الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 7

خالد كروم

2021 / 3 / 9
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مقـــــــــــدمـــــــــــة:-

الإنسان كائن يحيا بالمعاني.. فالوجود لديه معدوم.. إن لم يحز معنى... الشمس ليست نجمة تعبر سماء النهار فقط.. بل هي إله.. كذلك الحذاء ليس مجرد حماية للقدم.. إنه تاريخ وأسطورة..(سلطة وخضوع - عز وذل)... تقول الأسطورة بأن هرمس.. رسول الآلهة اليونانية.. كان ينتعل حذاء مجنّحاً صنعه له هيفيستوس.. يسمح له بالصعود إلى مقرّ آلهة الأولمب والنزول إلى الدرك الأسفل من الجحيم...


وكان الإله الأكثر احتراما هو الثور الأسود حابي .. الذي اليونانيون تسمى أبيس...وكان ..("ثور القمر" المقدس ).. حسب الأساطير من شعاع القمر... وكانت تعتبر روح..( الإله ممفيس بتاح ).. وكانت أيضا" مخصصة لإله الشمس النيترو العظيم ..( رع ).. والإله أبيس على شكل ثور سماوي .. تشرب البقرة السماوية إلهة السماء نوت كل يوم...


منه أنجبت عجلًا ذهبيًا - القرص الشمسي... اعتقد شعب كيمت القديم أن طقوس أبيس التي تمر عبر الحقول جلبت الخصوبة والازدهار... وارتبط ..(الإله أبيس ).. بعبادة الموتى وكان يعتبر ثور أوزوريس...لقد اعتقدوا أنه بعد الموت .. تم لم شمل روح أبيس بروح أوزوريس ..(ومن هنا جاء اسم سيرابيس)...


في الكتب الإبراهيمية صورة ظهور ..( الله للنبي اليهودي حزقيال ).. هناك أربعة حيوانات غامضة بوجه رجل وأسد وعجل ونسر... ورأى التقليد المسيحي اللاحق في الرؤى الحيوانية الأربعة لحزقيال رمزية المبشرين الأربعة..( النسر - القديس جون - الأسد - سانت مارك - الثور سانت- لوقا ورجل - سانت ماثيو).. تم تفسير رمزية ..("الوجوه الأربعة").. على أنها صفات مهيبة لملوك الحيوانات ..( الأسد قوة - والنسر هو السماء السماوية ).. التي تضاف إليها عقلانية الإنسان وتضحية العجل...


على النقيض هنا نجد ..( سوكر - سقر - Sokar ).. صقر العالم السفلى أحد النترو ..(الكائنات الالهية- القوى الكونية )..ومن ألقاب سوكر أيضا ...( "سيد المنطقة الغامضة- الخطرة فى عالم الباطن")...والمشرفة على العالم السفلى - عالم الباطن عند قدماء كيمت...فالمعنى الحقيقى لاسمه غير معروف على وجه اليقين ... ولكن يعتقد أنه مشتق من الجذر ..(skr).. ومعناها تطهير الفم .. وجاء ذكره فى متون التوابيت.. وفى النصوص المتعلقة بطقوس فتح الفم ...


ويعتقد آخرون أن سمه مشتق من .. (Sy-k-Ri).. ومعناها ...( "أسرعوا الى").. وهى الصيحة التى كان يطلقها النيترو ..( أوزير).. مستغيثا بالنيترو ..( بايزيس - است).. عندما قتل وأغلق عليه التابوت ويعرف ..( "سوكر - سقر" بلقب "ملك روستاو" )... وهى منطقة أهرامات الجيزة ومحيطها .. ويطلق نفس الاسم أيضا على منطقة من أخطر مناطق العالم الآخر...


كان قدماء شعب كيمت يحتفلون بعيد ..( "سوكر- سقر").. يوم 26 من شهر كيهك .. وأشكال الاحتفال كانت تتضمن حرث الأرض .. وهو ما يدل على ارتباط هذا ...( النترو ).. بالزراعة وتجدد الحياه مثل أوزير...وفى عيد سوكر كان قدماء شعب كيمت أيضا يحتفلون ببعث أوزير بعد الموت .. وهذا يدل على أن ..( سوكر- سقر).. كان يرتبط بالحياه أكثر مما يرتبط بالموت ... فالموت فى هذه الدنيا معناها ميلاد جديد فى حياه أخرى...


كان ...( "سوكر- سقر" )... يظهر فى الدولة القديمة فى شكل عرش مصحوبا بعصا الواس وبعلامة ..( العنخ - مفتاح الحياه) ..وفى الدولة الحديثه أصبح يصور فى شكل مومياء تحمل رأس صقر وتمسك بعصا الواس ....وفى بعض الأحيان يظهر على شكل صقر يقف فوق تل ... ( يعتقد أنه التل الأزلى الذى يرمز لأول أشكال الخلق التى ظهرت من بحر نون)... ويحمل قرص الشمس فوق رأسه...


ومنذ بداية الدولة الوسطى أصبح ...( "سوكر- سقر" ).. يظهر مرتبطا بالنيترو ..( "بتاح" ).. فالمزج بين القوتين الكونيتين أنتج قوة كونية جديدة اسمها ...( "بتاح – سوكر").. وتتجلى تلك القوة الكونية فى تربة الأرض الخصبة ... وقدرتها على خلق حياه جديدة فى النبات..وفى حين كان ..( النيترو بتاح )... هو الراعى للفنانين بوجه عام .. فان سوكر كان الراعى لصانعى الذهب والحلى..


ثم بمرور الزمن أصبح ..( "سوكر- سقر" ).. مرتبطا أيضا بالنيترو ..( أوزير).. فظهر ما يعرف باسم ...( "بتاح – سوكر – أوزير" ).. وهو مصطلح مركب يرمز للمراحل الثلاثة التى يمر بها كل شئ فى الكون وهى الميلاد – النضج – الموت..وفى كتاب الخروج الى النهار ظهر ..( "سوكر- سقر").. بشكل يجمع بين ملامح بالنيتروسوكر وأوزير.. ظهر ...( "سوكر- سقر").. فى كتاب الأمدوات .. (وصف ما هو كائن فى العالم الآخر)... ولعب فيه دورا كبيرا"... وخاصة فى الساعة الرابعة والخامسه...


وكتاب الأمدوات هو أحد الكتب السماوية فى كيمت القديمة ... ويصف رحلة الأرواح فى العالم الآخر عن طريق وصف رحلة الشمس فى مدارها فى السماء فى دورة أبراج الذودياك الـ 12 ...تمر الشمس فى رحلتها اللانهائية من خلال 12 محطة رئيسية هى أبراج الذودياك .. ويسمى قدماء شعب كيمت كل برج منها ساعة.. وتلك الرحلة هى الرحلة الأبدية للشمس تمر فيها بمرحلة قوة و مرحلة ضعف و هو ما يعرف فى الفلك بمصطلح (waxing and waning - الصبح وتراجع) ..


ففى برج الأسد تكون الشمس فى أقوى حالاتها .. وتعطى أكبر طاقة للضوء .. ويزيد عدد ساعات النهار على حساب الليل أى ينتصر النور على الظلام ... فى حين أن الشمس تكون فى أضعف حالاتها فى برج الجدى... وتعطى أقل طاقة للضوء ... ويزيد عدد ساعات الليل على حساب النهار .. أى ينتصر الظلام على النور .. وهذا هو الصراع الأبدى بين النور - والظلام...


يظهر سوكر فى كتاب الأمدوات فى الساعة الرابعة والخامسه ... تدخل الشمس فى الساعة الرابعة منطقة صحراء روستاو فى العالم الآخر ...وهى منطقة جافة وخطرة ومليئة بالحيات وبها كثير من العقبات والأبواب المغلقة.. وفى تلك الساعة يتحول قارب الآلهه العظيم النيترو المبجل ...( رع ).. الى حية تنفث اللهيب ويقوم تحوت وسوكر بحماية الآلهه العظيم النيترو المبجل ...( رع ).. الى أن يجتاز تلك المنطقة الخطرة..


وفى الساعة الخامسة يدخل قارب الآلهه العظيم النيترو المبجل ...( رع ).. الى كهف سوكر .. وهو كهف رملى مخيف .. يرقد فى قاعه "الآكر" ..( أبو الهول المزدوج ) .. ونلاحظ أن جغرافية العالم الاخر هى مرآه لجغرافية كيمت ...حيث نجد فى العالم الاخر منطقة ...( "روستاو" ).. يليها كهف سوكر الذى يحميه أبو الهول المزدوج ...


فى حين أن روستاو العالم الأرضى هى أسم لهضبة الجيزة التى يرقد على حافتها تمثال أبو الهول الذى يعتقد أنه أحد تمثالين كانا يقفان على بوابة الأهرامات الثلاثة وتعرض أحدهما للتدمير فى حين بقى الآخر..نفس الرمز لكيمت لإله الصقر الإله حور وغيره من الطيور كنسر .. الذي أرادوه أن يمثل روح السماء وروح الشمس حيث يُقرن الملك المصري دوماً بـ النيترو ..( الصقر حور ).. وكانت الريشة أيضاً تمثل روح الآلهة فى كيمت القديمة ..والتي ترمز للصلاح والهدى والاستقامة والتي أسموها .. (معات)...وهي ريشة لا تفارق الملك أبداً...؟!


وفى الكهف الرملى يقوم سوكر بتقييد ثعبان ...( أبيب - أبو فيس ).. المجنح .. ( ثعبان الفوضى ).. حتى يمر موكب الآلهه العظيم النيترو المبجل ...( رع ).. بسلام من أخطر منطقة فى العالم الاخر .. ليكمل رحلته فى ال ..(12 ).. برج ليعود مرة أخرى ملكا فى مملكته.. وهى برج الأسد ...


عند توحيد كيمت قبل ..( خمسة آلاف سنة - حسب علماء المصريات ..!).. كان لابد من دمج هذين الإلهين لعدم القدرة على إلغاء أحدهما... من أجل إرضاء القطرين والشعبين فى كيمت ...فظهرت على مر عصور كيمت العديد من الآلهة المدموجة في إله واحد حسب ما تؤمن به الأسرة الحاكمة...ومثال ذلك الإله ..( آمون ـ رع ).. وكان يسمّى إلهاً واحداً هو الإله النيترو ..( آمون - رع ).. وليس الإلهين ..( آمون - رع )..


وهناك كثير من الأمثلة التي تشهد عليها نقوش مصر التي يتمّ فيها توحيد الآلهة العديدة بإله واحد..( الإله : بتاح- سخت -تمو - الإله: بتاح- سكر- اسر - الإله: رع- تمو ) ..وأوجد الآله النيترو .. (رع ).. أو تم الإلهين تفنت ..(طوفانة).. وشو.. (جو).. منه المعات يعيش فيه ..( رع - تم ).. وهو يمثل النظام والميزان ..


واسطورة الخلق في كيمت القديمة : تقول الإله أنا أصبحت من إله واحد ثلاثة ..(الإله خنمو ) ..قد أتحد فيه أربعة آلهة هم الآلهة النيترو ..( رع - شو - أسر - جب )..ووجدت نصوص في حوائط المقابر الملكية للأسرتين..( 19،20).. في طيبة تسابيح الأله النيترو .. (رع).. الخمس وسبعين التي جعلوا معظم آلهة مصر ممثلة ومتحدة فيه....


ودمج البطالمة حكام كيمت واليونان الثور الإله حابي .. ( أبــيس ).. والثور الإله ..( مر ور - منفس).. في ثور إله واحد أسموه سرابيس .. (sarapis )...وقد كان شعب كيمت القديم يجعلون .. ( أسرو حاب - نهر النيل- حباب الماء ).. يقطنا في ثور ذي خصائص وصفات نادرة.. وقد ورد دمج عثتر كيمت .. ( أســـر) .. مع النيل.. (حباب الماء).. في نقش زيد إيل المعيني بصيغة .. ( أثــرحف ).. أي عثتر حابي ..( سرابيس- عثتر النيل )...


ونلاحظ هنا الهنود وغيرهم من حضارات العالم القديم ومعهم بني إسرائيل قدسوا وعبدوا البقرة .. وأصبحوا مقلدين لحضارة كيمت القديمة .. ولكنهم فى كيمت القديمة لم تكن عبادة .. فهي تقديس فقط لها ولا يوجد إنسان على الإرض يعبد حيوان ..كما تزعم الإديان الإبراهيمية وغيرها ..ولا ننسي هنا قصة ..( ذبح البقرة - والعجل فى سيناء ).. لأننا نشاهد هنا أكثر من رواية تتحدث عنهم ...


بالإضافة إلى ذلك فإن التسجيل الصوتي لكيمت القديمة ثلاثي الأصوات..( bhs ).. يعني حرفيًا "العجل .. ( -u003d العجل).. علاوة على ذلك فإن كلمة ..( "عجل" ).. وفقًا لـ ..( V. Dahl ).. تعني بالضبط ..( "الثور الصغير" ).. هذه الحقيقة تجعلها مرتبطة بالمصري أبيس - إله الخصوبة على شكل ثور..!؟


وأن عبادة ثور الطوطم..( Apis ).. في القوقاز مخفية حقًا تحت اسم الثور فى كيمت القديمة المؤلَّف..( "Nikor")... المعروف في جورجيا والذي من الناحية النظرية .. كان يجب أن ينعكس في الاسم الذاتي العرقي لقبيلة (Colchian )القديمة...وكذلك الاسم الذاتي ..( للأبخاز أبوا )..مثل بلدهم..( Aps-ne ).. يحتوي على جميع الشروط الصوتية لمثل هذا الافتراض..! علاوة على ذلك تبدو هذه النسخة أكثر احتمالية ومبررة لأن الثور المؤلَّف في جورجيا ..("نيكور").. لديه واحد مشترك ولا غنى عنه ... وبالتالي فإن التفاصيل المميزة الرائعة للغاية مع..( Apis المصرية ).. كلاهما لكونهما بدلة سوداء لهما أبيض ..(هيرودوت ، 111 ، 28)...


وكان شعب كيمت القديم يعتبروا أن الآلهة تتكون من مادة إلهية اسموها .. (بوت - فوت= فضاء- فطر - بداية ) وأقرب ألفاظها بالعربية هي البيضة أو الفطيرة الإلهية أو البداية والفضاء... (فت - أو الفؤاد)...وكان الإله الأول يصنع نفسه من ذلك البوت .. ( الفؤاد والبيضة ).. ثم يبزغ منه وينبثق بالتدريج آلهة أخرى فيتكون مجمع الآلهة أو بدء الآلهة...


وهذا ما اقتبسه النصارى حيث جعلوا جوهر الآلهة الثلاثة واحداً .. فالبداية أو الفؤاد واحد ولكن خرجت من البداية والفؤاد .. ( الجوهر ).. ثلاثة مظاهر أو أقانيم .. ( أصانيم ).. للإله الواحد ..( البدء - أو البوت )...وكلمة أقنوم مثلها الكلمة المصرية الأقدم.. (قنمو - خنمو )... وهي اسم إله كيمت القديمة الكبير ( غنمو- قنمو- خنمو ).. الذي يعرف بصانع الآلهة..


وبالعربية تقارب ذلك كلمة صنم ..( كلمة صنم تختلف عن النطق بكتابات الفراعنة القديمة .. مثل كلمة .. ( المسخوط ).. التي تعني الشيء الذي نزلت عليه اللعنة .. وهذا هو تفسير الكلمة الان بالغة المصرية .. ولكنها كانت تعني باللغة فى أسوان قديما" بلفظ ..( العفريت - الخارق - الجان ..الخ ..!)..


وكلمة صنم من أصل الخلق والبناء والتشكيل لذلك التمثال ..( صنم )...وقد أتحد في الإله .. ( قنمو ).. أربعة آلهة هم .. ( رع - شو - أسر - جب ).. وقد تساوى الملك مع الصقر حور حيث اعتبر الملك تجسيداً لإله السماء حور... وبما أن الشمس بالإضافة للسماء يمثلها الصقر حور فقد اعتبر الملك والشمس والسماء شيئاً واحداً ومتطابقاً...


وكانت هناك ثلاث مجمعات بمدينة عين شمس .. وهي مركز كيمت الفكري الديني وهي ..( مجمع السماء ).. ومجمع .. ( آلهة الأرض ).. ومجمع .. ( آلهة الدوات أو الروحانيات )...وهناك نقش شهير بجدران هرم ..( قبر).. الملك ..(ا ُنِس ) .. من الأسرة الخامسة.. الذي أكل الآلهة المختلفة وتغذى عليها ونقوش الملك وافي الأول .. ( افّي- أبّي ).. الذي قرن كل عضو من اعضائه بإله معين ...


أن كل ما سبق يسمح لنا باستخلاص عدد من الاستنتاجات المهمة بشكل أساسي وهو ...حول وجود ارتباط وراثي بين عبادة الأبخاز والأباظة الوثنية..( a-nykha / nyha ).. مع التسجيل الصوتي لشعب كيمت الفرعوني..( عنخ ).. الذي يحمل نفس الدلالات ..("اليمين" )..فعلى ما يبدو في جميع مراحل التطور الاجتماعي والثقافي للمجتمع .. منذ زمن بعيد خدمت أسلافنا الطريقة الأكثر فعالية للتكيف الاجتماعي والنفسي مع حقائق الحياة المعقدة والاندماج الروحي لكل فرد في كائن اجتماعي واحد...


وكذلك في كيمت القديمة ...("الحياة" ").. فعبادة الأبخاز - الأبازين .. ( أ- ar - ar).. والشركس المرتبطون وراثيًا على ما يبدو في البداية كانت بمثابة رمز مخنث ..( ثنائي الجنس )..ويعكس أيديولوجيًا المبدأ الأبدي والشامل لخلق الحياة نفسها .. الذي يوجد فيه ذكر المؤنث - خط أفقي .. (يعكس أيديولوجيًا أقدم آلهة السماء المصرية نيث - إيزيس والمذكر - خط عمودي ).. يعكس أيديولوجيًا أقدم الآلهة في كيمت القديمة في أرض هيبي - أوزوريس على التوالي...للباحث الجورجي أ.ن. سيخاروليدزي ...


ففي هذا الوقت من تاريخنا الحديث الذي نعيش فيه بكل ما تعنية الكلمة .. نجد أنفسنا وسط هذا التقدم الحضاري الكبير .. لا زال الكثير منا يتعرضون لفكرة قديمة سائدة بين العامة تقول أن الواقع الذي ندركه من خلال حواسنا التقليدية .. ليس هو الواقع الحقيقي .. إن ما نراه قد لا يكون الحقيقة...


فبالرغم من كل هذه الأفكار التي سمعناها على مدى التاريخ .. يبدو أننا لازلنا نجد صعوبة في أن نصدق بغير أن العالم هو كما نراه من نظرة الحب الأولى .. مهما حاولت الأفكار العصرية والتقليدية ..( الأديان ).. أن تذكرنا بأن ..( "لا ننخدع بالمظاهر" )...لكن يبدو أننا نشعر بارتياح أكثر في عيش حياتنا اليومية .. والعالم الذي ندركه بحواسنا الخمسة .. ( المحدودة ).. هو في نظرنا الواقع بحد ذاته...


أن الانشغال بإيجاد وساءل جديدة للتقدم والارتقاء في الحياة وغيرها من هموم الحياة المتعددة لوجود ..( الضوء - والطريق )..فنحن وجدناها كما نراها الآن ...فإذا نظرنا إلى التاريخ الإنساني الطويل .. سوف نرى الكثير من الأمثلة الموجودة على أرض الواقع .. وغالباً ما نرى أيديولوجيات وأفكار خاطئة حكمت عقول الناس لآلاف السنين ..! وكذلك شعوب بكاملها أبيدت باسم تلك الأفكار .. ! أبيدو بمئات الملايين ..! أهم تلك الأفكار وأكثرها وقعاً على الشعوب هي أفكار العهد القديم .. أي الإديان الإبراهيمية.. !


الم تزل أفكار ..("العهد القديم" - التوراة).. تحكم الشعوب التي تعتبر الأكثر تقدماً بمستواهم الفكري العلماني الراقي .. ؟ ..( "العهد القديم").. الذي يروي لنا كيف أن أبطال رواياته المقدسين .. يعرضون زوجاتهم على الملوك والفراعنة مقابل سلامتهم .. الو نري أن..( الله – يهوه ).. يخوض نزالاً في المصارعة ضد أحد عباده وينهزم أمام عبده هذا .. فقد تصارع “الله” مع يعقوب حتى مطلع الفجر .. ولم يستطع الإنتصار عليه بالرغم من أن يعقوب قد أصيب بخلع في الورك من مصارعه الخصم / إلهه الذي أخذ يستعطفه كي يطلق سراحه ..ولكن يعقوب يرفض ..


(وبقي يعقوب وحده فصارعه رجل إلى مطلع الفجر - ورأى أنه لا يقدر عليه فلمس حُقّ وركه فانخلع حُقّ ورك يعقوب في مصارعته له - وقال أطلقني لأنّه قد طلع الفجر . فقال لا أطلقك أو تباركني - فقال له ما اسمك ، قال يعقوب - قال لا يكون اسمك يعقوب فيما بعد بل إسرائيل لأنّك إذ رَؤُستَ عند الله فعلى الناس أيضاً تَستَظهِر وسأله يعقوب وقال عرّفني اسمك ...


فقال لمَ سؤالك عن اسمي وباركه هناك وسمّى يعقوب الموضع فَنُوئيل قائلاً إنّي رأيتُ الله وجهاً إلى وجه ونجتْ نفسي وأشرقتْ له الشمس عند عبوره فنوئيل وهو يظلع من وركه ولذلك لا يأكل بنو إسرائيل عرق النسا الذي مع حقّ الورك إلى هذا اليوم لأنّه لمس حُقّ ورك يعقوب على عرق النسا – سفر التكوين الإصحاح 32 : 24 – 32)..


كتاب السخافات والشعوذات في وهذا الكتاب التوراتي المتعصب المتخلف .. هو الذي سيكون مصدر دستور اليهود .. بل تؤمن به الديانات الأخري مثل المسيحية مع تنقيح للمسلمين لبعضا" من أجزاءة ..؟!من خلال خلق ..(“تناصات” ).. مزعومة بين إله البدو المتجهم ...وآلهة أساطير أكثر دولتين تحضراً في الشرق الأدنى القديم وهما كميت وبلاد الرافدين...


والملك المقدس الذي يرسل قائد جيشه للموت في المعركة من أجل الاستفراد بزوجته والحصول عليها.. ثم أنجبت له ولداً مقدساً أصبح له باع طويل فيما بعد .. والإمرأة التي تتنكر بشخصية ..(بائعة الهوى).. وتنام مع الوالد المقدس لزوجها ..(العقيم).. من أجل أن تلد منه ولداً مقدّساً .. وذلك للمحافظة على ..("السلالة المقدسة" )...


والإبن الذي يتآمر مع والدته على ..( أبيه المقدس الأعمى ).. كي يحصل على بركته الإلهية التي هي من استحقاق أخيه الآخر .. و الفتاة القديسة التي جندوها حكماء شعبها المقدّسون في مهمة تآمرية خطيرة ضد الملك الذي كان يأسر شعبها.. فأغوته بجمالها الساحر ----- فأحبها .. و ------- ...؟!! و من أجل عينيها .. قام بتحرير شعبها من الأسر ..؟!


فعاد وانتشر في الأرض.. ( وانتشر معه الفساد من جديد ).. هؤلاء هم شعب الله المختار ..! الشعب المقدّس الذي دعا إلى إبادة الشعوب ... وبقر بطون النساء الحاملات... وقتل الأطفال تعذيباً ..( ضرباً على الصخور حتى الموت.. ! ).. وحرق الأشجار وقتل المواشي والدواجن وكل ما له صلة بأعداء بني أسرائيل ...!هذا الكتاب متخم بالعلاقات المحرمة والسفاحية بين الأب وبناته .. والأخ وأخته ..والإبن وأمه ..


فلا تتعجب مما أسطره الأن بقلمي .. فــهذه الأفكار حكمت أوروبا منذ ألف وخمسمائة عام ..! لكنكم ربما تتساءلون كيف يمكن أن تحكم هذه الأفكار عقول الشعوب .. ؟ أليس هناك بينهم ..( عقلاء وحكماء).. يستطيعون استئصالها ومحوها من العقول... ؟ نعم فالجواب هو ...( السيف - والمحرقة - وقطع الألسن - وبقر البطون - وحرق العيون )...وغيرها من أعمال كان يتعرّض لها الفلاسفة والمفكرين ... مجرّد أن فكروا بمناقشة هذه المسلمات المقدسة ..


وبعد عدة عقود من هذا الحكم الأيديولوجي الأكثر استبداداً في تاريخ الشعوب .. ذهب أوروبا تفرخ أجيالاً من المؤمنين بهذه الأفكار إيماناً مطلقا ً...حتى الذين كانوا يعتبرون الأكثر ثقافة وعلماً .. بدأوة ينظرون إلى الشعوب الأخرى معتمدين على تلك الأفكار ..وبعد ألف عام حمل المكتشفون الأوروبيون ..( في عصر الاكتشافات ).. هذه المبادئ المقدسّة لنشرها بين الشعوب ..("البدائية").. في العالم الجديد ...


واستلهموا من تلك الحكايات والتعاليم المقدّسة ..( أخلاقهم الإنسانية ورحمتهم المطلقة ).. فقاموا بإبادة ما يقارب ..( " ثلاث مئة مليون").. رجل وطفل وامرأة .. بين أستراليا وأمريكا الجنوبية والشمالية وأفريقيا .. ومناطق أخرى في العالم .. (البحث عن أرض المأوي ..! ) .. وأصبح ..("العهد القديم ").. هو الأكثر انتشارا في العالم ..


مفروض على شعوب الإرض..على الجميع الصغار والكبار رجال ونساء ..(بحجة القضاء على الكفار ونشر الإيمان .. ) ..ويستخدم هذا ..( الكتاب الإبراهيمي ).. لأداء القسم ..بينما كتاب ..( " الأخلاق" ).. للفيلسوف أرسطو .. لازال يكسوه الغبار على رفوف المكتبات ..ولا يلتفت إليه سوى القلّة القليلة من المثقفين ..( للمطالعة فقط ... )...فالتفكير الواعي هو الأداة التي تسمح لنا بخلق حياة مناسبة لاختيارنا الشخصي .. ولكي يتمكن عقلنا الواعي من اتخاذ قرار منافي للقناعات المبرمجة .. يجب بالتالي أن نحصل على معلومات جديدة .. لفهم تلك الزاوية من الحياة التي لازالت غامضة بالنسبة لنا .. لهذا السبب فإن العلم والمعرفة هما عاملان مهمّان جداً في هذا المجال ..


فنحن الآن في هذا العصر الحديث .. زمن التحرر الفكري .. نستمع إلى رئيس أكبر دولة في العالم .. القوّة الوحيدة في الساحة الدولية .. يتحدث عن معركة .. ( أرماغادون ..! ).. وجيش يأجوج و مأجوج ..! و شعب إسرائيل المقدّس .. ! و جبل صهيون .. ! وهيكل سليمان .. ! والمعركة الفاصلة بين الكفار والمؤمنين ..! هكذا بكل بساطة .. الولايات المتحدة الذين شنوا حرب تدميرية ضد العراق – مصدر الحضارة البشرية في عصورها الذهبية – ودمروا وأحرقوا تراثه الأسطوري...


التي يتشدق بالغرب بديمقراطيتها وتقدمها الحضاري ويوفر لها كل أسباب الدعم .. والتي أيضاً يلهث بعض الباحثين العرب لتلميع صورتها الفكرية وخلق أرضية قبولها العقلية والنفسية ...أن الاتناص المزعوم ظاهرة خطيرة في الثقافة لشعوب المنطقة .. ظاهرة اللعب بالألفاظ والمصطلحات الحداثوية ...وسياسة خلع المقبوسات من سياقها ..أن ظاهرة التناص آخذة في االإتساع ... أنموذجان من مصر... فما هي المسؤوليات الملقاة على عاتق الباحثين .. ؟


السلوك المطروح المحدد الذي بين أيدينا ... وهو من أكثر الموضوعات أطروحية تكون هي ..(الاخصاء ).. كما هو الحال مع حضارة كيمت الفرعونية ..؟! فإن علينا أن نستمع لكل شيء ولا علاقة له بالشخصية المعينة أمامنا ..الاخصاء والتبديل والتزوير منتشر منذ فجر الأسطورة ... وهو موجها" تماما" لتدمير وتزيف أكبر وأعرق حضارات ظهرت على الإرض منذ فجر التاريخ وهم ...(الحضارة السومرية والحضارة الفرعونية ) ....


ولماذا نستغرب ما نسمعه ؟ ألم تستلهم الحكومات التي سبقته ..( الوحي المقدّس ).. الذي ألهمها بإسقاط القنابل الذرية على اليابان ..( بلد الكفار ..! ).. ؟ وقتل أكثر من ..(150.000 )..إنسان خلال دقائق معدودة .. دون أن يرمش للفاعلين جفن .. دون أن يهتزّ فيهم واعز ضمير .. و لماذا يتأثرون وهم ينفذون كلمة الله ..؟ هذا مثال واضح على أنه ليس من الضرورة للفكر السائد أن يكون فكر ذات مصداقية أو له أساس صحيح ...


فمنذ ولادتنا ونحن نبدأ الخوض في معترك هذه الحياة .. ونبدأ بتعلّم الأشياء الكثيرة كيف نتكلّم وكيف نكتب ونقرأ .. وكيف نقوم بحل المسائل الرياضية والفيزيائية وغير ذلك من التعاليم التحضيرية المختلفة .. ثم نجد أنفسنا وقد دخلنا على منهج علمي محدّد .. يعتمد على أيديولوجيا محدّدة .. مفاهيم علمية محدّدة .. ومنطق محدود لا يمكن تجاوزه أو الخروج عن حدوده المرسومة بعناية... وكأننا مبرمجون أو مستنسخون ..؟!


فمهما اختلفت لغات البرمجة ومهما تطورت.. فهي ترتكز في النهاية على أساس واحد وهو التفكير المنطقي العقلاني ولا شيء دونه...فالمبرمج ليس مبرمج بالفطرة أي أن المبرمج لايُولد مبرمج فلابد له من عملية تهيئة مبدئية قبل الولوج في عالم المبرمجين ... وذلك من أجل الثقافة العامة فالمبرمج لابد أن يكون مثقف .. وذلك يفيده كثيراً في مجال العمل .. من أجل الحفاظ على هذه السمعة الطيبة لابد له من أفكار جديدة ومتطورة لم يسبقه عليها أحد ويتفرد بها عن الأخرين...


إننا مخدوعين برجال العلم .. مهما ارتقت مستوياتهم العلمية والأكاديمية .. ونسير ورائهم ظناً منا أن الحقيقة هي في حوزتهم .. وأنهم لا يخطؤن أبداً مع أن أقوالهم لا تمثّل الحقيقة .. فهي ليست سوى قناعات ومفاهيم محدودة تبرمجوا عليها في مراحل دراستهم للمنهج العلمي الذي سلكوه من قبلنا ..وهذا المنهج هو عبارة عن برنامج يخضع لقوانين محدّدة وأيديولوجيات محددة وحقائق محددة .. لا يمكن تجاوزها أبداً ...


مثلا" هنا إذا ألقينا نظرة على المناهج التعليمية التي تقوم بتنشئة العقول اليافعة البريئة ..والمستعدة لتقبل كل شيء واستيعاب المعلومات المختلفة دون تردد .. أول ما يلفت نظرنا هو مادة التاريخ ... بالطبع أنا لا أقصد التاريخ الذي تتفنن كل أمة في كتابته على هواها وتحريفه لصالحها في محاولة منها لإيجاد أبطال عظماء ترعرعوا في رحابها وشاركوا في صناعة أمجادها المصطنعة ..( التاريخ المزور )...


إن ما أقصده هو تاريخ الحضارات الإنسانية عامة .. والذي هو من اختصاص علماء الانثروبولوجيا .. ( علم يتناول الثقافات والحضارات الإنسانية ).. الذين فرضوا علينا حقيقة أن الحضارات الإنسانية يعود تاريخها إلى عشرة آلاف عام فقط ..؟!! وليس أكثر من ذلك ..أليس هذا ما تعلمناه ..؟


أما الفترة التي سبقت هذا التاريخ .. فكان الإنسان حينها عبارة عن كائن متنقّل من مكان لآخر يعتاش على الصيد وقطف الثمار .. ثم استقرّ بالقرب من مصادر المياه الدائمة كالأنهار والبحيرات .. فاكتشف الزراعة .. ثم أقيمت المستوطنات الصغيرة .. ثم كبرت وأصبحت مدن ثم حضارات وهكذا .... أليس هذا ما نعتقده و نؤمن به ..؟


لكن الذي لا نعرفه هو وجود وثائق مقدمة من قبل علماء ..( آثار وأنثروبولوجيا ).. مرموقين تحتوي على اكتشافات ودلائل وإثباتات لا تحصى تشير إلى أن في فترة من الفترات التاريخ السحيقة كان هناك حضارات متقدمة جداً عاشت وازدهرت على هذه الأرض .. ويعود تاريخها لمئات ألألوف من السنين ..وقد أخفيت هذه الوثائق تماماً عن الشعوب من قبل جهات معيّنة ... لقد درسنا تاريخ الإنسان منذ أن كان يسكن الكهوف إلى أن أصبح ما هو عليه الآن .. لكننا لم نتساءل يوماً أين كان هذا الإنسان قبل أن دخل الكهوف..؟! ولماذا سكنها واحتمى بها ..؟!..( تاريخ الإنسانية المزور )...


وها نحن الآن نتعلّم نظرية داروين الذي أرجع أصل الإنسان إلى قرد .. لكن هذه النظرية لم تكتمل بعد بسبب وجود فجوة في مسيرة عملية التطوّر .. هناك قرد مفقود من بين سلسلة القرود الطويلة التي رسمها لنا أتباع داروين.. ولازالوا يبحثون عن هذه الحلقة المفقودة .. وها نحن ننتظر اكتمال النظرية لتزيل الحسرة من صدورنا.. لكننا لم نفكر يوماً بأن نقرأ إحدى الدراسات أو الكتب المنبوذة من قبل المؤسسة العلمية السائدة .. ليس لأن هذه الدراسات غير صحيحة بل لأنها تتناقض مع توجهات المؤسسة الملتوية ..


مثل كتاب ..(" علم الآثار المحرّم " 1993).. للمؤلفان ..( مايكل كريمو - وريشارد ثومبسون )..اللذان أوردا عدد كبير من الدلائل والبراهين والأوراق الموثّقة وبقايا عظام إنسانية .. بالإضافة إلى أدوات ومصنوعات وغيرها من آثار تشير إلى أن بشراً مثلنا ..( يشبهونا تماماً ).. قد عاشوا على هذه الأرض منذ ملايين السنين ...؟! ( أي قبل قرود داروين بكثير ) ..


وقدم الكاتبان إثباتات مقنعة تدلّ على أن المؤسسة العلمية قامت ..( بإخماد وقمع وتجاهل هذه الحقائق تماماً ..).. لأنها تتناقض مع الرؤية العلمية المعاصرة تجاه أصول الإنسان ومنابع ثقافاته ومعتقداته .. أما علماء البايولوجيا المحترمين .. أنصار المنهج العلمي السائد .. فلازالوا مقتنعين بأن للإنسان خمسة حواس فقط .. يطلّ من خلالها إلى العالم المحيط به .. ( البصر - السمع - الشم - الذوق - اللمس ) ..


أما نحن مغلوب على أمرنا.. فنقبل بهذه الحقائق كمسلّمات لا يمكن تجاوزها... لأن أسيادنا العلميين أقرّوا بذلك.. لكننا لم نسمع تصريحات ونتائج أبحاث المئات من العلماء البارزين ... والتي تعود إلى الخمسينات من القرن الماضي .. والذين يؤكّدون أن عدد حواس الإنسان يفوق عدد الحواس الخمسة..


وآخر هذه الدراسات قدّمت إلى الأمم المتحدة في العام..( 1994م ).. من قبل مجموعة من العلماء .. تشير إلى وجود سبعة عشر حاسة مثبتة علمياً .. يملكها الإنسان لكنه يجهل وجودها تماماً .. و يطلبون من المؤسسات العلمية إدخال هذه الحقائق إلى المناهج الدراسية كي تتمكن الشعوب من التعرّف عليها ...ومن ثم إدخالها إلى حياتهم اليومية واستخدامها كباقي الحواس الأخرى ... لكن لا أستجابة ابدا"...؟!


لكن أي علم و أي معرفة ؟ ... كيف نستطيع الحصول على العلم الصحيح ؟ من الذي سيرشدنا إلى الحقيقة ؟.. كيف نستطيع معرفة الحقيقة في الوقت الذي يتم غربلتها و تنقيتها و معالجتها و إخضاعها لعمليات جراحية عديدة من قبل سلطات عديدة قبل أن تصل إلى الشعوب . تصل الحقيقة إلينا مشوّهة لا شكل لها و لا لون ، مفرغة من محتوياتها تماماً ! فنرميها جانباً و نكمل السير في الحياة معتمدين على القليل من ما حصلنا عليه من معرفة و حكمة متوارثة من أسلافنا الجهلاء .


وكذلك نجد قصة..( خلع الحذاء فى سيناء ).. وهي قصة واهية أخري وتعني ..(طا المفرد - طاوي المثنى - طاوي = كيمت )..الملك نعرمر أمر بخلع نعله إحتفالا بتوحيد كيمت.. طاوي ..والترجمة لقد خلع نعلية ..( الحذاء )..لأن واديه الذي كان يحكمه من أرض وحده هي ..( طا).. فى لغة شعب كيمت القديم فأصبح من أرضين ..( طاوي ) ..وأصبحت مقدسة ..؟!


وهذة الاكذوبة الاخري لهم ... أخذوا ..( رفات وعظام يوسف معهم ).. إبان الخروج من مصر كما يزعمون .. ولكن حادثة الخروج تتوافق تماما" مع قصة ..( السبي الكبير ) .. لليهود فى بلاد الرافدين .. التواريخ والاحداث ..؟! اتباع سبأ وحمير من مخلفات..( أرمينيا والأتراك والتركمان ).. بعد تدميرهم تاريخ اليمن الطويل السابق لقدومهم اصبحوا يستندوا علي تاريخ زائف معادي للعرب واليمنيين ..


أن تأييد والسكوت علي روايات ان ..( يوسف وموسي ).. وبني اسرائيل كانوا في كمت ... وان مصر هو اسم لكمت يعني ان الحفاظ علي الروايات القديمة والحال الديني المشوه اهم كثيرا من الحقائق.. وان تلك الروايات الغير مثبتة ولا منطقية بل والمنافية للأدلة والمنطق .. وهذا يؤيد حقوق تاريخية ودينية في الاستيطان وفي دولة مجاورة لكمت من جانب اليهود ..فبني اسرائيل هم اقرب للصومال والعفر والحبش وهم افارقة سمر البشرة .. والعرب الاصلاء الحقيقيين هم امتداد للحبش والعفر والصومال علي الجانب الشرقي لساحل البحر الاحمر وخليج عدن .. والعرب والحبش متشابهين وهم تاريخ واصل وثقافة واحدة...


وبني اسرائيل من الحبش وانساب العرب وتعرضوا لرق الاعراب البدو العموريين واليهود الترك..اما الاعراب فهم بدو عموريون ذوي لون يميل للبياض ... وهم شركاء اليهود الذين هم ترك اسياويين ذوي لون اصفر وابيض واشتغلوا في صيد الرقيق والنهب واعمال الجاهلية...


الجينات ليست علم نزيه لان به تلاعب في القواعد الاساسية له .. ويحتاج لجهد ليصبح محايد ومعتمد..فلغة الجعز الحبشية هي الاقدم في المنطقة واستخدمت لصناعة العربية والعبرية ودخلت في الارامية..فالمهاجرون هم عرب والانصار وكل يثرب هم سبئيون اعراب عموريون مع يهود..واليهود هم من انتاج الهكسوس .. (هكا – شاسو )..اي حكام البدو والمقصود بالبدو العموريين والمقصود بالحكام هم الاكاديون الترك الذين هم الاكاديون الترك مع عموريون..


اسرائيل لا وجود لهم في غرب اسيا بل موطنهم هو ..( بلاد بونت )..وعدد بسيط جدا من قبيلة يهوذا تحالفت مع المكارب العموريين والترك قبل ان يستخدموا اسم السبئيين .. وانتقلوا الي بابل لاختراع التوراة العبرية واليهود واليهودية.. وفي عام ..( 605 ق م).. تمكنت عصابات اكاديون عموريون أعراب من هزيمة جيوش السومريين والسوباريين والكمتيين مجتمعين في معركة كركميش الكارثية...


سقطت الأمبراطورية الأشورية السوبارية .. وأنتهت حمايتهم لسومر فاقام الأكاديون مع العموريون الأعراب مستعمرة بابل الحديثة في الأراضي السومرية .. وبدء زمن سرقة وتعتييم التاريخ والحضارة السومرية العريقة..وكان جزء محدود من بلاد بونت قد شهد قبل عام..( 2000 ق م).. طوفان نهر دجلة والفرات فى بلاد الرافدين .. ومعها ظهر تراث قصة نوح وابنائه حام وسام ويافث وهي احداث وشخصيات تخص منطقة محدودة في ..(بلاد بونت ).. وليس كلها وليست لهم اي علاقة بباقي العالم...


لذلك وجود ما يسمي العرق السامي ينحصر علي الحبشة في غالبه .. ويمتد الي موطن العرب علي السواحل الغربية والجنوبية لشبه الجزيرة فقط... فالعرب الحقيقيين هم امتداد طبيعي وتاريخي للحبشة وليس للعرب والساميين اي تواجد في اراضي العموريين وسومر وسوبار...


وكان في عام..( 1800 ق م).. قد ظهرت قبيلة بني اسرائيل في بلاد بونت... كما جائهم موسي عام 1500 ق م وفي عام 1446 ق م... جائتهم التوراة وكانت بلغة الجعز الحبشية ونزلت عليهم التوراة في جبال سيمين باقليم التقراي....وفي عام 1050 ق م قامت في بلاد بونت مملكة اسرائيل...


وتزامن قيام مستعمرة دعمت بواسطة الأكاديين العموريين الأعراب مع حكم الملك داؤود ..(1008 – 970 ق م).. لمملكة اسرائيل والتي كانت مجاورة لمستعمرة دعمت... وفي عام..( 970 ق م).. كان ملك اسرائيل هو سليمان وكان عظيم الثراء والحكمة وله مناجم لثرواته... وكان يجوار مملكة اسرائيل مملكة سبأ الحبشية .. وكانت ملكتهم ماكيدا قد زارت سليمان...


نقل الأكاديون والعموريون قصص وتراث وأنباء شعوب بونت وقصة موسي لبني إسرائيل .. وقصص التوراة الجعزية الي البابلية الحديثة مستعمرتهم الجديدة ومعها اخترع الأكاديين والعموريين الاعراب اللغة العبرية والتي تنسب للعبريين. ..وما الاكاديين العموريين الاعراب سوى هم نفسهم...( الأبيرو وتنطق العبيرو - او الهبيرو - او الحبيرو او الخبيرو - اي انها العبرية)... ؟!


وجري اعادة صياغة وتحريف لقصص وتراث بني اسرائيل والحبش والتوراة الجعزية.. واضيف لهم السومرية... تعرف الشعوب الساميّة بانهم ..( الأكديّون - والكنعانيّون - والفينيقيّون- والعبريّون - والآراميّون - والعرب - والحبش).. وهذا هراء فالساميون هم الحبش ومنهم العرب فقط..


واسم بلدة خيبر المعروفة والتي على بعد حوالي..( 153 كم).. شمال المدينة المنورة ..(يثرب القديمة).. في الحجاز بالمملكة العربية السعودية ... هو نفس اسم ..(خبيرو اي حبيرو اي عبري)... وكانت خيبر حصن ومقر الخيالة التركمنغول مع مرتزقة حوريين وعموريين وهم جميعا من كونوا المستعمرة الأكادية الأولي في سومر عام..( 2334 ق م ).. والتي تدعي انها لشعب ..وانهم عرب وانهم ساميون...


واخيرا تم إضافة الخزر التركمنغول لرابطة اليهود عام..( 650 م بعد 2900 ).. سنة من بداية تحالف الحوريين مع التركمنغول جنوب القوقاز والذين كونوا اولا الأكاديين .. ثم الهكسوس ثم اليهود وفي توسع منذ عام 2334 ق م...؟!الأكاديون لم يكونوا شعب بل هم مجموعات أجنبية متعددة التكوين ونواتها الأولي من شرق آسيا...واحتلوا سومر عام..( 2334 ق م )..ولم يكن لهم أي وجود سابق في تاريخ سومر العريق...


يتبع فى ج 8








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز