الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ جامعة آل البيت 1924- 1930 في بغداد

ابراهيم خليل العلاف

2021 / 3 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تاريخ جامعة آل البيت 1924- 1930 في بغداد
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في اطروحتي للدكتوراه عن (السياسة التعليمية في العراق خلال عهدي الاحتلال والانتداب البريطانيين 1914-1932 ) والتي نشرتُ جانبا منها في كتابي 1982عن (تطور التعليم الوطني في العراق ) ، تحدثت عن اول مشروع لانشاء جامعة في العراق وهي جامعة ال البيت والتي في مثل هذا اليوم 15 من اذار - مارس سنة 1924 افتتحها الملك فيصل الاول ملك العراق 1921-1933 ومؤسس الدولة العراقية الحديثة وكان قد وضع حجر الاساس لها في الاعظمية في السابع من نيسان -ابريل سنة 1922 وتعد رسميا اول محاولة لانشاء جامعة حديثة في العراق .
وقد عدت الى وثائق الجامعة وما كتبه امينها العام المرحوم الاستاذ فهمي المدرس وما كتبه مدير المعارف العام انذاك المرحوم ساطع الحصري الذي عرض المشروع ووجده لايليق بالعراق حيث انها لم تكن عصرية وعلى نمط الجامعات العالمية .
كان الملك فيصل الاول خير مشجع لانشاء الجامعة وفكرة تأسيس جامعة عراقية بدأت سنة 1921 مع بداية الحكم الوطني ثم سرعان ما اصبحت مطلبا شعبيا . وقد ابدى الملك فيصل اهتماما بالمشروع وهو من امر بتشكيل لجنة تأسيسية لوضع اسسها المالية والعلمية والادارية وكان ذلك في الاول من تشرين الثاني - نوفمبر سنة 1922 .اوعز الملك فيصل بانشاء الجامعة في بستان الطلومبة التي تعود الى اوقاف داؤد باشا القريبة من الاعظمية .وكانت اللجنة التأسيسية تتألف من وزير الاوقاف محمد علي فاضل وعضوية المستر (كوك) مستشار الوزارة والميجر جيمس ولسون مدير الاشغال العامة ويبدو ان الملك فيصل كان يعتقد ان المصلحة الوطنية انذاك كانت تقتضي انشاء كلية دينية تعلو على المدارس الدينية المنتشرة في العراق بمعنى انه كان ير ان تكون صبغتها دينية وهذا ما اشار اليه الاستاذ ساطع الحصري لذلك باشرت وزارة الاوقاف بتشييد بناية الكلية الدينية في نيسان 1922 وفي 15 اذار 1924 قام الملك فيصل بافتتاح الكلية كما وضع الحجر الاساس لمركز الجامعة التي اطلق عليها اسم (جامعة ال البيت ) وقد تقرر ان تضم الجامعة ست كليات (سميت انذاك بالشعب ) وهي الحقوق - الهندسة - الفنون - الطب - التربية والتعليم فضلا عن الكلية الدينية .ويمكن لمن يريد ان يطلع على نظام الجامعة في كتاب الاستاذ حسن الدجيلي الموسوم ( تقدم التعليم العالي في العراق) .وفي نيسان 1924 اختير الاستاذ فهمي المدرس وكان يعمل رئيسا للامناء في البلاط الملكي امينا عاما للجامعة .
وضعت لجنة خاصة تضم مشروع نظام عام للجامعة وقد فصلت كل هذا في كتابي (تطور التعليم الوطني في العراق) وقد اعترض الاستاذ ساطع الحصري على مشروع الجامعة ودون ملاحظاته في مذكرة رفعها الى وزير المعارف - التربية في 26 اذار 1924 وتضمنت المذكرة اشارة الى انه ليس من الموافق التسرع في هكذا موضوع وعارض فكرة الحاق دار المعلمين العالية بالجامعة وصرح بعدم استصوابه الحاق مدرستي الهندسة والحقوق بالجامعة باعتبار ان هذه مؤسسات علمية رصينة اثبتت وجودها ومعترف بها وليس من الحكمة الحاقها بجامعة غير معروفة لم تبدأ بعد وصبغتها دينية ودار جدل طويل فصلته في كتابي المشار اليه .وفي 25 شباط -فبراير 1924 اخبر رئيس الديوان الملكي وزير الاوقاف ضرورة تأجيل النظر في نظام الجامعة وان يقتصر المشروع على الكلية الدينية .
وحتى الكلية الدينية تعرضت لانتقادات من مجلس النواب والصحافة وكان ذلك مقدمة الى الغاء الجامعة مع ان نظام الشعبة (الكلية ) الدينية صدر سنة 1927وفي 4 ايار -مايو 1930 اوقفت التدريسات في الشعبة الدينية ونقلت (كلية الامام الاعظم ) الى مكانها السابق على ان تبقى كما كانت قبل دمجها بجامعة ال البيت واجريت امتحانات طلاب الشعبة الدينية ونال الطلاب شهاداتهم وانتهى الامر.
ان من ابرز العوامل التي أدت الى فشل جامعة ال البيت ، فهو ما ذكرته في الصفحة (290) من كتابي (تطور التعليم الوطني في العراق 1869-1932) من انها تأسست قبل اوانها لذلك لم تتيسر لها ظروف البقاء والاستمرار .وقد يكون للصراع الفكري والسياسي الذي رافق انشاء الجامعة وبصورة خاصة الخلاف في وجهات النظر المتعلقة بتنظيم التعليم العالي وادارته واهدافه بين ساطع الحصري مدير المعارف العام وفهمي المدرس امين الجامعة جامعة ال البيت سببا في وأد الجامعة في مهدها وهي في مراحل تأسيسها الاولى .
ويمكن ان اضيف الى ذلك سببا اخر وهو عدم ارتياح دار المندوب السامي البريطاني من وجود الجامعة فقد كانت هذه الدار تتحين الفرص للطعن في هذا المشروع خشية نموه وتطوره الى جامعة عراقية وطنية بحق وحقيق .
______________________
* يقول الدكتور خالد السلطاني في مقال له بجريدة المدى (البغدادية ) عدد2013/10/04 : "وفقاً للتخطيط الذي اعده جي. أم. ويلسون (1887-1965) J. M Wllson - مدير الأشغال العمومية وقتذاك - لجامعة "آل البيت" فإن مبنى "الكلية الدينية" هو واحد من ستة مبان " و"جيمس موليسون ويلسون" المولود في 28 نيسان، سنة 1887، في مدينة "دندي" بإسكتلندا في المملكة المتحدة. انهى تدريبه المعماري في مكتب محلي لمدة خمس سنوات، ثم عمل ، لاحقا، مع مكتب استشاري لندني. في سنة 1908، رافق المعمار الإنكليزي المعروف" لاجنس" إلى الهند، وبات ، حينذاك، احد معاونيه الأساسيين في تخطيط "مدينة نيو دلهي" وفي تصميم مبانيها المهمة.هذا الصرح صرح الجامعة المركزي تحول فيما بعد الى المقبرة الملكية وفيها دفن الملك فيصل الاول رحمة الله عليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل سيكون رئيس الوزراء البريطاني الجديد حليفًا لبايدن؟ شاهد ت


.. ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل في الدوحة؟ | #رادار




.. مؤتمر القاهرة للقوى السودانية.. هل ينجح في وقف الحرب؟


.. يتصدرها أقصى اليمين.. انتخابات قد تغير وجه فرنسا للأبد




.. من حماس إلى حزب الله!.. كابوس الأنفاق يطارد نتنياهو | #التاس