الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموكب الذهبي للمومياوات الملكية المصرية

هويدا احمد الملاخ

2021 / 4 / 3
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عندما ننظر إلى الإرث الكبير الذي تركه أجدادنا الفراعنة كأول أبجدية وأول توحيد، وأعظم اختراعات التاريخ ، نقف حائرين و كــم من علامـــات الاستفهام و التعجُب تسطير علينا من فرط عظمة حضارات أرض الكنانة التي كانت مهداً للحضارة الفرعونية ، وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية ، وحامية للحضارة الإسلامية .

تسيطر علينا الدهشة عندما نعرف مدى عمق وعظمة الحضارة المصرية والإعجاز العلمي للفراعنة في حقول الطبّ وعلوم الأدوية والفلك والهندسة والرياضيات والجغرافيا والآداب ، وبعض ما توصّلوا إليه ما زال معتمدًا في يومنا هذا ، وقد أبدع المصريون في الأعمال الهندسية، والجراحة، وأنشأوا التقويم الشمسي الذي يعتبر إنجازًا علميًا رائعًا، وأفضل إرث حضاري أمدّت به مصر القديمة العالم المتمدن.

بالإضافة إلى معرفة ودراسة المصريين القدماء لعلم الجيولوجيا واكتشاف مواقع المعادن المختلفة القدرة علي استخراجها في صورتها الطبيعية و معرفة التكنولوجيا الخاصة بعلوم التعدين والفلزات وصولا إلي إنتاج الذهب الخالص وتصنيع سبائكه مع الفضة أو النحاس.
كيف صهر حرفيو الفراعنة الذهب الذي يحتاج إلى حرارة عالية جدا للانصهار وكيف نجحوا في تشكيل التوابيت كعلبة من قسمين أسفل واعلي، بشكل مومياء الملك وقناع بشكل وجهه، وكيف زخرفوها؟!
كل ذلك يعكس مستويات عالية من المهارة الحرفية ، واستخدمت فيها طرق أبدعت أشكالا ورموزا أدهشت دقتها العالم كله .

ما زالت الحضارة المصرية القديمة تبهر العالم اجمع ، ولا سيما علم التحنيط الذي تُعَد أسراره من عبقريات المصري القديم، فبالإضافة إلى الألغاز المتعلقة بتقنيات المواد المستخدمة والوصفات الكيميائية المتبعة، أضيف اليوم لغز جديد، حول التأريخ الحقيقي والدقيق لبدء قيام المصريين القدماء بعمليات تحنيط جثث الموتى ، حيث أظهرت دراسات حديثة أجراها علماء من جامعة أسترالية تكشف عن أن التحنيط قد يرجع إلى عصور ما قبل التاريخ، خلافًا لما هو متعارف عليه حاليًّا، وقد برع المصريين القدماء فى عمليات التحنيط التي أخذت زمنًا طويلًا لتتطور حتى وصلت إلى أوج تقدمها فى عصر الدولة الحديثة.

ومن المعروف أن أول جسد محنط عُثر عليه في واحدة من أقدم المُدن المصرية وهى مدينة الكوم الأحمر( نخن أو هيراكونبوليس ) تقع بإدفو علي الجانب الغربي لنهر النيل وعلي بعد 120 كيلو متر شمال مدينة أسوان .

آن الأوان لحفظ وعرض المومياوات المصرية في مكان أكثر حداثة وتطور يليق بها يجمع حضارات مصر المتعاقبة آلافاً من السنين التى علمت العالم الفن والفكر والعلم والثقافة، وهو المتحف القومي للحضارة المصرية ،حيث تتجه أنظار العالم إلى العاصمة المصرية القاهرة لمتابعة أحداث ( الموكب الذهبي ) نقل المومياوات الملكية المصرية ، من المتحف المصري إلى المتحف القومي للحضارة المصرية فى مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة ، ويحظى ذلك الحدث المرتقب بأهمية كبري في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، حيث أنه من المرتقب أن تنقل مئات القنوات التليفزيونية والصحف للحدث التاريخي.

المتحف القومي للحضارة المصرية (NMEC) National Museum of Egyptian Civilization
وُضِع حجر الأساس لبناء المتحف في فبراير عام 2002، ثم بدأت عمليات التمهيد وإزالة العوائق الطبيعية التي استمرت لثلاث سنوات، حتى بدأ إنشاء المتحف عام 2005 م على أربعة مراحل بتكلفه حوالي نصف مليار دولار.

تم تصميم المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع ليكون أكبر متحف للآثار في العالم ، ويقع على بُعْد 2 كيلومتر فقط من أهرامات الجيزة ، ويستمد أهميته من أهمية وتاريخ المنطقة التي يوجد فيها، أُنشِئ المتحف ليكون أهم وجهة ثقافية وأكبر متحف للآثار في العالم من حيث المساحة ، وعدد القِطَع الأثرية التي يحويها حيث تتجاوز المائة ألف قطعة أثرية ، كما يتضمن المتحف قاعة مركزية يعرض بها نماذج من الحضارات التي مرّت على مصر، سواء ما قبل التاريخ، أو الحضارة المصرية القديمة، والفترة القبطية، والفترة الإسلامية، وصولا إلى العصر الحديث حيث التراث الشعبي الخاص بالمصريين ، ومن المتوقع أن يزور المتحف سنوياً أكثر من خمسة ملايين زائر ، كما أن وتصميمه ذي طابع فخم تشهد على عظمة مصر في الماضي والحاضر والمستقبل .

توج متحف الحضارة بإنشاء قاعه عرض المومياوات بأحدث التقنيات العالمية ، تعد أهم ما ينفرد به المتحف حيث صممت خصيصاً لعرض المومياوات من ملوك و ملكات مصر الفرعونية والتي تهيأ للزائر أجواء منطقة وادي الملوك حيث عثر على هذه المومياوات.

وستُنقل اليوم مومياوات 18 ملكا و4 ملكات من عصور الأسر الفرعونية السابعة عشرة إلى العشرين فى موكب ذهبي يترقبه العالم إلى بيتها الجديد بالمتحف القومي للحضارة على متن عربات مزينة على الطراز الفرعوني على كل واحدة منها اسم ملك من ملوك الفراعنة بالعربية والهيروغليفية والإنجليزية، تباعا بحسب الترتيب الزمني لحكمها في احتفالية تزينها أضواء الليزر والكشافات التي ستضئ السماء بأسماء ملوك الفراعنة الـ22 و17 تابوتا ملكيا يتابعها ملايين المصريين .

ستوضع المومياوات في أغلفة تحوي مادة النيتروجين عبارة عن كيس بلاستك مغلق بمكواة كهربائية معينة، متابعة أنه يتم ضخ نيتروجين للتبريد وقتل أي بكتيريا للحفاظ على المومياء تماما ، في ظروف شبيهة بتلك الموجودة في صناديق العرض، وستزود العربات التي تحملها آليات لامتصاص الصدمات.

من أهم مومياوات الملوك الذين يضمهم الموكب: الملك رمسيس الثاني ، الملك ستي الأول ، الملك مرنبتاح ، الملك ستي الثاني، الملكة أحمس- نفرتاري زوجة الملك أحمس ، الملكة مريت آمون ، الملك سقنن رع تاعا ،الملك تحتمس الثاني ، الملك تحتمس الأول ، الملك تحتمس الثالث ،الملك أمنحتب الثاني، الملك أمنحتب الثالث ،الملكة حتشبسوت، الملك تحتمس الرابع ، الملكة تي ، الملكة ميريت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول ، ويقود الموكب الملكي الملك الفرعوني سقنن رع تاعا وهو من ملوك الأسرة السابعة عشرة في القرن السادس عشر قبل الميلاد، وكان حاكماً لطيبة (الأقصر حاليا) وبدأ حرب التحرير ضد الهكسوس.
يستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي ولفيف من الشخصيات الدولية موكب الملوك داخل متحف الحضارة المصرية، فضلًا عن نقل الحدث العالمي على الهواء مباشرة لحظة بلحظة عبر الكثير من القنوات العالمية ، إن الهدف من العرض هو نقل 18 ملكا وأربع ملكات مصر ، مع توابيتهم وممتلكاتهم ، من منزلهم القديم في المتحف المصري إلى مقرهم الجديد عالي التقنية في المتحف القومي للحضارة المصرية (NMEC) للأسباب التالية :

• ظلت المومياوات الـ22 بالمتحف المصري منذ بداية القرن العشرين ، و كانت تعرض بجانب بعضها البعض في غرفة صغيرة، من دون شرح أو توضيح تاريخي.
• بعد نقل المومياوات الـ22 إلى مقرها الجديد ، ستعرض المومياوات في صناديق أكثر حداثة وتطور من أجل تحكّم أفضل في درجة الحرارة والرطوبة مقارنة بالمتحف القديم.
• سيتم عرض المومياوات بشكل فردي بجانب التوابيت الخاصة بها، في صورة تحاكي مقابر الملوك الفرعونية تحت الأرض، مع سيرة ذاتية لكل مومياء وصور الأشعة لبعض منها.
• يصبح المتحف الكبير من أهم عناصر الجذب للسياحة المصرية، وهو الأمر الذي تسعى وزارتا الآثار والسياحة لإبرازه في جميع حملات الترويج للمتحف داخل وخارج مصر، واستثمار التغطية الإعلامية العالمية للموكب الذهبي .
• تسعى مصر إلى استعادة ملايين الزوار من خلال الترويج لمتاحفها الجديدة مثل متحف الحضارة والمتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة و وضع شعار المتحف على تذاكر دخول البورصات العالمية ، لجذب سياح العالم لزيارة أكبر متاحف الآثار بالشرق الأوسط وافريقيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث