الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلهة ورموز بلاد الرافدين في الأساطير القديمة ( الجزء الأول )

عضيد جواد الخميسي

2021 / 3 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لم تكن آلهة منطقة بلاد الرافدين موحدّة بأي شكل من الأشكال سواء في الاسم والقوة ، أو من خلال الأصل والمركز ، أو مقدار سعة السلطة ؛ والتي تندرج في قائمة التسلسل الهرمي للآلهة .
ثقافة بلاد الرافدين تختلف من منطقة لأخرى ، ومن دولة مدينة إلى دولة مدينة أخرى . وعليه ، فإن الإله مردوخ مثلاً ؛ لا ينبغي أن يُعتبر ملك الآلهة مثل الإله زيوس في اليونان . في حين كان الإله مردوخ يُقَدّس كثيراً في بابل ، ومثله الإله إنليل في سومر . كما نشير إلى أن ؛ الكلمة الإنگليزية " ديمن Demon والتي تعني "العفريت " ؛ تُفهم على أنها روح شريرة ، فهي مشتقة من الكلمة اليونانية "دايمون Daimon" التي تعني "الروح" . وأن العديد من المسميّات الإلهية في بلاد الرافدين المصنّفة على أنها "عفاريت" ، هي ليست بالضرورة شرّيرة أو عدائية .
يقول البروفيسور ثوركيلد جاكوبسن Thorkild Jacobsen، في كتابه (كنوز الظلام ) عن تاريخ ديانة بلاد الرافدين :
" الآلهة التي شكلت مجلس لها في مجموعها ، كانت عبارة عن فيلق كبير. وعليه ؛ فإن هناك صعوبة بالغة في وصف كل إله بالتفصيل ، باستثناء العدد القليل من الأسماء البارزة ."
لذلك ؛ فإن الأسماء الواردة في هذه الدراسة ؛ هي محاولة محدودة القدرة ، والتي استندت على ما جاء في القصص والأساطير والقصائد الشعرية المذكورة في مؤلفات عدد من العلماء و الباحثين الآثاريين ، أمثال ؛ " جيريمي أ. بلاك "، و " ستيفاني دالي "، و" ويل دورانت " ، و " ثوركيلد جاكوبسن " ، و" صموئيل نوح كريمر " ، و " گويندولين ليك " ، وآخرون .

فيما يلي أسماء عدد من آلهة ورموز بلاد الرافدين التي كان شعبها يعبد ما بين 300 و 1000 آله ، بمختلف الوظيفة والاختصاص :

أبگال ABGAL ـ هم الحكماء السبعة الرُسل في الأساطير السومرية والذين أرسلهم إنكي إلى الأرض في بداية الخلق ، لمنح البشر " ألمه" (قوانين الحضارة) ، والمعرّفون من قبل الأكديين والبابليين ، باسم "أبكالو Apkallu " ، أو" سمك الأبكالو Apkallu Fish " ؛ وهم عبارة عن رجال بجذع سمكة ، رؤوسهم و أذرعهم وسيقانهم بشرية ، وأحياناً مع الأجنحة ، وأخرون من دونها .
في التقليد البابلي ؛يظهر الأبكالو أيضا على شكل " گرفن Griffin (الفَتْخَاء أو الغرفين أو الشيردال ) : وهو حيوان أسطوري له رأس و جسم أسد ، وجناحي عقاب " . يحمل الأبگال دلواً ووعاءً مخروطي الشكل يحوي البخور المقدّس لأغراض الطهارة .
أسماء الأبگال السبعة كالتالي : أداپا Adapa أو آدم (الإنسان الأول) ، أُوّن دوگا Uan-dugga ، و أن ـ مي ـ ديوگا En-me-duga ، و أن ـ مي ـ گالانّا En-me-galanna ، و أن ـ مي ـ بيلوگا En-me-buluga ، و أن ـ إنليلدا An-enlilda ، و يوتو ـ أبزو Utu-abzu .

أبسو ABSU ـ APSU - إله المياه العذبة ( السومري ـ الأكدي ـ البابلي ) ، وإله المياه العذبة في جميع أنحاء العالم . يُعرف أيضاً باسم " أبزو "، وقد أحاط الأرض ، ودمج مياهه العذبة مع المياه المالحة لزوجته تيامات . من اتحادهما ولدت جميع الآلهة الأخرى . قُتل على يد ابنه "إيا" ، الذي أثار حرب الآلهة مع والدته تيامات . وردت قصة أبسو في ملحمة الخليقة " إنيوما أليش ". وصِفَ على أنه ملاك أكثر مما هو كائن مادي .

أدد ADAD - إله العواصف البابلي ، صورته أكثر عمقاً من الإله السومري "نينورتا" . أطلق عليه السومريون اسم "إيشكور" ، ويتمثل في هيئة فتاتين مع رأس أسد أو ثور ، و يحمل مطرقة أو صاعقة البرق . وكانت شريكته الإلهة " شالا " .

أداپا ADAPA - كما هو معروف في الأساطير السومرية والبابلية ، كان أول إنسان مخلوق ، وهو ابن إيا ، أو(إنكي) ، الذي غضب من الريح الجنوبية لإغراقها قاربه ، فكسر جناحها ، ثمّ اضطرّ الصعود إلى السماء للاعتذار من "أنو" ربّ الآلهة والإله الكبير ، وبسبب حكمته ورجاحة عقله ، عرض عليه أنو هبة الحياة الأبدية ( الخلود ) ، إلاّ أنه رفض عرضه ، فطرده من الجنّة إلى الأرض ليعيش ويموت فيها أبداً ، ويُعد أداپا الأول من بين الأبگال ، الحكماء السبعة القدماء .

أدرميليك ADRAMELECH - إله الشمس البابلي ويمثل الشمس ومانح الحياة . كانت زوجته عنيمليك Anamelech ، إلهة القمر . وتم ذكره كشخصية سلبية مع زوجته في سفر الملوك الثاني من كتاب التوراة : ( و العويّون عملوا نَبحز، و ترتاق ، و السفروايميون كانوا يحرقون بَنِيهم بالنار لأدرملك و عنملك ، إلهَي سفروايم ) (ملوك الثاني 17:31) ، بسبب انه كان يطالب بالأطفال كقرابين . وقد كان شخصية العفريت الشرّير في كتاب "الفردوس المفقود " للكاتب الأنكليزي " جون ملتون " عام 1667 م .

أَيجا AJA - إلهة الفجر الأكدية ، زوجة شمش . ارتبط اسمها ، بالحب والشباب ، والإثارة الجنسية والزواج ، و يشار لها باسم " العروس . تطورت أيجا (المعروفة أيضاً باسم آيه) في الأكدية ، بعد ان كان اسمها "شيريدا" السومرية (الأكثر شعبية وشهرة ) .

أمورّو AMURRU - ذلك الاسم الأكدي والسومري لإله العواصف /السماء ، الذي يخص القبائل الأمورّية (المعروفة أيضاً باسم الأمورّو) التي هاجرت إلى بلاد الرافدين حوالي عام 2100 ق.م . الإله أمورّو يشبه الإله أدد ، ولكنه نسخة معدّلة منه ، يتمثل دائماً في هيئة الغزال ، أو الراعي المتخفّي ، وحتى في هيئة عصا الراعي ليراقب البدو في التنقل . كان يعرف أيضاً باسم " مارتو" . أما شريكته ، فكانت تدعى " بيليت تسيري"، ووظيفتها ( ناسخة أسماء الموتى ) .

أنشار ANSHAR - إله السماء البابلي ، واسمه يتكون من مقطعين " أن معناه البابلي (السماء ) ، و " شار ، تعني (الكاملة ) ، ومن ذلك يُفهم بأنه إله " السماء كلها" ، أي أنه إله محيط السماء ( ما تحت الغيوم ، وليس فوقها ) . وهو يختلف كما هو معروف عن رب الآلهة "أنو "، الذي هو ربّ السماء الفوق الغيوم ( الجنّة ) وجميع السماوات (الكواكب والأجرام) . و أنشار هو أحد أبناء الآلهة الأصليّة " أبسو و تيامات" ، وزوجته تسمّى "كيشار" . ويُرمز إلى كليهما أنشار و كيشار ، في أنهما السماء والأرض ، بالتتابع .

آنتوم ANTUM ـ إلهة الأرض البابلية ، وإلهة الخصوبة المُبكرة .

أنو ANU - المعروف أيضاً باسم " أن " في البانثيون السومري ، ربّ الآلهة والسماوات جميعها ، حسبما ذكر في الحكايات التي كتبت قبل عام 2500 قبل الميلاد. " أنتو " كانت شريكته ، ومن اتحادهما ، ولد الأنوناكي الذين هم قضاة الموتى .
اكتسب أنو قوته وسلطته ، عندما تدحرج الرعد عبر السماء . وأثناء حدوث العواصف الرعدية المصحوبة بالبرق ، كان يتخيل نفسه ثوراً بضخامة هائلة ، ويطلق صوتاً مرعباً من أعلى الغيوم .
مع مرور الوقت ، أصبح أنو "الربّ الأعلى" ، وهو القوة العظمى التي جاءت بالسلطة إلى جميع الآلهة الأخرى . وابنه "إنليل" فقط من دون الآلهة الذي تمكن من التواصل معه بشكل مباشر ، فيما كان الناس يقدمون صلواتهم إلى الآلهة الأصغر ، والتي من خلالها تنقل طلباتهم ومناشداتهم عبر سلسلة طويلة من الأسماء ، وفي الآخر تصل الى الإله "إنليل" . ولابد من الاشارة أيضاً ، الى ان أنو ، هو أول من حمل ألواح القدر قبل ان يتنازل عنها إلى ابنه إنليل .

الأنوناكي ANUNNAKI - هم قضاة الموتى ، و" قدر" الشعب الرافديني ، الذين ولدوا من اتحاد (أنو ) و (أنتو). وفي الأساطير البابلية ، كانوا يعتبرون أرواح الأرض ، ويُعتقد في دورهم كقضاة على جميع البشر ، أو " أولئك الذين ينظرون .

أنزو ANZU - وهو مخلوق السماء الإلهي ، وهيئته على شكل طائر عملاق برأس أسد . المعروف أيضاً باسم " زو أو أمدوگود " . برز كثيراً في قصص البابليين والسومريين والاكديين . يأتي ذكر طائر الأنزو بشكل واضح في القصة السومرية لشجرة الـ "هولوبو" ، حيث كان أحد المخلوقات التي تهاجم شجرة الإلهة إنانا . ورد اسم أنزو في أسطورة أخرى ، عندما كان مكلفاً بحراسة ألواح القدر التي شرّعت قوانين الإله الأعلى الى البشر ، وبدلاً من ذلك ، فقد قام بسرقتها. بعد ذلك يسترد الإله "نينورتا" الألواح ، ويقتل أنزو (في نصوص أخرى من القصة ، كان الإله مردوخ هو من قام بذلك) . وقيل أن أنزو يتنفس النار ، وكان مخيفاً جداً ، لدرجة أن رفيف جناحيه يأتي بعواصف مرعبة .

أرازو ARAZU- إله بابلي لآخر مرحلة من البناء ، وتُؤدى له صلاة الشكر والامتنان في ختام مشاريع البناء .

أرورو ARURU - إلهة الطبيعة البابلية ، بالاضافة الى انها إلهة الأمومة المبكرّة التي خلقت البشر بمشاركة الإله "إنكي" (وأحياناً إنليل) .

أشنان ASHNAN - إلهة الحبوب السومرية. أشنان وأختها الإلهة " لهار" ، وهما من بنات الإله إنليل ، ولدت أشنان لتوفير الطعام إلى الأنوناكي (قضاة الموتى) . ولكن أُكتشف ان الأنوناكي لا يستطيعون أن يتناولوا أيّاً من الطعام والشراب ، ولكي لا تضيع جهود الأختين سدىً ، تم خلق الإنسان ليأكل ويشرب بدلاً عن الأنوناكي .

آشور ASHUR - واسمه في الأكدية "أنشار" . وهو الإله الأعلى للآشوريين الذين ولد على أنه إله خاص لمدينة آشور. كان إلهاً آشورياً للحرب ، والمعروف بـ "ربّ السماء". اسم (أنشار) يعني في الأكدية " السماء كلها ، وكان غالباً ما يُطلب منه مناصرة الملوك الآشوريين الذين تتضمن أسمائهم حروف من اسمه ، كما الحال مع "آشور بانيبال" ، على اعتباره حليف قوي في الحروب والغزوات . في كثير من الأحيان يتم تخيّله من الرُماة الشجعان ، فهو يرتدي درعاً من الريش ، ويحمل قوساً ، ويمتطي ثعباناً أو وحشاً مرعباً. والكثير من الأساطير والأيقونات التي تتحدث عنه (مثل وحش وثعبان مردوخ ، أو زوجته نينليل) ، كانت مستعارة من الأداب السومرية أو البابلية .


بابا BABA - المعروفة أيضاً باسم "باو أو باوا" ، وهي إلهة الأمومة والخصوبة السومرية لمدينة (لگش )، وكان يطلق عليها لقب "مرّوضة الحيوانات" ، و "سيدة الوفرة ".

بابّار BABBAR - ويُعد اسماً آخر لـ شمش/ أوتو ، إله الشمس ، ويعني " النور" أو "المضيء".

باسمو BASMU - الثعبان الأكبر في بلاد الرافدين ، وله علاقة متبادلة ، مع الولادة و إلهة الولادة ، أو مع "ننگيشزيدا" ، إله العالم السفلي . وعند اقترانه بالولادة ، يتم تمثيل باسمو كرمز مشترك مع ننگيشزيدا ، وهما متشابكان حول عصا ، الذي يمثل شعار مهنة الطب .

بل BEL- إله الحكماء البابلي . الذي يرتبط مع الإله مردوخ ، الذي يصور أحياناً على أنه شقيقه ، كان "بل" ذكياً وحكيماً للغاية. وهو ابن إنكي (إيا) إله الحكمة .

بيليت ـ تسيري BELIT-TSERI - الكاتبة البابلية في العالم السفلي ، وتظهر راكعة في عرش "اريشكيگال" من خلال اللوحات والمنحوتات . تسجل أسماء الموتى وهم يدخلون عالم الظلام . يشار إليها باسم " ملكة الصحراء ، و زوجها الإله " أمورّو" إله السماء/العواصف .

بردو BIRDU - إله الرسول البابلي من العالم السفلي .

ثور السماء BULL OF HEAVEN - المعروف أيضاً باسم "گوگولانا " ، وهو زوج ملكة العالم السفلي ،الالهة "اريشكيگال" ، وكان تحت سيطرة ربّ السماء "أنو" .
في ملحمة گلگامش ، عندما صدّت عشتار "گلگامش "؛ طالبت إنانا /عشتار الإله أنو بإطلاق ثور السماء لإحداث دمار في مملكة گلگامش، انتقاماً منه . قُتل ثور السماء من قبل گلگامش وإنكيدو ، وبسبب ذلك ، صدر مرسوم إلهي ، يقضي بموت إنكيدو. في قصيدة "نزول إنانا/ عشتار"، تنزل الإلهة إنانا من السماء إلى العالم السفلي لتقدم تعازيها الى اختها "اريشكيگال"، بعد وفاة زوجها ثور السماء .

الرجل الثور BULL-MAN - وصف في الأساطير السومرية ، كعفريت يعمل عن كثب مع البشر والآلهة لصد قوى الفوضى . وتم تصويره كرجل من فوق الخصر ، وثور من التحت .

كارا CARA - الإله السومري المعروف بجماله الذي يشبه جمال الإلهة إنانا والمسؤول عن تجميلها . إنه واحد من أولئك الذين حاولت عفاريت العالم السفلي جعله بديلاً لإنانا في الحياة الأخرى بعد عودتها الى الأرض في قصيدة "نزول إنانا" . لقد نجا كارا من هذا الفخ ، لأن إنانا أخبرت العفاريت ؛ أن وجود كارا معها كان ضرورياً .

داگون DAGON - المعروف أيضاً باسم داگان ، وهو إله الحبوب والخصوبة البابلي ، الذي كان معروفاً بشكل خاص في منطقة الفرات الأوسط من بلاد الرافدين ، وكان الطقس تحت نفوذ سيطرته.

دامو DAMU - إله الشفاء السومري ، ابن "گولا " إلهة الشفاء. كان دامو يُعتبر وسيطاً بين والدته والأطباء من البشر.

دامكينا DAMKINA ـ الزوجة البابلية للإله " إيا "، و والدة الإله مردوخ .

دلمون DILMUN - ورد هذا الأسم في الأساطير السومرية كثيراً ، وهي أرض الخليقة أوالجنّة ، حيث انتقل يونابشتم وزوجته اليها بعد الطوفان الكبير .

دُموزي/ تموز DUMUZI - إله الخصوبة والرعاة السومريين ، الذي كان زوجاً للإلهة إنانا . شقيقته الإلهة "جيشتينانا" إلهة تفسير الأحلام والزراعة . احتلّ دموزي مكان إنانا في العالم السفلي بعد وفاتها هناك ، لكنّ إنانا قبل صعودها الأرض ثانية ، دعت اختها "اريشكيگال" ملكة العالم السفلي، باحتجاز دموزي لمدة نصف العام عندها ، على ان يبقى معها في النصف الثاني منه ، بسبب عدم حداده عليها . أمّا شقيقته فهي تبقى لمدة ستة أشهر في العالم السفلي ، بالتناوب معه ، لتستمر دورة المواسم أو الفصول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة