الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عطشان ضيول الازريجاوي ( 3-15)

عقيل الناصري وسيف عدنان القيسي

2021 / 2 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عطشان ضيول الازريجاوي ( 3-15)

أدب الرسائل:


الرسائل هي فن من فنون النثر القولية, عرفها العرب منذ القدم وهــي مثل فنون النثر الأخرى (القصة , المسرحية, السيرة الذاتية) لها خصائصها المميزة التي تجعلها فناً قائماً بذاته. وتاريخ الرسائل موغل في القدم فقد يظن البعض أن الرسالة فن لم يظهر ألا بعد الإسلام بفترة طويلة معتمدين على المقولة المشهورة : " بدأت الكتابة بعبد الحميد وانتهت بابن العميد " ، ولكن هذه المقولة تعني الرسالة المتميزة أدبياً.
إذ "... منذ مراحل التواصل الإجتماعي الأولى التي تلت فترة ما عرف بطفولة البشرية، استخدم الأنسان الرسالة، كوسيلة إتصال لها ضرورتها الاجتماعية العامة والخاصة، وأستمر هذا النوع من التواصل حتى يومنا هذا، الذي نعيش في عصره ثورة تقنية معلوماتية جبارة، ولكن بصورة مختلفة وبإيقاع خافت. والرسائل أنواع متعددة ولكتابتها غايات شتى، إنما يسبغ على بعضها والتعبير الأدبي المميز، وهذا النوع من المكاتبات تسمى بالرسائل الأدبية، التي قد تحمل في طياتها مسارات ذاتية ، وجدانية وأحاسيس معينة، لكنها مصاغة بإسلوب أدبي مميز. وهذا النوع من الرسائل الذي أصبح له أطاراً خاصاً بات يطلق عليه أدب المرسلات، أو أدب التراسل، وقد شارع كثيراً واينع بشكل خاص، في أوائل القرن الماضي. وقد صنفت الرسالة الأدبية كنص نثري يحمل عبارات وجدانية تفيض بأحسيس كاتبها، في فسحة من الهدوء الزمني والصفاء الذهني والاشتياق، وبأسلوب أدبي يفصح عن إهتمام في إنتقاء المفردات الشحونة بالعواطف والشجن وما إلى ذلك... وقد عرف العالم العربي هذا اللون من الفن وأشتهر به جبران خليل جبران ومي زيادة، ومصطفى صادق الرافعي ومحمود ابي رية والرسائل المتبادلة بين غساني كنفاني وسميح القاسم ومحمود درويش، والرسائل المتبادلة بين الشاعر اللبناني أنسي الحاج والروائية السورية غادة السمان، والتي كشفت عنها السمان مؤخراً في كتاب جمعت به تلك الرسائل العطفية التي تعود إلى العام 1963... ".
وتقسم الرسائل الى عدة اقسام منها الرسائل الادارية والوصايا، ومنها الرسائل الشخصية والتي هي محور دراستنا، وتقسم هي الاخرى الى أدبية وذاتية، كما في رسائل عطشان ضيول وهي التي يكتبها إلى رفيقه ومسؤوله الحزبي وصلة وصله بالتنظيم، ومن ثم اصبح صديقة المقرب، وهذه تسمى بالرسائل الأهلية إذ يعبّر الكاتب فيها عن نفسه وخلجاته ومواقفه، تعبيرا حراً بلا قيود. هناك عدة مواهب للمراسلات، بل إن البعض تركوا مئات الخطابات إلى زملائهم وأصدقائهم واحتفظوا بها ونشروها في مجلدات، بعد وفاتهم .
ولنا من مراسلات كارل ماركس ( 5 مايو/ مايس 1818- 14 مارس/آذار 1883) بعدأ آخر في إنضاج النظرية الماركسية ومنهجها ببعديها: المادي الجدلي والتاريخي أنعكس هذا التطور والنضوج في مراسلاته سواءً مع رفيق دربه الفيلسوف فريدريك أنجلس ( 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 1820- 5 أغسطس/ آب 1895 ) أو مع غيره من زعماء الحركات الاشتراكية والنقابات العمالية. بل وحتى من عامة الناس من عمال وكتبه بل حتى مع طلاب المعرفة، إذ كان في مراسلاته، يضع أكثر ما يمكن من المعاني في أقل ما يمكن من الألفاظ، وهذا ما يميز ماركس سواءً في كتاباته أو/و مراسلاته، سيما في كتابه الشهير رأس المال وفي 18 برومير لويس بونابرت وغيرها من المعاجات الفلسفية على وجه الخصوص. كما كان ماركس يبدي اهتماما كبيرا بصفاء تعبيره وصحته .
ولا بد أننا نجد رسائل الأستاذ الأديب والصحفي عباس محمود العقاد 1889 - 1964) إلى الأديبة مي زيادة (1886 - 1941) في غاية التحفظ والأدب والخوف عليها ومنها ومن الناس. وكذلك رسائلها إليه. وقد أعاد الأستاذ العقاد رسائلها إليه.. لتكون في مأمن من النقاد والمؤرخين. كما أن "... كوكبة من أشهر الأدباء طافت حول مي، في مسار محدد، كما تدور الكواكب حول الشمس. من اقترب منها احترق حبّاً، ومن ابتعد عنها تاه في الفضاء البعيد فراقاً وهجراً.غازلها شيخ الشعراء إسماعيل صبري قائلاً: "وأستَغفر الله من بُرهَةٍ منَ العُمرِ لم تَلقَني فيكِ صَبّا".
وحين دعى الشاعر حافظ إبراهيم القاضي والشاعر عبد العزيز فهمي إلى الكلام، نظر هذا الأخير إلى مي وقال: النظر هنا خير من الكلام ومن الإصغاء. ووصف أحمد شوقي شعوره نحوها شعراً:
إذا نطقت صبا عقلي إليها وإن بسمت إليَّ صبا جناني .
وقال عنها صاحب مجلة الرسالة أحمد حسن الزيات: " تختصر للجليس سعادة العمر كله في لفتة أو لمحة أو ابتسامة" ورثاها عبّاس محمود العقاد قائلاً: " كل هذا في التراب آه من هذا التراب... " .
"... ولعل اللافت لانتباه القارىء في سيرة مي زيادة هو انشغال مؤرخيها بعلاقاتها مع الأدباء ومفهومها للحب كفكرة ومضمون، وهذا التبادل بين سيرة مي المجهولة والحقيقية،يمنحنا الإحساس بما تنطوي عليه كلمة الشرق من أحاجي وألغاز العواطف، فإسم مي زيادة ارتبط بعدد كبير من أدباء عصرها في علاقات حب ورسائل دافئة، ولكن أيا منهم لايدعي وصالا جسديا معها.
هذه المرأة القادمة من بلد المسيح، والتي تنوء بحمل تربيتها في الدير، كانت ترى في الحب علاقة روحية وفكرية تربطها بالرجال الذين تعجب بهم.فهي تتبادل معهم رسائل رقيقة لا تمتنع فيها عن العطاء الانساني بكل أبعاده، في حين كان أدباء عصرها يتطلعون إليها كمثال للجمال والانوثة، ويطمحون الى قطف ثمار تلك الشجرة العصية. المفارقة في حياة وسيرة مي الادبية تحدد الفاصل القطعي بين الشرق والغرب، ففرجينيا وولف نشرت سيرة حياتها الخبيئة ... مي زيادة كانت مجاملة تتوسل في خطابها التغيير، وتخوض في بحور من العداء بثوب الحمامة الوديعة التي تحني رأسها أمام العواصف، فقد كان بعض من صاحبتهم من الأدباء يحمل البغض لقضيتها، ولعل عباس محمود العقّاد يصلح أن يكون حقل اختبار لازدواجية الأديب في نظرته الى المرأة. ولكن مي زيادة التي بادلته الرسائل واللقاءات الاسبوعية، لم تدخل معه في خضم هذا الإشكال الحضاري الذي كان يؤرقها، فقد كانت تخاف عنفوانه في مقارعة الاعداء، لذا بقيت على صداقة معه،مستغنية عن سجال يثري الثقافة العربية معرفيا وإنسانيا... ".
كما "... تبادل جبران ومي العشق على مهل، وكان أحدهما يبعث إلى الآخر برسالة وينتظر فترة حتى يأتيه الرد. لم يلتقيا البتة لأن جبران كان مقيماً في أمريكا. وقد دعته مي للعودة إلى مصر قائلة: تعال يا جبران وزرنا في هذه المدينة، فلماذا لا تأتي وأنت فتى هذه البلاد التي تناديك. تعال يا صديقي، تعال فالحياة قصيرة وسهرة على النيل توازي عمراً حافلاً بالمجد والثروة والحب... ".
و" ...لنرحل بالقضية إلى القرن العشرين، حيث شاع بين الناس عشق جبران خليل جبران لمي زيادة، وعشقها له، وهو من أغرب نسج الخيال في عوالم الحب العذري، إذ أنّ جبران لم يلتق اللبنانية المبدعة مي زيادة قط. لكن ما جمع بينهما هو رسائل حب تناقلها بريد عابر للمحيطات. وإلى ذلك تحديداً أشارت الباحثة سلمى حفار الكزبري التي حققت مع سهيل بشري تلكم الرسائل حيث تقول: " ... إنّ العلاقة بينهما بدأت بعد أن قرأت مي رواية جبران الرومانسية "الأجنحة المتكسرة". ولكن، بغض النظر عن كيفية بدء "الحب"، فقد أتاحت الخطابات ضوءا باهرا للمؤرخين على حياة كل من كاتبيها وأفراحه وشجونه وآرائه في مختلف شؤون الحياة. وقد كانت تلك علاقة يزيد في تفرّدها أنّ طرفيها لم يلتقيا وجها لوجه على الإطلاق. لكنها دامت قرابة عشرين عاما وأتت إلى ختامها مع وفاة جبران في نيويورك في 10 أبريل 1931. ماذا تسمّي هذا وأين يمكن أن تصنّفه؟.... "
كما كانت مراسلات الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر(21 يونيو/حزيران 1905 – 15أبريل/ نيسان 1980 ) لها حضورها إذ كانت بإعتبارها كمقالات وأبحاث فلسفية ساهمت في إغناء الفلسفة عامة والفرنسية بخاصة، ومن بينها رسائله إلى سيمون دي بوفار ( 9كانون الثاني/ يناير1908- 14 نيسان/أبريل 1986)، حتى تحولت هذه الرسائل مكاناً خصباً للأفكار الوجودية والطرح الاجتماعي والفلسفي بأبعادها السياسية والفكرية للكثير من مبادئ الفلسفة الفرنسية الحديثة، ناهيك عن أنها كانت رسائل حب تتوجت لاحقا بالارتبط العضوي والنفسي والجمالي. أضافة إلى التحول الفكري لسيمون إذ كانت قد "... انتسبت في السادسة من عمرها إلى معهد ديني وانسحبت منه في الرابعة عشرة من عمرها بعد أن فقدت إيمانها وقد اعتبر هذا الانسحاب مقدمة لتحولها إلى اليسارية... ( إذ) تعرفت سيمون دوبوفوار إلى جان بول سارتر في عام 1926 في جامعة السوربون حيث بدأ التواصل الفكري بينهما فكانا يقضيان الوقت في محاورات ومناقشات فلسفية عميقة ومطولة وسرعان ما تحولت صداقة العقل إلى صداقة القلب فدخلا في شراكة فكر وحب لم تنته إلا بالموت وقد ارتبطت سيمون بسارتر بعلاقة حب سرية لم إلا بعد وفاتهما كما ارتبطت سيمون بعلاقات أخرى لكنها لم تمتد لفترات طويلة كذلك كان سارتر وكانا في نهاية المطاف يعودان ليلتقيا ... ‏ ".
وأيضا أحتوت الرسائل بينهما على أنه "... كمُعجب برسائل الحُب المُذهلة، خاصَّة تلك التي بين الأزواج الذين يُمثِّلون القوى الفكريَّة والإبداعيَّة في التاريخ ؛ مثل تلك بين فريدا كالو ودييغو ريفيرا، فرجينيا وولف وفيتا ساكفيل-ويست، جورجيا أوكييف وألفريد ستيغليتس، تشارلز وراي إيمز، وهنري ميلر وأنيس نين، كنت سعيدًا بإيجاد جوهرة من الفيسلوف الوجودي الفرنسي، الأسطورة، الروائي والناشط السياسي جان بول سارتر للكاتبة الفرنسيَّة المُحتفى بها والمفُكِّرة واضعة نظريَّة الحركة النسويَّة... ".
وفي العراق ما نشره الأديب الراحل عبد الغني الخليلي في { سلاما يا غريب } حيث ميزتها الأراسية هو إثارته الشجن الشجي، إذ يقول: "... وعندما يكتنز المرء بحب الوجود وما فيه، تتسع عنده حدقة العين وتكشف عن جماليات خبيئة تجعل التعامل مع الحياة أكثر رخاءً وتسامحاً ومخبةً ... وهذا الكتاب البديع بلغته الصعبة، وأسلوبه الرخي السلس، وأجوائه الأليفة ودفء الحنين فيه، يجعل منه وثيقة أدبية واجتماعية وإنسانية، تدون نصاً أدبيا حميماً وقريباً من القلب ؛ لا يعني بالتاريخ قدر عنايته بالأدب وفنونه، وبالعلاقات الانسانية وأغوارها وجماليتها، بمظاهر الحياة. وهي مجموعة تاريخية حية ... ". كما يشير الفنان الراحل محمد سعيد الصكار في تقديمه للكتاب.
وقد يحلو للبعض أن يطلق على الرسائل الشخصية بالمهمة أو ذات الدور المهم, وغائيتها ما تود أن تسير عليه في الحياة, ولذا فإنها تحاول ان تخط لنفسها أسلوباً ومنهجاً كي تكون بمثابة رسالة للحياة, أو يعتقد ان لها جانب من هذا الدور. وتعطي الرسائل، في احيان كثيرة، نوع من المصداقية والدقة ويصبح أمرها، مشابها في وقعه وأهميته، لأدوات ووسائل حفظ التاريخ، وتسجيل الأحداث التي مرت على اختلاف أنواعها ومسمياتها، إن ما يجعل من كتابة الرسائل عملاً أدبياً وتاريخياً مهماً و" مادة شديدة الخصوصية " في مواجهة زمن شديد " التغيير" كونها لا تشط بخيال كاتبها أو قارئها، فتتحول بذلك إلى عمل إبداعي تاريخي متميز، يترك أثرا قويا عند صدوره، ويطرح نقاشا عالي الصوت.
ولكن الرسائل التي هي موضوع دراستنا، في حقيقة الامر تحكي الشجون عن واقع صاحب الرسائل والتي يعبر في مضمونها عن واقعها كحزبي عضوي، وقيادي في الحزب الشيوعي العراقي، ومعاناته النفسية والروحية وصراعه سواءً مع حزبه، ومع ما آل إليه في جغرافية المكان الذي بلغهُ (الاتحاد السوفيتي) وتأثيراته عليه حتى في رواءه السياسية، معبراً في مواقف كثيرة عن ملاحظات أو بناء صورة ذهنية إيجابية أو سلبية عن أوالية ( ميكانزم ) العلاقات الداخلية للحزب إزاء الأطراف الحزبية من ذوي العلاقة، سواء منها التنظيمية أو/و مواقف قد تكون سياسية أو/و اجتماعية أو/و ثقافية. كما تعبر الرسائل عن مجرى التحولات في حياة الانسان المناضل وفي ظروفها النضالية الشاقة بكل تأكيد، عندما يُخضع ليس لمغريات الحياة بل يغرق في معاناتها التي اجبروه عليها .
كما إن كاتب الرسائل أياً كان، لا يحتاج لمسافة من الخصوصيات والحرية الفردية. فعادة يلجأ للتضامن العاطفي خارج عواطفه، وبالتالي فهي من الوسائل الشرعية التي تساعد صاحبها على التطهير النفسي عبر سفر المرحلة المعقدة في حياة صاحبها. كما يحرص أصاحبها على توضيح بعضٌ من المسائل السرية التي يدونها ذات الخصوصية الفردية في دفتر مذكراته أو البوح بها عبر هذه الوسيلة لرفاقه المؤتمنين، لكونها تعبر عن مضمون ما يستفيض به كاتبها من أفكار وأحاسيس. وهكذا تبقى الرسائل تمثل الحياة الخاصة لكاتبها بما فيها من مواقف وأفكار، ومن تطور أو تراجع عن المواقف السابقة، فهي تحتوي على العديد من المحطات المحزنة والسعيدة، المتعبة والهانئة، الرومانسية والصادمة. هذه المواقف هي ما تلون حياتنا، العامة والخاصة، وتجعل لها طعماً آخر، فحياتنا تسير ونسير معها لأن ( الزمن يسير، الزمن لا ينتظر) كما يقول المثل الروسي. إن الكثير من هذه المواقف سيصيبها النسيان بعد فترة من الزمن، ومنها ما يلبث حبيس الذاكرة، ومنها ما نندم على فقدان الإحساس بماهية جماليته ونسيانه لشدة روعته.
الهوامش والتعليقات
40- طالب عبد الأمير، عبد الغني الخليلي، سحر الكلمة وعشق الصداقات، ص.58، اوروك مياديا ، ط.1، ستوكهولم – السويد .2018
41 - أحمد عبد العال رشيدي، أدباء أحبوا مي زيادة، ماذا قالوا لها في رسائلهم إليها، موقع https://raseef22.com/
42- فاطمة المحسن، مي زيادة وفرجينيا وولف، جريدة الرياض، 21 يوليو/ تموز 2005م - العدد 13541
43 - أحمد عبد العال رشدي، ادباء أحبوا مي زيادة، مصدر سابق.
44 - ملهم الملائكة، الحب العذري، مجانين العشقما بين الداوة وعصر الانترنيت، مستل من موقع: https://alarab.co.uk
45 - راجع :https://www.goodreads.com
46 - شهد أنور، التحول فجأة من الصداقة إلى الحب، موقع http://inkitab.me المنشور في12/2/2017.
47 - صدر الجزء الأول عن دار المنفى في السويد عام 1996، والثاني عن دار المدى عام 2001.
48 - عبد الغني الخليلي، سلاما يا غريب، ص. 6-8، الجزء الثاني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط