الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة السابعة

بولات جان

2006 / 8 / 2
المجتمع المدني



رواد العصيان المدني و الصراع اللا عنيف


- 4-

مارتن لوثر كينغ (M. L. King):1929-1968


الراهب لوثر قاد أكبر حركة عصيان مدني ضد التمييز العرقي(العنصرية)و الديني في أمريكا. أوقد نار الأخوة و المحبة و المساواة بين الجماهير و ناضل في سبيل إلغاء كل القوانين المبنية على أسس العنصرية. سعيه السلمي الحثيث و نضاله لأجل الخير و المساواة جعله يستحق جائزة نوبل للسلام عام 1964.

قُتل سنة 1968. و حتى بعد مقتله أستمر تأثيره الكبير على النضال ضد التمييز العرقي. كان الراهب لوثر يعظ و يخطب في الجماهير قائلاً:"كل الناس مرتبطين بنقاط مشتركة ومن المستحيل التخلص أو الانفكاك منها. أنهم مرتبطين بقدرٍ موحد. فما من أحد تأثراً من أمرٍ ما، حتى يتأثر الآخر بشكلٍ من الأشكال. فإذا لم تمسوا كما يجب أن تكونوا، فلن أمسِ كما يجب أن أكون؛ و ما دمتُ لم أمسِ كما يجب، فلن تمسوا أنتم أيضاً كما يجب"

و من خاطرة له كتبها في واشنطون سنة 1963 نقتطع هذه الجملة و نشارككم اياها" دائماً أحلم و أتخيل. أنه في يومٍ من الأيام يجلس على قمم جورجيا الحمراء أبناء الأسرى و أبناء المأسورين سوياً على مائدة الألفة و الأخوة".ربما لم يتحقق خيال لوثر بشكلٍ كامل و لكن جزء كبير منه أصبح واقعاً معاشاً.

هنري ثورو: (1817-1862)

"كلما تحادثت مع أكثر جيراني تحرراً، أدركت أنه أياً كان ما قد يقولون في سعة المسألة وجدِّيتها، ومهما كان مبلغ اعتبارهم للأمان العام، فإن لبَّ المسألة هو أنهم لا يستطيعون أن يستغنوا عن حماية الحكومة الحالية، وهم يخشون عواقب عصيانها على أملاكهم وعائلاتهم."

يُعتبر ثورو قدوة العصيان المدني-حسب رأي الكثيرين-كان عضواً في مجموعة مكافحة العبودية بقيادة رالف امرسون. و له بعض الآثار حول العصيان المدني و كان أول من أطلق هذا المصطلح و له تأثير لا يستهان به على أفكار و اسلوب عمليات غاندي و مارتن لوثر. نريد أن ننشر نصاً له حول جوهر العصيان المدني:

" 1- توجد قوانين أسمى و فوق كل قوانين أية دولة كانت. ألا و هو"الوجدان". و الوجدان هو الصوت النابع من الداخل.

2- احياناً يتناقض قانون الدولة مع هذا القانون السامي(الوجدان)، حينه يكون وظيفة الفرد الامتثال لهذا القانون و معارضة قانون الدولة عن علم و معرفة و دراية.

3- يتحتم عليه(المعارض)أن يضع نصب عينيه نتائج عصيانه و معارضته للقانون حتى لو ادى به ذلك إلى السجن.

4- ليكن بالعلم أن السجن ليس بالأمر السيئ دائماً كما يُظن! فهو يُفيد في جذب انتباه الطيبين إلى أي قانونٍ سيئ و العمل على مجابهته و إلغاءه."

و في إحدى مقالاته يقول: " يجب أن نكون إناساً و بعدها مواطنون" و في مكانٍ آخر يقول" دائماً يقال بأن (الاكثرية من الشعب ليس متعلماً بما فيه الكفاية). مع العلم بأن الاقلية ليست دائماً أعقل من الاكثرية و لا أفضل منها... يوجد الكثير من القوانين الباطلة. هل علينا الامتثال و الرضوخ له؟ أم العمل على تغييرها؟ يقف الناس حيارى أمام هذه الحالات على النحو التالي:(لننتظر حتى ينضم الجميع لفكرة القيام بتغيير هذا القانون. فقد تولد نتائج أسوء و أخطر من القانون ذاته إذ ما عارضناه)و أنا اقول سائلاً: إذاً لِمَ يُصلب عيسى المسيح؟"

في احدى الايام ذهب ثورو إلى البلدة لقضاء بعض الحاجيات. هناك يوقفه الشرطة و تطلب منه تسديد ضريبة الفرد(الخراج). لكن ثورو يرفض دفع النقود، ليس لطمعٍ في نفسه او إقتار او فقر، لكن لأنه يؤمن بأن دفعه للضريبة تدعم و تسهل عمل دولة عبودية... و نتيجة رفضه يُلقى به في السجن. استفاد من دخوله السجن بجذب الانتباه لقضية العبودية في أمريكا. لم يمكث طويلاً في السجن لأن أحدهم سدد الضريبة بدلاً منه( هذا ازعجه بكل الاحوال) حتى أنهم اخرجوه عنوةً من السجن و بعد خروجه كتب نصا بعنوان "علاقة الفرد بالدولة" وقدمه خلال محاضرة في مدينة كونكورد في شهر كانون الثاني/يناير 1848. ؟ في السطور الاولى من مساجلته يشير الى ان وجود الحكومة لا يجب ان يعني تخلي المواطنين عن الاحتكام الى ضمائرهم. ويؤكد "ان المفروض عليّ تحديدا هو الاحتكام الى فكرتي عن الخير والانسجام معها". و إذا ما سأله احد عن سبب دخوله السجن كان يجيب:" و لِمَ لم تدخله أنت؟"

من أكبر العلامات الفارقة بين منطق ثورو و سقراط هو احترام سقراط للقانون(و هذا موضع نقد) و أما منطق ثورو فيتلخص في الجملة التالية"ليس الطاعة العمياء للقوانين بل القيام و الامتثال لما يراه مناسباً وجدانياً" و يعرّف ثورو العصيان المدني بـ"العملية التي ليس مهماً بتاتاً هل هي فردية أم جماعية. و قرار التحرك بالعملية مأخوذة من وجدان المجتمع. لا تحوي العنف و العنوة، مسالم و لكن مؤثرة جداً".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر


.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة




.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا


.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة




.. مستوطنون إسرائيليون يضرمون النار في مقر وكالة الأونروا بالقد