الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إفسادُ منطق الإمكان

نعيم إيليا

2021 / 5 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


للعلماء في عصرنا وسائل مادية عملية أو نظريات رياضيىة في تحصيل المعرفة وتطبيقها في مجالات الحياة المتعددة. فلديهم ، مثلاً، التلسكوبات العملاقة لتحديد مواقع الأجرام السماوية المرئية واللامرئية، وكذلك لمعرفة كيف تدور هذه الأجرام في أفلاكها، وكيف هي. ولديهم منشآت ضخمة مثل (مصادم الهيدرونات الكبير سيرن) على الحدود السويسرية الفرنسية، لتفسير كيف نشأ الكون، وأيضاً لتفسير ألغازه، وظواهره المبهمة كالثقوب السوداء، وكتباعد المجرات المتسارع بصورة مذهلة، وأيضاً لتفسير كيف نشأت هذه الظواهر ومما نشأت، وما الذي يترتب على نشوئها من آثار. ولديهم مراكز أبحاث علمية غاية في الرصانة والفخامة مزوَّدة بأحدث المعدات التكنولوجية، مثل ما لديهم من نظريات مدهشة معجبة كالنظرية النسبية، والنظرية الكمومية.
فأما الفلاسفة، فلاسفة العصور القديمة على الأخص، فكان المنطق بقياساته وافتراضاته أداتَهم على الأغلب في فهم وتفسير معضلات الوجود ولاسيما معضلة نشأة الكون التي هي أسُّ كلّ المعضلات. فها هو ابن سينا – على سبيل المثال - يستعين بالمنطق كغيره ممن تقدمه أو عاصره أو جاء من بعده، في إثبات أن الكون واجب الوجود بغيره؛ أي إنه أزلي ولكنّ أزليته صادرة عن أزلية الأول، من غير أن يحرجه تصور وجود أزليَّين معاً (الله والعالم) فتصور وجود أزليَّين لم يكن يحرج في العصور الغابرة عقل بعض الفلاسفة، فحتى أرسطو لم يحرجه أن يتصور وجودَ أزليين معاً، بل إن ابن رشد بالرغم من تديّنه، فإنه لم يحرجه أن يتصور العالم أزلياً مع الله.
فإذا سائل سأل الآن: وماذا كان برهان ابن سينا وغيره من الفلاسفة على أن الكون أزلي؟ جاءه الجواب: إن برهانه لم يكن غير ألفاظ منضَّدة منسقة في جمل منطقية من صنع العقل وإلهامه تفترض أن كلَّ موجود : إما أن يكون واجب الوجود، أو يكون ممكن الوجود، أو يكون ممتنع الوجود مستحيلا.
فلما لم يكن الكون واجب الوجود بذاته، ولم يكن ممتنع الوجود، فهو إذاً ممكن الوجود. والممكن الوجود عند ابن سينا حين يتعلق بالكون، يمسي واجب الوجود ولكن لا بذاته وإنما بغيره، وغيره هو المبدأ الأول.
هكذا بمثل هذا القياس يستدل ابن سينا على أزلية الكون بصورته لا بمادته. وقد شرح كلَّ هذا في غير واحد من كتبه، ففي كتاب (النجاة) يقول:
„إن الواجب الوجود الذي متى فرض غير موجود عرض منه محال، وأن الممكن الوجود هو الضروري الوجود، والممكن الوجود هو الذي لا ضرورة فيه بوجه أي لا في وجوده ولا في عدمه. فهذا هو الذي نعنيه في هذا الموضع بممكن الوجود وإن كان قد يعني بممكن الوجود ما هو في القوة ويقال الممكن على كل صحيح الوجود وقد فصل ذلك في المنطق ثم ان الواجب الوجود قد يكون واجباً بذاته وقد لا يكون بذاته. أما الذي هو واجب الوجود بذاته فهو الذي لذاته لا لشيء آخر أي شيء كان يلزم محال من فرض عدمه. وأما الواجب الوجود لا بذاته فهو الذي لو وضع شيء مما ليس هو صار واجب الوجود لا بذاته مثلاً أن الأربعة واجبة الوجود لا بذاتها ولكن عند فرض اثنين واثنين والاحتراق واجب الوجود لا بذاته ولكن عند فرض التقاء القوة الفاعلة بالطبع والقوة المنفعلة بالطبع أعني المحرقة والمحترقة. „.
والأولى ههنا أن يُنظرَ في حقيقة (الممكن) من حيث هو أداة منطقية لفظية يستعان بها في التفسير والكشف وإقامة الحجة والبرهان، وأن يهمل النظر في حقيقة مصطلح الواجب الوجود، وفي حقيقة مصطلح الممتنع. وذلك لأن الواجب الوجود والممتنع، أمران لا يختلف فيهما اثنان من العقلاء. فإن كلّ ما هو موجود، فإنما هو موجود لأنه ضروري واجب الوجود. فأما الممتنع، فإنه المحال والمحال عدم. ولقد أدرك ابن سينا هذه الحقيقة؛ حقيقةَ أن الكون واجب الوجود، ولكنّ نزعته المثالية أبت إلا أن تربط هذه الحقيقة المادية الجلية بحقيقة أسمى وأرفع رتبة منها – في نظره - هي المبدأ الأول أو الله.
وهذا الضروري الواجب الوجود – على فكرة - موافق لقانون حفظ المادة الذي قد أضحى مسلَّماً به لدى كلّ من لم تنهك الخرافة عقله.
فإذا نُظر في حقيقة (الممكن) فلا بد من أن يستولد النظر فيها هذا السؤال: وماذا يجدي أن يقال إن شيئاً ما يمكن أن يوجد، وأن لا يوجد في الوقت ذاته؟ أيجدي ذلك في إثبات أن الأشياء تحتمل الوجود كما تحتمل اللاوجود؟ ولكن الأشياء في الواقع لا تحتمل إلا الوجود. إذن فأي جدوى من القول هذا وقد ظهر نبوُّه عن الحق؟
فأما الدليل على أن الأشياء الموجودة لا تحتمل إلا الوجود، فهو عدم وجود أشياء في الواقع تحتمل الوجود والعدم. أوَيوجد حقاً شيء له أن يكون ولا يكون؟ فإن كان يوجد حقاً شيء كهذا الشيء يجمع بين النقيضين الوجود والعدم، فما هو هذا الشيء، وأين يوجد؟
إن القول بأن الشيء يمكن أن يكون ولا يكون، يفترض أن هذا الشيء لم يكن موجوداً قبل أن يوجد أي إنه قبل أن يوجد، كان معدوم الوجود. فهل لشيء كان معدوم الوجود، أن يوجد؟
ولن يجدي رأي الفلاسفة من أمثال ابن سينا وابن رشد: إن هذا الشيء قبل وجوده، كان في حالة قد استوى فيها وجوده وعدمُ وجوده، ثم تهيأ له مرجحٌ فرجّح وجودَه على عدمه.
فإنه إن تُوهم هذا أنه مجدٍ، فكيف عُلم بوجود المرجح؟ وكيف عُلم بأن شيئاً قبل أن يكون موجوداً، كان متمرغاً في حضن تلك الحالة التي قد استوى فيها الوجود والعدم؟
أوَيجتمع الوجود والعدم لشيء بعينه في حال من الأحوال؟
فإن قيل: إن المقصود من أن الشيء الذي هو الآن موجود، كان موجوداً ولم يكن موجوداً، هو أن هذا الموجود كان موجوداً (بمادته) ولكنه لم يكن موجوداً (بصورته) ومثاله المطر. فالمطر كان موجوداً بمادته قبل أن يوجد بصورته المطرية. فإنا لنجد مادته في مصادر المياه فالريح فالسحابة حتى إذا تحققت له شروطُ أن يكون مطراً، صار مطراً، وإلا فهو ليس.
قيل في الرد على القائل بذلك: إن كانت صورة المطر معدومة قبل وجود المطر في صورته، فإن (المطر) إذاً لم يكن مطراً قبل أن يتصور مطراً، وإنما شيئاً آخر تغير فتحول فصار مطراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - modal logic and reality
منير كريم ( 2021 / 5 / 9 - 17:43 )
تحية للاستاذ المحترم نعيم
مقال ممتاز وممتع
في الجزء الاول من المقال تتحدث عن منطق الامكان واود ان الفت انتباهك ان هناك فرعا من المنطق اللاارسطي (المنطق غير التقليدي) هذا الفرع يدرس منطق الضرورة والامكانية وفيه علاقات رياضية هامة وله تطبيقات ايضا ويدعى هذا المنطق مودال لوجك
الجزء الثاني من المقال حول الوجود
حسب فلسفة هيوم التجريبية لانستطيع ان نثبت الوجود الموضوعي للعالم وعليه يجب ان نفترض مايلي
العالم موجود موضوعيا
للعالم قنونة ذاتية
على هاتين البديهيتين (الفرضيتين) ينشأ العلم
وهذا هو الحد الادنى من الميتافيزياء الضروري
شكرا لك


2 - فلسفة هيوم
نعيم إيليا ( 2021 / 5 / 9 - 21:09 )
وتحياتي الحارة لك عزيزي الأستاذ منير كريم. وشكراً لك على تفضلك بهذه الملاحظة القيمة مثل أكثر ملاحظاتك.
أجل، هو ذاك كما لا حظتَ. فإن المنطق الرياضي هو المنطق الذي يجب أن نثق به، ولا أشرك معه الهندسة فقد لا تكون نتائجها يقينية دائماً.
وأقول : بالنسبة لفلسفة هيوم، فإن ما لا يمكن إثبات وجوده هو العالم ولكن الميتافيزيكي لا العالم المحسوس الواقعي.
هيوم صرح ضخم، تعجبني آراؤه في الأخلاق والنفس. ولا أدري سبباً معقولاً لنقده بمثل تلك الحدة من قبل لينين .
التجارب العلمية تثبت اليوم أن الإنسان يمتلك منذ ولادته لا أقل من من خمس انفعالات.
كما أثبتت الخبرة رأي هيوم أيضاً في أن المعتقدات انفعالات وليس أفكاراً.
بعض الماركسيين في الحوار المتمدن لا يزال يعتقد بأن الدين فكر وليس عاطفة وانفعالا. ولعلك اطلعت على مجادلتي لصديقنا الأستاذ المفكر والسياسي والأديب حسين علوان حسين
أكرر التحية والشكر الجزيل



3 - معرفتنا هي طارئة على الكون
ايدن حسين ( 2021 / 5 / 10 - 03:13 )
تحية استاذ نعيم
قبل خمسين او ستين سنة .. لم يكن هناك شيء اسمه ايدن
و قبل اربعين سنة مثلا .. لم يكن ايدن هذا يعرف .. هل اذا باض الديك على الجدار الذي بيننا و بين الجيران .. فهل هذه البيضة ستسقط في بيتنا ام في بيت الجيران .. هذا السؤال كانوا يسألونه الاطفال لكي يعلموا هل بدأ الطفل بادراك الفرق بين الديك و الدجاجة
يا رجل كل علومنا و فلسفاتنا هي تخمينات و احتمالات
رجال العلم و الفلسفة يجب ان تعتبرهم اطفال كبار في السن
من منا يعلم ماذا حصل مع الانفجار العظيم .. هل ابتدأ الزمن .. ام ابتدأت المادة و الزمن معا
مع احترامي
..


4 - بيضة الديك
نعيم إيليا ( 2021 / 5 / 10 - 10:58 )
تعليقاتك حلوة عزيزي الأستاذ أيدين، إنها تجلب المسرة. ثم ألا تعلم أن الديك يبيض حقاً؟
بالفعل فأنت قبل خمسين سنة لم تكن، ثم كنتَ، فأين كنت قبل أن تكون؟
. التخمينات والاحتمالات تنتهي إلى نتيجة، فإما أن تكون النتيجة فاسدة أو تكون صحيحة
والسؤال : كيف نعلم أن تلك النتيجة صحيحة أو أنها فاسدة؟ هذا الذي ينبغي أن نشغل به عقلنا في رأيي.فما هو الرأي عندك؟
ثم تخيل عالماً بلا فلاسفة ولا علماء، كيف سيكون هذا العالم؟
ثم إنك لتتمتع بمنجزات العلم والفلسفة، فلماذا تجحد فضلهما؟
مع الانفجار العظيم ابتدأ الزمن والمكان، ومن حق عقولنا أن تحار بهذا، ولكن عقولنا ليست المقياس. المقياس هو ما يجري حقيقة في الطبيعة.
فأما المادة فإنها لا تبتدئ،فإذا كانت في رأيك تبتدئ، فمم ابتدأت؟
أحييك وأنتظر مقالاتك الممتعة.


5 - ابتداء المكان
ايدن حسين ( 2021 / 5 / 10 - 12:32 )
استاذ نعيم
يا رجل تتقبل ابتداء المكان مع صعوبة تصور ذلك بل حتى يمكن استحالة تصوره
لكنك لا تتقبل ابتداء المادة
ما الصعوبة في تقبل ابتداء المادة يا ترى
و تقول .. كيف نعلم أن تلك النتيجة صحيحة أو أنها فاسدة
المشكلة يا عزيزي لا يمكننا ان نتيقن من كثير من الامور بل اغلبها
مثلا هل جميع الالكترونات بنفس الكتلة و الشحنة و الشكل تماما تماما
ان تطابقها التام مشكلة .. فما الذي جعلها تتطابق تماما تماما
اما عدم تطابقها فهي مشكلة اخرى يمكن اكبر
عندها .. فما يكون صحيحا على الارض قد لا يكون صحيحا في مجرة اخرى مثلا
احتراماتي
..


6 - المادة
نعيم إيليا ( 2021 / 5 / 10 - 14:53 )
عقلي قد لا يتقبل ابتداء المكان والزمان لصعوبته التي تكاد تقترب من المستحيل، ولكني مع ذلك لا أستطيع أن أكذب ما تحدثه الطبيعة. إن إنتاج الطبيعة للحياة لا يقل صعوبة في الفهم عن استحداثها للزمان والمكان. ومع ذلك فلا نجد مفراً من التصديق بأن الطبيعة أنتجت الحياة.
على فكرة، كثير من الفلاسفة والعلماء يرون إلى المكان والزمان على أنهما مقولة أو مقولتان للجوهر الذي هو المادة أو الطبيعة .
ثم إنا إن لم نقل إن المادة ازلية، فماذا نقول ؟ حتى الفارابي لم يستطع أن يزعم أنها ليست أزلية ولا ابن سينا ولا ابن رشد على مثاليتهم
النظرية التي تتحقق تطبيقاتها في الواقع، هي النظرية الصحيحة. نظرية أرسطو مثلاً الفلكية ليست صحيحة، لأنها تأمل لا يقبل التطبيق بخلاف نظرية نيوتن الفلكية التي اكتشفت الجاذبية، هل تكذب الجاذبية؟ لو كذبتها فكيف تفسر التحليقات الفضائية وهي تطبيق لها؟
سأختصر الرد على بقية اعتراضك بسؤال: هذا الآيفون الذي بيدك على أي أساس من أسس
المعرفة اعتمد العلماء في إنتاجه؟
واحترامي لك وشكراً


7 - القضايا الميتافيزيائية الكبرى
منير كريم ( 2021 / 5 / 10 - 15:45 )
تحية للجميع
المعرفة البشرية تقع في حدود التجربة العملية اما القضايا الميتافيزيقية الكبرى كمصدر المادة ولماذا هذه هي خصائص المادة وليست غيرها ولماذا تتخلل العالم المادي انتظامية تجعل من الممكن الاستقراء المنطقي كل هذه القضايا الميتافيزيقية الكبرى تقع خارج نطاق التجربة العملية فتبقى افتراضات غير قابلة للتحقق العلمي
كل الفلسفات غير (التجريبية -الوضعية- التحليلية ) هي فلسفات ميتا فيزيقية سواء كانت مادية او مثالية , انها تشيد نظما نظرية شاملة للكون مبنية على افتراضات محضة كالفلسفة الهيجلية والمادية الديالكتيكية
فلسفة العلوم اليوم ونظرية الديمقراطية في السياسة مثلا تستندان الى الفلسفة الوضعية
شكرا لكم


8 - ازلية المادة
ايدن حسين ( 2021 / 5 / 10 - 16:11 )
و ماذا تعني ازلية المادة .. هل المادة ازلية اما الزمان و المكان غير ازليين
ان لم يكن المكان ازليا .. فاين ستقبع المادة الازلية يا ترى .. هل في اللامكان
ازلية المادة تقتضي ازلية المكان ايضا .. بل حتى ازلية الزمان .. مع ان توضيح ذلك ليس سهلا
اذا آمنا بالانفجار العظيم .. فيجب اعتبار المادة و الزمان و المكان ككل غير ازلي
او حتى يمكننا قول التالي .. المكان ازلي .. اما المادة و الزمان فغير ازليين
ما رايك
اما بخصوص الايفون .. فهناك امور اهم من الايفون لكي نهتم بها
و هل ايجاد الايفون تتطلب القول بازلية المادة .. ما العلاقة بين الاثنين
..


9 - الرد على الأستاذ منير كريم
نعيم إيليا ( 2021 / 5 / 10 - 18:43 )
تقول: - كل الفلسفات غير (التجريبية -الوضعية- التحليلية ) هي فلسفات ميتا فيزيقية سواء كانت مادية او مثالية , انها تشيد نظما نظرية شاملة للكون مبنية على افتراضات محضة كالفلسفة الهيجلية والمادية الديالكتيكية-
ولكن المشكلة يا عزيزي أن فيزياء الكون تهتم اهتماماً صاخباً بنشأة الكون بالمادة الأولى التي هي بالنسبة لك قضية ميتافيزيكية. وقد صنعوا لمعرفة كيف نشأ الكون مصادم الهيدرونات الكبير، فهل نقول إن هؤلاء ميتافيزيكيون؟
هل ستيفن هاوكينغ ميتافيزيكي وهل غيره من علماء الفيزياء ميتافيزيكيون؟
القضايا الميتافيزيكية هي القضايا التي تعالج أفكاراً لا وجود لها في عالمنا المادي. مثل الجن والملائكة والجنة والجحيم والخالق أو الخالقين...
مع الشكر


10 - الانفجار العظيم
منير كريم ( 2021 / 5 / 10 - 19:06 )
تحية متجددة
الاستاذ نعيم
الانفجار العظيم يبحث في اصل الكون منذ لحظة الانفجار العظيم وهو بحث قائم على التجارب العملية والمعادلات الرياضية فليس فيه ما هو ميتافيزيقي طالما هو في دائرة التجربة العملية
اما ما ذكرت عن الجن وغيرها فهذه خرافات لا اكثر
من المفاهيم الميتافيزيقية مثلا فرضية الاثير التي سقطت او فرضية روح الامة عند هيجل او الارادة العامة عند جان جاك روسو او فكرة المجتمع الشيوعي
مهمة الفلسفة التجريبية الاساسية فصل الميتافيزياء عن العلم الحقيقي القائم على التجربة العملية والرياضيات
شكرا لكم


11 - الرد على الأستاذ آيدين حسين
نعيم إيليا ( 2021 / 5 / 10 - 19:07 )
تسأل وماذا تعني ازلية المادة والجواب : أزلية المادة تعني أن ليس عدم
علماء الفيزياء في ناسا يقولون إن الزمان والمكان نشأا مع الانفجار العظيم. طيب، ضع نظرية تعارض نظريتهم وتبين فسادها.
تقول أزلية المادة تقتضي أزلية المكان والزمان . وهذه فرضية منك مثل فرضية : الكون يحتاج لخالق. هل تستطيع أن تثبت صحة فرضيتك؟
في فلسفة زينون أن لامكان . وثمة علماء مهتمون بفلسفته. فإذا كان الكون في مكان فالمكان الذي فيه الكون، لا بد أن يكون في مكان أيضاً ، وهذا المكان لابد أن يكون في مكان وهكذا يتسلسل أمر المكان إلى ما لا نهاية.
مثال الآيفون هو رد على قولك - لا يمكننا ان نتيقن من كثير من الامور بل اغلبها-
إذا كان الآيفون ثمرة المعرفة العلمية، فلماذا نشك في قدرة العلم على إنتاج المعرفة ؟
مع الشكر


12 - إلى الأستاذ المحترم منير كريم
نعيم إيليا ( 2021 / 5 / 15 - 12:22 )
أعتذر إليك عن سكوتي عن الرد على رسالتك الأخيرة. ليس السكوت من طبعي. لست على مذهب أمين الريحاني القائل: قل كلمتك وامض. إنني - بتواضع - واحد من الذين يقولون كلمتهم ولا يمضون حتى يتبين لهم وللمهتمين بها أن كلمتهم كانت على شيء، أو لم تكن على شيء. الحقيقة هي غاية الكلمة. والكاتب الذي يتجاهل اعتراضات النقاد والقراء على كلمته، كاتب لا تهمه الحقيقة. أو هو مريض بالنرجسية يتوهم أن رأي الآخرين زبالة وأنه الوحيد القابض على ناصية الحقيقة. وقد يكون ضعيف الرأي عاجزاً
واقول: رسالتك الأخيرة، تؤيد اتفاقنا. ولست أخالفك إلا في رأيك في أن نظرية الأثير وروح الأمة عند هيغل والإرادة عند روسو والمجتمع الشيوعي قضايا ميتافيزيكية.
هذه القضايا - في نظري - قد تكون أيَّ شيء إلا أن تكون ميتافيزيكية
حسن يا عزيزي، أيعني أن تكون بعض القضايا فاسدة أو حالمة، أنَّ هذه القضايا ميتافيزيكية؟
أكرر الشكر لك وللأخ المفكر آيدن حسين





13 - الاستاذ نعيم ايليا المحترم
منير كريم ( 2021 / 5 / 15 - 16:42 )
تحية
انت محاور ممتاز حر الفكر وديمقراطي ونادرا جدا مايصادف الفرد اناسا من امثالك
عزيزي قصدت بفكرة ميتافيزيقية اذا كانت الفكرة غير قابلة للتحقق تجريبيا او رياضيا كالافكار الت ذكرتها
انا اخذ معنى الميتافيزياء من الفلسفة التجريبية - الوضعية
وكما ذكرت ان الفلسفة التجريبية -الوضعية هدفها التمييز بين العلم الحقيقي والافكار الميتافيزيقية
الموضوع متشابك وياريت ان نناقش في المسقبل
instrumentalism
في العلوم
مع جزيل الشكر


14 - الاستاذ نعيم ايليا
ايدن حسين ( 2021 / 5 / 15 - 20:44 )
عزيزي الاستاذ
قولك ان المكان يحتاج الى مكان يقبع فيه .. قول غريب جدا
كأن تقول ان الوجود يحتاج الى وجود و ان الزمان يحتاج الى زمان يحدث فيه
او قولنا .. هل الوجود موجود
او هل الحياة حي او حية
و هذا دليل اننا كلما حللنا المسائل .. بدلا من ان نقترب من الحقيقة فاننا سنبتعد عن الحقيقة
فكما قلت قبلا .. الماء هو جوهر واحد مجهول ماهيته اذا حللته اصبح لديك جوهرين مجهول ماهيتهما
و كلما حللت اكثر اصبح عدد المجاهيل اكثر و اكثر
الوجود الذي نراه .. كالفيديو .. نرى الفيديو و لكن من المستحيل ان نعرف ما نوع الكاميرا التي التقطت هذا الفيديو و مستحيل ايضا ان نعرف من او ما هو الذي التقط هذا الفيديو
و لقد كتبت مقالة جديدة و يهمني جدا و يشرفني ان تطالعها
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718538
و احترامي لكم و للحضور
..


15 - المنطق أم المنهج العلمي؟
نعيم إيليا ( 2021 / 5 / 15 - 21:33 )
الحق يا صديقي أنني لا أقول إن المكان يحتويه مكان وهكذا بتسلسل إلى ما لا نهاية
وإنما أردت أن المنطق على أهميته لا يوصلنا إلى الحقيقة دائما، الخبرة العلمية هي التي توصلنا إلى الحقيقة. والأستاذ منير كريم لديه حجج وآراء تدعم هذا الرأي. ولي مقالة كتبتها قبل سنوات أردت بها مثل غيري من الذين يؤثرون المنهج العلمي أن أنوه بفضل هذا المنهج .
أنت تعتمد على المنطق غالبا في تفسيرك للأشياء وفي سعيك إلى القبض على عنق الحقيقة وهو طريق غير آمن.
مقالتك الأخيرة مثل الكثير من مقالاتك خير دليل على ذلك. ولقد قرأتها الآن لأنني لم أرها وقت نشرها. وهي مشوقة كأكثر مقالاتك . أنا الآن مشغول . غدا سأقف عليها ناقدا ومجادلا.
شكرا لك يا عزيزي.

اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر