الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة البابا إلى أهل العراق.

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2021 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليعم السلام في أرض الوئام..
رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها عالمنا اليوم ، كوفيد يحصد أرواح المئات آلاف من البشر حولنا.وبدوره اخذ عالمنا ينطوي على نفسه ويغلق الأبواب خوفا ورعبا من الكارثة.اما العراق فكوفيد زاد ما زاد على العراقيين من الجروح والأوجاع والهموم, بلد بأشد الحاجة إلى الشفاء وتهذيب وتجديد النفوس وكلمات تهز الضمائر وتبعث الأمل والسلام في النفوس..قرر بابا الفاتيكان، زيارة العراق ،في زيارة اعتبرها شجاعة قبل أن تكون تاريخية...لان عراقنا اليوم تعصف به موجات الحقد والكراهية ،ويحتاج قبل كل شي إلى كلمات الحب والسلام التي حملها معه البابا إلى شعب العراق.....انتهت 72 ساعة من الزيارة وغادر بابا الفاتيكان العراق، مهد الحضارات .بلد اور وسومر ،وبابل ونينوى العظيمة. بلد كله تاريخ،بلد كانت فيه بغداد يوما اشعاعا ونورا في العلوم للعالم كله..غادر البابا العراق .. وكانت رسالته بسيطة وعادية جدا ولم تكن من السماء. لانه بشر مثلنا.كانت رسالته لأبناء العراق هي..الحب والحب ثم الحب..لان الحب هو نور الحياة،وان كانت
الكراهية تشل وتقتل الحياة، فالحب يطلقها ويحيها،وبالحب يتحول الأعداء إلى أصدقاء..أن كلمة الحب كلمة قصيرة ولكن فعلها عظيم جدا فهي تعمل المعجزات.... الحب له معاني كثيرة ،ولكنها كلها تبعث للخير..وليس حب القريب كان يتحدث ،هذا الكل يفعله لأنه غريزة انسانية ولكن حب الآخر الغريب لانه اخيك بالإنسانية فكيف بالأحرى ابن بلدك ….انا اعرف تماما أن شعبنا في متاهة وفي أسفل درجات الفكر والوعي والتغييب الديني...ولكن هناك دائما امل ما دام هناك رغبة……..
رسالته كانت لاهل العراق، بأن السلاح لن يكون دولة موحدة بل الحب والتسامح والعمل معا…لان بالحب والتسامح تتعايش الأديان رغم اختلافاتها….
عبارات كثيرة رددها البابا يناشد العراقيين بأن يكونوا اخوة،وان يحبوا بعضهم البعض...وإن يحاواوا بناء بلدهم الذي دمرته الكراهية….
ولكن من مدينة نينوى ...جاءت تلك العبارات القوية ...
** إن كان الله ،اله الحياة وهو كذلك..فلا يجوز لنا أن نقتل اخوتنا باسمه..
** إن كان الله ،إله السلام،وهو كذلك.فلا يجوز لنا أن نشن حرباً باسمه..
** إن كان الله ،اله محبة ،وهو كذلك.فلا يجوز لنا أن نكره إخوتنا..
هذه رسالة لجميع البشر.والبشر فعلا ليسوا بحاجة إلى كتب سماوية لتعلمهم ذلك.فنحن أولاد وإخوة في الإنسانية أولا.وبالاحرى بنا أن نحب بعضنا البعض....فلن يفيدك في محنتك الذين رحلوا ومهما كانت مكانتهم الدينية،بل الذي يفيدك هو اخوك الإنسان،القريب منك وحتى البعيد.لانه موجود معك يتنفس نفس الهواء الذي تتنفسه انت….الله ،مهما كان ،واينما كان..لن تصله أنت المؤمن به، ما لم تحب الآخرين وان تحمل ضميرا ووجدانا اينما تواجدت..الله.لا يريد منك أن تشن الحروب وتجاهد في سبيله كالابله ،لا يوجد احد في الدنيا يستحق الموت لأنه كافر لا يؤمن بما تؤمن انت...بل يريدك الله، أن تحب من حولك ،وان تحب وتعمل من أجل خير بلدك وخير الآخرين….واذا كان نصك الديني يتعارض مع هذا القانون الذهبي…. الآن،يجب عليك أن تخاطب ضميرك ووجدانك.. الآن ويجب عليك أن تستيقظ من نومك العميق...لان النص المقدس هو الإنسان….فكن إنسانا وانت تعيش على سطح اجمل كوكب في الكون……
الأديان وبرأي الشخصي.هي بشرية الصنع والاستيراد والتصدير..ولكن كل دين أو معتقد يقود ذلك الإنسان إلى محبة الآخرين وفعل الخير ... تأكد انه في الطريق الصحيح...
وختاماً يقول مارتن لوثر كينغ " علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة، أو الفناء معاً كأغبياء"...


تحياتي..
نغم للتنوير….لا للتخدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي