الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكراد الامبراطورية العثمانية (2)

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2021 / 3 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قد تُساعدنا العودة الى التأريخ، خطوة الى الوراء، لفهم طبيعة الشد والجذب الذي يجري حالياً بين أربيل والسليمانية من جهة وبين أربيل وبغداد من جهة أخرى، وقد تكون فصول من كتاب "أكراد الامبراطورية العثمانية" للدكتور جليلى جليل* - ترجمه الدكتور كاويس قفطان، الطبعة الأولى بغداد 1987، المصدر التأريخي الموثوق به لهذا الغرض. رغم بحثنا في محرك گوگل لم نهتدي الى ترجمة لهذا الكتاب الى العربية، لهذا سأقوم بهذه المهمة؛ وهي ترجمة فصول من هذا الكتاب الى العربية ونشرها في الحوار المتمدن:
*(رابطة المثقفين الكورد
16 يونيو 2018 ·
الدكتور جليلي جليل
الدكتور جليلي جاسمي جليل: عالم ومؤرخ وباحث كردي سوفيتي معروف، أصله من أكراد جمهورية أرمينيا السوفيتية، يعمل اليوم أستاذاً للكردولوجيا في جامعة فينا بالنمسا. وقد أسهم في نشر الكثير من الكتب وعشرات البحوث والدراسات الجادة المنشورة باللغات (الكردية والأرمنية والروسية)، وعمل على دراسة وتوثيق مراحل وأحداث مهمة من تأريخ الكرد الحديث، وفي تحقيق ونشر روائع التراث الإبداعي الشفاهي الكردي.)
الفصل الرابع (ص133- 159): نضال ميرمحمد لأجل توحيد كوردستان (القسم الثاني: (ص: 143 ـ 153).
هرع [ميرمحمد] بهمة ونشاط،، نحو بناء القلاع، القنوات والآسوار، تبطين الجداول، نصب الكثير من الجسور على الانهار، حيث نصب على نُهير( چوم) وحده 9 معابر، أشارحسين حوزني موكريانى، في كتابه أمثلة كثيرة من منجزات [ميرمحمد]، بالأخص مساعيه لتوحيد الاقاليم الكوردية التي كانت تحت حكمه. تحصينات فوق الارض على شاطئ (نهر بالك) و(روست)، (سسميلان)، (بالەكان)، (خليفان)، وتحصينات (گەلي على بەگ) و وأخرى كثيرة. يُظهر حسين حزنى موكرياني كيف أدهش بناء ونصب هذه الجسور من الناحية الفنية والهندسية الأوروپيون وأصبحت مثار إعجابهم وتثمينهم لها،؛ وثمن المهندسون الانگليز كثيرا هذه الجسور أيضاً. أما المقرات التي بناها [ميرمحمد] لنفسه وقادته منجزات لا تُمحى من ذاكرتهم.
حََصَنَ [ميرمحمد] مدينة (رواندوز) بصورة جيدة. أحاطها بجدارٍ عالٍ مُحْكم. بُنيتْ، حوالي روانوز قلاع للضباط محاطة بخنادق عميقة مملوءة بالمياة التي كانت تُزود بها من الأنهار. إستغرق بناء هذه القلاع ثلاثة سنوات حسب ما ذكره [أوكايا].
كان ممثل [ميرمحمد]، في جميع المدن والتجمعات السكانية الكبيرة، يتبوأ المركز الأعلى.، لأجل إحياء و تنشيط الحالة الاقتصادية في الامارة، حارب [ميرمحمد] بدون رحمة اللصوص؛ قطاع الطرق والمستهترين، شهد الرحالة الإنگليزي [فرايزەري] بأم عينيه الكثير من اللصوصية؛ السلب والسطو في الأقاليم الشرقية للإمبراطورية العثمانية، عندما يأتي هذا الرحالة للحديث عن (إمارة سوران) يقول: ((كان سطوة [مير محمد] سبباً في زوال ظاهرتي اللصوصية والتسليب)). عقوبات شديدة كانت بإنتظار اللصوص. المدانون بجرم السرقة، لأول مَرّة يُقطع أحد يديه أوأنفه، أو تُقلع إحدى عينيه. في حالة تكراره الجرم كانت العقوبات تشتد ويُعّوَقُون أكثر. ينهونه عن الوجود كليآً إذا لم تردعه العقوبتين السابقتين.
يُقال بأن [ميرمحمد] أمر، في إحدى المرات، قطع أحد أصابع أخ عزيز كثيراً على قلبه بسبب قطف رمانة واحدة من بستان رجل فقير. يروي [ ئەداي شير] كثيراً من الاحداث الغريبة، حول هذا الجانب، سمعها مِنْ مَنْ عاصروا حكم [ميرمحمد]: أحمدهم يقول(( في احد الأيام كنت ذاهباً من (شقلاوە) نحو (رواندوز) . كانت محفظة نقود مملؤه واقعة على الطريق، خوفاً من الا[ميرالآعور] [ ميرمحمد- توضيح ج.جليلي] لم أتجرأ على مد يدى إليها، كان معي برچنه من الفواكه لأقربائي وأصدقائي. ضاع مني برجنه تي. عند عودتي كانت المحفظة والبرچنه في مكانهما. لم يتجرأ أحد مد يده إليهما.))
عندها قلت له: طالما لم يكن أحد في المكان، لماذا لم تأخذ محفظة النقود معك.
أجابني بثقل: ((كان من المحتمل يراني أحد رجالا ت الا[مير] عندها كان يأخذني الى الپاشا لكي يصدر بدون تردد فرمان قطع رأسي.))
لا يُستبعد حصول مبالغات وإضافات كثيرة لهذه الروايات. ولكن محتواها يُظهر حقيقةً بأن [ميرمحمد] كان ساعياً لكي يعيش وطنه برغد. جهود [مير محمد ] هذه في محاربة ظاهرة السرقة والسطو لم تكن بدون نتيجة، كانت النتيجة تحرك ونمو الوضع الاقتصادي والتجاري للإمارة ونهضتها.
ليست لدينا معلومات كثيرة حول قانون تحصيل الضرائب في الإمارة، لذلك لانعرف، ومن الصعب معرفة، توجهات [مير محمد ] بهذا الصدد. لكن [الدكتور روس]* يروي خبراً غريبا جدا. يمكننا على ضوء هذا الخبر تثبيت واقع بأن الاقاليم التي كانت تحت هيمنة الپاشوات الأتراك كانت فارغة بسبب الضرائب وأخذ الخاوات (سه رانه) الكثيرة، بعكس المناطق التي كانت تحت هيمنة [مير محمد] ، عامرة بالسكان، والعيش الرغيد. يستمر، [روس] بالاضافة الى ذلك، بأن الأكراد الذين كانوا تحت سيطرة والي بغداد يعبرون في العلن عن إستيائهم من ممثل السلطان - والي بغداد. عندما يأتي [روس] الى إظهار ووصف حياة سكان هذا الإقليم يُظهر كيف كانوا يستقبلون بحرارة [بايز بگ] عم [مير محمد] ومعيته. في حين كان الأكراد الذين كانوا تحت الادارة التركية كانوا يحجمون عن إستقبال المسؤولين ويبتعدون عن أماكن تواجدهم.
الشق الثاني من السياسة الداخلية لمير محمد يتكون من :ـ
1- الحصول على إعتراف جيرانه بسلطته وإستقلاليته ودعمه.
2- توسيع حدود إمارته بحكم السلاح على حساب الأقاليم التي كانت إستقلاليتها غير ناجزة. تصاعدت حروب [مير محمد] وتوسعت مناوشاته مع مسؤولي المناطق الكوردية، في هذه المرحلة. بموازات ذلك كانت إستعدادات جيشى كل من تركيا وإيران تجري على قدم وساق وحدّة ضد [مير محمد].
في عام 1818 سمى [مير محمد] نفسه ب[مير منسور] وأعلن إستقلال إمارته. فتح هذا الإجراء الطريق أمام أعداء وخصوم [ مير محمد] لتحريض [السلطان محمود] ضده بهدف تلجيمه مطأ طأ الرأس.
قبل أن يتهيأ [السلطان محمود الثاني] هرع [مير محمد] لتوحيد بقية الأقاليم الكوردية تحت سلطته. ولم يكتفي [ميرمحمد] بالتوسع على حساب الأقاليم التي كانت عائدة لتركيا، والتي كانت عائدة الى إيران أيضاً.
ماذا كانت العوامل الداخلية والخارجية لتوسعات [مير محمد] والإعلان عن إمارة مستقلة؟
كانت الإمبراطورية العثمانية واقعة تحت تأثير دوامة سياسية حادة في نهاية أعوام العقد الثالث (20-30) من القرن التاسع عشر بعد خسارة تركيا في حربها مع روسيا، وقبل أن تتعافى من ذلك ظهرت مشكلة كبيرة في مصر، برئاسة [محمد على پاشا] والى مصر، هاجموا القوات التركية وانتصروا عليها، تحولت الى تهديد حقيقي ومخيف لوجود
الامبراطورية العثمانية. أدى ضعف السلطات المركزية الى فتح الطريق أمام [الولات]، خصوصاً [داود پاشا] في بغداد الى إعداد الخطط للإ ستقلال. ثَبَتَ [داود پاشا] أقدامه خلال فترة قصيرة ووسع نفوذه. وكان سبباً لمواجهته مع السلطان. كان هذا الشد والجذب والإنقسام بين والي بغداد والسلطان عاملاً مساعدآ جيدا ل[مير محمد] لنشر سلطته في المنطقة على حساب والي بغداد وتثبيت دعائمه.
كان إيران، في تلك الفترة، منهمكاً بسبب الصراع على العرش الشاهنشاهي. وحربه الطاحنة في خراسان.
بسبب تخبط الظروف الاقتصادية وفقدان السلطة المركزية في تركيا وإيران، كانت السكان الاكراد واقعة تحت ظروف قاسية ومريرة. غياب القانون، السرقة والسطو، الحروب الداخلية المتواصلة، كانت سبباً في ظهور أزمة داخلية عميقة وحادة . وكان هذا سبباً في عدم معارضة سكان المناطق المجاورة توسيع سلطة [مير محمد] ومقاومته.
كتب [ك. رولنسون ]، ممثل الإنگليز، حول فقر ومعاناة أكراد إيران، الذين تكلموا معه عن معاناتهم ما يلي:((نكدح كل يوم نبذل الجهود ونصب عرقاً ، نتيجتها نحصل على قطعة خبز نعيش بها مع عوائلنا وأطفالنا لنقي أنفسنا من الموت الزؤام. عوائلنا وأطفالنا رث الثياب وحُفات الأقدام)). جعل المسؤولون و ممثليهم، عن طريق الظلم، من هذا الوضع أكثر مرارة وقتامة. يكتب سفير روسيا في طهران [ئي. ئو. سيمونج] حول هذا الموضوع الى [گ. ڤ. روزينا ] قائد قوات قفقاس: (( لم يكن مستغرباً عندي حين قام [ مير جيهانگيري] لمصلحته الشخصية تحريك الأكراد و تحريضهم)).
باشر [مير محمد] نشر سلطته، بدون توقف، في المناطق الكوردية الأخرى مستندا على قواته النظامية، ولم يهمل محاولاته الدبلوماسية أيضاً. حيث أرسل [مير محمد] عدد من الناطقين الجيدين وذوي اللسان الحلو الى مسؤولي المناطق الكوردية بهدف كسبهم بواسطة اللغة السلسة والكلام المعسول وإقناعهم للإنحياز الى جانبه و إنضمامهم الى سلطته. كانت لهذه المحاولات نتائج جيدة. حيث كان [مير محمد] يهب ويُكرم رؤوساء العشائر الذين كانوا ينضوون تحت سلطته بسخاء و أيادي مفتوحة.
في بداية إحتلاله لهذه المناطق، تمكن [مير محمد] إحتلال أقاليم حرير وخوشناو بسهولة. عندما شعر بأن الشعب لا يرغب في مقاومته، قرر إرسال ممثلين لإعلانهم الطاعة والولاء له. بإستثناء القوات النظامية في قلعة أربيل التأريخية
التي لم تكن راضية على موقف حاكم أربيل بهذا الصدد، وحصنوا أنفسهم في القلعة.
كان ل(سنجق أربيل) وأطرافه مثل (ألتون كۆپري) قيمة اقتصادية كبيرة، بسبب كونها منتجة للحنطة والشعير، كان ذلك سبباً لتسخير [مير محمد] جميع إمكانياته العسكرية للإنتصار على القوات المعتصمة في القلعة. بعد إحتلاله لقلعة أربيل ، قرر الهجوم على العشائر العربية،عشيرتى (جبور - إعتماداً على التصحيح الوارد في هامش المترجم بصدد التسمية رقم 38 ص308- خسرو ) و(طائي) . لم تدخل (عشيرة الطائى] في التفاوض ولم تكن راغبة في ذلك قررت بالتحالف مع فرع من عشيرة ( دزەيي) لمقاومة [مير محمد] بدلاً من ذلك. كان [رسول به گ)، شقيق [مير محمد] قائد القوات التي واجهت هذا التحالف ودخل معهم في معركة قرب قرية (كنديناوة) وإنهزم. تمكن [مير محمد ] بعد بذل محاولات وجهود بالانتصار وأسر (شيخ محمد) رئيس العشيرة العربية. عَيّنَ بعد ذلك أخوه[ أحمد بگ] حاكماً لسنجق أربيل.
دخل الهوس، بعد ذلك، رأس [مير محمد] للهجوم على (مدينة كركوك)، ولكن الأوضاع تفجرت في (السليمانية ) في هذا الأثناء أجبره ذلك، بالتخلي عن كركوك وتوجيه جميع إمكانياته وقواته نحو السليمانية. وصلت رسالة الى [مير محمد] مفادها بأن القوات الايرانية تتوجه نحو السليمانية، بهدف دعم [مير بابان] حاكم (إمارة بابان) ضد والي بغداد. قرر [مير محمد ] إغتنام هذه الفرصة وتحويل هذه المواجهات لصالحه. وصلت هذه الاخبار الى [داود پاشا] الذي أخبر [مير محمد]
بأنه داعماً له. تمكن [مير محمد] بدون معارك وسفك الدماء إخضاع منطقتي (رانية) و(كويسنجق). هنأ والي بغداد [مير محمد] بهذا الانتصار. بالمناسبة صنع [مير محمد] مدفعين كبيرين مكتوبا عليهما(( نصر من الله وفتح قريب)). قبل أن يوجه قواته جنوباً نحو [مير بابان ـ محمود پاشا] حاكم مدينة السليمانية. قرر الهجوم على بعض المناطق حول (رواندوز)
حيث كان لإحتلال هذه المناطق فوائد أكثر في ترسيخ سلطته. لم يكن [محمود پاشا] راغباً في مواجهة [ مير محمد]. وكان إيران وروسيا في حالة حرب في تلك الأيام. بسبب ذلك لم يكن بإستطاعة إيران مد يد المساعدة الضرورية ل[محمود پاشا]، بالإضافة الي ذلك كان [داود پاشا] والي بغدا على أهبة الاستعداد لدعم [مير محمد] في حالة وقوع مواجهة عسكرية بين الطرفين الكورديين، كان ذلك عائقاً أمام إنتصار [محمود پاشا]. وكانت الحرب الداخلية مشتعلة في إمارة [ بادينان] أيضاً. لكل هذه الاسباب قرر [ مير محمد] عدم إضاعة هذه الفرصة من يدية ويُهاجم هذه المناطق التي كانت ضمن قائمة رغباته لإحتلالها منذ فترة، لجَعْلها جزءً من إمارته.
كانت شعور العداء بين [ علي بگ] رئيس [الاكراد اليزيديين] و [علي أغا] رئيس عشيرة [باڵتة]عميقة. أثمرت محاولات [ سمايل أغا] شقيق [ميربادينان] الذي كان حاكم [ئاكرێ- عقرة] الحثيثة للمصالحة بين الطرفين بزيارة [علي بەگ (رئيس اليزيديين) ] ل [علي أغا (رئيس عشيرة باڵته)]، وبعدها رد [علي أغا] الزيارة، التي قَتَل خلالها [علي بگ] ضيفه بوضعه جميع تقاليد وأعراف الزيارات تحت رجليه بتحريض من [سيد بەگ] مير بادينان. وكان ل[علي أغا] علاقة قرابة مع [ملا يحي مزورى] رجل دين ذائع الصيت. وكان [ملا يحى مزوري ] متيقناً أن لمير بادينان [سيد بگ] يد في الموضوع. إلتجأ الى [مير سوران مير محمد ] لأخذ الثأر ونجح في تحريضه ضد [مير بادينان] الذي كان على علاقة متينه مع اليزيديين الكفرة، إستغل [مير محمد] هذا الوضع كحُجة للهجوم على بادينان، ولكن قبل تحقيق هذا الهدف قرر الهجوم على اليزيديين، بحجة العداوة بين الاكراد اليزيديين والآكراد المسلمين.
وتجددت العداوة، في تلك الايام، بين [سيد بەگ مير بادينان] وأخيه [موسى بگ] الذي كان عينه على حكم (إمارة بادينان). إستنجد [موسى بگ] ب [مير محمد - مير إمارة سوران) طالباً منه الدعم والمساعدة. وكان ذلك من تمنيات [مير محمد] وكان بانتظار مثل هذا التصعيد. لهذا لبى الطلب بدون تردد هاجم على اليزيديين لإجبارهم بتغيير عقيدتهم ودينهم ليصبحوا مسلمين والأعتراف بسلطة [مير سوران].
في ربيع 1834, قرر مير محمد الهجوم على اليزيديين (( ناكروا وجود الله)) وإجبارهم ليعتنقوا الدين الاسلامي. في (15) أذار رحل جميع سكان (إيتاري) من بيوتهم في المكان الأكبر لتجمع اليزيديين وتوجهوا الى مدينة (ألقوش) التي هجرها سكانها المدينة أيضاً برئاسة [بابه يوسف عه بدو] من أهالي (العمادية) و[رابح هورمزي] رئيس (ديرێکي) من القوش والإلتجاء الى جبل (بيت - عدرى)، بسبب كثرة عدد القوات المهاجمة.
وجدت قوات [ميرمحمد] أنفسهم في شيخان الذي كان المركز الرئيسي للكورد اليزيديين بدون مقاومة. قرر [ علي أغا] رئيس اليزيدية بالركون الى التفاوض لسببين: الأول - لتكاثر أعداءه. ثانياً- ليكون عائقاً حقيقياً أمام إندلاع صراع ديني دموي يكون إخماده صعباً للغاية.
توجه [علي أغا] لإستقبال [ مير محمد] ومعه الكثير من الهدايا. ولكن بسبب عدم موافقته على إعتناقه الإسلام، أُلقىَ القبض عليه وأُرسل الى (رواندوز) ، وبقى هناك فترة طويلة.**
بدأ قوات مير محمد بالهجوم من اتجاهين: قوة بقيادة [رسول به گ] شقيق [مير محمد] للهجوم على الكورد اليزيديين في أميدي- العمادية و أكرێ-عقرة. والقوة الثانية بقيادة [مير محمد] بشخصه للهجوم على المناطق الأخرى.
عندما سمع [مير بادينان] بمهاجمة [مير محمد ] على اليزيديين، أرسل قوة برئاسة أخيه[ يونس أغا] لمساعدة اليزيديين. فقدت هذه القوة قدرتها القتالية، كلياً، بسهولة. تحرك [إساعيل بگ] من ئاكرى-عقرة لنجدة اليزيديين، ذهبت حركته سدى، لأنه وصل متأخراً، حيث كان اليزيديون ويونس أغا الطرف الخاسر.
بعد أنهى [ميرمحمد] من اليزيديين، قرر الهجوم على الموصل.
(يتبع)
*هامش رقم 29 ص300 من الكتاب:
كان [دكتور رۆس] طبيب البعثة الإنگليزيە في بغداد، تحتوي ذكرياته معلومات كثيرة حول [ميرمحمد]. إستفاد [فرايزر] كثيراًمن هذه الذكريات. إستدعى [ميرمحمد] رۆسي الى رواندوز لمعالجة عيون والده [مصطفى بك] من العمى. فيها الكثير من المعلومات، لتصبح مصدراً مهماً، وصلتني المعلومات من كتاب فرايزر.
**هامش رقم 30 ص 300 من الكتاب:
المصدرين "ماليخا" و ئەداى شير، حسب تقديرنا، يتناولان حروب [ميرمحمد] في الموصل ومناطق الأكراد اليزيدية. لا تلتقي كتاباتهم، المعلومات المتوفرة غير كافية لتصحيح هذه الإختلافات.
يتعظ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ختارة او ختاري بالكردية هي التسمية الصحيحة
صباح كنجي ( 2021 / 3 / 29 - 13:53 )
الذي كان على علاقة متينه مع اليزيديين الكفرة)، وردت هذه العبارة من المترجم ويفهم منها انها للدكتور جليلي جليل وحسب معلوماتي انه من الايزيديين الذي عاصروا الفترة السوفيتية .. فهل يمكن ان يطلق على اقربائه تسمية الكفرة؟ ام هناك عدم وضوح في الترجمة وتحتاج للتدقيق .. اما بخصوص ما ورد بهذا المقتطف ( في ربيع 1834, قرر مير محمد الهجوم على اليزيديين (( ناكروا وجود الله)) وإجبارهم ليعتنقوا الدين الاسلامي. في (15) أذار رحل جميع سكان (إيتاري) من بيوتهم في المكان الأكبر لتجمع اليزيديين وتوجهوا الى مدينة (ألقوش) التي هجرها سكانها المدينة أيضاً ) ويقصد به الهجوم على قرية ختاري التي يسكنها الايزيديون لليوم وليس ايتاري فمن المعروف تاريخياً انها تعرضت لابشع عمليات تنكيل وقتل وذبح .. وبعدها حل بالقوش الكلدانية ما حل بختارة ... وعموما الكتاب بهذين الفصلين يمجد بطاغية وقاتل مستبد وهذا من اخطاء الكتاب الكرد في العهد السوفيتي الذين كانوا تحت تأثير المفاهيم القومية المتزمتة ويبررون جرائم الامير الأعور الراوندوزي.. ولا يتحمل المترجم وزرها..


2 - توضيح حول ما ورفي تعليق السيد صباح كنجي
خسرو حميد عثمان ( 2021 / 3 / 29 - 18:19 )


الكتاب الذي نحن بصدده كتاب ذوو طابع بحثى في جوهره، حسب تقييمي، إخترته لهذا السبب، ربما كان خطأي كبيراً جداً في عدم تقديري لعمق وتأثير المشاعر الدينية للمؤمنين للأديان ومقدساتهم على حد سواء، لدرجة يجب الانتباه وتحاشي حتى نقل أقوال مضت عليها فترات طويلة من الزمن، نقلها مؤرخون ووثقوها. بسبب تربيتي منذ الصغر، لحسن الحظ، في كنف إمرأة كانت جدتي عائشة جرجيس (أم حميد عثمان) لم تتشكل في أعماقي ماأجده حاضراً عند الكثيرين الذين ترعرعوا في أوضاع عائلية طبيعية: أب، أم، أقرباء درجة أولى، ثانية....عشيرة، أعياد، عيدية، ملابس العيد، واجبات و ممارسات شعائر دينية، والمشاركة في مناسبات دينية جماعية، زيارات للأضرحة ...بدلاً من ذلك كنا نفكر بكيفة ستغلال المناسبة لزيارة أحبائنا في السجون والمنافي البعيدة ومن هذه التجربة القصيرة تعلمت إما أن أودي واجبات الرقيب على فكري وعلى ما أنشره أو أتحاشى كلياً الكتابة عن مواضيع تدخل في دائرة التابوهات، هذا ماكنت أمارسه فعلاً في علاقاتي وكتاباتي قبل هذه الترجمة. لهذا أتوقف عن تكملة الموضوع أرجو المعذرة.
(كتب الدكتور جليلي جليل في مقدمة كتابه (ص7):
يتبع


3 - توضيح حول ما ورفي تعليق السيد صباح كنجي
خسرو حميد عثمان ( 2021 / 3 / 29 - 18:21 )
كتب الدكتور جليلي جليل في مقدمة كتابه (ص7):
+ ((حجر الاساس لهذا العمل الذي بين يديك، يتكون من بحث علاقات الإمارات الكوردية مع الحكومة المركزية ومحاولات وجهود المسؤولين الاتراك لإزالة ودفن هذه الإمارات.))
+ هامش (39) بالكوردية ص308: (( بێ-;-گومان پياوە-;-ئاينيە-;- کورت بينە-;-کان بە-;-م جۆ-;-رە-;- ناوي براکوردە-;- يە-;-زيدييە-;- کانيان ئە-;- برد)): (بدون شك رجال الدين قصيروا النظر هكذا كانوا يُسَمُونَ إخواننا اليزيديين) تعليق دكتور كاوس قفطان الذي ورد في اعتراضه على وصف ور د في سياق محاولة [ملا يحى المزوري] إقناع [ مير محمد] للثأر من مير بادينان بسبب مقتل قريبه رئيس عشيرة باڵ-;-تة.
+ هامش (120, ص134) ملاحظة وردت في نهاية المقطع « في ربيع 1834، ( نُقل الرقم سهواً الصحيح هو 1832- خسرو)، قرر مير محمد الهجوم على اليزيديين .....وإجبارهم.....لغاية والإلتجاء الى جبل (بيت - عدرى)، بسبب كثرة القوات المهاجمة.» منقول من المصدر (120 ص322 ):
120. Scher Addai. Episodes de l’histoire du Kurdistan, - “journal Asia tique “,1410, 10 ser., t. XV


4 - العزيز خسرو
صباح كنجي ( 2021 / 3 / 30 - 11:29 )
العزيز خسرو ترجمتك للكتاب لا تحملك مسؤولية ما فيه من آراء سواء اتفقنا معها ام عارضناها فانت لست مسؤولا عما كتبه المؤلف جليلي جليل وتقييمه لشخصية الأمير الأعور.. ومداخلتي تتمحور في تنبيه قراء الحوار المتمدن الى الوجه الاخر الذي اخفاه جليلي جليل في بحثه هذا عن القراء بحكم الزاوية التي نظر اليها لهذه الشخصية واعتبرها جزء من حركة تحرر الهدف منها الاستقلال عن الدولة العثمانية.. في حين كان تابعا ذليلا لهذه الدولة بحكم قناعاته الدينية المتطرفة وحقده على الآخرين ممن هم خارج الدائرة الاسلامية حينما زحفت قواته لتركتب ابشع الجرائم بحق الآخرين.. هذه الجرائم التي بدأت اول ما بدأت بالقاءه لطفل رضيع لأخيه مع مهده من سطح منزلهم ليلا الى وادي راوندوز العميق بسبب بكاء الرضيع.. هذه هي شخصية الأمير الأعور الحقيقية فكيف يكون حاملا لرسالة تحرر واستقلال؟.. هذه هي اوهام جليلي جليل وجيل من الكتاب القوميين الذين مجدوا هذا المستبد والقاتل.. وأرجو ان تواصل ترجمة بقية فصول الكتاب بلا تردد لأننا لا نختلف في الرؤية للموضوع وتقييم الاحداث.. وبامكانك ان تشير في الهوامش الى هذا كلما تطلبت منك الترجمة مع مودتي ..

اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع