الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية ولا جدلبة الوحي بين الوجود وواقع الامه

هاشم الخالدي

2006 / 8 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في موضوعنا السابق الدين والحياة بينا كيف ترتبط فعالية ادراك الوجود كقوه مهيمنه رحمانيه( الرحمان) وفعالية ادراك الزمان والمكان وسمات الكم والكيف ، بقدرة الادراك وهي خا صه بدماغ الانسان المعتدل القامه ومتحرر الذراعيين تميزه عن جميع الكائنات البشريه والحيوانيه وهن فعاليتين ايحائيتين مطلقتين خارج ارادته ياتي في اثرها و اعقابها المعرفه المحمله والمركبه والمحلله في الذاكره والمتراكمه المتسعه عبر سعيه الغريزي من اجل الحياة, تنعكس على الواقع المحيطي للانسان كانجازات يخلفها عبر الاجيال في دورات متكرره افقيه وعموديه تفعل اثرها في اتساع المعرفه وذلك هو مبعث التطورمن البدائيه الى الحضاره للمجتمع الانساني فما للعمل من دور في تطور المعرفه بقدر ما للمعرفه من دور في تطور العمل فهما وجهان لحقيقه واحده اسمها الانسان الخليفه .ان قدرة الادراك تلك صفه تميز الانسان لم يتوصل العلم الى منشاها وقد وصفت بالمنظور القراني الكريم بنفخة الروح والنفخ هو الترقيه و التضخيم و التعظيم اما الروح فقد اكتفى بوصفها خاصه بالله او بامره ولم يذكر اطلاقا ان للانسان روح انما تاثيرها جعل الانسان خليفه, بتعبير اخر و باختصار انها تركت اثر مادي في التركيب الوراثي لدماغ الانسان لذلك فهي ليست كالوحي او الفعاليه الايحائيه.. لقد ذكرنا ايضا ان الوحي وحيان الاول وحي الوجود او الله والثاني هو وحي الواقع وصورته العقل والنفس الكلي يشمل الزمان والمكان وسمات الكيف والكم اي وحي المحيط . ان وحي الله هو نفسه لا يتغيروهو شكل من الادراك في قدرة الادراك غير خاضع لقوانين الجدل مطلق لا يحدده قياسات زمان او مكان او كم او كيف لذلك يعجز الدماغ من تحليله او تركيبه او تحميله يستسلم له العقل والنفس الانساني بقدر او اخر يختلف بين الناس ويبلغ حدود اليقين عند الرسل والانبياء لما ينزله و ينطقه فيهم ويريهم ما لا يراه الاخرين ويدلهم من خارج معرفتهم ومن خارج المتراكم في ذاكرتهم بل عبر معانات العقل والنفس وغربتهما , اما وحي الواقع فهو خاضع للتطور بقوانين الجدل المادي والانساني( الاكثر جدلا),لذلك ان اي مماحكه عقليه لاثبات وجود الله هي مماحكه عقيمه منذ الازل والى الابد , وهنا فقط اردنا الاشاره الى ان نفخة الروح وردت في القران الكريم فقط في خلق ادم وخلق عيسى وبالحالتين حصل تغيير مادي انعكس في القدرات الخاصه بكل منهما الا ان الثاني لم يورث تلك القدرات اذ لم يكن له ولد وبالعكس فالاول ورثها لبنيه رجالا ونساءا.اما الوحي فقد صرّح به الانبياء والرسل حتى خاتمهم محمد(ص).ان الانبياء والرسل بشر يتلقون وحي الله ووحي العقل والنفس اي وحيان اما باقي بني الانسان فوحيهم من الواقع فهو وحي عقلي ونفسي .ان دماغ الانسان خاضع للتطور في نشأته الجنينيه حتى البلوغ, وعبر الاجيال وهو تطور فردي لذلك فهناك من بني الانسان من هم اكثر سعة او قابلية استجابه للوحي وهم الاصفياء- الانبياء و الموهوبين من فلاسفه وعلماء وادباء وفنانين ومهره...الخ مما لا شك فيه ان الاسطفاف الطبقي في مجتمع الانسان مهما كان بسيطا ناتج عوامل الاختلاف والتباين في بنية وظرف الفرد والمجتمع وعلاقة الفرد بالمجتمع وهي حاضن للوحي العقلي والنفسي لذلك فهي عوامل محدده للتطور المعرفي اي ان الوحي العقلي والنفسي وانجازاته تتوقف على الطبيعه الطبقيه للمجتمع وطبيعة السلطه القائمه بالتالي ,لذلك ربطت تلك الطبقات التعبير عن الوجود بمصالح طبقات الناس وهي مبعث ظهور الاديان الوضعيه في المراحل الاولى لنشوء الحضاره. ان تاثير الدين الالهي( وحي الله) في مراحل التاريخ لمنطقتنا ناجم عن جذور راسخه تمتد الى زمن بعيد لعب فيه ظهور الانبياء والرسل الاثر الاكبر اي ان وحي الوجود هو الرائد وليس وحي الواقع فالاخير تمحور عليه و ظهر اثره ودوره في الحياة العمليه للتعبير الزماني والمكاني وفي جدلية العمل والمعرفه فحقق الانجازات وبنى حضارات قديمه معروفه في منطقتنا سومريه واكديه وبابليه واشوريه وفرعونيه ثم راشديه و امويه وعباسيه وفاطميه وموحديه الى جانب السيروره النبويه منذ نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله علبهم جميعا حتى انقطعت بعد خاتمها وبنيت عليها المذاهب التي هي وحي من الواقع في عقل ونفس توارث نصوص وحي الوجود ووحي العقل والنفس الرسولي فشهدت تكوين الدوله والحضاره ونموها المضطرد لغاية الوصول الى مرحله تطلبت مفاهيم جديده ونظم تؤسس على وحي الواقع الجديد واقع الحاضن الاجتماعي واسطفافاته الطبقيه الجديده وقاعدتها اتساع الانجازات كما ونوعا انعكس على تطور الادوات ووسائل الانتاج الصناعيه ان نتاج التطور النفسي والعقلي هو التطور بالانجاز وتلك صناعه ومؤسسات ملازمه لها تنعكس على تطور المجتمع وقواه الانتاجيه... ان تطور قوى الانتاج تطلب سلطه جديده ونظام جديد ودوله جديده وقوانين جديده الا ان قدسية وحي الوجود الرسولي استثمرفي الربط التعسفي بين وحي الواقع اللذي عاصر وحي الوجود في الطور الخاتمي للرسل مع الواقع الجديد ادى الا التمسك والتشبث بقوانين وبنية دوله ونظم وسلطه كلها قديمه ترتبط بالتحول المرحلي من القبليه - العبوديه الى الدوله ما بعد العبوديه ومستوى انجازاتها الشبه الاقطاعيه والاقطاعيه هذا التعسف ولد الاستبداد في قمع الممانعه والمعارضه المتطلعه الى التغيير ومن نتائجه اللجوء الى الحرس المستورد من مجتمعات اخرى للاستعانه بها وظهور السياسات الطائفيه والطائفيه المضاده كناتج حتمي من حالة التشبث بمفاهيم ماضويه ومن نتائجه ايضا توقف النهضه المعرفبه التي شهدت الازدهار قبل ذلك فتعرضت الدوله والمجتمع الى التفكك والفوضى وتسلل مرتزقة الحرس الى السلطه بعد ان اصبحت تشكل طبقه مع السلطه في شكل وتكوين طفيلي غير ناجز حتى سقوط حضارة الامه
وتعرض اجزائها الى الغزو والاحتلال والاستعمار باشكاله القديمه والحديثه وسنبحث ذلك في موضوع اخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah