الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حضرة البابا فرنسيس ارجعوا سيوفكم الى غمدها!!!

اسعد ابراهيم الخزاعي
كاتب وباحث

(Asaad Ibrahim Al-khuzaie)

2021 / 3 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من بوابة طائرة البابا الى بوابة سيارته قصة قرون...
حطت اليوم الجُمعة الخامس من شهر اذار لعام الفين وواحد وعشرون على ارض مطار بغداد الدولي طائرة البابا فرنسيس (خورخي ماريو بيرجوليو) رئيس دولة الفاتيكان في ايطاليا والاب الروحي الاعلى للديانة المسيحية في زيارة تاريخية هي الاولى من نوعها لرجل دين بهذه المكانة الكبيرة للعراق.
كان في الاستقبال رئيس وزراء العراق و مجموعة من اتباع الديانة المسيحية في العراق الذين استقبلوه بالتراتيل والترانيم الكنسية والمعزوفات الموسيقية الرائعة التي تعكس مدى المحبة والسلام النفسي والرقي الذي يعيشه اتباع هذه الديانة على الاقل في الشرق الاوسط والعراق.
تاريخ العراق المسيحي ضارب في القدم حيث ان الكنائس والاديرة كانت تنتشر في الفرات الاوسط في القرن الثالث والرابع الميلادي وان ملك دولة المناذرة في الحيرة النجف حاليا كان على الديانة المسيحية النسطورية وكان جامع الكوفة هو مقر الجاثاليق (المصدر رجل دين مسيحي عراقي) ولاتزال اثار بعض هذه الكنائس ماثلة للعيان.
التُراث العراقي فيه الكثير من الامثلة الرائعة التي تروي للضيوف قصص وحكايات جميلة عن تاريخ هذا الشعب الذي مر بأسوأ المحن بسبب سياسات قادته التي تفتقر للحكمة والدبلوماسية غباء واستهتار دفع ثمنه امهاتنا اللاتي خسرن فلذات اكبادهن في حروب عبثية.
النخلة العراقية الباسقة (شيلة وعباية) جدتي وامي (استكان الجاي وتنور الحطب) الشناشيل العراقية ازقة ودرابين الحارات القديمة بساطة اهلها وطيبتهم ,اكرامهم للضيف حياة المدينة القديمة مثال رائع على التعايش السلمي بين ابناء الوطن الواحد اتباع محـمد مع اتباع يسوع وهناك بيت يسكنه اتباع موسى لا احد يهتم لمُعتقد جيرانه سوى انهم ابناء مدينة واحدة.
حياة وطقوس الريف والبداوة شدتها وغلاظتها لا يمكنها ان تكون رمزا من رموز العراق ولا تعكس حقيقة شعبه التواق للسلام, قبل ان يستقل قداسة البابا فرانسيس سيارته مغادرا صالة الاستقبال خارجا من مطار بغداد الدولي, مجموعة بالزي البدوي يحملون السيوف بوجهه هاتفين مزمجرين! اي رسالة سلام هذه تُريدون ايصالها الى رجل السلام بالسيوف؟! واي لجنة هذه التي نظمت حفل الاستقبال؟!
في حضرة البابا فرنسيس ارجعوا سيوفكم الى غمدها لعل حضوره يحل على العراق الامن والسلام وتنظف قلوب الحاقدين واللئام اتباع دين الغزو والنكاح والانتقام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 136-An-Nisa


.. ما هو حال الحريات الدينية في العالم؟




.. الخارجية الأميركية تطلق تقريرها السنوي للحريات الدينية في ال


.. تجنيد يهود -الحريديم-.. ماذا يعني ذلك لإسرائيل؟




.. انقطاع الكهرباء في مصر: -الكنائس والمساجد والمقاهي- ملاذ لطل