الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنميه البشرية بين الواقع والتنظير

عباس متعب الناصر

2021 / 3 / 8
المجتمع المدني


التنمية البشرية بين التطبيق و التنظير
التنمية البشرية هي منظومة تحتوي على مجموعة آليات تعمل على اكتشاف القدرات الذاتية للانسان و تطويرها من خلال برامج معدة مسبقاً لهذا الغرض تعمل على نقل و تبادل الخبرات للشعوب المتقدمة و نقلها الى الشعوب و الامم المستهدفة بوسائل حديثة متاحة و استغلال هذة الخبرات في مجال رفع مستوى التعليم التربوي و الصحي و الاجتماعي من اجل الارتقاء بالانسان ليكون قادراً على ممارسة حياته اليومية بشكل صحيح و العمل على رفع مستواه المعيشي من خلال استخدام النظم الصحيحة و الاستفادة منها ليعيش حياةً رغيدة خالية من الازمات.
الاسباب الموجبة لمشروع التنمية البشرية و اهميتها
في عصرنا الحديث برزت على السطح ظواهر عديدة ادت بنتائجها السلبية على ايجاد فوارق طبقية بين الشعوب و اصبحت الفجوة شاسعة بين تلك الشعوب فمنها شعوب او مجتمعات تنعم بالاستقرار الكامل و الرفاهية المتخمة بناءاً على ما تمتلكه من موارد بشرية و ثروات طبيعية تم استغلالها بشكل علمي و تقني صحيح مما انعكس ايجاباً على المستوى المعاشي للانسان او للفرد مما ادى الى استغلال الطاقات البشرية الكامنة لدى الفرد و تنشيطها و توظيفها لخدمة التنمية البشرية على الاقتصاد القوي المتكامل .
و في المقابل نجد ان الشعوب التي لا تمتلك مثل تلك القدرات و الثروات بقت رازخة تحت نيران التخلف و الفقر و الفاقة مما انعكس سلباً على واقعها الاجتماعي و في كافة المجالات بلا استثناء و منها المجال التربوي و العلمي و الثقافي و الصحي و افتقارها الى ابسط النظم التي قد تساعد في انتشالاها من الواقع المزري التي تعيشها تلك الشعوب اضافة الى عدم قدرة الحكومات الحاكمة هناك الى استغلال بعض الثروات المتاحة لها في تنمية الطاقات البشرية للاستفادة منها في بناء مجتمعات متحضرة تنعم بالاكتفاء الذاتي و لو نسبياً و هذا يعني ان الاقتصاد الوطني لتلك الشعوب يلعب دوراً مهماً في التنمية البشرية .
العوامل المسببة في تعطيل برامج التنمية البشرية في البلدان المستهدفة
• الجانب السياسي و شكل الحكومات الحاكمة.
• احتكار السلطة و رفض الديمقراطية و ابقاء النهج الثوري المتزمت.
• سوء استخدام الثروات المتاحة و منها الطاقات البشرية و الثروات الطبيعية .
• النزاعات الداخلية و تفاقم الصراع الداخلي على السلطة و مكاسبها.
• قلة الوعي الثقافي لدى بعض الشعوب بسبب النهج السلطوي للحكومات و انتشار السلوك العشائري و المذهبي و العنصري و هناك عوامل كثيرة لا مجال لحصرها.



المعالجات وفق هذه الرؤيا
تحدث الكثير و كتب الكثير من الاخوة الاساتذة و المختصين بهذا الشأن و تطرق الكثير منهم على وضع أسس وبرامج و قواعد لمشروع التنمية البشرية لكنني لم اجد من وضع الحلول المناسبة انفاً لكي تترجم على الواقع من حيث التنفيذ فلم اجد سوى مؤتمرات وخطابات ونحن اليوم بحاجة الى وضع خطة عمل تتضمن برنامج متكامل للمشروع لتنفيذه و حتى نحول الكلام الى واقع تكون نتائجه ملموسة على المدى القريب كما اني قد لاحظت ان البرنامج المقدم في هذا المؤتمر قد توسع اكثر من اللازم و تشعب في طرح امور تعتبر تكميلية و ليست اساسية و ان العمل يجب ان يبدأ من نقطة الصفر و هي كما يلي :
الفقر :
و هو السبب الرئيسي لمنع تنفيذ اي برنامج ارشادي تنموي صحي او ما شابه و للفقر اسباب متعددة في البلدان المستهدفة و يجب دراستها بعناية مكثفة و لاسيما ان تلك البلدان الفقيرة و المشمولة حصراً بهذا البرنامج تعاني من تفاقم الازمات و النزاعات الداخلية و الاقليمية و التي عادةً ما تنشأ بسبب فعل فاعل و نتيجة لهذه الصراعات و النزاعات تذهب موارد هذه البلدان من طاقات بشرية و موارد طبيعية الى ديمومة تلك النزاعات و الصراعات من اجل ابقاء حالة الفقر و البؤس بين تلك الشعوب و بالتأكيد ان هذه النزاعات لم تكن وليدة الصدفة بل هي مخطط ستراتيجي بعيد المدى معد مسبقاً من قبل بعض الدول الطامعة في موارد تلك البلدان لابقائها بعيداً عن النهوض العلمي و الثقافي و التربوي و الصحي و غيره و استنزافها داخلياً و عدم السماح لها بالنهوض بشعوبها نحو التطور و الازدهار و ان البلدان المستهدفة ببرنامج التنمية البشرية و نحن المجتمعون من اجله تعاني الأمرين و هي ترزخ تحت وطأة مصالح دول الاستكبار العالمي و ادواته أذن نحن امام تحديات كبيرة و منها كما ذكرت الفقر و الفقر تقف ورائه السياسات الخارجية و مصالح الدول الكبرى وهذا يتطلب منا وقفة جادة وتحرك سريع للضغط على المجتمع الدولي و مجلس الامن ومنظمات حقوق الانسان و غيرها لايقاف تلك النزاعات في البلدان الفقيرة و ايقاف دعمها وسبل ديمومتها لكي يتسنى لتلك الشعوب استغلال مواردها وطاقاتها من اجل النهوض بتنمية اقتصادا الوطني و ذلك من خلال اقامة المشاريع و ايجاد فرص عمل و توفير بيئة ملائمة لمواطنيها و للعمل من اجل الارتقاء بالمستوى التعليمي و الثقافي و الاجتماعي وكذلك الضغط على الحكومات المستبدة لتغيير سياساتها نحو شعوبها و السماح لمواطنيها بممارسة حياتهم الطبيعية دون خوف او وجل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: نسعى لتسل


.. مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: الوضع كارثي ومؤلم




.. مندوب جامعة الدول العربية: الجانب الأمريكي لا يريد أي دور لل


.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة : جويتريش




.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة:أمريكا بدأ