحال في وضعنا الحالي. واقعا اليوم يستطيع اي شخص ان يميز مراحل الصراع في البلد بدون الحاجة الى الرجوع لإصحاب الشأن العلمي والبحثي حيث اصبح للفرد كياسة وحنكة سياسية تجعل منه قارئ جيد للأوضاع ومحلل سياسي رغم قلت الوعي الثقافي او المعرفة العلمية ! لكن تكرار المشهد اليومي اتاح له هذا التحليل

الطبقة الاولى السلطوية صاحبة القرار الأكبر. هذه الشريحة السياسية تملك ملفات البلد تدير توازناته بشكل مخيف لا يستطيع الابتعاد عنها في اتخاذ القرارات المصيرية الحاسمة ولا يمكن تجاهلها على الرغم من انها لا تملك الصفة الرسمية في اتخاذ القرار وتسمى بالعرف الحالي الدولة العميقة. في السابق اي قبل بضع سنين كانت تتشاطر الحكم والقرار مع السلطة الدينية قبل ان تعلن البراءة من جميع افعالهم التي بدأت تخضع الى فردانية تسلطية غير ابهة او مهتمة لما يقال عنها او لها
الطبقة الثانية هم طبقة المغلقة . هذه الطبقة الشعبية السياسية تعتمد على الولاء والعقيدة الاسمية اي انهم يتبعون مسمى محدد وينهجون على اثر توجيهات القيادة صاحبة القدسية .هذه الطبقة تمتاز بالاتباع والانصياع الجمعي .يصاحبها نفوذ وتواجد للسلاح مما اتاح لها ان تخلق دولة مصغرة في داخل الدولة وهم منغلقين على انفسهم ولا يقبلون بالراي المخالف لهم . حيث يساعدهم على ذلك تكتلاتهم البشرية في الرقعة الجغرافية الواحدة .لذلك تجدهم يتجمهرون ويقطنون بالقرب من البعض. من اجل الدعم و الشد النفسي والتآزر في ما بينهم . وهذه الطبقة لا يمكن اختراقها او تغير افكارها الا من خلال نفسها فهي الوحيدة القادرة على تدمير قواعدها بذاتها .وبغيرها لا يمكن!! لامتلاكها الشرعية الدينية و المبالغة في الصفوية التي قد تجعل منها بمصاف الانبياء.
الطبقة الثالثة هي طبقة عقائدية ولائية تملك السلاح والفتوى وتتبع الاوامر من خارج البلاد .الهدف هو اقامة دولة اسلامية وفق لمنظور خاص بعيد عن معتقد وفكر الأغلبية آو السواد الاعم لذا تجدهم يتحدثون في منطق القوة و العنف .هذه الطبقة تقسم الى فئتين واحدة تنصاع الى الفتوى والمال الخارجي وتقع تحت تأثير الطبقة السلطوية (الدولة العميقة ) القسم الاخر يتبع النهج الخارجي ويؤمن في امتداد الوطن وخضوعه الى الوحدة المركزية في ادارة القرار الديني (ولاية الفقيه) ويستند جمهور هذه الطبقة على الطبقة الرابعة وهيه طبقت العرف العشائري والمد القبلي
الطبقة الرابعة هيه طبقة تمتاز بالمعتقد والفكر الانتمائي اي الانتماء للجذور القبلية والعشائرية والقومية وتتفرع ايضا الى انتماءات دينية ويعطي الولاء للداخل والخارج .هذه الطبقة اكثر الموجودين تشتت وعبثية في اتخاذ القرار ومعرفة الوجهة الحقيقية لهم .حيث يتحكم بهم المال السياسي والعرف والعادات والمد القبلي وهم الكفة المتأرجحة التي تثقل ميزان جميع الطبقات في السبق الانتخابي .ذلك لما لهم من نفوذ اجتماعي خاص قبلي وعشائري وغالبا ما تكن هذه الطبقة مقسمة في ولاءاتها الى القيادة المركزية (الشيخ) و رجل الدين .حيث يتم التحكم بهم من خلال رابطة العرف و رابطة القدسية لرجل الدين
الطبقة الخامسة هيه طبقة العوام الاغلب .هذه الطبقة تفهم توجهاتها وافكارها وانتماءاتها وهي الاكثر وعي وادراك بين طبقات المجتمع السياسي لكنها تعاني من خمول وسبات حركي في الاداء العام على الساحة السياسية .تجدهم يتحدثون ينتقدون يقدمون المقترحات ويغادرون مرحلة اليوم الى الغد من غير ان تعمل على تغير الواقع المرير التي تعاني منه
جميع هذه الطبقات تعمل في ميدان واحد كفريق كرة قدم لكل منهم مركزه ومكانه المخصص في الملعب لكن الجميع يتحرك بالضد من الاخر .فالطبقة واحد تتفق مع الطبقة ثلاثة وتضرب الطبقات البقية لاسيما الطبقة اثنان ! الطبقة اثنان تعمل مع الخامسة وتتقارب من الرابعة وتضرب الاولى الطبقة الرابعة تتعامل مع الجميع وتضرب الجميع لأنها تتحرك وفق المد والتيار السائد. وكما اسلفنا ان هذه الطبقة هي اشد الطبقات تأثير في الشارع العراقي لأنها لا تملك وجهة او هدف او مبدأ
هذه التركيبة المعقدة يراد منها افراز عملية سياسية متزنة تقود البلد الى الضفة الاخرى ..في الواقع نحن نحتاج الى دكتاتور صغير بمواصفات استثنائية يملك روح التفرد وتطبيق القانون ويترك مجال ضيق للحريات الفردية ان تمارس معتقداتها ضمن اطار دستوري لكي يعيد القبضة بأحكام يلغي من خلالها الفاصل بين الشعب والقيادة ويرسم قوانين تخضع للعقوبات والغرامات المالية من اجل السيطرة على النظام في البلاد .
وهذا ما لا يمكن ايجاده في العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جدل بعد إزالة تمثال المسيح المغطى بالكوفية الفلسطينية من مشه


.. المرشد الأعلى خامنئي: دولة جارة لسوريا لعبت دورا واضحا في إس




.. مختلف عليه | الحروب الدينية من وجهة نظر المغلوبين


.. 160-Al-araf




.. 161-Al-araf