الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة المسلم

يوسف يوسف

2021 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الموضوع :
يحيا أو بالأحرى يمر المسلم بأزمة لا بعدها أزمة ، لأنها محنة المحن ، حيث أن المسلم تحمل وطأ أثقال لا يقوى على حملها ، فالتراث الأسلامي متناقض متقاطع غير سوي ، أبتداءا من الدعوة المحمدية بنهجها ووقائعها المثيرة للجدل ، ومن ثم سيرة الرسول - وفق بن هشام المتوفى سنة 213 هج / المبنية على سيرة بن أسحق المتوفي سنة 151 هج ، وسيرة رسول الأسلام ذاته ، متناقضة فيما يخص المنقول عنها ، حيث يقول النص القرآني ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ 107 / سورة الأنبياء ) ، ولكن الرسول بسلوكه غير ذلك حيث يقول في أحاديثه ( عن ابن عمر، أن رسول الله قال : أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى / رواه البخاري ومسلم ) . محنة المسلم لا تقتصر على هذا قط ، بل عبأ بكتاب صحيح البخاري / المملوء بالمغالطات - ويعتبر أصح كتاب بعد القرآن ، والبخاري المتوفى سنة 256 هج ، أحاديثه كتبت بعد حوالي قرنين ونيف لوفاة محمد - المتوفى سنة 11 هج ، فكيف لهكذا أحاديث ان تكون منطقية ! ، ومن ثم كتب بن تيمية 661 - 728 هج / من علماء أهل السنة والجماعة ، الى محمد بن عبدالوهاب 1703 – 1791 م / الذي دعا الى نبذ الخرافات والبدع في شبه الجزيرة العربية ، والذي شكل الطامة الكبرى للعقيدة الأسلامية بتطرفه ، وصولا الى نهج الأزهر ، وأخيرا وليس أخرا ، بدأ الأسلام السياسي بالظهور ، تحت راية حسن البنا / مؤسس الأخوان المسلمين من عام 1928 م والى الأن .. كل ما ذكر أسس لصورة من صور الأسلام الحالي ، الذي تمخض عنها منظمات أرهابية أسلامية : كمنظمة القاعدة وداعش والنصرة وبوكوحرام .. ومن جانب ثان ، المسلم الشيعي أيضا معبأ بتقليده المقيت لمراجع منها السيستاني ، النجفي ، الحكيم والفياض في العراق . والخامنئي ، الخراساني والشيرازي .. / في أيران . والعاملي في لبنان . ومحمد النجفي في باكستان ، هذا التقليد وضعه في قوقعة لا يستطيع الأنفلات منها .. وتمخض للشيعة أساليب حكم - كولاية الفقيه / في أيران ، وتأسيس أحزاب دينية مذهبية في العراق ولبنان / مؤسسة على الفقه الشيعي أو مستندة عليه . أضافة الى كل هذا دفع المجتمع الشيعي من قبل رجال الدين لممارسة طقوس غير حضارية " اللطم والتطبير وضرب الزناجيل " .

القراءة :
المسلم الأن روحه أتعبت ، لما حملت من عقائد - على هيئة نصوص وسنن وأحاديث وتراث مظلم ، عقل المسلم لم ولن يقوى على تحمل كل هذا العبأ العقدي ! ، فهو يريد الهروب من هذه الدائرة القاتمة التي أهلكت كل أمال وسبل التطلع الى مستقبل أفضل ، ولكنه بقى مجتمعيا في قوقعة الماضي ، أسيرا لقوالب ماضوية ، وذلك لأنه ولد محملا بها من أبويه مجبرا وليس مختارا ! . فالمسلم عليه عبأ تقاليد العائلة وعرف المجتمع هذا من جهة ، ولكنه بذات الوقت عقله الباطن ليس بأستطاعته تحمل هذا الهرم الثقيل من الموروث المتهالك فكريا . فأما أن يذعن لهذا العقائد الغير منطقية ! ، أو أن يقلب الهيكل بأكمله على رؤوس أصحاب موروث قد قبر منذ أربعة عشر قرنا ! ، ومن ثم يدع جناحيه أن يحلقا في عالم الفكر الحداثوي وأفاق العلم ورحاب الأنسانية ، وهذا الأمر يحتاج الى التسلح بالثقافة ، ونبذ التبعية لشيوخ لا زالوا يتحكمون بمصائرنا وعقولنا .. أن الحرية والعقلانية الفكرية ونبذ العقائد الماضوية هي التي ستخرجنا من كل هذه المحن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص