الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الخامسة

بولات جان

2006 / 7 / 29
المجتمع المدني


رواد العصيان المدني و الصراع اللا عنيف
- 2-

أنتيغونا(Antigone):

الفتاة التي واجهت القوانين الظالمة و المتناقضة مع الوجدان الإنساني و القيم الأخلاقية العليا . أنتيغونا هي ابنة أوديب و أخت پولينيس من مدينة طيبة(Thiba) اليونانية. تمرد پولينيس على خاله الملك(Kreon) و حدث بينهم صراع أنتهى بهزيمة پولينيس. قُتل پولينيس في هذا الصراع و بالرغم من موته لم يشف غليل خاله الملك كرون و لذا-كي يعتبر الآخرون- أمر بعدم دفن جسد پولينيس و أقرّ قانوناً أن من يتجرأ على دفنه فسوف يلقى عقوبة الموت تواً؛ و هكذا بقي جثمانه دون دفن. أنتيغون لم ترض بهذا الأمر لِما له من احتقار للقيم و الحس الإنساني و الأخلاقي. فهي لم تنتفض لموت أخيها و لكنها ضربت بالقانون الذي أقره الملك عرض الحائط ووضعت عقوبة الموت نصب عينيها و قامت بدفن جثمان أخيها پولينيس. مما أغضب كرون أيما غضب، خاصةً أنه رأى ذلك هتكاً للقانون و عصيان لأوامره، لم يرضَ السكوت عن فعلة أنتيغونا المنافي لقانون الملك، لذا فقد حكم بالموت عليها. لم تلجأ أنتيغونا لمعارضة الجزاء و لم تدافع عن نفسها. أنتيغونا لم تكن تخشى المنية، لكنها كانت ترفض هتك الحس و الكرامة الإنسانية و القيم الأخلاقية و الوجدانية. فقد رفعت القانون الغير مكتوب، أي الوجدان فوق كل الاعتبارات و الدساتير و القوانين و المصالح. فليس من الأخلاق الإنسانية التشهير بجسد الأموات مهما كانوا عليه من صفات و رغم ما قاموا به من أعمال و ممارسات في حياتهم. يجب احترام الموت و الميّت كيفما و لمن كان.

ما قامت به أنتيغونا يعد مثالاً تاريخياً للعصيان المدني الأخلاقي و الوجداني، وتعد عملية سلمية لم يتضرر منها أحد، وضعت أنتيغونا نصب عينيها العواقب الوخيمة و المنتظرة جراء فعلتها الهاتكة لقانون الملك. كانت أنتيغونا تمكث في الزنزانة قبل تنفيذ القصاص بها، فقامت بعملية عصيان مدني أخرى كإتمام لعمليتها الأولى. فقد نفذت حكم الموت بنفسها و انتحرت في معتقلها و لم تتح لقانون الملك الفرصة بالقصاص منها. ضربت أنتيغونا مثلاً في مدى التمسك بالقيم الكونية في الأخلاق و الوجدان الإنسانى دون أن تضر بأحد.

تعد عمليتي كل من سقراط و أنتيغونا مثالين بارزين للعصيان المدني في اليونان القديمة و في كل أنحاء المعمورة و على مر مئات السنين و كانتا انطلاقة جسورة لرفض الخاطئ و السيئ من القوانين و المنطق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة