الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تفكيكات بنيوية، على هامش التطبيع و الوطنية
حسام تيمور
2021 / 3 / 6الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
...
في ذكرى رحيل "جوزيف دي سطالين"، لابأس من التذكير، بأزمة العقل العربي في أصلها الايبيستيمولوجي، و هي التي ترقى هنا الى ما يمكن او ما يسميه ميشيل فوكو ب "اغتصاب العقول"
و حيث كان "سطالين" زعيم الاتحاد السوفياتي، في اقوى مراحله و هيجانه "الشيوعي"، كان اول معترف بدولة "اسرائيل"، بصيغتها العرقية الدينية الخالصة، اي دولة اسرائيل كوطن قومي لليهود، و هذا طبعا، على أقصى اقسى اليسار !
يمينا، كذب ما تم به حشو العقل الكوني عن "محرقة اليهود"، او "النازية"، باعتبارها قيمة او اودلوجة معادية للسامية !
و حيث نجد، مثلا، ان "دستور النازية"، كان هو نفسه، اعادة انتاج للعهد القديم من "التوراة"، سواء في باب الاخلاق، او التشريعات السماوية المكتوبة على شكل قوانين و قيم وضعية، من اجتهاد الضرورة في الحكم و التحكم، و اعادة انتاج "الوحش" !
و حيث ان الضمير اليهودي، او الذاكرة الجمعية اليهودية، في تأويلها التاريخي المطلق، زاخرة بالمحرقات و السبي و التقتيل و التشريد، بحكم "الرب"، و عباده اولي الباس، الذين يسلطهم على النسل اليهودي الجاحد، خلال مراحل تاريخية معينة، كعقاب او حتى كنوع من التطهير العرقي في معناه الايجابي، و هو موضوع دعاء و صلوات بعض الطوائف الاصولية، التي تدمن مثلا، على طقس الدفن اربعين يوما دون اكل او شرب ! و هي التي تتشبع حد الثمالة بالصهيونية كعقيدة، و تصادق حركات المقاومة الاسلامية في غزة في نفس الآن !!
و هو كذلك في الديانة اليهودية كما في الاسلام/القرآن، و حيث ان هذا الأخير ايضا، ليس كما يقال، كتابا معاديا للسامية، بل هو السامية ذاتها، و الصهيونية كما هي في اصلها الايبيستيمولوجي، النبيل كما ترى الفتوحات من منظور الاسلام و المسلمين، بل الأنبل، كما يرى من خلال نفس النص و النص المقارن، و المتن و المتن للمقارن، حيث مثلا كان محرما على الانبياء، انبياء بني اسرائيل طبعا في الغزو، اتخاذ اسرى او غنائم او جواري او اي مكسب مادي عيني، لان كل شيء يحرق، و يكون الغزو خالصا ل"الرب"، عكس العرب بحكم طبيعتهم الوجودية المتردية نوعا ما، روحيا و سيكولوجيا، كما من نفس الكتاب، و هو موضوع مؤاخذة و توبيخ مباشر لرسول الاسلام، "ما كان لنبي ان يتخذ اسرى الا ان يثخن في الارض"، من نفس الكتاب أيضا !
(و "ما" هنا تنفي كل ما سبق طبعا ).
هنا يكون تموقف العقل اليساري، من "المسألة" اليهودية، و هو المحسوب على الحداثة و العقل و العقلانية، اشبه بوثنية جديدة، او نفس الوثنية القديمة التي كانت متفشية في ارض كنعان، و عند قوم لوط، و اليهود انفسهم، ابان السبي البابلي، و انهيار مملكة سليمان، و غيرها من المراحل التاريخية، و حيث كان "صنم" شعر المقاومة و سردها، و اساطينه من درويش و قباني غادة و كنفاني، هو "تموز" او "بعل"، اله الخصب، كما ترسخ في الثقافة البابلية، كما كان نفسه، "صنم" يهود الجزيرة العربية، و يهود الشتات في المشرق العربي بصفة عامة، و يهود مصر قبيل و بعيد بعثة "المسيح"، ابان فترة الاحتلال "الروماني" !!
اما بخصوص العقل اليميني، فالوثنية العقلية هنا جد مركبة، و تزداد تركيبا عندما تغوص اكثر و اكثر في الادلجات و الادلجات المضادة ..
و يزداد المشهد سخريا و كاريكاتورية، بالتطبيع بعد اغتصاب و تضبيع، حيث يصبح اليساري هنا عبدا يهوديا آبقا، بينما يستحيل اليميني، "المتقبل" للتطبيع على مضض ، و اللاهث خلف فتات اسياده هنا و هناك، الى رماد عفن لا احد يريده أو يهتم لقبوله او رفضه من اساسه !
إن المتقبلين لفرية التطبيع، او المطبعين مع هذا النسق الذهني اليهودي الناشئ، و المدافعين عن وطنيتهم المزعومة، في نفس الآن، ضد الالمان و الروس، و الجزائر، و الطارئ من السياسة و حسابات السياسة، هم هنا بالضبط : "فضلات" بعض كلاب اليهود المستغنى عنها، في الزمن الرديء الضائع من تاريخ "التيه" المركب ، لان الجميع هنا "يهود"، و الباقي "فضلات" تتخذ هيئة "شعب"، او "أمة" كما يصر على ذلك مفسروا الاحلام من محللين سياسيين و استراتيجيين، و تتشبث بحيل الوجود و تبرير الاستمرار عن طريق تبني المتاح من القضايا و الادلوجات تحت غطاء الوطنية، و المصلحة الوطنية، و البراغماتية السياسية، و الاجتماعية حتى، طبعا، في انتظار كنسها، سواء كان بعامل طبيعي، او بشري !!
كما في الصحف الاولى !!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة
.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا
.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني
.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-
.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له