الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يموت الإله

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الأب الرّوحي ، و المهدي المنتظر موجودان دائماً ، هم أبناء الآلهة الذين نضحك من خلالهم على أنفسنا كي نتجنب محاكاة العقل . لا شكّ أن لكل شخص حريته في الإيمان بدين ما، أو إله ما ، فهي قناعة داخلية لا يمكن تغييرها، لو عددتم عدّد الآلهة ، أو نوابهم في العالم لذهلتم ، فالكثير من الشّعوب صنعت لها إلهاً بطلاً، أو مخلّصاً ، أو مهدياً منتظراً، ولو ناقشت أحدهم بأنّه بشر لحاول إقناعك بأنّه من نسل القديسين وفيه سرّ الإله.
لم نكن نعلم أن الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية هناك من يعتبره إلهاً ، أي أنّ صفته ليس كما أشيع أنّه زوج الملكة، وكفى ، بل هو أعلى قدراً. هو إله . فهناك جزيرة اسمها تانا تؤمن بأنّ " فيليب " إلهاً .
وفقًا لسكان تانا، يعود إيمان سكان الجزيرة بأن فيليب "إله" إلى عام 1974، عندما رافق فيليب الملكة إليزابيث الثانية في زيارة رسمية على ظهر اليخت الملكي البريطاني، فكان في استقبالهم في ميناء "بورتا فيللا" جاك نيفا، أحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، لكن الملكة وزوجها لم ينزلا إلى الجزيرة في تلك الزيارة واستقبلا المرحبين بهم من أبناء الجزيرة وتبادلا الهدايا معهم على ظهر اليخت.
كان نيفا يحظى باحترام شديد بين سكان الجزيرة فأبلغهم عقب لقائه بالملكة وزوجها أنه وصل إلى قناعة بأن "فيليب إله وأنه يتحدر من أرواح أجداد شعب تانا"، وتوفي نيفا عام 2009 في حين ما زال سكان الجزيرة يرددون ما قاله عقب اللقاء بأنه "شاهد فيليب واقفاً على ظهر السفينة ببدلته العسكرية بيضاء اللون، أشبه بالمنتظر الحقيقي."
وقالت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية في تحقيق عن سكان الجزيرة أجرته عام 2017، "إن الأمير فيليب يحترم سكان الجزيرة ومعتقداتهم ويواصل باستمرار إرسال الهدايا لهم."
وكشفت الصحيفة عن أن وفداً من أبناء "تانا" زار بريطانيا عام 2007 فاستقبلهم الأمير فيليب في قصر باكنغهام في لندن، لكن تفاصيل الزيارة والمحادثات بين أعضاء الوفد والأمير فيليب بقيت طي الكتمان.
نحن لا نعرف ماذا كان يرسل سكان الجزيرة من هدايا إلى الإله، لكنّنا نعرف عن بعض الآلهة الآخرين تحت مسميات مختلفة كيف يصعدون من خلال هدايا العباد ، ومن ثمّ يوزعون بعض الأشياء كنوع من السّخاء، فيمجدهم أتباعم، ويشكرهم الجياع، لكنهم يحافظون على مرتبتهم في الغنى كي لا يخسروا لقب الألوهية ، فيزدادون جشعاً ، و لهم مؤسسات كاملة في الدّول المتحضرة تختار ربما تبييض الأموال ، لكن ماذا عندما يموت الإله ؟
الإله لا يموت، لكن روحه تنتقل ، وقد يرثه ابنه على سبيل المثال ، الموضوع مغرٍ ويجب أن يستمر بالنسبة لعائلة " القديسين" . الموضوع لا يتعلق بالأمير فيليب ، بل يتعلّق بنا جميعاً عندما نصنع الآلهة، و تتجسد لنا ، ثم نتعصب على عقيدتنا، ونحارب المختلف عنا. لا بأس أن تعتقد بما تشاء ، لكن احتفظ بمعتقدك لنفسك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي


.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟




.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من


.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح مرسومة




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصم