الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النازية العربية ،إلى متى؟
محسن عزالدين البكري
2021 / 3 / 19المجتمع المدني
في زمن أصبحت فيه الشعوب تستحي من ماضيها ذو الفكر النازي، لازالت الشعوب العربية تتعامل بنفس الفكرة النازية وإن اختلفت المسميات ، في العصر الأفضل من بين عصور التاريخ،عصر التكنولوجيا،والمجتمعات المدنية ،والتسابق نحو الفضاء والكون الخارجي؛ عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي إلا أننا نجد تلك المواقع مزدحمة بالكثير من الأعضاء الأثرية ،بالكثير من الروائح الكريهة والأغرب من هذا أنها مقبولة جداً وبمباركة الكثير والكثير، بل أقرب إلى شبه الإجماع في بعض الشعوب العربية،في الوقت الذي يتسابق فيه العالم إلى الأمام ،،يتسابق المواطن العربي وخصوصا في الدول الأقرب الى البداوة من الحضر والمدنية،يتسابقون إلى الخلف !!!!!ستجد أن الكثير من تلك الشعوب تبحث بين فتات الأوراق التليدة، لتجد قصاصة يكتب فيها نسب القبيلة أو تلك ،مع أنك ستجد في كثير من الأحوال أن تلك القصاصة تحوي عقد لبيع أو شراء إصطبل أو حضيرة أغنام،،تجد أن ذلك الثري أو الميسور يصرف الكثير من الأموال ليثبت أنه الأحق باسم القبيلة من الآخرين، ويمضي السنوات بدلاً من أن يطور من تجارته، أو يصرف على أبنه لمواصلة التعليم الجامعي،يصرف أمواله في قضية النسب ،والأسخف من هذا كله هو ذلك القاضي الذي يفتح المحكمة ليستقبل قضية من هذا النوع ،والأطم والأسخف والأكثر حمقا وسخفا هو إنشغال الغالبية الكبرى من الناس في مجالسهم بالحديث عن هكذا تفاهات، منشغلون في مواقع التواصل بتغريدة ، لأحمق ومتابعون أكثر حمقا من أن تلك البلد هي أصل العرب أو ليست كذلك ،منشغلون بتغريدات التشهير بأن ذاك الشخص جد خال اخت عمت أمه من أصل شركسي أو هندي أو إيراني، بل ماهو اشد سخفا من أن جد جده حداد أو صائغ أو صانع أو غير قبيلي، في الكثير من الشعوب الأقرب للبداوة ، تجد عبارات -طرش البحر-وقبيلة فلان وعلان لدرجة أنك لن تستطيع تمييز الآف الأشخاص يحملون نفس الإسم ،لماذا ،لأنه بدل أن يذكر وينتسب بأسم الأسرة الأصغر أو المدينة أو القرية التي ينتمي اليها،،يريد أن يتعلق باسم قبيلة عابره للبر والبحر،،وحتى أن فكرنا بعقليتهم فالكثير لن ينتمي اليها،،فكل مدينة وقرية وحتى قبيلة قد حدثت فيها الكثير من الهجرات منها وإليها، وقد ضاعت القصة ،وما عليك إلا أن تسمي نفسك باسم المدينة أو القرية أو البلاد التي تعيش فيها،فقط لتعرف من أنت وليميز اسمك من بين ملايين البشر،، الأطم من هذا كله أن أسراً لها مئات السنين ،في منطقة ولا يزال يذكر بانها ليست من أصل البلاد وأن جد جد جد جد جدها من العرق الفلاني او البلد الفلاني،،ليست القضية هذه، ولكن القضية هي في التعيير بهذه القصة، وعلى المقابل تجد سخفا من الطرف الآخر لمحاولة إنكار ذلك وإثبات العكس ،أحد أشكال النازية واكثرها ايلاما وانتهاكا هي تلك التي تنتهك حقوق العامل والوافد من دولة أخرى ،فالوافد والعامل الذي يأتي من بلد آخر ولو كان حدوديا أو قريبا من تلك البلاد، هو ليس الا نوع من كائن شبه بشري ،-حسب العقلية النازية العربية ،هذا الكائن ليس له ادنى قدر من الاحترام والكرامة،مع أن مثل تلك الافعال قد تصدر من متزمتين في دول غير البلاد العربية،لكن السلطات والقانون والرأي العام ضدها،بينما هنا تتم بمباركة الرأي العام والقانون والسلطة، وما على الوافد إلا أن يسكت ويتحمل ،لأنه إذا وصل للسلطة فسيلقى إهانه أكبر وقد يكون عليه أن يستعد لكفين تطن منها أسنانه ويرعف أنفه من أول ضابط أو عسكري يلتقي به في مخفر الشرطة،بدون أي خطأ منه وقد يكون أكثر نبلا وعلما،وليس له أي ذنب،وذنبه الوحيد هو أنه من خارج البلد وجريمته هي كيف يتجرأ ان يتكلم أمام ابن البلد، بل العقلية النازية تجدهم يعلمونها أبناؤهم فالخادمة كم يسمونها ،وإلا فمن الأفضل أن نسميها مربية،هذه الإنسانة هي كائن لا يتألم من الإهانه ولا من البرد ولا من الجوع،وتجد الصبي الذي لا يعدو أن بدأ ينطق ثلاث كلمات يبدأ مشواره النازي ؛بإهانة الخادمة وبقية العاملين حسب رأيهم الأقل كرامة، كالسائق والبستاني، وحتى تصل القصة بالصبيان لأهانة كل وافد يمشي بالشارع أو يعمل ببقالة، أو غيرها وليس بمقدوره أن يرد، ولا تجد من بين كل المتواجدين في الشارع أي ذرة من إنسانية، لينصح على الأقل هؤلاء الصبية، بأن هذا العمل خاطئ ، بمعنى أنها تتم بمباركة الرأي العام، وهي ثقافة متأصلة،بعكس الحوادث الشاذه في العالم ، حيث تلاقي مثل هذه الأعمال استنكارا من الرأي العام، ومن القانون والسلطة والصحافة . بل أحيانا تجده قد حمل جنسية ذاك البلد ولكنه لا يزال في مستوى أدنى ،وربما مرت عشرات أو مئات السنين وهو متواجد ومولود في نفس البلد ولكنه محتقر، بينما يطلقون على دول العالم انها بلاد الفساد ،في حين تحصل على الجنسية الأمريكية أو غيرها من البلدان المنعوته بنعت الفساد وأنت لم تمكث سوى خمس أو عشر سنوات ، أحد أشكال النازية العربية هي إحتقار الأسم المهني لهذه الإسرة أو تلك ،وتقسيم المجتمع لبشر منفردين بالمواصفات ،وبشر دون البشر الآخرين،والأكثر من هذا هو صراع الطبقة المهضومة لتغيير الأسم ، أو الخجل منه بينما كل شعوب ألارض وحضاراتها الحالية تهتم أيما اهتمام بالمهنيين من حدادين ونجارين وخياطين ومطرزين وغيرها من المهن، وهذا يأتي ليتعلق بأي إسم ،لا يدري أن الحدادة أو النجارة أو الصياغة أو الصناعة ،تصور أن كلمة صانع هي كلمة معيبة في الفكر النازي العربي،،بينما يحتاج الصانع أو الحرفي عشرات السنين ليتقن الحرفة،نجد شيخ القبيلة أمامه أسبوع من الركل والنطح ليصبح شيخا للقبيلة،،هذه الأفكار تجدها كثيرا في الشعوب العربية الأقرب للبداوة من الحظر، حتى إن بنت مدنا وناطحات سحاب ،،الى أنها مع الفكر البدوي ، القبلي ، الغاطس في أعماق مستنقعات الجهل ،هي أشبه بنجفة معلقة في إصطبل، وكلما اقتربنا من المدنية اقتربنا من الإنسانية والإخلاق.
ربما يصعب فهم علاقة النازية بما ذكرت أعلاه ؛لكن دعنا نلقي نظرة على فكرة النازية التي حاربها العالم منذ أكثر من سبعين عاما، ستجد أنها نفسها
في الفكر النازي،يجعل النازيون العرق الآري عرق متميز وفريد من نوعة ،وان بقية الاعراق هي دون العرق الآري. وتعتقد بعلوّ اجناس بشرية معينة على أجناس أخرى. وآمنت بقمع وحتى بإبادة الأعراق الدنيا، وبالمقابل الحفاظ على "طهر" الأعراق العليا.
وقد عبّر هتلر عن فكرة العرق بقوله في كتاب «كفاحي»: «إن الشعوب التي تتخلى عن الحفاظ على نقاوة عرقها تعدل في الوقت نفسه عن و حدة روحها…».
أليست نفس المبادئ مع أختلاف أننا لانملك مثل القوة العسكرية التي أمتلكها النازيون، وبرغم أنها أحيانا تتاح ويحصل مثلما حصل مع الايزيدين في العراق، ولو أنها لا تصل الى مرحلة التصفية الجسدية،لكنها تمارس يوميا بشكلين أضطهاد نفسي،وبالمقابل سخف الطبقات الأخرى التي تسعى لتغيير مسمياتها وأنسابها ،وارهاق أنفسهم وبذل أموالهم في محاولة التخلي عن الاسم،بينما كان الأولى هو تنمية واستثمار أموالهم في اتجاهات أفضل، وقد تجد منهم من يعاني من الفقر ولكنه لا يتنازل أن يعمل بوضيفة من الوضائف المحتقرة في المجتمعات تلك، واحيانا تتخلي تلك الطبقات التي تقتنع بفكرة أنها أدنى عن حقها في الوصول للوضائف المحتكرة على الطبقات الاعلى، ولا تفكر فيها،،ومن سخف العقلية النازية العربية أن تجد إنسانا مثقفا متعلما ناجحا،ولكن المجتمع يقول هو أصله كذا وكذا ،من باب التنقيص من مكانته ، مع تواجد الكفاءة والعلم والنجاح في هذا الشخص.
أ/محسن عزالدين البكري
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لقاءات الجزيرة الجماهيرية من ولاية تكساس.. تأثير وجود المهاج
.. كواليس مؤتمر رئيس الوزراء ووكيل الأمم المتحدة على هامش -الم
.. تجمعات لخيام النازحين في حلفا الجديدة بولاية كسلا في السودان
.. اعتقال ضابط إسرائيلي بإطار قضية التسريبات الأمنية.. ما التفا
.. هاريس وترامب يحاولان استقطاب الأقليات في ولاية ويسكونسن