الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوال السعداوي، كيف أرثيها وهي أول الوعي؟

بلقيس حميد حسن

2021 / 3 / 23
المجتمع المدني


كيف أرثيها وهي أول الوعي؟
كيف وهي أول إحساسي الشجاع بأنوثتي التي أفتخر بها، وأول كلمات التمرد على البالي واللاانساني والمنحط.؟
كيف ارثي مرآتي لجمالي وحبي للحياة والتوق لعالم أكثر عدلاً ؟
كيف أرثي من كونت عقليتي الثائرة على الظلم؟ وكيف أرثي ماسرى بعروقي بكل سنوات عمري، فكان جزءً من شخصيتي، بقوتها ومنعتها أمام الظلام ودروبه الضيقة المؤدية الى التراجع والقبول بالانسحاق وأقنعة المسخ كما الجواري والخادمات.
كيف أرثي من جعلني ألمس عرشي وأرى ملوكيتي الجميلة وسيادة روحي برقة وحنان وليست باستبداد وقسوة وتعدٍ.
كيف أرثي نضالي، ومواقفي الحقّة مع الفقراء والمظلومين، وبذرة العدالة التي زرعتها في عقلي تلك المرأة العظيمة المتحدية حين رجموها كالأنبياء؟
كيف أرثيها بعد عمر من القهر ،والعطاء ،والفكر، والتضحيات، والغربة؟
كيف أرثي الزهد بالشهرة والجوائز ،والتقرب الى السلاطين والرؤساء ،وأصحاب النفوذ والمال؟كيف أرثي دماثة الروح والخلق، والابتسامة الباقية رغم السنين العجاف؟
كيف أرثي الطفولة، والمراهقة، وارتجاف القلم، والفكر، والبدء ونقطة الصفر ؟
كيف أرثي حمّالة الوجع والمعاناة، والقضية الكبرى، والتحدي اللامتناهي ؟
كيف أرثي تمازج الأدب، بالسياسة، بالفكر، بالطب، بالوطنية، بالقومية، بالأممية، بالروح الانسانية، بالعالم ؟
وهل يرثى العالم؟
كيف أرثي السهل الممتنع بصعب القيم، والعلوم ،والافكار ، وديمومة العقل البشري ولذة الحياة؟
ليس الوجع الذي يمسك قلمي ولساني، وليس هو الحسرة من الفقدان ، فالفقيدة
الدكتورة نوال السعداوي حاضرة أبدا بكل ما أعطت، وكتبت ،وناضلت ولن تغيب أبداً.
قصص كثيرة هي ، وروايات لاتنتهي هي ، ومسلسلات وأفلامٌ وكتبٌ للتحدي والوطنية والعطاء الانساني هي، ودروس لا طائل لها من البذل ،والتعلم ،والرسم بالعقول والقلوب والأرواح هي.
مثلها لا يرثى بل يستشهد به وبعقله وبحياته أبد الدهر
عذرا لحزني الكبير وتشظي أفكاري ياروح معلمتنا الأولى في النضال
يامن تهجينا على يديك خطواتنا الأولى منذ المدرسة حتى شغف الحياة بكل تفاصيلها الى بلوغنا الزهد معك أنت، ومع فكرك النبيل الذي لم يقف عند منعطف إلا لأرقى مما كان ..
كيف أرثي الدكتورة المناضلة الأديبة، المفكرة نوال السعداوي ، فمثلها لاترثى ولا تذرف عليها الدموع، إنما نطلق لها صرخة وعد بأن الدرب الذي حفرته بالألم والحرمان والتضحيات لن ينتهي، لأننا عليه نسير ونحلم بغد أجمل للبشر، وبمعاناة أقل للإنسان، وتباً للدموع حين تهمل وتنسى عرش عظمتها فتبرق على خجل منا لنعود نبكي كما تبكي الأطفال الأمهات وقت الشدة والفقد.. 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق