الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحف الصفراء .. والعالم الإفتراضي

كاظم الأسدي

2021 / 4 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ل الصحف الصفراء .. والعالم الإفتراضي كــاظـم الأســـدي
بدأت الصحف الصفراء بالظهور مع بداية القرن التاسغ غشر في الولايات المتحدة الأمريكية .. وهي صحف بعيدة عن المهنية وتعتمد على نشر الأخبار غير الدقيقة والمبالغ فيها وتركز على نشرالفضائح والأحداث الملفقة غير الموثقة ؟ لأجل شد إنتباه القراء وإثارتهم لإقتناء الصحيفة ومن ثم زيادة مييعاتها. .. وسميت بالصحف الصفراء لكونها كانت تطبع على ورق أصفر رخيص الثمن . وقد إستثمرت في بدايتها لأغراض تجارية فقط .. وضمن صحافة الترفيه والموضة . كما في الإعلانات التجارية لمختلف البضائع والسلع . لكنها سرعان ما دخلت عالم الصحافة السياسية . ولاسيما في فترة الإنتخابات . حيث تم إستثمار الصحافة الصفراء في الترويج لشخصية سياسية أو حزب معين ؟ ومن خلال الإستعانة بالخبراء لمناقشة وتحليل الأحداث السياسية وكتابة المقالات الصحفية . وتكوين أو صناعة رأي عام بأتجاه معين !! إضافة إلى إعتماد الحكومات على هذا النوع الأصفر من الصحافة أبان فترة الحروب لنشر الأخبار ( ولو الكاذبة )التي ترفع من المعنويات الداخلية أثناء المواجهات العسكرية المصيرية . ومن خلال تسمية الصحف الصفراء هذه , توسع المفهوم ليشمل الإعلام بمختلف أنواعه ؟ فظهرت إذاعات صفراء موجهة لجهة معينة ولغرض معين . لا سيما خلال الحرب العالمية الثانية . وبالأخص أبان حقبة الحرب الباردة بين القطبين الدوليين . وإستمر مصطلح (الصحف الصفراء) متداولا" لغاية نهايات القرن العشرين ؟ حتى يكاد المتابع العراقي أن يحدد ودون عناء , الصحف الصفراء التي كانت تصدر في حينها والتي كان عددها لايتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ومن ضمنها الصحف الحكومية !!
ومع نهايات القرن العشرين وبدء الثورة المعلوماتية العالمية وتسيد العالم الإفتراضي على الحياة بمختلف جوانبها (الإقتصادية والثقافية والإجتماعية والسياسية) . ودخول الإنترنيت مختلف وسائل التواصل الإجتماعي بشكل متسارع مع تطور البرامج و التطبيقات . فقد حدثت طفرة نوعية في عالم الإعلام والصحافة الرقمية بمختلف أنواعها ( المرئية والمسموعة والمقروءة ) . فأصبحت أكثر تأثيرا" وأهمية" في مجالات الحياة المختلفة . وأكثر متابعة" من الجمهور ؟ نظرا" للسرعة في نقل الخبر والصورة, من أقصى بقاع العالم وبوقت قياسي . مما زاد من تأثيرها في صناعة رأي عام مؤيد أو معارض لحدث ما , أو شخص أو قانون أو حزب ؟ ما دفع القوى السياسية بأجمعها حكومات ودول وأحزاب , إلى الإهتمام بهذا المفصل الخطير والتعويل عليه للترويج إلى رؤاها وبرامجها وسياساتها ؟ ولو عبر إستخدام أساليب الصحف الصفراء القديمة من الكذب والإفتراء والتلفيق من أجل خداع الناس , مستفيدين من الوسائل الحديثة التي وفرها المونتاج والفيديوكليب وغيرها ومن دون الإلتزام بمدونة قواعد السلوك لوسائل الإعلام الرسمية. !! ماجعل من بعض الأحزاب والساسة في عراقنا اليوم يعول على الجيوش الألكترونية أكثر من إعتماده على قواعده الجماهيرية ؟ لكن الملفت والمثير للإنتباه أن الصحافة الصفراء كانت في حينها مكشوفة" معلومة" للقاصي والداني . على العكس تماما"من تلك الجيوش الألكترونية , التي لاتختلف (في جوهرها وغايتها)عن الصحف الصفراء ؟ لكنها غير مكشوفة للكثيرين ولايمكن تمييزها لأكثر المهتمين والمتابعين , بحيث تستطيع التأثير عليهم وإجراء عملية غسيل دماغ بسيطة عبر تمرير خبر أو حدث كاذب ؟ يأخذ مصداقيته من خلال كثرة مشاركاته وبأسماء شخوص ومراكز وعناوين صحيحة ووهمية . تعود جميعها لنفس المصدر صانع الخبر !! وإذا كان المواطن قادرا" لوقت قريب على تمييز و فرز الغث من السمين من الصحف الصفراء , فكيف بنا اليوم وقد أصبحت الجيوش الألكترونية أكثر من أعداد الجيوش الوطنية وذبابها يفوق أعداد الذباب عند أي مجمع للنفايات ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م