الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا عراق!!!!

آرا دمبكجيان

2021 / 3 / 31
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يا عراق...


ماذا أكتب عنك يا عراق...؟!؟!
هل أذكر ان أحتياطي النفط العراقي سيتجاوز حاجز الـ 350 مليار و اكثر حين يجري استكشاف الأراضي العراقية كافة؟
أو أذكر ان الرئيس الأسبق صدام حسين صدق حين قال ان آخر برميلين من النفط في العالم سيكون أحدهما عراقي الأنتاج؟ ناهيك عن وجود 110 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي...
أو أذكر ان قيمة صادرات النفط العراقية بلغت 192 مليار دولار في العشرين سنة الأخيرة من القرن العشرين لتغذية عجلات ألة الحروب؟
أو أذكر ان احتياطي حقول المشراق 1، 2، 3 في نينوى يقدر بـ 354 مليون طن، أي اكثر من نصف مجموع احتياطي العالم البالغ 600 مليون طن من الكبريت الرسوبي؟
ماذا قبض و استفاد الشعب العراقي من هذا الكم الهائل من خيرات بلده غير الموت و الجوع و الحرمان و الهجرة القسرية؟
____________________________

بسبب جنوح الناقلة العملاقة (400 متر طولاً و 59 متر عرضاً) في قناة السويس و غلق ذلك الممر المائي الأستراتيجي بين الشرق و الغرب، حيث تنتظر مئات السفن من ميناء الفاو في جنوب العراق الى طول امتداد الخليج العربي نحو البحر العربي و مضيق باب المندب صعودا الى شمال البحر الأحمر لتعبر قناة السويس الى البحر الأبيض المتوسط و تفرغ حمولاتها في اوروبا و شمال افريقيا. في الوقت نفسه امتلىْ حوض البحر الأبيض المتوسط بالسفن تنتظر العبور نحو الجنوب.
تذكرت ألاعيب السياسة القذرة للصراع من أجل البقاء و شريعة الغاب المتحكمة في الأنسان. ففي سنة 1957 جاء رئيس الوزراء العراقي نوري باشا السعيد رحمه الله بمشروع إنشاء "القناة الجافة"، و هو خط التجارة البري بين الخليج العربي و أوروبا عبر العراق و الأردن و سوريا و تركيا، و قُدِّر إيراد المشروع اكثر من ايراد النفط في وقته.
كانت المنافسة بين نوري السعيد رحمه الله و جمال عبد الناصر على تزعّم المنطقة شديدة، و انعكست على المنافسة بين القناة الجافة و قناة السويس، و بسبب خوف عبد الناصر أن يخسر ايرادات السويس دعم الأنقلاب العسكري في العراق في 1958 للإطاحة بالملكية و وأد مشروع القناة الجافة السعيدية. دفع المرحوم نوري السعيد حياته ثمناً لعراقيته و لرغبته في النهوض بالعراق...و قطع أحدهم إبهام يده و أرسله الى جمال لتهنئته بنجاح الأنقلاب العسكري و مقتل المرحوم نوري باشا...
ماذا اكتب عنك بعد و بعد يا عراق...
هل أذكر انه بسبب الطامعين من قوى الأستعمار العالمي أستُبدل الذهب الأسود بحديد السلاح الذي صدأ على طول الحدود الشرقية و الجنوبية، فعمَّ الفقر أرض السواد و انتعش اقتصاد الأشقاء و الأجانب.
أو هل أكتب و أقول انه بسبب حسد الناظرين من الأخوة و الأشقاء، في العنصر و الدين و المذهب، تحولت النعمة الى نقمة.
سلَّط الأعلام العربي المسيَّر نفسه أبواق غربانه على العراق و ساهم مع الأجنبي على ذبحه من العهد الملكي الى الجمهوريات (العلمانية و القومية) و الدينية و الطائفية، في الوقت الذي كانت طعنة العربي في ظهر العراق أسوأ من طعنة الأجنبي و أكثر إيلاماً، حين أرادوا ان يكون النفط في يد و البلح في الأخرى...
مع كل هذا البلاء يقول الشاعر: "في العراق علَّمنا الله أن نضمد جراحنا، ليس لنشفى، بل لنهيّأ في الجسد مساحة لجرح آخر."
فهل هذا مصير العراق وشعبه؟!؟!
و صدق آخرٌ حين قال:
نصبر على الحصرم غصب
لا بد و أن ناكل عنب،
ميصير دوم مغيّمة
هم ربك يصحّيها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم