الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداعية العربي قبل ضياع الخارطة وفقدان البوصلة والانحراف عن المسار !!

احمد الحاج

2021 / 4 / 3
المجتمع المدني


عندما يتحول الاجنبي المنصر ،المستشرق ، المثقف ،العالم الى الاسلام عن طريق داعية مسلم يعرف وجهة علمه وحدود عمله ويجيد استخدام بوصلته وتوظيف امكاناته وتسخير حكمته ، واستثمار حنكته فإن الافا مؤلفة من غير المسلمين ستسلم فيما بعد على يد المتحول الجديد الى الاسلام والامثلة كثيرة لعل يوسف استيس ، غاري ميلر، يشوع ايفانز ،صلاح الدين بير فوجل ، ذاكر نايت ، احمد ديدات ، مالكوم اكس ، كات ستيفنس ، ايتان دينيه ، جيفري لانغ ، وليفريد هوفمان ، ليوبولد فايس ، بعضا منهم ، لأن واحدهم كان معد سلفا للتبشير وهذا الاخير مهمته موجهة الى المخالفين لدينه لكسب قلوبهم وليس الى المتدينين من ابناء جلدته ودينه ، فتراه وجريا على ما سبق له ان تعلمه واتقنه من فنون الاقناع والمحاورة والمناورة والمناظرة ، وبعد اشهار اسلامه فإنه يتحرك بلا كلل ولا ملل ، وبهمة عالية ، وبإرادة لاتلين وبعزيمة لاتضعف ، بين صفوف السكارى ، التائهين ، الحيارى ، الضائعين ، الحشاشين ، الملحدين ،المغيبين ، المخدوعين ، المضللين ، غير المسلمين ، لا بين صفوف الملتزمين والمتدينين من المسلمين انفسهم لأن هؤلاء امرهم قد صار موكولا بعد هدايتهم واستقامتهم الى الفقهاء والعلماء واصحاب الاختصاص في مجالات الشريعة وعلومها المختلفة ، اما الداعية فمهمته المرضى وليس الاصحاء وسراج كل واحد منهم وفناره في ذلك الاية الكريمة " كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم " وبما ان الله تعالى قد من عليهم بالايمان بعد طول ضياع وبعد عن الله تعالى وحرمان ، على يد رجل كان سببا بهدايتهم لكونه يمتلك مفاتيح خطابهم ، باسوورد دعوتهم ، ويوزر نيم مخاطبتهم ، فبادروا بدورهم الى رد الجميل ودعوة الضائعين من امثالهم قبل توبتهم وهدايتهم وقبل ان يمن الله تعالى عليهم بالشفاء التام من جائحات الضياع والضلال كافة ، فكانوا مثالا يحتذى حذوه بخفض الجناح والتواضع والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة على بصيرة ، ولأن يهدي الله بك رجلا ،خير لك من حمر النعم ".
يا اخي الداعية تخيل نفسك طبيبا يتعامل مع المرضى فكيف سيتصرف الطبيب مع مريضه من حيث حسن الاصغاء وسعة الصدر والانصات والاستماع والمشورة والرعاية والفحص والتحليل ووصف الدواء الناجع لكل داء ومتابعة حالته المرضية اولا باول ، وبما يتناسب مع كل مريض على حده لضمان شفائه من مرضه وبأسرع وقت ممكن " هكذا كن على الدوام .ولاتنسى ابدا ومطلقا بانك " طبيب قلوب واديان " عملك موجه حصرا الى المرضى لا الى الاصحاء " .
مشكلة الداعية العربي لاسيما في عصور التخلف والانحطاط التي نعيشها حاليا بانه لايعرف مهمته الحقيقية فتراه كحاطب ليل يخبط خبط عشواء ، ساعة يلتقط الجيد واخرى الرديء ، وتراه يلف ويدور طوال حياته حول الاصحاء فقط لاغير تاركا المرضى والمجذومين والمبروصين في مستنقعاتهم الاسنة وبركهم الراكدة وعشوائياتهم هملا من دون نصح ولا علاج ولا وعظ ولا ارشاد ولاتوجيه ،اتدرون ..لماذا ؟ لأن حضرة جنابه الا ما رحم ربك ، يظن ان هؤلاء ومن وجهة نظره - الكسيفة - ميؤوس من علاجهم وهدايتهم وتقويمهم ومصيرهم صائر الى الهلاك لامحالة - بالله عليكم هل هذا هو منطق داعية - ..هل مهمة الداعية في الحياة هي ان يحصي لنا اعداد من سيدخلون جهنم فيما يكتفي هو بالوقوف على التل متفرغا لإحصاء ملايين الجهنميين وربما يغمره الفرح الغامر كلما زادت اعدادهم اكثر فأكثر قائلا - هل من مزيد -ترى هل هذه هي مهمة الدعاة في الارض ، احصاء الداخلين الى جهنم والتيئيس من روح الله والتقنيط من رحمته التي وسعت كل شيء ، ام ان مهمتهم هي اكثار الداخلين الى الجنة واعادة التائهين الى الطريق المستقيم ، وارشاد الضالين الى سبيل الرحمن ؟!- ، اذ ان الاصل هو ان يحزن الداعية ولاينام الليل حين يرى ان اعداد الطالحين صارت اكبر من اعداد الصالحين اضعافا مضاعفة لا ان يفرح بإنحرافهم وضياعهم مطلقا ، ان يحزن على نفسه اولا لأنه وبتقصيره عمدا او سهوا قد جعل هؤلاء يموتون بعيدا عن الطريق المستقيم لقصور في شخصه او علمه او فهمه او اسلوبه او مدرسته او طريقة دعوته .. الكارثة فيما لقن بعصور الانحطاط .بما علم في عصور الانبطاح ..بما درس في عصور الانهزام ، فيما ترى المنصر والمبشر " يذهب الى مجاهل افريقيا وغابات اميركا اللاتينية ويجوب الجبال والوديان والهضاب والسهول والغابات الاستوائية ، يعبر البحار والانهار والمحطيات ليبشر بالنصرانية وسط الافاعي والعقارب والضباع والاسود والنمور والهوام والبعوض والمخاطر التي تحيق به من كل مكان ، تاركا كل نعيم الدنيا وراء ظهره ، مخاطرا بحياته ..وشعارهم الذي تعلموه هو " حيثما وجد الجهل والجوع والمرض وجدت الحاجة الى المعلم والمغيث والطبيب ..وحيثما وجدت الحاجة الملحة الى المعلم والمغيث والطبيب ..نجح التنصير تماما !!" هكذا حولوا ثلاثة ارباع افريقيا الى النصرانية برجال ونساء اصحاب همم عالية تركوا النعيم المقيم في اوربا ليعيشوا في الادغال طمعا يتنصير افريقيا وآسيا واميركا اللاتينية و- كثلكتها - كلها على وفق الخطة الجهنمية التي وضعها بابا الفاتيكان الاسبق يوحنا بولس الثاني ...بينما ترى داعيتنا العربي - ماخلا الداعية الكبير عبد الرحمن السميط وامثاله من الدعاة الكبار الاجلاء وهم كثر الا ان يدا واحدة لاتصفق - متفرغا للمصلين ،للمزكين ، للصائمين ،للمعتمرين ، للقائمين ، للعابدين - وكاعدلهم ركبه ونص ...هاي ليش لحيتك قصيرة ...هاي ليش دشداشتك وشواربك طويلة ..صلاة التراويح ثمانية وليست عشرين او العكس ...الاحتفال بالمولد النبوي حرام او العكس ... صيام 15 شعبان باطل او العكس ...وهكذا دواليك - بمعنى ان الاخ متفرغ للمسلمين الملتزمين لا للعاصين والمنحرفين والضائعين ، طيب وماذا ابقيت في هذه الحالة يوم حشرت انفك في مهمة مناطة بالائمة والخطباء والوعاظ والفقهاء يوم تركت مهمتك الاصلية في الدعوة وجئت لتشارك في المهام المناطة بالبقية ..مع ان الداعية هو للصنف الثاني وليس الاول " صنف المرضى لا صنف الاصحاء ..اما الصنف الطائع العابد الزاهد الراطع الساجد فهذا يتكفل به الفقهاء والائمة والخطباء ، لا الدعاة ..لان الداعية - طبيب - قلوب واديان مهمته ارشاد الضالين والعاصين في كل زمان ومكان.
واختم بالقول لكل داعية - مضيع صول جعابه -صدقني ياعزيزي انت الان شخصيا بحاحة الى داعية !
# لقد تابعت واطلعت على اسباب هداية عدد كبير من غير المسلمين لأكثر من 18 عاما تقريبا ان لم يكن اكثر وما زلت اتابع كل شاردة وواردة عن اسلام اي شخصية معتبرة في مجال تخصصها ، اسلام مثقفين وعلماء وشعراء وكتاب وادباء واكاديميين ومطربين وعلماء من البوذيين والهندوس والنصارى واليهود والملحدين ومن بقية الملل والنحل فوجدت قاسما مشتركا في هدايتهم جميعا تقريبا ، خلاصته أن السبب في هداية كل واحد منهم كان شخص مسلم متواضع ، رقيق القلب ، حسن المعشر ، حلو اللسان ، يطبق الاسلام في الاقوال والافعال ، يتوافق مخبره مع جوهره " يعني مو بالوجه مرايه وبالكفا سلاية " ...يسلم على احدهم اذا رآه في الطريق او في مكان العمل ،او يبادله التحية بمثلها والابتسامة تعلو محياه ..يعزيه بمصابه الاليم ..يهنئه في فرحه ..يقف معه اذا ما تخلى عنه اقرب المقربين اليه ..يتقن ويجيد لغته الام ولو بالحد الادنى ، يمد له يد المساعدة والنجدة اذا ما طلبها ..يعوده اذا مرض ، يتفقده اذا غاب ، فأثر هذا الشخص فيهم ايما تأثير ، تأثير كان ختامه مسك بإشهارهم اسلامهم وليتحولوا انفسهم بعد الهداية الى دعاة ، واي دعاة ؟دعاة مخلصون صادقون مثابرون يمتلكون مفاتيح التأثير والمقدرة على التسلل الى العقول والقلوب معا بيسر وسهولة ومن أول لقاء ، من أول جلسة ، من اول وعظ ، من اول محاضرة ، ..فلنكن مثلهم ولندرك بأن الدعوة قول وفعل وعمل ومثابرة واجتهاد وتضحية وصبر وقدوة وعزيمة واسوة حسنة ، وعدوها اللدود هو التجهم والتكبر والاستعلاء والتكاسل والتقاعس والتكلف والبغضاء والتقعر والتفلسف ووووالتكفير ، وآآآآآه من التكفير الذي جعلنا نجلس بعد الحديدة والخازوق ، على البلاط وبلا عد ولاحصر ولا حصير ...اودعناكم اغاتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية




.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور