الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامام سلطان بن سيف وانهاء الوجود البرتغالي في سواحل عمان :

سعد سوسه

2021 / 3 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بدأ حصار مسقط الاخير بعد بضعة اشهر من انتخاب سلطان بن سيف خلفا لناصر بن مرشد ، وقد كتب راهب دومنيكي يقول : "انهم يتهيأون الان مرة اخرى للحرب والحصار ، وقد اتخذ رجالنا مساء امس مواقعهم في الحراسة … انني ارى انه مهما بذل العرب من جهد شاق ، فانه من غير جدوى ، لان مسقط محصنة تماما" .
وكان الامام سلطان قد بدأ يعدّ العدة لهذا الحدث الكبير ، بتحشيد جيشه ، بعد ان استجابت لندائه معظم القبائل العمانية التي تحشدت في منطقة "طوى الرولة" ومنها تقدم بقواته الى منطقة الوثوب في "سيح الحرمل" ، وما ان تم الاستعداد ، حتى اصدر اوامره بالهجوم ، فتم الاستيلاء على مجموعة تلال "بيرالراوية" لكن قواته واجهت مقاومة شديدة من البرتغاليين ، الذين اطلقوا نيران مدافعهم وبنادقهم ، مما حصد اعدادا كبيرة منها .
ولمواجهة هذا الموقف ، اكتفى الامام بفرض حصار على المواضع البرتغالية ، واعتمد الجيشان على القنص كلما اتيحت الفرصة لذلك ، وهكذا طالت الحرب حتى كاد الامام سلطان يتراجع عن حصاره ، بعد ان علم ان بعض القبائل بدات تفكر في الانسحاب .
ويدّون القس فرانسسكو دومنيك ما ياتي عن احوال مسقط ، في رسالة بتاريخ الخامس والعشرين من تشرين الاول عام 1649 : "حاصر العرب مسقط ، بقوات متفوقة ، في خرق واضح لشروط الاتفاقية ، كلا الجانبين اصبح متهّيأ للحرب ، ومساء امس وأمام انظار
رجالنا تقدم كشافتهم ، كلّ من البرتغاليين والعرب كانوا يعملون بجد ، الا ان جهود العرب تبدو غير مجدية..." .
وفي ظل هذه الظروف تمكنت قوة فدائية عمانية مطلع عام 1650 ، من القيام بهجوم ليلي مباغت ، فعبرت السور ، واندفعت الى شوارع مسقط مجندلة كل من وقف امامها من الغزاة ، فاصيب البرتغاليون بانهيار معنوي تام ، فتدافعوا الى السفن الراسية في الميناء ، والى المركز (مخزن السلاح والذخيرة) طلبا للنجاة ، واندفع العرب نحو اعدائهم ونجحوا في الاستيلاء على سفينتين لهم .
وعندما دخل جنود الامام المدينة ، لجأ البرتغاليون واعوانهم الى قلعة الجلالي ، ونتيجة الفزع الشديد ، فاتهم ان ينقلوا المؤن الغذائية ، التي كانت مخزونة في الوكالة الى الحامية فكان خطا كبيرا ارتكبه البرتغاليون ، وقد تم اخلاء اكثر من ستمائة رجل عن طريق البحر ، ولجأ كثيرون الى القلعة ، التي اعلن قائدها فرانسسكو دي تافورا Francisco de Tavora استسلامها في الثالث والعشرين من كانون الثاني عام 1650 ، وبعد ثلاثة ايام استسلم المركز ايضا . وتراجع الاسطول الذي كان يقوده براز كلدارا داماتوس الى ديو بعد ان فقد اثنين من سفنه . وفي الوقت نفسه الذي تم فيه تحرير مسقط ، نجحت قوة عمانية اخرى في الاستيلاء على حصن خصب .
وبتحرير مسقط اصبح الساحل ، بموانئه كافة ، متحررا من السيطرة البرتغالية ، وبرزت عمان لاول مرة في التاريخ الحديث دولة موحدة مستقلة ، تحت قيادة سلسلة من الائمة العظام ، قدر لها ان تستمر قرابة ثلاثة ارباع القرن ، مما هيأ لها ان تؤدي دورا مركزيا ، ليس في تاريخ الخليج العربي فحسب ، بل في تاريخ غرب المحيط الهندي ، من خلال علاقاتها الحربية والسياسية مع القوى الاوربية والمحلية في الشرق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا