الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتجاجات الغاضبة تنفجر من جديد في مُختلف المناطق اللبنانية ....!!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2021 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك بأننا نتفق جميعاُ على التشاؤم الشديد والصورة السوداء القاتمة والانهيار المُتواصل الذي يشهده الوضع الراهن في العالم العربي , سواء في سوريا ولبنان ومصر والعراق أو في تونس وليبيا واليمن وبلدان الخليج ومجمل المنطقة العربية ..... وربما إذا بحثنا بعمق وواقعية حقيقية في الواقع العربي بمختلف مكوناته قد نجد شيئاً من الامل والتفاؤل والحلول ولو في الافق أو المستقبل البعيد .. لذا سنستعرض فيما يلي وعلى أجزاء وباختصار ودون إطالة بعض الاوضاع الراهنة المُزرية في منطقتنا العربية والشرق أوسطية ... وسنبدأ في بادئ الامر من لبنان الذي يشهد بلا شك الاوضاع الاسوأ والاكثر تعقيداً في المنطقة .. على أمل التعرض فيما بعد لبعض البلدان العربية الاخرى .
الجزء الاول : الوضع اللبناني
في الوقت الذي وصل فيه مُؤخراً صرف الليرة اللبنانية تجاه الدولار الى عشرة آلاف ليرة نستطيع القول بلا شك أن لبنان وبعد مرور ما يزيد عن مئة عام على تأسيس ما عُرف بلبنان الكبير عام 1920 قد وصل الى أدنى مُستويات الحضيض في مُستنقع الفساد السياسي والتمزق الاجتماعي والطائفي والانهيار المالي والاقتصادي .. بعد أن أصبحت الاغلبية الساحقة من الشعب البناني سجينة صندوق حديدي مُحكم الاغلاق من الفساد والهيمنة الطائفية والفقر الشديد والغلاء والبطالة وحتى الجوع مع تدهور مُتواصل في قطاع لخدمات يشمل حقول التعليم والصحة والوقود والكهرباء والنفايات ....الخ .... ولكن الغريب والعجيب في الوضع اللبناني المُزري أن كافة القوى السياسية في لبنان وتحديداً الطائفية منها وبلا إستثناء لا تزال ترفع ليس فقط شعارات الوطنية المُزيفة وتدعي الحرص على حماية لبنان ومصالح الشعب اللبناني الفقير , بل تُمارس بكل رعونة وغباء التحالفات المُزيفة والولاءات الخارجية وتُمارس الكذب والدجل والنفاق , كما تتبادل فيما بينها التحريض والشتائم والاتهامات في مُختلف وسائل الاعلام .. وهذا نشهده أيضاً في تعليقات المُحللين السياسيين اللبنانيين الذين يُمارسون بلا ضمير التسلية وترف الحديث عن مُعاناة اللبنانيين في المقابلات التلفزيونية الطويلة .. ولا يترددون فقط في المزاودات وتبني الشعارات الوطنية وباظهار الانحياز لبعض القوى السياسية الطائفية , بل أيضاً في مُهاجمة القوى الاخرى واتهامها بالولاء والعمالة للخارج .. كما يتباكون جميعاً بنفس الوقت وبلا خجل على ما وصلت إليه الامور في لبنان ....... وهنا يُظهر لنا هذا الوضع اللبناني المُتدهور بوضوح ضعف وغياب القوى الوطنية والتقدمية عن الساحة السياسية والذي يعود بشكلٍ رئيسي الى االهيمنة الطائفية المطلقة التي تُمارسها القوى السياسية التي تنشط في إطار مذهبي وطائفي على الشعب اللبناني بمُختلف فئاته وشرائحه الطبقية ... لذا ليس من المُستغرب أن لقوى الوطنية والتقدمية اللبنانية (كالحزب الشيوعي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي والتنظيم الشعبي الناصري وحركة الناصريين المستقلين وحركة الشعب وحزب البعث وغيرهم من القوى الوطنية) قد عجزت للاسف عن التوحد والتنسيق فيما بينها لإحداث خرق ولو محدود في الجدار السياسي الطائفي الذي يُحاصر اللبنانيين ومُجمل الفئات المُتضررة بشدة من الشعب اللبناني .. فهذا الجدار الطائفي الخانق الذي ضرب بشدة الطبقة الوسطى والمُثقفة في لبنان إمتد للاسف حتى الى شرائح الطبقة العاملة والفقيرة والكادحة والعاملين في القطاع التعليمي والوظفي والخدماتي عموماً .
ومع مرور ما يزيد عن خمسة أشهر على فشل رأس العمالة والانتهازية والفساد سعد الحريري بتشكيل الحكومة المُنتظرة وهو المدعوم من أقطاب الفساد السياسي والطائفي المُخضرمين في لبنان وعلى رأسهم نبيه بري ووليد جنبلاط ونجيب ميقاتي وأقطاب تيار المُستقبل ( السنيورة والمشنوق ومصطفى علوش ..الخ ) , بدأ ت الاحتجاجات الغاضبة تنفجر من جديد على نطاق واسع في مجمل المناطق اللنانية الفقيرة لتشمل طرابلس وعكار في الشمال وتمتد جنوباً الى الهرمل وسهل البقاع والى وسط بيروت وضواحيها وانتهاءاً ببعض مدن وقرى وبلدات الجنوب اللبناني .
ولكن رغم ضعف وغياب القوى الوطنية والتقدمية في لبنان في إحداث أي اختراق وطني لا طائفي في المجتمع اللبناني فإن القوى السياسية الطائفية في لبنان لا تزال قادرة بلا شك على تسهيل تشكيل حكومة الحريري التي بالمُناسبة لن يُكتب لها النجاح بتحقيق أي شكلٍ من أشكال الاصلاح .. ولكن القوى السياسية والطائفية اللبنانية تستطيع مع ذلك " لو أرادت " تسهيل تشكيل هذه الحكومة التي ستكون برئاسة أحد أقطاب الفساد والعمالة في لبنان.. لذا ليحمد الله اللبنانيون على فشل تشكيلها لان الامور كانت ستزداد سوءأ في لبنان , وسيقع لبنان عندها في نفق عميق وطويل الامد من الانهيار المُدمر على كافة المُستويات .
لذا فالحل والامل الوحيد للخروج من الوضع اللبناني المأساوي (على الاقل في المدى المنظور ) يقع حكماً على عاتق الاطراف السياسية في لبنان التي تتمتع بالاغلبية البرلمانية (حزب الله والتيار الوطني) والتي عليها أولاً أن تجد مُرشحاً غير الحريري إذا كانت تهمها بالفعل وبالحد الادنى مصلحة الشعب اللبناني .. وهنا كل ما على هذه الاغلبية البرلمانية أن تقوم به هو أن تتحلى بالجرأة والشجاعة وتُوثق التحالف الاستراتيجي فيما بينها الذي أصبح هشاً من خلال التخلص من العقدة الضارة بهذا التحالف والمُتمثلة حكماً بحركة أمل ونبيه بري باعتباره من أسوأ معاقل النفوذ والفساد الطائفي في لبنان .. فهو ليس فقط الداعم الاقوى لسعد الحريري , بل يُعتبر أيضاً الحليف الانتهازي الاستراتيجي لوليد جنبلاط وهما يُشكلان مع سعد الحريري بلا شك أسوأ تحالف للعمالة والفساد السياسي والطائفي في لبنان .. فلا يزال نبه بري يُهدد بسلوكه وانتهازيته باستمرار الانسجام والتحالف بين الحزب والتيار الوطني حتى في الحد الادنى من الاسس الوطنية المقبولة ... لذا فبإنهائهم التحالف مع نبيه بري سيصبح من الممكن لحزب الله والتيار الوطني القدرة ليس فقط على ترسيخ تحالفهما , بل أيضاً البدء في التواصل والتفاهم مع بعض القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية للمُساعدة في تنفيذ الاهداف الوطنية والبدء التدريجي بإخراج لبنان من أزماته القاتلة والمُستعصية ولا سيما من خلال التوجه شرقاً ولا سيما فيما يتعلق بالحصول على القروض المالية الضرورية للخروج من المأزق المالي والاقتصادي , وكذلك إستقطاب رؤوس الاموال والاستثمارات الحيوية من الصين ودول الشرق في قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والخدمات ... الخ لان التوجه شرقاً يُؤمن للبنان ليس فقط المساعدات الخارجية الغير مشروطة سياسياً , بل أيضاً تجاوز مخاطر التآمر والتدخل الخارجي في لبنان .. وهذا لا يتم إلا من خلال الابتعاد عن العقدة الغربية والخليجية والصهيونية التي تُمارس الوصاية والتخريب والتآمر على لبنان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة