الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية من الإيمان - الذين أشاروا ب لا أو نعم -1

حازم السيد رويحة
كاتب وباحث

(Hazem Rwiha)

2021 / 2 / 22
المجتمع المدني


الشورى النظام الديموقراطي المعلن

ليست الشورى أن يجمع الأمير "الحاكم" عدد من المقربين إليه فيسألهم رأيهم في الأمر ويبدي كل منهم رأيه فيأخذ الأمير ما شاء له إذا وافق هواه من الرأي.

ولكن الشورى هي حكم ألشعب عن طريق الاختيار الحر بالمشاورة بأيديهم "أيمانهم" علانية للاختيار بين "لا" أو. "نعم" في المعاهدات وشئون الحكم والأمر.

يقول الله سبحانه:

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} 159[3 سورة ءال عمران]

وشاورهم في الأمر تعني إجمع الشعب واعرض عليهم الأمر واطلب منهم ان يشاوروا بأيديهم "أيمانهم"، و الرافضون للأمر يشاورون بأيديهم تعبيرا عن "التصويت" ب "لا" ثم يحصوا عدد الذين أشاروا ب "لا" ثم بعد ذلك الموافقون للأمر يشاورون بأيديهم تعبيرا عن " التصويت" ب "نعم" ثم يحصوا عدد المشاورون بأيديهم أيمانهم، ثم تحسب نتيجة الشورى إذا كان المشاورون بلا أكثر من المشاورين بنعم فالشورى رفضت الأمر المشار عليه، وإذا كان عدد المشاورين بنعم أكثر من المشاورين بلا فالشورى وافقت وقبلت الأمر، وتتم عملية الشورى الانتخابية علانية أمام الجميع.

هذا النموذج من الديمقراطية هو الشورى الحقيقية مضافا إليها أنها تجري أمام الجميع ولا سرية فيها بل كلها ظاهرة في العلن، ولا مجال لتزوير شورى الشعب، وهي قابلة للتطبيق على الألوف من الناس وكذلك الملايين، وتوثق بالكتابة والكترونيا بالتكنولوجيا الرقمية الحديثة، وتوثق أصوات الناخبين المستشارين بتوقيع الاسم باليد وببصمة الأصابع وببصمة اليد.

يقول الله:

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)} [19 سورة مريم]

حين أتت السيدة مريم قومها وهي تحمل إبنها الصبي المسيح عيسى ابن مريم وهو في المهد عليهما الصلاة والسلام، كانت صائمة تمتنع عن الكلام واستخدمت لغة الإشارة باليد لما سألها قومها عن ذلك الصبي كانت تحمله بيد وأشارت إليه باليد الأخرى، (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29):19 سورة مريم

الإشارة تكون باليد ولا يصح أن يطلق على إيماءة الوجه إشارة.

يقول الله:

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [76: 16 سورة النحل]

ضرب الله مثلا رجلين الأول أبكم عاجز عن الكلام وأيضا لا يقدر على شيء فهو عاجز عن الحركة برجليه ويديه وهو كل حمل ثقيل على مولاه خادمه المقرب الذي يحمله ليعينه على حاجته، الرجل الثاني هو مولاه العامل الخادم الأجير ليس عبدا مملوكا، ذلك الخادم المقرب يتلقى الأمر من صاحب العمل الأبكم العاجز عن الحركة بأن يوجهه بوجه ، يوجهه بوجهه تارة إلى اليمين وتارة إلى الأمام أو اليسار ولأنه لا يستطيع أن يشير بيده إلى خادمه فدائما يضل خادمه عن معرفة مراد صاحبه ولا يأتي بخير (أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ).

الشورى هي عمل الأيدي لتشاور في العلانية كوسيلة لتحقيق حكم الشعب في الإختيار ، الشورى هي الديمقراطية مضافا إليها أنها معلنة لا توجد بها سرية التصويت " الإستشارة".

يقول الله:
{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38)} [42 سورة الشورى]

وأمرهم شورى بينهم تعني أن الحكم ديمقراطي بين المؤمنين الذين يستخدمون إشارة الأيدي في التصويت vote إن جاز التعبير.

يقول الله:
{ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [233 : 2 سورة البقرة]

الوالدة ترضع ولدها حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة، ولأن حق الرضيع هو من أولويات حقوق الإنسان فجعل الله أمر فصاله عن الرضاعة منسوب إلى رضا الوالدين وإلى إستشارة ذوي القربى في إجراء ديمقراطي عائلي بجمعهم في مشورة بأيديهم بالموافقة أو عدم الموافقة على فصال طفلهم مبكرا عن الرضاعة.

يقول الله
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)} [16 سورة النحل]

إن الله يأمر بالعدل والإحسان الإنفاق وعمل الخير لكل الناس وإيتاء ذي القربى الإنفاق على الزوجة والبنات والأبناء يليهم الأقارب، وينهى عن الفحشاء العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، وينهى عن المنكر قتل النفس التي حرم الله بغير حق وأكل أموال الناس بالباطل وتخسير الميزان ونقض العهد ونهى عن البغي العدوان والإكراه.

الله يأمر بالوفاء بالعهد ونهى عن نقض الأيمان بعد توكيدها، إبرام العهد بين الدول وفقا للقرءان يكون بنظام الشورى (إذا جاز أن يطلق على ذلك النظام إستفتاء أو إنتخاب أو تصويت ) فنظام الشورى هو مشاركة الشعب في الحكم وكل فرد من أفراد الشعب مستشار ، يرجى منه أن يختار بحرية عن طريق الإشارة بيده واخذ نسخة من بصمات أصابعه ويده مرفقا بتعريف الهوية وماهية إختياره ب "لا" أو "نعم" ثم يقوم القضاة ذوو العدل بإحصاء النتيجة وتدوينها دفتريا صحفا وورقيا وحفظها إلكترونيا على أحدث نظم التشغيل والتأمين وتتم عملية الشورى علانية فلا يشوبها التزوير ، فكل مستشار من أفراد الشعب أدلى برأيه الإنتخابي علانية و موكد موثق محفوظ طباعة وفوتوكوبي.

تعلن المعاهدة على الشعب في وسائل الإعلام وتأخذ حقها بحرية لتعريف الشعب بها، ثم يطلب من الشعب الذهاب لمقرات الشورى، ويشيروا برأيهم بنعم أو لا، علانية ويقوم القضاة ذو العدل بإحصاء الأعداد وإصدار النتيجة بالنفي أو بالموافقة، وإذا حازت المعاهدة على موافقة أغلبية أفراد الشعب فتصير أمرا ملزما لكل أفراد الشعب.

وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) : 16

ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها تعني ولا تنقضوا وتختلفوا عن الأيمان أيديكم التي أشارت وحفظت ودونت بصماتها وطبعت مع التعريف بصاحبها ورأيه وظهرت نتيجة الأغلبية بالموافقة و سرى العمل بالمعاهدة بحكم الأغلبية، ذلك هو توكيد الأيدي الأيمان.

(وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92):16

ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، الغزل هو الخيوط المصنوعة من الصوف أو ااقطن أو الكتان، تصنع المرأة الغزل يدويا بالمغزل قد تغزل صوفا فتحضره وتعلق جزء منه بالمغزل المصنوع من الخشب وتقوم بلف ودوران المغزل لناحية اليمين في اتجاه حركة عقارب الساعة فتعمل بفتل ألياف الصوف وتبرم لتصنع منها خيطا، وبعد أن كان الصوف هش منفوش يصير خيطا شديدا يصنع منه النسيج والأقمشة و يصنع من النسيج الثياب و كثير من السلع.

في الآية السابقة يضرب الله المثل تشبيه بالنهي عن نقض العهد كالتي غزلت الصوف المنفوش ببرمه ولفه ناحية اليمين وصنعته خيطا قويا مشدودا ، ثم نقضته بإبرامه ولفه ناحية اليسار فصار الخيط من بعد قوة وشدة أنكاثا ضعيفة تتمزق أنسجتها.

كمثل الشعب الذين أشاروا ديمقراطيا بإختيار بحرية على إبرام معاهدة وكانت الموافقة للأغلبية وصارت المعاهدة ملزمة للشعب ، ثم يقوم الشعب بإجراء شورى ديمقراطية لنقض المعاهدة و قد نهى الله عن ذلك، إن الله نهي عن نقض العهد بطريق الحكم الرشيد حكم الأغلبية في الشورى الديمقراطية، كما أنه نهى عن نقض العهد بأي طريقة.

والمثل بالمرأة التي صنعت غزل قوي ولم تنقضه كمثل الشعب الذي يحكم بالديمقراطية ويبرم العهد ويحفظه، والمثل بالمرأة العاملة صانعة الغزل لاحترام مكانة المرأة العاملة فهي تمثل الشعب القوي الحر وهي من أولويات الشورى الديمقراطية وحق النساء في الشورى والانتخاب بالإختيار الحر المعلن في أن تقول و تشير ب "لا" أو "نعم".

يقول الله:( تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة)، تتخذون أيمانكم أيديكم بنظام الشورى الديمقراطية دخلا بينكم أي في موضع دخلا خاطيء لا يصح فيه العمل الديمقراطي ، فلا يصح نقض العهد ولو بطريقة الشورى الديمقراطية.

أن تكون أمة هي أربى من أمة

يبين الله طريقة الشورى الديمقراطية حكم الشعب بحكم الأغلبية حكم الأمة الأربى الأكثر عددا بين أمتين، أمة شارت ب "لا" وأمة شارت ب"نعم".

(إنما يبلوكم الله به) إنما يختبركم الله بالشورى.

(وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون) إن الله سوف يبين يوم القيامة حقيقة الإختلاف بين أمة "لا" و أمة "نعم" وحقيقة أيهما كان عملا صالحا يوم القيامة.

(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (93))

ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة، أمة واحدة توافق على كل أمر أو أمة واحدة لا توافق على كل أمر، ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون، الاستشارة أو الصوت الانتخابي أمانة إنسانية ومسئولية إجتماعية يتحملها كل فرد من أفراد الشعب وعليه أن يجتهد ليعلم أن مشورته بنعم أو لا هي من العمل الصالح للشعب وليست تضليل.

(وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94)

وللتأكيد ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم، باستخدام الشورى الديمقراطية لنقض العهد، فتزل قدم بعد ثبوتها وتضيع كل الصحف والنسخ المدونة والمطبوعة بأيديكم وأراءكم التي حفظها القضاة ذو العدل، ويصير عملكم صد عن سبيل الله بما نقضتم من عهود وأسأتم لدين الله الذي يحفظ الوفاء بالعهد.

وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)} [16 سورة النحل]

الشورى الديقراطية والوفاء بالعهد من العمل الصالح للذكر والأنثى و الإيمان كلهم أسباب للحياة الطيبة ويجازي عنها رب العالمين بأحسن ما كانوا يعملون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي


.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه




.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين


.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل




.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر