الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخطيط - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991

دلشاد خدر

2021 / 4 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الجزء الرابع
في لجنتنا كنا نجتمع بشكل دوري باستمرار وفي تلك الفترة تحديداً كنا نلتقي ببعضنا بشكل دائم وكان لدينا اتصالات منضبطة مع الخطوط الحزبية الأدنى. أخر اجتماعاتنا قبل انتفاضة آذار كان يوم السبت بتاريخ 2 آذار.
عقدناه في بيت الرفيق صلاح مه زن. كان منزلهم يقع في محلة سيداوة وكان قريباً من هاوية الخندق خلف منزلهم. البيت كان بمثابة مأوى أمن للكثيرين منا. المشاركين في الاجتماع كنا (أنا والرفيق صلاح والرفيق سرود والرفيق بكر حاجي ـ الرفيق بكر حاجي كان وجوده معنا في الاجتماع لأول مرة ـ وحسب علمي أتصل مجدداً بتنظيمات حزبنا في أربيل وقبلاها كان في الموصل ـ الرفيق سرود كان بدوره يشرف على لجنتنا وكان هو من كادراً جريئاً من المختفين في المدينة، في ذلك اليوم وأنا في ساعات الدوام الرسمي ذهبت مباشرة الى بيت صلاح مه زن الذي أعتبره بمثابة منزلي، والأم خه جێ أم صلاح كانت تعاملنا كأبنائها، كانت تتصرف معنا بمحبة..
حين دخلت البيت وجدت الأخ بكر حاجي جالساً هناك وفي حينها عرفنا صلاح لبعضنا وإذا بالأخ بكر يواجهني بسؤال مفاجئ قائلاً:
ـ إن كنت أنا شقيق ماموستا رزگار؟ قلت له أي رزگار تقصد؟
ـ قال رزگار من بتاليون 31 قلت له لا نحن لسنا بإخوة هو سرياني من عينكاوة وأنا كردي مسلم.
واصل بكر:
ـ أنتم تتشابهون أنت تشبهه تماماً وبعد فترة وجيزة وصل الرفيق سرود وبدأنا بالاجتماع.
الاجتماع بدأ بعد الساعة الثالثة من الظهر كنا جالسين في غرفة الضيوف والأم (خه جێ) جالسة مقابل الباب وهي بين فينة وأخرى تمعن النظر للباب وأحياناً تلتفت الينا بقلق وهي تعرف بأن ما نقوم به من نشاطات خطرة علينا وعلى من حولنا.. لهذا هي فضلت البقاء معنا، كانت تعاود المراقبة وأحياناً تتفقد الباب الخارجي بحذر وقلق ثم تعاود الرجوع الى مكانها.
الاجتماع خصص لمهام المرحلة ووضع برنامج للتحرك مع تحديد خطواتنا الأولى للعمل الآني الملح في هذا الظرف الاستثنائي وكيفية تثويره، بعد مناقشات مطولة أتخذنا قرارات تتحتم علينا المبادرة للبدء بنشاط جماهيري ثوري بأسرع ما يمكن، وفي نفس الاجتماع أكدنا وقررنا التخطيط لتظاهرة مرتقبة وممكنة، تناقشنا بشأنها كثيراً وأخذنا جميع الاحتمالات بنظر العيان..
كان رأي صلاح يتمحور في التأجيل يقول بأنه من المبكر لنخطو هذه الخطوة.. ولنؤجلها عدة أيام.. لكننا كنا مع الرأي القائل بأن نستعجل اعلان شرارتها.. لهذا أخترنا يوم 6 آذار للتظاهرة بفارق أربعة أيام بين لحظات الاجتماع ويوم المباشرة بالتنفيذ. نوينا أنلا نؤجل ما وصلنا اليه لكي يكون باستطاعتنا أن نستثمر تلك الاحتجاجات الحاصلة في جنوب العراق لنجعل منها شرارة احتجاج في عموم أرجاء العراق وأيضاً لكي نقلل من ضغوطات النظام على أهلنا في الجنوب. في نفس الاجتماع وزعنا الأدوار والأعمال وأخرنا المكان وحددنا التوقيت لنشاطاتنا اللاحقة المرتقبة.
المكان كان أمام گازینو العمال والوقت الساعة العاشرة والنصف قبل الظهر. اختيار المكان يرجع الى الوقت الذي يشهد ازدحاماً من مناطق أخرى في المدينة..
وفي نفس الاجتماع أخترنا الشعارات والتي كانت تتمحور عن (الحرية الديموقراطية.. صدام يجب أن يزاح عن السلطة.. ولتحيا قوى(الپێشمەرگە).. نهاية نظام صدام قريبة من الموت.. كنا نريد من الشعارات أن يكون لها طابع عام وشمولي لكيلا تتلون بلون حزب معين.. ولكي تجذب وتسهل أمر مشاركة وانخراط جميع الشرائح فيها ولتكون للجميع، تلك أهم القرارات التي اتخذناها في ذلك الاجتماع وأيضاً اخذنا بنظر الاعتبار حالة الجور واحتمال هطول المطر.. وقلنا إذا حصل وأن نزل المطر في ذلك اليوم سوف نؤجل نشاطنا.
وبالفعل في صباح اليوم نفسه لاحظنا بوجود بعض رذاذ مطر ولهذا وجدنا بأن بعض من الذين كان من المفروض أن يشاركوا لم يأتوا. وهنا يجب أن يعرف الجميع هذه الحقيقة بأن القرارات التي اتخذت بشأن هذه التظاهرة قد تم اقرارها في نفس الاجتماع.. وبعده مباشرة ذهبت بنفسي لزيارة الرفيق لاوه في محلة شورش..
الرفيق لاوه كان أحد مقاتلي پێشمەرگە الحزب، وبعد إصابته بجروح سلم نفسه وفيما بعد عن طريقي أتصل بالحزب مرة أخرى وبقي في حي شورش وكان نشطاً وأستطاع في فترة وجيزة أن ينظم خلية من شبيبة محلته.
وبدوري أوصلت له والوصايا والقرارات التي اتخذت وقلت له: عدا عن الرفاق الذين معك يجب عليك أن تجمع أكبر عدد ممكن من الذين هم محل ثقتك وتأتمنهم، أعلمهم، وفيما بعد وبنفس الطريقة أبلغت كل من الرفاق شوان والرفيق فؤاد ورفاق أخرين وفيما بعد حاولت أن أخبر الأخرين الذين هم بقربي ومحل ثقتي، وفي تلك الليلة قمت بزيارة الأخ رمضان سليم أبلغته بالقرار وهو بالرغم من أنه لم يكن عضواً في الحزب إلا أنه كان من أصدقائه المقربين ويتميز بالنشاط والهمة العالية.. كان يوزع المنشورات بلا خوف، و للأمانة أنه حتى في مشاركته في 6 آذار أظهر شجاعة وجلب معه مجموعة من أصدقائه، أما في مستشفى الطبابة العسكرية وتحديداً شعبة المراقبة المكثفة أبلغت فقط هؤلاء الذين كانوا معنا منهم الأخ جبار وهو أيضاً وعدني بأنه سوف يأتي و يشاركنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من