الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا بين إنقلابين ( 1960 - 1980 ). .. دراسة تاريخية ورؤية سياسية ( 8 ) .

حسن كعيد لواخ
كاتب وتربوي من العراق

(Hasan Gaeed)

2021 / 4 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كما تحترم جميع الإتفاقات الدولية .
وتطرق الى علاقات تركيا مع الإتحاد السوفيتي سابقا ، روسيا الاتحادية حاليا قائلا : ( اننا نودّ من صميم القلب أن تدوم سياستنا مع جارتنا الشمالية العظمى مبنية على اسس الإحترام المتبادل وفي إطار حسن الجوار ) ، كما أشاد باللاقات التركية مع العالم العربي ، ولا سيما سوريا والعراق (79 ).
ويذكر إن برنامج حكومة ( عصمت إن نو نو ) قد نال ثقة المجلس الوطني التركي الكبير بحصوله على ( 269 ) صوتا من مجموع ( 449 ) صوتا بعد عرضه للنقاش أمام المجلس لمدة دامت أربعة أيام .
أخذت حكومة الرئيس ( إن نو نو )تتعثر منذ الأشهر الأولى لولادتها لإن (تركيبتها ) كانت غير سليمة وغير منطقية على الإطلاق ، بسبب جمعها بين نقيضين ، فحزب الشعب الجمهوري ، وحزب العدالة ، هما حزبان متناقضان في كل شيء ، وإن حزب العدالة لم يقبل المشاركة في الأئتلاف إلا من أجل إعادة الإعتبار لمحكومي ( ياس أضا ) ، وقد ظلت مناقشات الجمعية الوطنية تدور كلها حول هذا الموضوع طيلة أشهر تقريبا ، من دون التوصل الى أية نتيجة ، ولم يتفق نواب الحزبين إلا على أمر واحد ، وهو زيادة تعويضات النواب ( 80 ).
إذ إن ظروف تركيا الخاصة وتدهور أوضاعها العامة ، جعل حكومة ( عصمت إن نو نو ) لا تستطيع الإستمرار في عملها طويلا ، خاصة وإن عصمت قد صرح أكثر من مرة بإن : ( رئاسة الوزراء أصبحت عملا شاقا ليس في إمكان أحد أن يتحمله ) ( 81 ) .فقدمت الحكومة إستقالتها ( 82 ) بعد عجز الحكومة في إنجاز نشاطاتها .
ازدادت الأوضاع السياسية سوءا وازداد التناحر بين الأحزاب السياسية وعم الإستياء أوساطا واسعة من السكان ، وكان العسكريون يراقبون الأوضاع عن كثب .
وفي ليلة 22 - 23 شباط 1962 م حصلت محاولة إنقلابية قام بها وخطط لها امر الكلية الحربية العميد ( طلعت ادمير ) وقد إنتهت بالفشل - سبق الحديث عنها - لذلك فقد قدم ( عصمت إن نونو ) إستقالته الى الرئيس جمال كورسيل في 31 مايس 1962 م ، وبذلك إنتهى التحالف الحكومي والحزبي بين حزب الشعب الجمهوري وحزب العدالة .
2 / الحكومة الأئتلافية الثانية :
مرة أخرى كلف جمال كورسيل ، ( عصمت إن نونو ) بتشكيل الوزارة الأئتلافية الثانية ، وقد امضى ( إن نو نو ) فترة مشاورات مع الاحزاب الفائزة في الإنتخابات ما يقارب 25 يوما ، ففي 24 حزيران / يونيو 1962 م ، وبعد ان إستخدم الجيش أكثر من ورقة ضغط بوجه السياسيين ، تمت التوافقات بين حزب الشعب الجمهوري وحزب تركيا الجديدة والحزب الفلاحي الجمهنوري ، على تشكيل حكومة أئتلافية ثانية ، وقد عقدت الحكومة الأئتلافية الثانية أولى إجتماعاتها في 25 حزيران 1962 م برئاسة ( إن نو نو ) ، وقد ضمت إثنين وعشرين وزيرا بضمنهم عصمت إن نو نو رئيس الوزراء ، وقد حصل حزب الشعب الجمهوري على ( 11 ) حقيبة وزارية ، وحصل حزب تركيا الجديدة على ( 6) حقائب ، كما حصل حزب الامة الفلاحي الجمهوري على ( 4 ) حقائب وزارية ، إما حصة المستقلين فكانت ( حقيبة واحدة ) ( 83 ) ن ولكن الأوضاع ظلت تعاني من عدم الإستقرار ، فلقد كانت التظاهرات الشعبية الكبرى الت قادتها احزاب وفئات المعارضة التركية بزعامة حزب العدالة التركب المعارض توحي من كون الشعب التركي بأغلبية ساحقة لم تكن راضية البتة عن إعدام ( عدنان مندريس ) من جهة ... ولم تكن راضية عن الطريقة المتذبذة والفوضوية والتي من خلالها يقود ( إن نونو ) البلاد ... وإن نو نو كان يحول إمساك العصا من الوسط لإرضاء كافة فئات التحالف الرباعي ...وقد أثبت التاريخ السياسي الحديث في تركيا أو غيرها من البلدان الديمقراطية ( فشل ) الأئتلافات الحكومية في قيادة الدولة لإسباب عديدة ، منها عقائدية ومنها سياسية ومنها حزبية نقابية ومنها إعلامية أو جماهيرية ... فالتحالفات التكتيكية مثل هذه ، عندما تصطدم بطريقة أو بأخرى بالمنظور والعمق والرؤية الستراتيجية ، يحصل تنافر شامل بين ( التطبيق والمنهج ).. كما إن إعدام ( مندريس )بهذه الطريقة اللامسؤولة واللاديمقراطية ولّد قناعة جماهيرية مفادها ( إن الدولة التركية ) تعادي التيارات والمفاهيم الدينية - الإسلامية ، سواء كانت هذه التيارات راديكالية المنهج أو وسطية المنهج ...وهذه القناعة هي التي دفعت السواد الأعظم من الشعب التركي للخروج بمظاهرات كبرى ضد الحكومة بعد أن استغل حادثة (عملية عرفان تانسل )*وذكرى إعدام ( مندريس ) الذي يعتبر بطريقة أو بأخرى مناصرا للحركات أو التوجهات الإسلامية التركية .
ومن هنا نستطيع أن نتفهم وجود هذه الأعداد الكبيرة من المتظاهرين ليس دعما لحزب العدالة فقط وإنما للإفصاح عن ماهية الإنتماء الإسلامي لغالبية الشعب التركي .
ولذلك فقد حصلت إنقسامات ليس فقط بين الأحزاب المؤتلفة في الحكومة ، إنما في داخل الحزب الواحد نفسه ، فعلى سبيل المثال ، إن ضعف الحكومة الأئتلافية الثانية جعل الجناح ( اليساري )في حزب الشعب الجمهوري يتصدى لكثير من الإجراءات التي أوتخذت بهذا الصدد كعدم قدرة الحكومة على تطبيق تعليماتإستيفاء الضرائب وهو النظام الذي طبق عام 1961 م والذي شمل كبار الملاكين وأصحاب العقارات ، ولذلك فقد حصلت إنشقاقات داخل حزب الشعب الجمهوري ، وقد خرجت المظاهرات بالمطالبة باستقالت ( إن نو نو )الذي تمسك بمنصبه أمام إصرار معارضيه .


(( للبحث بقية )) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية