الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الخير و الشر

سليم نزال

2021 / 4 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صراع الخير و الشر !



كتبت لى سيدة تقول بما معناه ان العالم بات مليئا بالاشرار .و انا لا اعتقد ذلك .لا اعرف ان كان الشر قد ازداد ام اننا بفضل تقدم وسائل الاعلام صار بوسعنا رؤيته بصورة افضل . هل الارهاب ظاهرة جديدة فى تاريخ البشر ؟ انا لا اعتقد ذلك و لدينا من الامثلة ما يؤكد انه موجود من زمن طويل .الصراع بين الخير و الشر قديم قدم الانسان على الارض .و لعل تاريخ البشر يتلخص فى حلم البشر اخراج الانسان من الحالة البدائية الى حالة الرقى .و اولى درجات الرقى هو احترام القيمة الانسانيه .و نحن نلمس مثلا عن اتباع الديانات فكرة المخلص الذى يخلص البشر من حالتهم الراهنة الى حالة افضل كما هو فى المسيحيه .و تلك الفكرة نجدها لدى المسلمين خاصة الفرع الشيعى من الاسلام حيث التاكيد على المهدى الذى ينتظره الناس ليخلصهم من الشر .حتى ان كارل يونع عالم النفس السويسرى يعتقد ان هذه الفكرة مزروعة فى لا وعى الجمعى لللانسان .
و الثقافات على اختلافها نجد فيها فكرة الرجل الشجاع الذى ينتصر على الشر مما يؤكد تاصل الفكرة فى المجتمعات .لقد حصل الكثير من الاعمال الوحشية فى القرن العشرين مثل حالة التطهير العرقى للتتار فى الاتحاد السوفياتى و للارمن و السريان فى تركيا و الفلسطيين فى فلسطين و فى كمبوديا كما حصلت حالات تطهير عرقى فى رواندا و يوغوسلافيا فى القرن الواحد و العشرين و كلها تدل على تراجع و انتكاسات للرقى الانسانى . و كل هذا يدل ان الصراع بين الخير و الشر صراع مستمر طوال الوقت .
و اذ تمر البشريه فى ما بات يعرف بمرحلة ما بعد الحقيقة بدانا نرى انتشارا للفوضى بطريقة قد لا تكون مسبوقه كما بدانا نرى تقوقع على الذات الثقافية الى درجة مرضيه .و قد شاهد جيلنا كيف كان الناس عل اختلاف عقائدهم و قومياتهم يعيشون بسلام فى الاتحاد السوفياتى و الاتحاد اليوغسلافى قبل انفجار الاوضاع هناك .معنى هذا ان البشر قادرون ان يعيشوا بسلام معا متى توفرت الارادة السياسية .لكن ما ان انهار الاتحاد السوفياتى و اليوغوسلافى و ترافق هذا مع بروز ظاهرة النيو ليبرالية حتى شاهدنا انتكاسات خطيرة فى مستوى التعايش و تقوقع على الذات ..
اشكال العنف كانت دوما موجودة عبر التاريخ و تتخذ اشكالا متنوعة فمرة صراع قومى و تارة اخرى صراعات ايديولوجيه و لعلها الان تتخذ اشكالا دينيه بطريقة او باخرى .
لكن ينبغى لنا ان لا نضخم كثيرا اعمال الارهاب هذه رغم كلفتها الانسانيه الباهضة . لقد صار بوسعنا دراسة و فهم ظاهرة الارهاب عبر استخدام ادوات علمية و تحليل الظاهرة التى هى فى راى احد منتجات العولمة .بدون ان نغفل بالطبع العوامل الاخرى التى ساهمت فى تكوين هذه الظاهرة .
ان النضال ضد ظواهر التطرف الدينى و الاقصاء ينبغى ان يستمر و يتعزز ففى نهاية المطاف تظل ظواهر التطرف ظواهر لا مستقبل لها كما هى الحال مع كل ايديولوجيات التطرف عبر التاريخ لا بد ان تختفى فى نهاية المطاف .و اذا كانت الراسماليه قد نجحت على عكس توقعات كارل ماركس فى تجديد نفسها الا انها تبقى عقبة كبيرة فى سبيل تحقيق انظمة اشتراكيه عابره للشعوب و الثقافات من اجل عالم تتحقق فيه الكرامة الانساني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب