الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سواعد ومطابخ الخير ...لإطعام المعي الفارغة !

احمد الحاج

2021 / 3 / 9
المجتمع المدني


تجربة انسانية جميلة وواعدة تستحق الاستنساخ عراقيا وعربيا مع التطوير !
قال تعالى " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً ".
سواعد الاطعام / مطابخ الخير بإختصار هي تجربة شعبوية مصرية انسانية واعدة بدأت قبل فترة قصيرة نسبيا بمطبخ واحد فقط وهي في طريقها اليوم وبعد نجاحها نجاحا منقطع النظير لتصل الى 1000 مطبخ في عموم جمهورية مصر العربية حفظها الله تعالى وشعبها من كل سوء ومكروه وسائر بلاد المسلمين وشعوبها في ارجاء المعمورة .
خلاصة عمل هذه المطابخ ان يقوم الموسرون واهل الخير بتجهيز هذه المطابخ كل في منطقته ومدينته ومحافظته ،وعلى وفق قدرته واستطاعته وبما يمكنه الله تعالى عليه ، بما تحتاجه من زيت وبقوليات وملح وسكر ودهن وبصل وثوم ورز وطحين ومعجون طماطم وبطاطا وباذنجان ونحوها ، اضافة الى النفط والغاز ومعدات وقدور الطبخ كاملة ، فضلا عن صحون التوزيع البلاسيتيكة ، كذلك النايلون والمعدات المساعدة لتغليفها بعد الفراغ من طبخها وتجهيزها ، ويتطوع القائمون على تلكم المطابخ كل في مكانه بإعداد وجبات طعام وتغليفها والقيام بتوزيعها مغلفة وبأجمل ما يكون بين العوائل المتعففة والفقيرة لمساعدتهم والتعاطف معهم وسد رمقهم على وفق جداول زمنية تناسب طاقم عمل كل منهم ويعمل بمقتضاه الان .
الجدول الذي اطلعت عليه واخبرني به بعضهم ، بأن طبخ الطعام وتجهيزه وتغليفه تمهيدا لتوزيعه بين العوائل المتعففة يكون - حاليا - بواقع يوم واحد في الاسبوع بعضها يوم الجمعة بعد الصلاة ، وبعضها الاحد ظهرا ، بعضها الاثنين ظهرا وهكذا طيلة اسابيع العام الهجري بإستثناء " رجب ، شعبان ، رمضان " فلهذه الشهور المباركة جدول ثان ، ففي رجب وشعبان يصار الى اعداد الطعام وتجهيزه كل يوم اثنين وخميس قبيل صلاة المغرب " لأن الكثير من الاشقاء المصريين يصومون الاثنين والخميس في هذين الشهرين المباركين اما تطوعا ، واما قضاء لما فاتهم من رمضان الماضي لعذر شرعي يبيح الافطار والقضاء " فيكون الطعام الموزع في هذه الحالة بين العوائل " بمثابة افطار للصائمين في ذلك اليوم من جهة ...ووجبة عشاء للمفطرين في نفس الوقت من جهة اخرى " .
اما في شهر رمضان فيكون الطبخ والتوزيع يوميا طيلة الشهر الفضيل بواقع وجبتين " فطور+ سحور " ..اما في عيد الفطر فوجبة افطار بعيد صلاة العيد لإدخال السرور على قلوب العوائل المتعففة في ذلك اليوم المبارك .
ولتفعيل روح المنافسة بين مطابخ المحافظات المختلفة فإنهم قد دأبوا على اقامة مسابقات دورية فيما بينها واشراك الجمهور فيها للتصويت لصالح المطبخ الاكثر نشاطا وهمة " الجائزة الاولى عبارة عن ثلاث ابقار تهدى للمطبخ الفائز بالمركز الاول ..الثانية بقرتان ..الثالثة بقرة واحدة " ليقوم المطبخ الفائز بنحرها وتقسيم لحمها وطبخه وتوزيعه بين العوائل المتعففة مع الطعام المعهود ...
ويتم نشر ذلك كله مصورا على مواقع التواصل اولا بأول مع اخفاء وجوه المستفيدين تماما ..والتركيز على الوجبات المعدة للتوزيع بعد الانتهاء منها اكثر من التركيز على الاشخاص المستفيدين دفعا للحرج عنهم ، ولكي لايدخل العمل الخيري في باب الرياء والمراء والمن والاذى ...وبهدف تشجيع البقية على تقليد التجربة واستنساخها" شخصيا لو لم اطلع على صورهم ونشاطهم عبر الفيس بوك لما علمت شيئا عن هذا العمل الطيب الذي يستحق الاستنساخ لرعاية المحتاجين واطعام الجائعين قط ...اضافة الى تشجيع اهل اليسار على الاسهام بالممكن لدعم عمل هذه المطابخ ضمانا لعدم توقفها او تراجع ادائها ولكسب الاجر والثواب ".
وهنا لايسعني الا ان اقدم الى اخوتي الاحبة في سواعد الاطعام / مطابخ الخير مقترحات مستقاة من التجربة العراقية الخجولة في هذا المضمار والتي تنحصر في بضعة مطابخ مجانية للخيرات لعل مطبخ جامع الشيخ عبد القادر الجيلاني من اقدمها ويعود الى العصر العباسي ...كذلك مشروع الشوربخانة وهو مشروع ناجح ويعمل منذ سنين وله عدة فروع في العراق ..واقول لاخوتي المصريين من القائمين على المشروع جزاهم الله خير الجزاء وجعلها في ميزان حسناتهم والهمهم التوفيق والاخلاص في العمل ، اولا " مصر التي فى خاطري وفى فمي. أحــبها - واحبكم - من كــــل روحي ودمي " ، وثانيا ،ان " التجربة العراقية تتضمن توزيع الطعام في المطبخ نفسه حيث يأتي الفقراء الى المطبخ حاملين قدورهم لتسلم حصتهم من الطعام والحلوى ان وجدت في سائر الايام ، ولتسلم الفطور او السحور في رمضان " وبإمكانهم اللجوء الى هذه الطريقة احيانا ، للعمل على تناوبها مع طريقتهم التي اختطوها لأنفسهم في التوصيل الى بيوت الفقراء انفسهم والمعمول بها حاليا عندهم ...
اما المقترح الثاني فموجه الى المطبخين الخيريين " المصري والعراقي " ويتضمن اقامة مآدب افطار وسحور الى جوار المطبخ طيلة رمضان المبارك ...ان امكن ذلك !
المقترح الثالث يتضمن توزيع وجبات طعام مسلفنة بين عمال النظافة والكادحين صباحا لرفع روحهم المعنوية ، واشعارهم بان المجتمع وبمختلف شرائحه متضامن معهم ومقدر اشد التقدير لعملهم الذي يترفع عنه الكثيرون ، وحبذا لو كان مع كل وجبة " ملصق صغير خاص بعمال النظافة مكتوب عليه - شكرا من القلب لكم يامن تنظفون مدينتنا ..واخرى ..شكرا يامن ترفعون الاذى عن طريقنا -تشمل العاملين وسواق شاحنات النظافة والمراقبين عليهم ...كذلك توزيعها بين الكادحين في ساعات الصباح الاولى مكتوب على كل واحدة منها " بوركت يامن خرجت صباحا ساعيا بالحلال على رزقك ورزق عيالك " انتم لاتدرون اثر هذه الكلمات الطيبة عليهم ، انها تفوق قيمة الطعام ذاته وتتفوق عليه معنويا لاسيما في هذا التوقيت المبكر من اليوم .
وهنا لايسعني الا توجيه الدعوة للجميع للشروع بإستحداث مطابخ خير مجانية في كل مدينة ومحافظة عراقية كل واحد منها يتولى مسؤولية مطبخها واليات عمله وتمويله ابناء المحافظة انفسهم وكل في مدينته ومحافظته على حدة ، اسوة بمطابخ سواعد الاطعام المصرية ...انها تمثل التكافل الاجتماعي بأجلى صوره في زمن الجوع والبؤس والفاقة والبطالة الخانقة والغلاء الفاحش ...ولاتنسى يارعاك الله بانها تمثل وتترجم خلاصة الاية القرآنية الكريمة " أو إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ* أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ" ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر


.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن




.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية