الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 21

عدنان إبراهيم

2021 / 3 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


محمد رسول الله:
أول الرسل وخاتمهم (1) صلوات الله وسلامه عليه، هو سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وسراجاً منيرا أسرج سُرُج الرسل والأنبياء من قبله، والصديقين والشهداء من بعده، سماه الله سراجا منيرا ولم يسمه شمسا، لأن السراج يسرج غيره، ولكن الشمس لا تجعل شمسا غيرها، وهو صلى الله عليه وآله وسلم أول الإرادة وآخر العمل. (2)
وهنا أبسط لك بساط المؤانسة لتلحظ بعيون روحك وميضا من سر منازلاته
صلى الله عليه وآله وسلم، وتقتبس بسرك قبسا من مشكاته المحمدية، تكون به متجملا باليقين الحق في مقام العبودية المطلقة:
إن مقتضى كمال الأسماء والصفات إبراز المرائي التي تظهر فيها تلك المعاني (3)، ولما كان العالم أجمع إنما خلقه الله تعالى ليظهر سبحانه ببدائع إبداع صنعه، وغرائب حكمته وعجائب قدرته، وظهوره إما لنفسه فاعلا مختارا، أو لخلقه ربا معبودا قهارا (4)، اقتضت إرادته الأزلية تعيين حقيقة كاملة قابلة لكمال تجليه وظهور معانيه، فكانت تلك الحقيقة المختارة لحضرته: هي حقيقة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
اقتضت تلك الحقيقة في حضرة العلم مقتضياتها التي بها تكون سدرة منتهى علوم الخلائق المغشية بكمال ظهور المعاني - معاني الأسماء الربانية - ومظهرا أكمل لكمال المعاني المناسبة لحضرة الألوهة من العبودة والعبودية والعبادة، روحا وعقلا وجسما وحسا، ومقتضيات تلك الحقيقة ظهور:
(أ) عالم يطيع فلا يعصي، وهو ثلاثة أنواع:
1- أعلى عليين وهم الآلهون المهيمون بجلال الله فوق عمار سمواته.
2- وعالون وهم الحافون بعرش الرحمن وهم الكروبيون.
3- وعمار السموات وملكوت الأرض: وهم الملائكة المقربون.
(ب) ونوع يعصى ولا يطيع: وهم المردة وشياطين الجن.
(ج) واقتضى الكمال الربانى أن تكون حقيقة أخرى قابلة للطاعة والمعصية، ليتم ظهور معانى الصفات، فخلق سبحانه آدم ورفعه على الملائكة، قال تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) وآدم علم الملائكة بعض الأسماء، فكان آدم محيطا بكل الأسماء، والملائكة في حاجة إلى تعلم بعضا منه (أنبئهم بأسمائهم) ظهر مقتضى إرادة الله في تلك الحقيقة، فأطاع آدم وعصى قال تعالى: (وعصى آدم ربه فغوى) إبرازاً لسر الإرادة وإظهاراً لتجلى الاسم التواب، الغفور العفو، وتنبيهاً لأولاده من بعده أن يسرعوا بالتوبة إذا أخطأوا، فانبلحت حقيقة إرادة الله تعالى في إظهار آدم.
افتتح سبحانه وتعالى إبراز تلك الحقائق بآدم، ليكاشف من اجتباهم بحقيقة نشأتهم الأولى أنها من أركان الوجود: التراب والماء والهواء والنار. فيعلم الإنسان نشأته الأولى فيقف موقف العبد خشوعا لربه، ولذلك فالله تعالى كرر تلك الحقيقة في القرآن أكثر مما كرر غيرها، وهي الدواء الأخير لمرض الشرك المنزل منزلة الكى في المرض العضال (5)، فكم قال الله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين) فأثبت أن نشأة الإنسان الأولى من طين أو ماء مهين، يستحضر عند إسباغ آلاء الله عليه رتبته الأولى، شاكرا الله على جزيل نعماه.
وإنى أبين لك في هذه العجالة ما يمكن أن يحيط به عبد ووجه بأنوار تلك المكانة المحمدية على قدره لا على قدر مكانتها من الله قال سبحانه: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).
خلق الله نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم من نوره: فهو العقل الأول الذي نظر الله إليه بدءاً وخلق لأجله العالم أجمع، وتجلى فيه تجليا عاما حتى شوهدت تلك الأنوار القدسية لأعلى عليين ولعالين، وللملائكة عمار ملكوت الله تعالى، فكان آدم مظهرا لشهود تلك المعانى للملائكة، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المظهر الأكمل لشهود تلك الغيوب القدسية للعالم الروحانى العالى والأعلى، وبتلك الجمالات نفسها زُجَّ به في نور القدس، ووقف جبريل الذي هو الروح الأمين دون سدرته المحمدية قائلا: لو تقدمتُ لاحترقت. واثق الله الرسل بدءا له صلى الله عليه وآله وسلم فكان المواثِق بكسر الثاء هو الله، والمواثَق بفتح الثاء: حقائق الرسل صلوات الله عليهم، فأشهدهم سبحانه وتعالى ظهوره حقا في حقيقة حبيبه ومصطفاه، ليلحظوا بالعيون التي وهبها لهم محاب الله ومراضيه فيما تقتضيه تلك الحقيقة، فصارت بكمال الاستحضار معالم بين أعينهم في طورهم الدنيوى، يمثلونها للأمم، ويرسمون صورتها على جواهر نفوس العالم، وتشرق بهم شمسه صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يخل سفر من الأسفار من لدن آدم إلى عيسى عليهم الصلاة والسلام إلا وتجمل بذكر اسمه، والحث على اتباعه والتوسل إلى الله تعالى بجاهه، كتم ذلك أعداء الحق من أهل الكتاب، ولكن القرآن الكريم بين لنا ذلك جليا.
قام الله لحبيبه بدءا، وأقام حبيبه مقامه ختما فقال سبحانه: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) فانظر بعين روحك، واصغ بآذانها، احجب عن أذن حسك وعقلك فإن المقام فوق العقول، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله الفضل العظيم.
بعث الله الرسل قبله بما لا بد لأهل كل زمان من الكمالات التي بها يكون الناس في أمن وأمان، وعلم بما يجب عليهم، حتى تم الدور وتأهل الناس للكمال المطلق، فأشرقت تلك الشمس الكلية بكل الكمالات التي منحها الله للرسل منه صلى الله عليه وآله وسلم، فكان ما جاء به الرسل قبله كمالات نابوا في تبليغها عنه، وهو صلى الله عليه وآله وسلم أصل تلك الكمالات، فلما أشرقت شمسه، أشرقت بالكمال المطلق الذي يدل عليه قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
وقد أنزل الله تعالى أمة حبيبه ومصطفاه منزلة الرسل في كل مقاماتهم:
فكأنه قال للرسل: اعملوا ولا حرج لعصمتهم، وقال لنا: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) وأثبت للرسل الشهادة على الناس يوم القيامة وأثبتها لنا: (لتكونوا شهداء على الناس) وواثق الرسل له صلى الله عليه وآله وسلم، وأثبت أنه بايعنا بنفسه، وبين للرسل بطريق الوحى وأبقى فينا هذا المقام مقام البيان: (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) وأثبت الخيرية للرسل وأثبتها لنا.
انظر بعين عقلك لما أقول، فإن إثبات الخيرية للرسل بالوحى وإثباتها لنا بطريق الإلهام قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وهي وظيفة الرسل، فكما أقامهم صلوات اللهم عليهم مقامه صلى الله عليه وآله وسلم، أقامنا نحن مقامهصلى الله عليه وآله وسلم.
انتسخت شرائع الرسل وشريعته باقية لم تنسخ ولن تنسخ إن شاء الله تعالى، وهذا يدل على بقائه محفوظا فينا، ونعوذ بالله من زمان نفقد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيانا وتعليما وعملا وحالا، قال سبحانه: (واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم) وقال الله سبحانه وتعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) فأشار بالموت أو القتل إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم (6)، وقال في مقام حفظه فينا: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
خلق الله العالم لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وخلق سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم لله لأنه مراده المحبوب الذي هو مظهر كمال ظهور صفاته العلية، والحقيقة الظاهرة الجلية المجملة بمحابه ومراضيه، من الأعمال التي أرادها لنفسه وأمر خلقه يعملها.
أرسله الله رحمة للعالمين، ونعمة، لأنه رحم الحس بما أباحه له من النظر والسمع والشم والذوق واللمس والتمتع بنعم الله من مسرات الملك والملكوت، ولم يكن ذلك قبله صلى الله عليه وآله وسلم لنبى ولا لولى.
رحم الجسم صلى الله عليه وآله وسلم بما متعه الله به من الزينة والرياش، والتنعم بالمشتهيات المباحة شرعا والجزاء عليها إذا استعملها العبد بطريق الرعاية، قال سبحانه: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده من الطيبات من الرزق)
رحم العقل صلوات الله عليه لأنه جعله السلطان الفاعل في الهيكل الإنسانى وأمر بالاقتداء به، والنظر به في كل الحقائق، فأظهر العقل سر تسخير ما في السموات وما في الأرض للإنسان وذلت الحقائق كلها أمام الإنسان بعد أن كان يعبد الأنهار ويقدس البهائم والأناسىّ (7)، فظفر العقل بنهاية بغيته به صلى الله عليه وآله وسلم، وتلك الحقائق جلية، إذ قبله صلى الله عليه وآله وسلم كان العقل مملوكا للشهوة والحظ والهوى، فكان الإنسان يعبد الحجر ويذل له، حتى بلغت عزة المسلم الذي خرج من الجاهلية العمياء أن يطأ ربه الذي كان يعبده بنعله، وكم من جاهلى أسلم فكسر الصندوق إذلالا له وإعزازا للحق، وكثير منهم أخذ قطع الأصنام فجعلها توضع في المراحيض.
رحم الروح صلوات الله وسلامه عليه، بما أنعم الله به عليها من شهود آياته الجلية في الكائنات، وأنواره الدالة على وحدانيته في الآثار، ومن سياحتها في ملكوته الأعلى، ومن إشرافها إذا كملت على قدس عزته وجبروته.
رحم الملائكة وعالين وأعلى عليين بما جمل الله به المسلمين من معانى رضوانه وعفوه، وغفرانه وقبوله ومواجهته، وأهل حظائر الملك يؤنسهم ويسرهم رضا مولاهم.
رحم العالم الحيوانى والنباتى بما أودعه من الرحمة في قلوب المسلمين الذين يستعملون تلك الأنواع.
فصدق الله العظيم: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
جمل الله حبيبه بأسمائه الحسنى ولم يجمل أحدا بهذا الجمال أبدا، فقال: (حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)
وأكمل له الجمال، بأن منحه كل أخلاقه الإلهية قال سبحانه" (وإنك لعلى خلق عظيم) بإضافة خلق إلى عظيم، يعنى لعلى خلق الله تعالى.
أثبت له الشفاعة العظمى إثباتا جليا بينا بقوله: (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) وكلنا يفهم أنه رحمه الله العامة، ومن منحه الله تلك الرحمة لا يكون أنسه ومؤمن في النار يعذب، ومعنى أنه لا يخزيه سبحانه يقتضى أن يكون له طلب وأمل ومقصد، وطلب هذا السيد العظيم صلى الله عليه وآله وسلم نجاة العالم الإسلامى في هذا الموطن.
رفعه الله تعالى رفعة لم يرفعها أحدا أبدا، فأقامه مقاما من الرفعة التي تناسب كمال الألوهية يجعل العالم أجمع يحمدونه والحمد في الحقيقة لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى قال: (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا) والمقام المحمود كما بينه العارف بعيون الكشف أن يجلسه فوق العرش ويقول: يا محمد، أنا منزه عن الجسم وغنى عن المكان، فاجلس هنا ليعلم الناس مقدار منزلتك عندى، ولديها يحمده العالم أجمع، وهو المقام المحمود.
جمل الله الرسل من جماله وقد ظفرنا والحمد لله بنسبتنا إليه مباشرة، فنحن أمته، وهو رسول الله إلينا، وبه شرفنا وفضلنا، وإن قصرت أعمارنا وقلت أعمالنا، وقد أظهر الله سر قوله التالى للملائكة: (إني أعلم ما لا تعلمون) فينا نحن أمته صلى الله عليه وآله وسلم، حيث وفقنا لطاعته، وأشهدنا خفى مشاهد التوحيد، فنحن نصلى ونستغفر كما أمرنا صلى الله عليه وآله وسلم، والملائكة أثبتوا لأنفسهم التسبيح والتقديس: (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) ونحن نخشى من نسبة القربات إلينا فنستغفر الله منها إقرارا بأنه الفاعل المختار، وأنه تفضل علينا فوفقنا لما يحبه. فله المنة والشكر في أن أقامنا مقام محابه ومراضيه، ونسب إلينا ما خلقه لنا، فنخشى أن نغفل عن هذا المشهد فنستغفر الله تعالى رجوعا إليه، وطلبا منه أن يستر علينا نقائصنا وجهلنا، ولم يكن ذلك للملائكة، وهذا المقام من المقامات التي لا ينزل فيها إلا خاصة أحبابه من المقربين فوق أهل اليمين، لم يكن ذلك بجهودنا، ولا يكدنا، ولكن ذلك فضل الله علينا بحبيبه وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
تلك النعم يا أخى لا تقتضى بطرا وكفرا، ولكنها تقتضى ذلا وشكرا، فاستحضر نشأتك الأولى، وانظر إلى ما تفضل به الله عليك بانتسابك إلى هذا السيد العظيم صلى الله عليه وآله وسلم، وقف موقف الحيرة عجزا عن حصر الآلاء، والدهشة قصورا عن عد النعماء، ثم انظر إلى هذا السيد بالعين التي تليق بما خوّلك الله لتعلم مقدار فضل الله عليك ولتذكر نعمة الله، قال تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم) يعنى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم.
والشكر يا أخى في هذا المقام كمال اتباعه صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تعجب يا أخى، فاتباعه صلى الله عليه وآله وسلم واجب لكلماته، ولأنه شكر للمنعم، ولكن الله تفضل علينا باتباعنا له فجعلنا محبوبين له.
إن التاجر الكيس يترك النوم والراحة لربح قليل يزول بموته، وربما كان لا ينفعه، فكيف بك أيها العاقل وأنت باتباعك له صلى الله عليه وآله وسلم تمنح مسرات حسك ونعيم جسمك وبغية عقلك وطَلْبَةَ روحك في الدارين وتظفر بمحبة الله تعالى التي ترخص في سبيلها الجنة ونعيمها؟!!.
اعجب يا أخى كل العجب من رجل يعمل الخير لنفسه، ليظفر بالحسنيين بتوفيق الله ومعونته، ثم ينسب الله إليه ما أعانه على فعله كأنه أوجده وأبدعه، ثم يمن عليه بمحبته جل جلاله كل ذلك بسبب اتباعه له صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وسلم، فما أخف ما أمرنا به وأسهله، وما أعظم وأجمل وأكمل ما تفضل به علينا، فشفى والله عبد عبد هواه، ولم يتبع رسول الله. أسأل الله سبحانه أن يوفقنا لكمال اتباعه، وأن يمنحنا الإخلاص، وأن يفنينا عن شهود الإخلاص في أعمالنا حتى لا يكون بيننا وبينه بين يحجبنا عن شهود جماله الظاهر وإحسانه الوافر، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.
على القدس هل أشرفت في حالة الصفا * فواجهنى المحبوب طه المصطفى
مواجهة الزلفى أم الشمس أشرقت * فلاح الجميل الحق جهراً بلا خفا
وهل أنا في حال اتحاد به أنا * بكونى أم قد عدت للبدء منصفا
فإن كان ما للروح بدءا يرى لها * ورسمى صلصال بهاوية الجفا
تحيط بى الآثار من كل وجهتى * وتجلى لى الأنوار والكون قد عفا
أليجى أيا روحى الحقائق لى عسى * أشاهد غيب الغيب في حالة الوفا
أرى ساطع الأنوار من غير حجبة * وفى الكون ناسوتى من الرين ما صفا
تجردت فيما قد تراءى لناظرى * أبا الروح أشهده وحسى قد اختفى
فهل نفذت روحى إلى الأفق العلى * ورسمى في السور المحيط وما اقتفى
أم الكوكب الدرى أشرق نوره * أضاء معاليمى فصح لى الصفا
نعم أشرقت شمس الربيع مضيئة * تدبر لنا راحا طهورا وقرقفا
أذكرى ببشرى أم ضيا الوجه لاح لى * فستر ناسوتى وقد كنت خائفا
أم الفرد في الذكرى تنزل منعما * على من صفوا بالقرب فضل الإصطفا
أبا سيدى الذكرى تجدد نشوتى * فكن سيدى بالفضل والوصل مسعفا
فأيام ذكرى مولد المصطفى بها * بلوغ الأمانى أَحْىِ هذا الدَنِفَا
أيا سيدى نيل الرضا منك بغيتى * وأنت غياثى أحى صَبّا شغِفا


"الطَهور المُدار على قلوب الأبرار"
الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم
الطريقة العزمية بمصر والعالم الإسلامي
_______________________________________
(1) خاتم الرسل في عالم الأجساد والأشباح، وأولهم في عالم الأرواح لأن الله افتتح به الوجود، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (وجعلني فاتحاً خاتما).
(2) أول الإرادة تتجلى في آخر العمل، فالله أراد أن يظهر ظهوراً كاملاً بأسمائه وصفاته وذاته، فكان ظهوره بأسمائه بالتدريج في الأنبياء والرسل، حتى ظهر بذاته في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله).
(3) معاني الأسماء والصفات كانت غيباً باطناً لا يظهر، ولكن كمالها في الظهور بلا شك، وظهورها: في المرائي، فالسماء مجلى لاسم الرافع والواسع، والأرض مجلى لاسم الباسط، والجبال مجلى لاسم المتين، والربيع مجلى لاسم البديع، وهكذا كل مخلوق مظهر لاسم أو اسمين، ولكن الإنسان مظهر للأسماء كلها (وعلم آدم الأسماء كلها) الحي والسميع والبصير والمتكلم (وكلم الله موسى تكليما) والعليم والحكيم والقدير الخ.
(4) فالظهور لاثنين، له ولغيره، رؤية وإراءة، قال تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق . أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) سنريهم:إراءة، على كل شيء شهيد: رؤية.
(5) العلاج الأخير لمرض الشرك هو شهود الحقيقة، وهي أنك عدم لا وجود لك إلا وجود معلق على ظهور الله فيك، فالعناصر الأربع التي يتكون منها جسم الإنسان عبارة عن جماد لا قيمة له، وما زاد على هذا نفخة علوية هي الحقيقة الروحانية التي تتجلى فيها الأسماء والصفات.
(6) أي بصفته الشخصية وليس بصفته رسول الله.
(7) الإنسان موجود على الأرض منذ آلاف السنين، ولكن النقلة الحضارية التي نحن فيها الآن لم تنبت بذرتها إلا بظهور البعثة المحمدية بما تحمله من نور وتعاليم لم تعرفها البشرية من قبل، كالحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان وتكريمه والحث على العلم والنظر في السماء والأرض واستخراج كنوزها ووالوعي بتسخير الكون للإنسان وأن الإنسان هو السيد وكل ما عداه مسخّر له، هذا الإدراك وهذا الوعي لم يكن ملكاً للبشرية من قبل رسول الله، وهذه القيم لم تظهر في العالم إلا من خلال القرآن الكريم وكلام النبي صلى اله عليه وآله وسلم، والأهم من هذا نشر تلك التعاليم في العالم القديم حتى وصلت إلى الأندلس (إسبانيا والبرتغال حالياً) فتلقت أوروبا شعلة الحضارة الإسلامية وفَوْرتها وشبابها حتى تبلورت وتجلت في الثورة الفرنسية ثم عصر النهضة والثورة الصناعية، وهذا الأمر تكتمه أوروبا ولا تبوح به لأن الفضل سيعود إلى الإسلام في النهاية، ولكن أقر به كثير من منصفي المستشرقين وفضلائهم، مثل جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب، والألمانية الفاضلة زيغريد هونكة في رائعتها (شمس العرب تسطع على الغرب) وكارن آرمسترونج في كل كتبها، وكثيرون غيرهم.. ولكن تبقى هذه الإعترافات حبيسة بطون الكتب، لأن الإتجاه العام هو الحفاظ على المصالح الغربية وصورة الرجل الغربي الذي صنع نفسه بنفسه دون تدخل أجنبي لا سيما لو كان من جهة تعتبرها أوروبا خصماً حضارياً طردته من إسبانياً أيام محاكم التفتيش (ابحث على جوجل عن العرب الموريسكيين) بدلاً من أن تشكره وتقر له بالفضل والجميل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا