الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


م2 ف 7 الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 829

أحمد صبحى منصور

2021 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة في تاريخ السلوك للمقريزى / المقريزى شاهدا على العصر
قال المقريزى عن سنة 829 :
( شهر صفر، أوله الأربعاء:
1 ـ ( في نصفه: جع السلطان الأمراء والقضاة وكثيراً من التجار، وتحدث في إبطال المعاملة بالذهب المشخص الذي يقال له الأفرنتي، وهومن ضروب الفرنج، وعليه شعار كفرهم الذي لا تجيزه الشريعة المحمدية. وهذا الأفرنتي كما تقدم ذكره قد غلب في زمننا من حدود سنة ثمانمائة على أكثر مدائن الدنيا، من القاهرة ومصر وجميع أرض الشام، وعامة بلاد الروم والحجاز واليمن، حتى صار النقد الرابح، فصوب من حضر رأي السلطان في إبطاله، وان يعاد سبكه بدار الضرب، ثم يضرب على السكة الإسلامية، فطلب من الغد صياغ دار الضرب، وشرع في سبك ما عنده من الدنانير الإفرنتية . )
2 ـ ( وفي سادس عشرينه: نودي بإبطال المعاملة بالدنانير الأفرنتية، وأن يتعامل الناس بالدنانير الأشرفية، وزنة الدينار منه زنة الدينار الأفرنتي، وألزم الناس بحمل ما عندهم من الأفرنتية إلى دار الضرب، حتى تسبك وتعمل دنانير أشرفية.)
تعليق
هذا تشريع آخر للسلطان برسباى . ( سلطان الإسلام عند المقريزى ) يطمع في كمية الذهب في الدينار الافرنتى ( الايطالى )، الذى يثق فيه الناس ويفضلونه في التعامل ثقة لما فيه من الذهب. لذا أمر برسباى بجمع الدنانير الافرنتية وإعادة سبكها بكمية أقل من الذهب ، وتحمل لقبه ( الدينار الأشرفى ) . والحجة الشرعية أن الدينار الافرنتى يحمل شعار الكفر . . ولكن المهم إن هذا الغش في العُملة معروف ومألوف، أي إنه عندهم من ( المعلوم من الدين السُنّى بالضرورة ).!
وظائف أكابر المجرمين
( وخلع على شرف الدين أبي الطب محمد بن تاج الدين عبد الوهاب بن نصر الله، واستقر في نظر دار الضرب، وقد كان باشر نظر وقف الأشراف، ونظر كسوة الكعبة أحسن مباشرة، بعفة وأمانة ونهضة . ) . هذا هو الذى حاز ثقة برسباى في غشّ الدينار ( الأشرفى ). ليس هذا ببعيد عن تحكم العسكر المصرى الحاكم الآن في سعر الدولار .
الغلاء بسبب الاحتكار
1 ـ ( وفي هذا الشهر: عز وجود الخبز في الأسواق أحياناً، مع كثرة الغلال وقلة طالبيها. وفقد اللحم أيضاً عدة أيام من قلة جلب الأغنام، وسبب ذلك أن الوزير يحتاج في كل يوم إلى اثني عشر ألف رطل من اللحم برسم المماليك السلطانية، ومطبخ السلطان وحريمه، فحجر على باعة اللحم أن يزيدوا في سعره حتى لا يزداد عليه ما يقوم به في ثمن اللحم، واقتني أغناماً كثيرة، وصار يشتريها بما يريد، فلا تصل أثمانها إلى بائعها إلا وقد بخسوا فيها، كما هي عادتهم في بخس الناس أشياءهم، فنفر تجار الغنم وجلابتها من الحضور بها إلى أسواقها، خوفاً من الخسارة، وكانت أراضي مصر في السنة الخالية ( الماضية ) محلاً ( خرابا ) من قلة ماء النيل في أوانه، وسرعة هبوطه، حتى شرقت الأراضي إلا قليلاً، فقلت المراعي، ثم ارتفع سعر الفول والشعير، فشحت الأنفس بعلف البهائم والأنعام، خصوصاً الفلاحون، فإن أحوالهم ساءت فهزلت من أجل هذا بهيمة الأنعام من الغنم والبقر والجاموس، وتعذر من نصف شهر رمضان الماضي وجود لحم الضأن، وارتفع سعره من سبعة دراهم للرطل إلى عشرة دراهم ونصف، وقلت الألبان والأجبان والسمن، وبلغت أثماناً لم نعهد مثله في زمن الربيع، واتفق مع هذا كله الموت الذريع في الجاموس، حتى فني معظمه، ووقع الفناء أيضاً في الأبقار وماتت أيضاً الأغنام وحمير وخيل غير كثيرة العدد .)
تعليق
تشريع آخر في الاحتكار وإستغلال الأزمات يقوم به أكابر المجرمين ، وقد اصبح معلوما عندهم في الدين السُنّى بالضرورة . تعاون نقصان الفيضان للنيل والوباء في الأنعام مع تحكم السلطان في التجارة بيعا وشراء وإهمال الإصلاح في الريف في جلب الخراب وارتفاع الأسعار . وفى الخبر التالى توضيح أكثر للغلاء :
2 ـ ( وفي نصف هذا الشهر: ارتفع سعر القمح وتجاوز الأردب ثلاثمائة درهم ، وقلّ وجود الدقيق في الطواحين، ووجود الخبز بالأسواق، وشنع الأمر في تاسع عشرينه، وازدحم الناس بالأفران في طلب الخبز، وتكالبوا على ابتياع القمح، فشحت نفوس الخُزّان به، وأبيع القدح الفول بأربعة دراهم . ولهذا أسباب: أحدها أن البدر محمود العنتابي كان أيام حسبته يلين للباعة، حتى كأنه لا حجر عليهم فيما يفعلوه، ولا ما يبيعوا بضائعهم به من الأثمان، فلما ولي الششماني أرهب الباعة وردعهم بالضرب المبرح، فكادوه، وترك عدة منهم ما كان يعانيه من البيع، واتفق في هذه الأيام هلك كثير من الجاموس والبقر، بحيث أن رجلاً كان عنده مائة وخمسون جاموسة فهلكت بأجمعها، ولم يبق منها سوى أربع جاموسات، وما ندري ما يتفق لها، فقلت الألبان والأجبان والسمن. ثم هبت في نصف هذا الشهر رياح مريسية، وتوالت أياماً تزيد على عشرة، لم تستطع المراكب السفر في النيل، فانكشف الساحل من الغلة، وجاء الخبر بغلاء الأسعار في بلاد غزة والرملة ونابلس والساحل ودمشق وحوران وحماة، حتى تجاوز سعر الأردب المصري عندهم ألف درهم فلوساً، إذا عمل حسابه. وقدم الخبر بغلاء بلاد الصعيد وأنها بأسرها لا يكاد يوجد بها قمح ولا خبز بُر، ومع هذه الرزايا كلها شُحُّ الأعيان وطمعهم، فإن بعض أمراء الألوف لما بلغ القمح مائتين وخمسين درهماً الأردب قال: لا أبيع قمحي إلا بثلاثمائة درهم الأردب. ومنع السلطان أن يباع من حواصله قمح لقلة ما عنده، فظن الناس الظنون، وجاعت أنفسهم، وقوى الحرص، وتزايد الشُّح، فأمسك خُزان ( خازنو ) القمح ما عندهم منه ضناً به وأملوا أن يبيعوا البر بالدر. هذا، ومتولي الحسبة بعيد عن معرفتها، فآل الأمر إلى ما قيل: تجمعت البلوى علي واحد فرد . )
تعليق
بدرالدين العينى ( المؤرخ المُحدّث صاحب شرح البخارى ونديم السلطان ) حين كان متولى الحسبة إكتفى بأخذ الرشوة من الباعة وتساهل معهم، بعده تولى الحسبة شخص آخر كان يأخذ الرشوة ـ وهى مشروعة وفق الشريعة السنية المملوكية ومن المعلوم عندهم بالضرورة في الدين السُّنّى ــ ومع هذا كان هذا المحتسب يضرب الباعة ، وضرب المحتسب الناس كان أيضا من المعلوم من الدين السُّنّى بالضرورة ، فتركوا البيع ، فتوقفت حركة الأسواق ، هذا مع الإحتكار وتخزين الحبوب وتزايد الحرص والشُّح بين الأكابر من الأمراء أصحاب الاقطاعات ، وسريان الوباء بين الأنعام فانتهى الأمر كما يقول المقريزى كما لو تجمعت كل البلاوى على فرد واحد . هذا الفرد الواحد هم الفقراء ..!
3 ـ ( وفيه انحط سعر اللحم من عشرة دراهم ونصف الرطل إلى ثمانية ونصف، وهو هزيل لقلة علف البهائم . ). رخصت أسعار اللحم لأن قلة علف البهائم مع انتشار الوباء كانت تجعل من يملك بهيمة يسارع بالتخلص منها .
( شهر ربيع الأول، أوله الجمعة : )
التلاعب في العملة
( أهل هذا الشهر والأردب القمح بثلاثمائة، سوى كلفه، وهى مبلغ عشرين درهماً، والدقيق كل بطة زنة خمسين رطلاً بمائة وعشرين درهماً، وهما قليل، وقد خسر الناس في تفاوت سعر الدينار الأفرنتي والدينار الأشرفي جملة مال، فإن الأفرنتي كان يصرف بمائتين وخمسة وعشرين درهماً، وفي علم السلطان أنه إنما يصرف بمائتين وعشرين، ومشي الناس أيضاً فيما بينهم نقصه زنة قمحة، فلما نودي أن لا يتعامل أحد بالأفرنتي وضرب السلطان الدنانير الأشرفية وأنفقها في جوامك المماليك بالديوان المفرد، كثرت في أيدي الناس، فصار من عنده شيء من الأفرنتية يحتاج أن يتعوض بدله من الصيارفة دنانير أشرفية فيخسر في كل دينار أفرنتي سبعة دراهم ونصف، إن كان نقصه قمحة، وما زاد على القمحة فبحسابه، فتلفت أموال الناس بسبب ذلك، وربحت الصيارفة أرباحاً كثيرة، بحيث أخبرني من لا أتهم أنه خسر في دنانير أفرنتية خمسة آلاف درهم . )
تعليق
شرع برسباى الغش في العُملة الذهبية . ترتب على غشّ السلطان في الدينار الأشرفى وقصر التعامل على هذا الدينار أن خسر من كان لديه دنانير إفرنتية اضطر لبيعها ليتعامل بالدينار الأشرفى . والمقريزى باعتباره شاهد عيان يروى أن صاحبا له يثق في كلامه قد خسر 5 آلاف درهم في تحويل العُملة . إذا كان هذا ثريا قد خسر هذا المبلغ فماذا عن الفقراء الذين لا يجدون ما ينفقون ؟
الخبر التالى يقول :
غلاء ومجاعة بين الفقراء
1 ـ ( وفي يوم السبت ثانيه: تيسر وجود الخبز في الأسواق . ). تيسّر وجود الخبز ـ العيش الحاف بالتعبير المصرى ) دون ( الغموس ) بالنسبة للفقراء . ولأنهم فقراء فلم يستطيعوا شراء الخبز . يقول الخبر التالى :
2 ـ ( وفيه ابتدأ السلطان بعمل خبز يفرق في الفقراء كل يوم. ). جاءت نخوة مفاجئة للسلطان برسباى فأمر بتفريق الخبز ( الحاف ) على الفقراء . هذا في القاهرة ، فماذا عن غيرها في عموم الدولة المملوكية ؟
إصلاح للطرقات لم يتم
( وفي رابع عشره: نودي أن يقطع كل أحد ما تحت حانوته من الأرض، ويرمي بالكيمان، وان تصلح الطرقات في سائر أزقة القاهرة ومصر وظواهرهما، وفي جميع الحارات والخطط، وهدد من لم يفعل ذلك، فشرع كل أحد- من جليل وحقير- في طلب الفعلة وقطع الأراضي، وطلب الحمارة لنقل الأتربة ورميها، فجاءتهم كلف ومغارم مع ما هم فيه من غلاء الأسعار والخسارة في الذهب، فلطف الله وبطل ذلك بعد يومين، وقد خسر فيه من خسر جملة . ) .
تعليق
1 ـ السلطان برسباى هو الذى أعاش الناس في الفقر ، ثم يستكثر أن يكون إصلاح الشوارع على حساب دولته .!
2 ـ كانت الطرق في القاهرة مُزدانة بأكوام الزبالة ، وانتشر هذا في الشوارع الرئيسة والحارات والأزقّة ، ولأن السلطان برسباى من عادته التنزُّه فلم يعجبه ما يرى ، فأمر الناس بإصلاح الشوارع والأزقة على حسابهم وليس على حساب الدولة . إستلزم هذا من الأكابر نفقة مع غلاء الأسعار والخسارة في تغيير العُملة . وجاء الفرج في العادة المصرية ، فمصر بلد : ( كُلُّ شيء فيه يُنسى بعد حين ). وعادت كيمان الزبالة تُرصّع الشوارع . ـــ ولا تزال حتى عصرنا .!
وظائف أكابر المجرمين
( وفيه قدم الأمير قصروه نائب طرابلس . )
ألعاب أكروبات
1 ـ ( وفي هذا الشهر: ظهر رجلان أبديا صنائع بديعة:
أحدهما من مسلمة الفرنج الذين يتزيون بزي الأجناد ، فإنه نصب حبلاً أعلى مأذنة المدرسة الناصرية حسن بسوق الخيل تحت قلعة الجبل، ومده حتى ربطه بأعلى الأشرفية من قلعة الجبل، ومسافة ذلك رمية سهم أو أزيد، في ارتفاع ما ينيف على مائة ذراع في السماء، ثم إنه برز من رأس المأذنة، ومشى على هذا الحبل، حتى وصل إلى الأشرفية، وهو يبدي في مشيه أنواعاً من اللعب، وقد جلس السلطان لرؤيته، وحشر الناس من أقطار المدينة، فعد فعله من النوادر التي لو لم تشاهد لما صدقت، ثم خلع عليه السلطان، وبعثه إلى الأمراء، فما منهم إلا أنعم عليه.
فانتدب بعد ذلك بقليل شاب من أهل البلد لمحاكاة المذكور في فعله، ونصب حبلاً عنده في داره، ومشى عليه فلما علم من نفسه القدرة على ذلك صعد إلى رأس نخلة، ومد منها حبلاً إلى نخلة أخرى ومشى عليه، فأقدم عند ذلك وأظهر نفسه، ونصب حبلاً من رأس مأذنة المدرسة الظاهرية برقوق إلى رأس مأذنة المدرسة المنصورية بين القصرين بالقاهرة، وأرخي من وسط هذا الحبل الممتد حبلاً، وواعد الناس حتى ينظروا ما يفعله، مما لم يقدر ذلك الرجل على فعله، فجاءوا من كل جهة، وخرج من رأس المأذنة المدرسة الظاهرية، ومشى قائما على قدميه، وقامته منتصبة، حتى وصل رأس مأذنة المدرسة المنصورية، ومسافة ما بينهما نحو المائة ذراع في ارتفاع أكثر من ذلك، ثم إنه نام على الحبل، وتمدد، ثم قام ومشى حتى وقف على الحبل الذي أرخاه في وسط الحبل الذي هو قائم عليه، ونزل فيه إلى آخره، ثم صعد فيه، وهو يبدي في أثناء ذلك فنوناً تذهل رؤيتها، لو لا ضرورة الحس لما صدقت، وتلاشى بما فعله فعل ذلك الرجل، ثم إنه نصب حبلاً من مأذنة حسن إلى الأشرفية بالقلعة، كما نصب الرجل الأول، وجلس السلطان لمشاهدته، وأقبل الناس في يوم الجمعة تاسع عشرينه، وقد هبت رياح كادت تقتلع الأشجار، وتلقي الدور، فخرج هذا الشاب وتلك الرياح في شدة هبوبها، فمشى على قدميه حتى وصل إلى حبل قد أرخاه في الوسط، وأدلى رأسه، ونزل فيه منكوساً، رأسه أسفل ورجلاه أعلاه، إلى آخره، ثم صعد على الحبل الممتد، ومشى قائماً عليه حتى وصل إلى قبة المدرسة، فنزل من الحبل وصعد القبة وهو يجري في صعوده جرياً قوياً فوق شكل كرسي من رصاص أملس، حتى وقف بأعلاها، والرياح عماله في طول ذلك، بحيث لا يثبت لها طير السماء، ولا يقدر على المرور لشدة هبوبها، وهذا الشاب يروح ويجيء شاقاً لها، وماراً فيها، كأنما خلق من الريح، فكان شيئاً عجباً، لا سيما ولم يتقدم له إدمان في ذلك، ولا دربه فيه معلم، وإنما تاقت إليه نفسه، فامتحنها فإذا هي متأتية له فيما أراد، فبرز وأبدى ما يعجز عنه سواه .)
تعليق
السلطان برسباى والأمراء كافأوا الشخص الأول ، لأنه جندي ، كان إفرنجيا فاسلم وأصبح جنديا مملوكيا . الشخص الآخر مصري تفوق على سابقه وطمع في المكافأة ، وقد رأى السلطان مهارته وتفوقه ، ومع ذلك حرمه من المكافأة لأنه مصري . بتعبير عصر السيسى لأنه ( مواطن عادى ) وليس من ( الأسياد ).
رخص الأسعار
( ومن نصف هذا الشهر: انحل سعر الشعير، حتى أبيع الأردب بدينار أشرفي، وانحل سعر الفول، حتى أبيع الأردب بثلاثمائة درهم بعد ما بلغ أربعمائة، ووجد القمح وكثر، ولله الحمد . ) . عندما كانت الأسعار تنخفض تكون نعمة . كانت الأسعار وقتها تتذبذب بين ارتفاع في الأغلب ، وهبوط . في عصر العسكر المصرى الحاكم من 1952 ترى الأسعار في ارتفاع مستمر ، ولا تهبط . الأسعار في مصر اليوم لا تعود الى ما كانت عليه في الماضى إلا إذا رجع الشيوخ شبابا .
الصراع المملوكى الصليبى وبداية الفساد للمماليك الجُلبان :
( وفيه قدم الأمير أرنبغا المتوجه في البحر إلى مكة، وكان معه هدية لصاحب اليمن فمضى بها في البحر من جدة ومعه شخص يقال له ألطنبغا فرنجي- ولي دمياط مراراً- ومعهما من المماليك السلطانية خمسون نفراً، وقد حسن للسلطان شخص أخا اليمن بهذه العدة، فتأخر فرنجي في مركب على ساحل حلي بني يعقوب بالمماليك، وتوجه أرنبغا ومعه منهم خمسة نفر بالهدية والكتاب، وهو يتضمن طلب مال للإعانة على جهاد الفرنج، فأخذ متملك اليمن في تجهيز الهدية، فأتاه الخبر بأن فرنجي نهب بعض الضياع، وقتل أربعة رجال فأنكر صاحب اليمن أمرهم، وتنبه لهم وقال لأرنبغا: ما هذا خبر خير، فإن العادة أن يقدم في الرسالة واحد فقدمتم في خمسين رجلاً، ويحضر إلي منكم إلا أنت في خمسة نفر، وتأخر باقيكم، وقتلوا من رجالي أربعة وطرده عنه من غير أن يجهز هدية ولا وصله بشيء، فنجا ومن معه بأنفسهم وعادوا جميعاً إلى مكة، وقدم أرنبغا مخفاً ).
تعليق
1 ـ السلطان في صراعه مع الصليبيين يطلب عونا من سلطان اليمن ، واستجاب سلطان اليمن ، ولكن مجموعة من الوفد المملوكى نهبوا بعض الضياع اليمنية وقتلوا أربعة من رجال السلطان اليمنى . لا عجب . فهؤلاء هم المماليك الجُلبان ، الذين أدمنوا السلب والنهب والقتل حتى لو جاءوا ضيوفا يتسولون العون .! فماذا عن تعاملهم مع الشعب المصرى الأعزل ؟
2 ـ هنا بداية الإشارة الى وحشية المماليك الجُلبان . وستتكرر في الأحداث التالية. وكان قُضاة القُضاة يسكتون عنها ، فهم من أكابر المجرمين الفاسدين ، ولهذا أصبح ما يرتكبه المماليك الجلبان من سلب ونهب واغتصاب للنساء والصبيان عملا مشروعا ، أي اصبح عندهم من ( المعلوم من الدين السُنّى بالضرورة ).!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س