الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نسويتنا الى اين؟

منال حميد غانم

2021 / 3 / 14
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


(ساعات من الثرثرة التي لا تفضي الى شيء.)هكذا وصف احد الرجال كل تجمعاتنا النسوية التي تدوم لساعات في بعض الاحيان وهم محقين بنصف ما قالوا فهي بالفعل لاتفضي الى شيء ,ولكنها مؤكدا ليست ثرثرات .ومن المدهش والعجيب ان كل السخط والغضب والتألم الذي نتناوله بالعادة في تلك التجمعات ولكنها لاتفضي الى شيء .
من داخل تلك التجمعات :
تحلق عينيها في السقف بعد ما استعرضت لنا شعرها الطويل ذا اللون الاشقر الجميل عقب زيارتها لصالون التجميل وهي تقول اتمنى ان احب. فترد عليها الاخرى ولكنك متزوجة لتقول لها نعم متزوجة جثة بلا قلب او عقل حتى , لتقول اخرى انا اعرف انني اعيش كدابة تأكل وتعمل لتأكل لكن لا اطمح الا الى ان لا اضرب امام اطفالي واخرى تتنقل بعينيها بين الاثنتن محاولة ايجاد شبيهة لها بينهن , شبيهة تجعل من لا ابالية زوجها وتناسيه لوجودها طبيعيا او موجود او تمنحها شعور انها ليست الوحيدة .
اما تلك التي تبحث عن منحفات غير مؤذية وتسأل كل من هب ودب عليها فهي النموذج الاكثر وجودا بين تجمعات النساء لكي تتخلص من مخاوفها بزواجه عليها او محاولة للتخلص من اسائته لها وتنمره على جسدها بالجد والهزل .وتلك التي تبحث عن طبيبة لتجهضها ويأست تدور بوجهها بين الجميع محاولة صنع ابتسامة زائفة تخفف عنها ماتقدم عليه .
نحن من يحول تجمعاتنا الى موجة من الضحك لاتنسى لكي نحصل على اوقات ننسى بها مشكلات نحن من يعتقد انها بلا حلول .واعتقادنا صحيح في بعض الاحيان ولكنه خاطىء في احايين كثيرة بل ومؤذيات لبعضنا البعض عندما نساند الجلاد على حساب الضحية ,فبعد كل مكالمة هاتفية تدوم لساعات نختتمها بعبارات استسلامية او انهزامية او لاتحملنا مسؤولية اختياراتنا في الكثير منها امثال (يلة الله كريم ) و (حظنا ونصيبنا هيج ) ونفتتحها بجملة (شلونج ؟ عايشة والله) .وكأن مايحدث قدر ومسلم به .وينبأ عن قبولنا بأدنى مستوى من الطموحات وهو العيش فقط من اجل العيش ,لا كيف يكون هذا العيش وهل هن سعيدات بتلك الانفاس التي ترتفع وتهبط ام لا .
ان ادراكنا بأننا لا ندور في فلك المشكلات او القضايا الشخصية او التي تخص كل امرأة بمفردها وحدها هو المشكلة بعينها .بل يجب ان تعرف كل منا ان قضيتها هي قضية كل النساء اللواتي قد يكن عشنها او يعشنها او سيعشنها مستقبلا له امر مهم من اجل التضامن وصنع التغيير الذي قد لا نشهده وقد لاتشهده بناتنا بل حفيداتنا حتى ,واننا نناضل من اجل تحقيق مجتمع او عالم افضل لهن وليس لنا نحن .ويجب ان نجعل فكرة اننا لن نتعب من اجل ثمار قضية لن نقطفها تتنحى جانبا .
ويجب ان نؤمن اننا قوة ونترجم ذلك على ارض الواقع ,من خلال صنع روابط داخل دوائر العمل او المناطق السكنية اوالجامعات والمدارس او النوادي الرياضية. ونؤمن بفاعلية تلك الروابط بالضغط على المجتمع المصغر او الدولة وصنع تغيير نحن بحاجة اليه ونؤمن اننا يجب ان نلغي الجمل الاستسلامية والقدرية الى استفهامية ( ماذا بأستطاعتنا ان نعمل؟ )
انه التنظيم ولا سواه هو من فجر ثورات وهو من جعلها تنجح .والنساء بحاجة الى ثورة وبحاجة الى استخدام كل الادوات لنيل حقوقها المسلوبة ولكي تسترجع مكانتها ,ولذلك نحن بأمس الحاجة للدخول كقوة الى البرلمان بشكل احزاب نسوية وتكتلات او تيارات وعددنا يسمح بل يفوق المطلوب فنحن 20 مليون امرأة ترزح بين التمييز والفقر والمرض والاضطهاد والجهل وافضل من فينا تعامل على انها انسان من درجة ثانية .
والغاء جدلية العداء واشتقاقات تلك الكلمة برمتها سواء بين الرجال والنساء او بين النساء والنساء فلا عدو سوى الانظمة المستغلة التي تتاجر بالرجال والنساء معا وتلهيهم بالمنافسة على من يفوز بجائزة الاكثر قهرا ؟ فعندما نطالب بحقوقنا نحن لا نطلبها من الرجال بل من النظام المسؤول عن احقاق الحقوق ونصرة المهمش والهش والضعيف وليس الرجل ويجب علينا ان نسأل لمصلحة من يتم تسويق مفهوم المرأة عدو المرأة والتغني به بكل الخلافات النسوية التي تحدث؟
لنجعل من كل جراحنا والامنا اسبابا لنكون نصيرات وعضيدات لبعضنا البعضز فلن يفهمها سوانا ولن يساعدنا في انهائها سوى انفسنا ولا سواها .لنعمل جميعنا على تأسيس تلك الروابط ونعمل على ادامتها ونموها لتشمل كل دائرة العمل او الجامعة او المدرسة او مكان الترفيه .كصالون التجميل الذي نخرج منه ونحن محملين بعشرات القصص من هنا وهناك المعبئة بقهر النساء واضطهادهن على اساس نوعهن او عمرهن او لون بشرتهن .
فكلنا نعرف ان نصف مشاكلنا ونسردها, وبعضنا قادر على تحليلها وارجاعها الى اسبابها ولكننا نحتاج الى حلول لننتشل انفسنا وليس روايات او مؤلفات تصف ما نعيش فنحن نعلمه تماما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب أصولها الإيرانية.. ملكة جمال ألمانيا تتلقى رسائل كراهية


.. تمرين تعزيز الحجاب الحاجز | صحتك بين يديك




.. إصابة طفلة بقصف الاحتلال التركي على منبج


.. لقاء صحفي يتناول موضوع المتاجرة بالنساء المغربيات إعلامياً




.. الناشطة الإعلامية والسياسية والنقابية والحقوقية أسماء المران