الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى الطيبين الغافلين

عمر عتيق
أستاذ جامعي

(Omar Ateeq)

2021 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شتموا المعري ولم يسمعوا له بيتا واحدا من الشعر. واتهموا طه حسين ولم يقرؤوا سطرا واحد من كتبه. وكفروا حامد ابو زيد. وهاجموا محمد شحرور وغيرهم.... واليوم يشتمون نوال السعداوي في يوم رحيلها دون أن يقرؤوا لها كتابا. وفي المقابل يسكتون عن خرافات واساطير وردت في بعض كتب التفسير. هل يعرف هؤلاء أن أصحاب الفكر السلفي يقولون إن الحديث النبوي يلغي حكم آية في القرآن الكريم؛؟؟ هذا مثال فقط
فراعنة وعبيد
فئة من المثقفين الذين لا يشك في ثقافتهم وعلمهم ويعرفون ما يجهله كثير من الناس. ولكن هذه الفئة المثقفة جدا تتوهم انها تملك الحقيقة المطلقة الواحدة الوحيدة المقدسة التي لا يأتيها الباطل. هذه الفئة المثقفة جدا تملك مهارات عليا في قمع الأفكار المخالفة لها واضطهاد المجددين المجتهدين المغردين خارج السرب خشية المساس بالحقيقة المطلقة الواحدة الوحيدة. ستبقى هذه الفئة المثقفة جدا تقف على مسرح الثقافة مادام جمهور المتابعين المشاهدين المستمعين يصفقون لهم حتى (تحمر) أيديهم من التصفيق. ولا اعرف صلة قرابة بين تلك الفئة المثقفة جدا سليلة الفراعنة وتلك الفئة التي تتخذ من التصفيق عبادة لها سوى الطاعة العمياء وتقديس الأولياء . المهم أيها القارئ العزيز أن المثقف الحقيقي لا يزال يشق طريق الحقيقة النسبية وليست المطلقة في أجواء فرعونية وعبودية.

ثقافة التخدير ( الأبله والأحمق)
لا يوجد فرق جوهري بين تأثير المخدرات التي تغيب العقل والتفكير حينما يشعر المدمن انه يعيش في عالم خال من القلق والمسؤولية ومملوء بالنشوة فيبدو كالأبله الذي لا يشعر بما يحيط به ولا يفهم ما يجري حوله _ كما تصوره لنا الأفلام السينمائية _ وتأثير الأفكار الموروثة التي تعطل العقل والتفكير حينما يعتقد صاحبها ان أفكاره الموروثة أو المسموعة تعفيه من السؤال عن الأسباب والعلل والبحث عن علاقة السبب بالنتيجة. هؤلاء الذين يجدون قناعة بما قيل لهم لا نسمعهم يقولون : لماذا؟ وكيف؟ ربنا يظنون أن السؤال مفتاح جهنم.... فإن سألتهم عن سبب او علة او كيفية أو دليل يقولون : سمعنا وقيل لنا وهل نحن اعرف واعلم من فلان بن فلان بن علان. فالمدمن ابله والثاني أحمق.

اعتراف
لأنني قبلت أن أكون في هذا الفضاء الافتراضي فمن المألوف أن أقرأ الخرافات والأفكار الإبداعية. وأن ترى عيناي ما تكره وما تحب. وأن أسمع دون قصد جاهلا يناقش عالما. وعالما يسكت في ضوضاء المغفلين. وان اقرأ دون قصد أيضا آراء بصيرة وعمياء وصادقة ومنافقة. وان اقرا نصا رائعا يتبعه إعلان تجاري لحذاء فاخر. ونصحا وإرشادا من أشخاص يكتبون علنا وفي رسائلهم الخاصة يتحرشون بالجميلات. ومن المألوف أيضا أن يكون لصورة حسناء حظ أكثر من مقدمة ابن خلدون وعيون الشعر العربي. ولا يحق لي ان اعترض على المنشورات المسروقة من هنا وهناك. واجد نفسي اتنازل عن حقي حينما يتطاول الأقزام لأن إنسانيتنا علمتنا أن نسمو ونرتقي ونسير إلى الأمام... فقط إلى الأمام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشقيران: الإخوان منبع العنف في العالم.. والتنظيم اخترع جماع


.. البابا فرانسيس يلقي التحية على قادة مجموعة السبع ودول أخرى خ




.. عضو مجلس الشعب الأعلى المحامي مختار نوح يروي تجربته في تنظيم


.. كل الزوايا - كيف نتعامل مع الأضحية وفكرة حقوق الحيوان؟.. الش




.. كل الزوايا - الشيخ بلال خضر عضو مركز الأزهر للفتوى يشرح بطري