الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 3

خالد كروم

2021 / 2 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مقدمة :-

هناك علاقة لا شعورية بين حركات الطقوس ومحتوى العقيدة .. أي أن المصلي قد لا يعي سبب حركته ... فالمسلم بيدين مفتوحتين يتوسل بالإله الحصول على الرزق والمسيحي يقدم يديه معا للإله ... أي اسحبني أو خلصني أو دلني على الطريق ... واليهودي يرفع يديه لمستوى رأسه بتبجيل وإعلاء واسترضاء لإله يبحث عن التكبر...


والمتدين يقوم بمعظم الحركات دون أن يعي ما يقوم به هي طقوس يمارسها بينما من ان يخرج من حالته التعبدية. يظلم يفتري... لا ن عندما كان يمارس العبادة... هو طقس ينتهي فور خروجه من معبده...بينما الأشخاص الذين يتأملون... يكون لديهم صفاء ذهني يجعلهم يطبقون في حياتهم... صفاء أفكارهم التي تدعوهم للمحبة المطلقة...وأعتقد العلاقة الطقوسية لها تأثير أيحائي نفسي نوع من ..(" التقمص " ).. الواعي للدخول والتماهي مع الجموع والتي بدورها تضفي نوعا" من الأجواء والهالات والعطور والآنين ...



والتأوه تدخل الشخص بمسرح ..(" المايم ").. التقليد وهوه بكل الأحوال يبغي الوصول الى حالة ..(" الرضى المخادع ").. عن الذات ثم ..( "الضحك على المعبوّد "المتصوّر ).. ولو تلاحظ الرقص الهندي وحركاته تتجه بالنهايه للاعلى...الرقص الهندي تراث مستوحى من طقوس التعبد للالهة...والواجبات الطقسية كالتوسل الغير مبرر واذلال النفس والجسد وتكرار الصلاة هي للشعور بالطمانينة من خلال التقرب الى الله لاستجداء او كسب رضاه يعني رشوه مقدسه...فما هي قواعد العقلية الفقهية أو قواعد تنفيذ العقيدة الإسلامية..؟! هذه القاعدة الأولى:-


تحتوي آيات القرآن على غرضية لازمة متواترة في وجود مصطلح وعدم وجود مصطلح وفي انتقاء أو اختيار مصطلح في موضع من المواضع.. أي لا وجود للعشوائية وكل ذلك بأساس نص القرآن في وصف إله القرآن الغرضي بشكل مطلق...ولهذه العقلية والقاعدة الآنفة الذكر تبعات تفاعلية تاريخيا منها توالد المعنى الجديد للمفردات نموا وتغاير التفسير القرآني بسبب ذلك ... فمعنى مفردة الأحد في سورة الإخلاص نمو عن المعنى الأصلي ...



فالقرآن بشكل مطلق يعتبر عربي وعليه المفردات غير العربية ...ولا سيما السامية سيتم تكوين معنى عربي جديد لها في داخل محيط فقهي منفصل ومنغلق ومستقل مع الزمن...وهي أحد ليست عربية بالأصل بدليل أنها غير موجودة في أي نص عربي عدا سورة الإخلاص أي غير مستخدمة في غيرها لا قبلها ولا حتى بعدها... هي ببساطة عبرية ..(אחד)..وتعني رقم واحد ..وهنا يقوم كأنما إله اليهودية بالكلام بالعربية .. واستخدام مصطلح عبري يشير للتوحيد وهذا يخدم فكرة أن إله التوراة نطق بالعربية الآن....وسورة الإخلاص هي من أوائل السور المكية ...كذلك عدم ورودها في أي نص عربي يخدم مبدأ أن الإله له مفرداته الخاصة به مفرداته الإلهية .. والتي ستعتبر عربية حتى لو لم تكن ... لأن الإله القرآن قال أن القرآن عربي اللسان..


والمثالية والحدية في الأمور الإلهية متواترة ولازمة .. لذلك لا يمكن افتراض نسبة من الكلمات غير العربية حتى لو أقر بعض المفسرين بوجود كلمات غير عربية مثل ..( زمهرير ومشكاة ) ..لكن لن يجرؤ أي مفسر بنطق أن مفردة أساسية في تبيان تعريف الإله الأحد أنها غير عربية بالأساس ...لكن المفسرون قاموا بتكوين معنى لها في الفقه فأصبحت تبدو كمفردة عربية محضة ... وذلك تحت مظلة أن القرآن نفسه يشير لكونه عربي ... لسان عربي مبين وحتى لفظة مبين بحد ذاتها لا تبدو مستخدمة في لسان العرب وتشابهها مع مفردة مبين العبرية ..( מבין ) ..مثير للشكوك حولها..


الخلاصة :- أن التاريخ الإسلامي للفقه شهد تحول في العقلية في طريقة التفسير لآيات القرآن حيث يتم تفسيرها داخليا بأساس القرآن نفسه فقط بعملية انقطاع عن الخارج كاللغات الأخرى وتأثر اللغة العربية بها أو تأثر مصدر القرآن بها...ومفردة أحد المستخدمة مثل أحد الناس = واحد من الناس .. مختلفة عن نفس المفردة في القرآن ... وواقعيا تؤدي لمعنى معكوس ... فالقول أن الله أحد بالعربية ستؤدي لمعنى أن الإله المسمى الله هو أحد من مجموعة أي تؤدي لمعنى الشرك مباشرة...لذلك مرة أخرى ... أحد في القرآن غير عربية...؟!


فكل الكلمات العربية لها اصل الفعل .. فعل ... مثال كتابة ..ومكتوب .. وكتيب ..ومكتبة اصلها الوزن فعل ..وهو الفعل كتب ..اي كلمة ليس لها اصل الفعل من وزن فعل ..لا تعتبر عربية .. مثال : احد .. ليس لها فعل عربي .. باقي الكلمات التي ليست لها وزن تسمى الضمائر والاسماء ..مثل هو وهي وهم ..الخ .. اما الاسماء فهناك الكثير من الاسماء غير عربية .. مثل ابراهيم ..اسرائيل ..هذه من التي اعترفوا بها وهي ليست في محور المفاهيم أو العقيدة ...فنجد الباحث محمد المسيّح بحث الجذور الآرامية للمفردات ...وبعض ما يعتبر آرامي هو أقرب للعبرية برأيي ...مثلا مفردة مدهامتان في سورة الرحمن تبدو لي عبرية وليست آرامية ..(מדהים ) ..


القضية الشائكة هنا انهم اذا ارادوا التملص من اعتبار مفردة غير عربية ... اخترعوا معنى عربي لها أو معنى إسلامي لها لتبدو عربية... وباختلاق هذا المعنى ستتكون مفردة جديدة داخل العربية تخدم استخدام معين وغرض معين داخل الفقه ...ومع مرور الزمن يتم اختلاق معانٍ وتفسيرات جديدة تضاف للقديمة ...مثلا" ما الفرق بين الطهارة والنظافة ... او مالفرق بين بعل - وزوج ... اي افتراض عدم وجود مترادفات لان الإله حتما اختار المفردة الأخرى لمعنى مختلف عن الأول ...


فمعظمهم قطاع طرق لا يجيدون القراءه والكتابه ... ويقال ان القاده استعانوا باهالي المدن والقرى في ..( وادي الرافدين والشام)... اللذين لم يتمكنوا من دفع الجزيه ان يعلموا هولاء الغزاة القراءه والكتابه مقابل السماح لهم الاحتفاظ بديانتهم ...وذلك يشير لأسباب ونوعية اللغة العربية بأنها لغة تكونت بالأصل دون كتابة لان غالب متحدثيها أميون ... وما تمت كتابته كان بخطوط وجذور مختلفة عن الفصحى اقصد لما يسمى ... العربية القديمة او العربية الأولية لما يتم تسميته بالعرب البائدة...


تمنيت لو ان جميع المؤمنين يتعمقون في التفسير وايجاد المعاني الصحيحة والاصول الصحيحة للكلمات ومصادرها من اللغات الاخرى..لأن جزء من اي دين او ديانة هو الانقطاع والانفصال والاكتفاء بالتفسيرات الداخلية التي يتم اختلاقها ...الدين .. ( او الديانة ) ..لا يتكون إلا بهذا الانفصال والتقوقع...

من هنا نبداء .. كيف تواصل شعب كيمت الى أسم الله .. وما هو الفارق بين أسم الله وأسم الخالق العظيم ..أصل كلمة ..( "الله").. التي التي أصلها ..( "الإله").. والأصح بتثبيت الألف ..("الإلاه").. وتطورت إلى اللفظ الذي استخدم كاسم علم لله.. هي ما يقابلها بالإنجليزية اسم العلم ..( لـ God).. بينما ..( "إله" أو "إلاه" ).. هو اسم جنس ..( لـ "god")...وهذا بأيجاز شديد ..؟!

هناك أشياء كتيرة في الوجود يستحيل على الإنسان الشعور أو الإحساس بها .. أو إدراكها وطبعا فهمها مع عدم وجود معلومات كافية عنها... لكن البشر إستطاعوا دائما" خلق آليات كي يتعرفون بها على الكائنات والظواهر غير المتاحة لإحساسهم ... أو إدراكهم أو فهمهم... في الحقيقة قدرة البشر على هذة القصة هي الأساس في كل العلوم الطبيعية من كيمياء وفيزياء وغيرها...

على سبيل المثال الجميع يعلم ما هي الميكروبات ونعرف أشكالها وطبيعتها وتأثيراتها على حياتنا .. لكننا أبدا" لم نراها أو نسمع عنها أو شعرنا بها ...هذا الفضل يرجع في معرفتنا راجع لجهود العلماء في إكتشاف الميكروسكوب وفي طرقهم المعقدة لبناء تصورات مركبة من خلال الإختبارات المختلفة...

نفس الامر كذلك أننا لم نسمع أو نشاهد المجال المغناطيسي أو الكهربائي ... لكننا فهمنا بأن أشكالها بالظبط بطرق بحثية مختلفة أوصلتنا لرؤيتهم بشكل غير مباشر...نفس الامر نحن لم نشاهد أبدا" الله أو الرب أو اللآلهه الا فى صور على الجدران .. ولكنه بأقنعة .. لأنه كما شرحت مسبقا" هناك فرق بين الله .. والخـــــــــالق العظيم .. لكننا عرفنا الخالق العظيم بطريقتين...



الطريقة الأولى :- كانت الطريقة فى كيمت القديمة .. التي قامت على المنهجية الشعورية الحسية التي أصبحت فيما بعد الروحانية ومنهاجية العلوم بما تحتوية من الكلمة ..أو بمعني مبسط الملاحظة والتجربة والإستنتاج المنطقي....


الطريقة الثانية :- ظهرت في أمم أخري وفيها ظهر ناس شديدي الموهبة والقدرات بحيث إتحدوا مع الكون وجدانيا"... وعرفوا تعاليم الله فيه التي منها امرهم الخالق العظيم بها .. وأطلعوا الناس على قواعد التعامل معاه....


لذلك نجد الفكر الديني فى كيمت القديمة .. كان فكر تصاعديا" ... مبني على الملاحظة والتجربة والمشاهدة والإستنتاج زي كل التجارب العلمية .. لم يكن به معتقدات غيبية ...هذا يعني أنه لم يظهر من العدم شخص واحد ليخبرهم بأنه هو الآلهه بدون نقاش أو جدال .. أو أنه قال لهم أنه هو من أوجد كل ما يرونه ... بدون تفسيرات أو أدلة أو مبررات ... الوضع الأخير هذا بدأ في الظهور بشدة مع تصاعد سيادة ..( "إمن").. المتفرد المنفلت من التبعية الطبيعية للآلهة النيترو المبجل ...( لـ "رع" ).. على وجه الدين فى كيمت القديمة...


لكن الأصول الحقيقية للحضارة فى كيمت القديمة .. قامت على التفاعل الطبيعي الممنهج مع الوجود ومحاولة فهمه وصياغة رؤية عنه .. لذلك كان الدين فى كيمت القديمة يرحب بالتطور والتحسن والفهم الأفضل للآلهة المتعددة مع الوقت ... طلما الطرح الجديد بيستند على قاعدة متينة من المعلومة الصحيحة والمنطق السليم...يعني الإيدلوجية العقائدية فى الدين فى كيمت القديمة هو تصورنا عن ..( الله - الرب - الآلهة ).. طبقا" للمعتقد فى شعب كيمت ... وهو كل معارفنا ما تزيد وطرق تعاملنا مع المعلومة تتحسن والمنطق الحاكم يبقى أقوى....


لذلك يكون الفكر الديني فى كيمت القديمة فكرا" صاعدا" يبدأبمخاطبة العقل البشري ...حتي يستطيع الولوج لأقرب نقطة متاحة عن ..( الله - الرب - الآلهة ).. لذلك من المفترض بأن شعب كيمت قد أمن بوجود ..( خــــــالق عظيـــــــم ) .. حتي من العصر البدائي الحجري حتي هذة اللحظة .. لأن فهمنا للإيدلوجية الدينية لديناميكيات الكون تغير...وبالتالي فالرؤية الدينية في عصر الدولة الحديثة بالتأكيد إختلفت عن الدولة القديمة .. وتبلورت مظاهر الدين ..مثل فكرة بناء الاهرامات تحديدًا فقد ارتبط الشكل الهرمي لديهم بفكرة نشأة الكون واعتقدوا كذلك..


ومن الأدلة مثلا" إستحداث إمتلاك العامة للكتاب اللي بيحمل مسوغات إستحقاقهم للخلود بعد الموت .. أقصد هنا كتاب السطوع بالنهار .. ومن الأدلة أيضا" على صحة نظريتي إن الدين فى كيمت القديمة لم يقم على الغيبية أبدا" ...على الأقل في بداياته ... وإنه لم يكن هنا شخصيات دينية منسوب لها نصوص وشرائع في صلب الدين ... بإستثناء الحكمة العامة ... مثل ما حدث مع الأمم الاخري ...


وكذلك الإدعاء بتلقي المعارف والشرائع الدينية مباشرة من ..( الإله ).. يحتاج هنا وبالضرورة لتركيز الضوء بقوة على المدعي لسببين مهمين... السبب الأول لإختبار جدارته ومصداقيته في حياته نظرا لإنعدام الفرصة بعد موته.... أما السبب التاني فهو لتأكيد التابوهات والتحصين لطرحه بعد موته نظرا لإستحالة تعديل طرح نزل من السماء...


لكن في كيمت القديمة كان جسد الدين ... وهذا يعني المعتقد والشرائع والعبادات والمعاملات والطقوس .. كلها نتاج طروحات ناس مجتهدين لم يدعوا إنهم تلقوها من الله بشكل مباشر .. لذلك أصبحت فى طور الزيادة والتطور طول الوقت بشكل مفتوح وبدون حرج .. بعد إخضاعها لماكينة التدقيق والتحليل فى كيمت القديمة العميقة في البرابي والبعانخ...لذلك يعتبر النوبيون وهم جزء من كيمت القديمة ... كان الاعتقاد لديهم بلحياة الاخري قديما فكانوا يكرسون حياتهم استعداد لرحلة الحياة الموازية.. وكان لديهم علي مر التاريخ الهة كثر ابرزها امون راع .. ومن ابرز ملوكهم الملك تود عانخ امون والذي يعني اسمه في اللغة النوبية بـ الإبن الاوحد ل امون.. (امون راع).. والملك رعمسيس والملك طهارقة وغيرهم...


من هنا فالتعدد في الرؤى كان شئ جيد ومرغوب لتحسين فرص الديمومة ... والإقتراب بشكل أفضل من الحقيقة...وهذا مطابق تماما" للتوجه لشعب كيمت القديم الأصلي في جميع العلوم وليس فقط منحصرا" فى الدين ... فبعض الناس تقرأ تاريخ العلوم من باب التسلية... والتسلية فى حد ذاتها مطلوبة ... وهذا ليس سهلاً على ... ولكن قراءتنا لتاريخ العلوم ... بلغوا من العبقرية والبراعة تنجح جميع أبحاثهم حتى الحاصلين منهم على ... فقط اسم من سجل هذا الاكتشاف...


إشكالية الأخلاق... والتنوع والتعايش مفتاح الديمومة للجميع.... والقوة الكبيرة جدا في المعارف والمنطق كنتيجة لكدة هي الضامن لعدم الإنزلاق للإقصاء في أي شيء ...وهي من الإشكاليات ذات الارتباط الجوهري بالفكر الفلسفي في بعديه النظروالعمل على حد سواء...فلو كان الدين فى كيمت القديمة مازال قائما" .. إبقائي تنويعي تعددي ... لأصبح مثل أي شيء فى حياة شعب كيمت القديم ...تماما" مثل حالة الكون بما يعكسه الآلهة .. أو ما يطلق عليه أسم ..(الله - الرب - الآلهة ) ... إذا" لا يوجد شيء فى الكون دخل إطار ثابت من النمطية...


كما هو واضح من خلال العودة الجديدة لمبحث ..("الإتيقا" ) ..سؤال الفلسفة برمتها..مما يمنحها بعدا كونيا يساهم في إثرائه كل مشتغل بالفلسفة ...بغض النظر عن انتمائه الجغرافي...فكل شئ له تنويعات وأحوال مختلفة....الذي اهتم بالعقل فى كيمت في بنيته وتكوينه... بنقده لهذا العقل ..المتميز بأصالة فكره الدين الجميل ...


فلو أخذنا فى الاعتبار مثلا" ..هناك أسماك في نهر الأمازون منذ ما يناهز من مليون سنة مضت .. جميعهم إناث .. لا يوجد ذكور بينهم .. لأنها قامت بالأستغناء عنهم بإنها تأقلمت وتطورت مع بيئاتها فى الأستغناء عن الذكور .. واصبحت تتوالد بدون أن يكون هناك ذكر يجعلها تقوم بالمعاشرة الجنسية .. توالد أنثي لأستمرارية الحياة لديها .. والحفاظ على سلالتها من الأنقراض ..


فبالنظر إلى كل ما تقدم .. وبالنظر لما يتسم به فكر شعب كيمت القديم .. تقديم قراءة لفكره الإيمان بوجود ..(الله - الرب - الآلهة ) ... وحصرها فى أسم ..( خــــــالق عظيـــــــم ) .. هو نمط الأخلاقية التي يدافع عنها الباحث بالقياس لما هو شائع ومتداول بين سابقيه من جهة...الإلكترون لا يعترف بوجود شيء إسمها إن الزمن ... لانه يخطوه أمامه فقط ..


لا فرق بالنسبة له أن يتقدم للأمام أو يرجع للخلف .. وبالتالي هو يقف أمام المستقبل ليري الماضي على أنه هو مستقبله حتي يستطيع أن يغيره هناك ...ومن هنا حاولنا أن نسلط الضوء على الفكر الفلسفي والأخلاقي والديني لشعب كيمت القديم ... لانه صاحب تكوين فلسفي متميز فى البحث عن ..(صفحة المبتداء والمنتهي - البداية والنهاية )... من خلال دراستة القيم في هذا المجال ..( "نظرية القيم في الفكر المعاصر بين النسبية والمطلقية")...


عملية الإنتقال من العدم للوجود تحدث طيلة الوقت فى كل مكان ..( الماضي والحاضر ).. وحول العالم أجمع .. وكل العلماء لديهم إدلة تثبت ذلك ...ومعالجة مشكلات وأزمات المجتمعات فى الوقت الحاضر .. معالجة بعيدة عن اللغو والحشو والتكرار... وذلك لأن فلسفة التنوع تحاول أن ترسم طريقا جديدا في الفكر الكيمتي المعاصر بالاعتماد على قيم إيجابية مثلا" لاختلاف والحوار والتواصل والتثاقف والانفتاح لمعرفة كيف كانوا يعبدون ..( خــــــالق عظيـــــــم ) ..


الإقصائية والإصرار على حصر الإعتقاد في التفرد النوعي مسألة طبيعية في نوعين من المنظومات... المنظومات ليس لديها حلول للبقاء إلا إقصاء المختلف...باعتبارها فرعا من الفلسفة العملية... حاولنا أن نشارك فيهذا البحث من خلال الإجابة على الإشكالية التالية...


الأولى:- هي المنظومات غير الحضارية اللي بتنشأ في مجتمعات تحتاج للفضيلة لضمان التماسك الداخلي .. وبتحتاج للجدارة في التعامل مع واقعها لضمان الصلابة في مواجهة الغير .. الإحتياجين هذين ضروريين للحفاظ على ديمومة كينونتهم ... وإلا تبخرت وإنتهوا إلى الإنقراض وإختفوا من العالم....


اعتمدنا في الإجابة على هذه الإشكالية على المنهج التحليليالذي يسمح لنا بمعرفة حقيقة النصوص.. إضافة إلى المنهج التاريخي الذي يوضح لنا تطور القيم الأخلاقية في مراحلها التاريخية المختلفة.... اختيــارنا البحث في هذا الموضوع كان انطلاقا من دوافع معينة نراها أساس البحث يمكن تلخيصها فيما يلي:-


كل المجتمعات هذة المجتمعات لا تمتلك الحد الأدنى من المعارف المطلوبة ... ولا المنطق المتين لصناعة دين صاعد....إن هؤلاء المفكرين ..(الله - الرب - الآلهة ) ... المعاصرين وبحكم تحكمهم...نشأت لديهم تقاليد في التأليف والكتابة الفلسفية حول معاني تعدد الوجود رؤية كبيرة جدا" فى معرفة أسم ..( الخــــــالق عظيـــــــم ) ..


فإننا نسعى من وراء هذا إلى استخلاص نتائج تكون بمثابة رهان جديد يفتح أفاقا" غير معهودة للبحث والمساءلة في مجال معرفة أسم ..( الخــــــالق عظيـــــــم ) .. وبيان قدرة الفكر الكيمتي القديم بالعبادة والصلاة ... وهذا بترضى جموعهم بالدين الهابط لشخص منهم موثوق فيه يتحول إلهامه ووجدانه لمقدسات... وهنا لابد من تجاهل الآخر تماما" .. وإلا إنهار الفكر وتشتت عناصر المعتقد بسبب الفكر الوافد الأقوى... بالتالي فالأديان دي بترفض حتى التعامل مع الأغيار فكريا وتغلق الباب بوصفهم منحرفين وعلى ضلال أو كفر أو دناءة.... فلا يجب مناقشتهم أو الإرتباط الإجتماعي بيهم بالزواج أو غيره....


الثانية :- هي المنظومات اللي نشأت على طرح عقلاني قارئ للكون لكنها مع الزمن أصبحت مترهلة بيتجه أفرادها وحراسها والقائمين عليها ...والإسهام الجاد في تطوير نظرة الإنسان الأخلاقية.. ومن ثمة حماية المصير البشري الذي أصبح على مقربة من الهلاك إذا لم ينتبه إلى البعدالأخلاقي في منظومتنا المعرفية العامة...وهنا نخص رجال الدين فيها ... إلى المصالح الشخصية والأعمال الطبيعية والرغبة في النفوذ والسلطة والمال....


من هنا ينهار الزخم الفكري المطلوب في الدين... ويتجه الأفراد للقوالب القديمة المجمدة الجاهزة السهلة ... وتثبيتها وتقويتها بخلع القداسة عليها بشكل غير مستحق لتأكيد إستمرارها حتى لو عفا عليها الزمن...فغياب دراسات كافية متخصصة ومتنوعة في هذا المجال.. وقد يعود ذلك لهيمنة أدبيات خطاب ديني معين يتناقضمع الواقع... بالإضافة إلى صعوبة التركيز على شخصية معينة.. لأنه في مبحث القيم أو الأكسيولوجيا تتداخل فيه أسئلة الخير.. وهي خاصة بالأخلاق.. وأسئلة الجمال وهي خاصة بعلم الجمال.. لأن ما هو خير جميل من جهة... وماهو جميل خير من جه أخرى ...


السبب في البداية يتكون عدم الرغبة في الخوض في عمليات الخلق الفكري المستمر لإحياء الدين بسبب الإنخراط في أنشطة أخرى ... وأمور حياتية مش مفروض إن المنظومات الدينية تنشغل بيها.... بعد فترة بيتحول عدم الرغبة في تفعيل ماكينات الفكر إلى عدم القدرة على كدة بسبب فقدان الركود والتبلد لفترات طويلة...

ومن أجل بلوغ الهدف المرجو من تحليلنا للإشكالية موضوع البحث حول كيفية معرفة شعب كيمت بالإديان والإلهة ... والتي سبق الإشارة إليها في بداية هذه التقديم...وكذا المنهج المعتمد في الإجابة عنها... والذين كانوا يعتقدون أن صفة ..( "العقلانية" الدينية )... هي ما يميز الإنسان عن غيره..ومن ثم فتهيئة الظروف لمعرفة الخالق العظيم ..ومن أبرز أهداف الدولة.. حتى يتسنى لها تحقيق الفضيلة ...تحتم على الكيان السياسي أن يوفر أشخاص يملكون هذه المزية فى توصيل فكرة الدين لشعب كيمت القديم ...

ولن يتحقق هذا الهدف إلا بتنشئة الفرد وفق تربية متكاملة... قائمة على تهذيب النفس وتنشئتها على حب الخير والمجاهدة في بلوغ الحقيقة التي لن تكون إلا بإعمال العقل... وتعد الفلسفة الآلية الوحيدة لبلوغ هذا الهدف ... وهو الوصول بالنفس إلى الحقائق الثابتة الموجودة في عالم المثل أو الصور الحقيقية كما أقرت نظرية المثل لشعب كيمت القديمة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحركة الطلابية العالمية تتضامن مع فلسطين … الأبعاد و التداع


.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن




.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me


.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار




.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق