الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلوك الشر بين مطرقة التنشئة وسندان الوراثة

محمد اسماعيل السراي

2021 / 3 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


........
ان نزعة -او غريزة-الشر ،هي مكون رئيسي من مكونات الذات البشرية ،متغلغلة عميقا في اللاوعي الفردي والجمعي على حد سواء..رافقت هذه النزعه افراد جنسنا-جنس الهومو- ردحا طويلا من التاريخ البشري السلوكي والبايولوجي، بل ربما تاريخنا باكمله، منذ الاسلاف الاوائل للانسان، منذ انفصالنا عن الاسترالوبيثكس-يُعتقد ان اسلافنا منحدرين منه -وعن قبيلة اشباه البشر، بل وحتى اقدم من ذلك ،منذ ان كان اسلافنا قرودا ينتمون لفصيلة القردة العليا-البشرانيات- والتي انفصل اسلافنا عن خط الانساب معها قبل ٩ الى ٨ مليون سنة ، وهذا الزمن الطويل المقدر بملايين السنين_على الاقل اول بشري(هومو هابيليس ) ظهر قبل ٣ مليون الى مليونين و٨٠٠ الف سنة-، كان الشر انذاك في ذلك التاريخ البعيد وطواله، سلوكاً نموذجياً مقبولاً وضروريا لاسلافنا ،للحفاظ على الوجود الشخصي ووجودالنوع ، ولاجل الطعام، ولاجل الجنس كذلك،في وسط بيئة معادية للكائن ،تنافسية، الا وهي بيئة الغابة ،و العدائية والتنافس على الطعام والحياة والوجود كان على اشده حين ذاك..هذا التاريخ الطويل من الشر المقبول- الضروري- يقابله تاريخ من الخير القصير جدا- لايتعدى العشرة الاف من السنين وربما اقل- بدأ مع اكتشاف الزراعة وجنوح الانسان نحو تكوين المجتمعات البشرية الكبيرة بعد مرحلة الاستقرار الزراعي، وهنا وبعد ذلك فقط نحى الانسان والمجتمع نحو انتهاج وتبني سلوك الخير والفضيلة لانه يتماشى مع مرحلة الاجتماع البشري ويحافظ على بقاء المجتمع ووحدته وتماسكه، من خلال خلق قيم الفضيلة والصلاح والتعاون، التي مجدها الانسان وقدسها لاحقا لتتحول الى اديان، ويتحول السلوك الخَيّر الى واجب شرعي، والسلوك الشرير الى تابوهات وممنوعات..
وهناك في تلك القرون القديمة_العصر الحجري الحديث- تم خلق رمزي الشر والخير ،وتم لاحقا اختيار الشخوص التاريخيين -واحيانا المعاصرين- ليرفعوا عن المجتمع عبأ حمل اوزار تلكما الرمزين -الخير والشر- ليضحوا اكباش فداء بدلا عن المجتمع او صلبان خلاص ،يعلق عليهم المجتمع كل اسقاطاته الشريرة ووحشيته المتأصله ،وكذلك في ذات الوقت نوازعه (المكتسبة)نحو الخير -المثال -الغير متحقق واقعا، على حد سواء ،وحسب وظيفة الرمز الملقاة على عاتقه..
لم يحقق الانسان الخير الكامل و كذلك لن يتخلى عن الشر بسهولة ، لذلك ضل، و سيضل، الصراع قائما -للابد- ،صراع ادى الى خلق الازدواجية في الشخصية الانسانية..ولما لم يندحر الشر ولم يتحقق الخير المطلق على ارض الواقع،حققه الانسان على مستوى الخيال..حققه على مستوى الرموز، ونقل المعركة لساحتهم ،وجعل المشكلة مشكلة الرموز لامشكلته هو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر التطورات الميدانية للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة


.. اشتباكات تدور بين المقاومة وقوات الاحتلال في مخيم جنين




.. مدير صحة جنين: الاحتلال يستهدف كل ما يتحرك على الأرض


.. إصابة صحفي برصاص قوات الاحتلال في جنين




.. لعشاق الآيفون.. أبل تطلق هاتف أصغر حجما بسعر أغلى