الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنجازات الطبية بين العلم والأخلاق

حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)

2021 / 5 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يقتضي ناموس الحياة أن تتعاقب الأجيال عبر الزمن ونتلاقى نحن البشر مع زملائنا وأحبائنا من دفعة واحده هي دفعة حقبتنا الزمنيه ، ولو قدر لأحدنا ممن يحيا في وقتنا الحاضر أن يولد منذ مئة أو ألف سنة فإنه لن يعيش ظروفا مختلفة فقط لكنه سيلتقي ويعاصر أناس آخرين شاءت الأقدار أن يولدوا في ذات القرن ..

وكما ندخل المدارس والجامعات ونتخرج معا لنشكل دفعة واحدة .. نخرج للحياة ايضا في فترة زمنية ولدنا بها معا جمعتنا نحن دون سوانا لنتلاقى ..نحب ، نتزوج ،نتعارك وندفن بعضنا بعضا.

والأفلام السينمائية التي تعتمد على الخيال العلمي وتخوض في فكرة السفر عبر الزمن لم تعد برأيي لتنافس الواقع بعدما أعلن مؤخرا عن خرق طبي جديد بولادة طفلة سليمة إسمها (مولي غيبسون) من بويضة تم تجميدها 27 عاما ، مما يعني أنه بات من الممكن تأجيل ولادة الانسان عشرات السنين لينتمي إلى جيل آخر غير جيله ، جيل ربما يسبق ولادة الأم نفسها أو حتى جدتها!!

هذه التكنولوجيا لن تثير معضلة أخلاقية فقط لكنها أيضا ستثير التساؤل وتؤجج الفضول في معرفة مستقبل البشرية في ظل قوانين تسمح بتمديد مدة حفظ الأجنة حتى 55 عاما ناهيك عن تعديل الجينات والخروج بأطفال بلا أمراض وراثية وبقدرات ومواصفات خاصة قد تجعلنا نبدو كمخلوقات بدائية وعشوائية!
ففي خبر صادم أعلن مؤخرا أيضا عن تمكن عالم الأحياء الصيني (هي جيانكوي) من استخدام تكنولوجيا تعديل الجينات المعروفة باسم (كريسبر كاس 9) لتغيير جينات أول طفلتين معدلتين وراثيا في العالم مما أثار ردود فعل غاضبة في الصين والعالم بشأن أخلاقيات عمله وأبحاثه.
ترى من منا لا يعرف النصيحة القائلة " لا تؤجل عمل اليوم الى الغد "
أنا شخصيا أحفظها عن ظهر قلب لكني بت أتوقع زمنا يعدنا بأن نؤجل كل أعمالنا إلى الغد بما فيها انجاب أطفالنا في الأزمنة التي نريد وفي العصور التي نختار بل وفي التاريخ الذي نقرر .. لم لا ومستقبل العلم يغرينا أيضا بأن ننجب أطفالا حسب الطلب وبالمواصفات المطلوبة وليس علينا سوى الإنتظار!
وكلمة (نحن)..
أقصد بها نحن جيل العشوائية في مفهوم الأجيال القادمة ، نحن الجيل الذي جاء دون تجميد أو تخطيط أو تدخل من أصابع الإنسان مطمئنين الى أعمارنا المقدره سلفا، معتمدين على أقدارنا المجهولة ورضائنا بها ليس إلا.
ترى كم سيفوتنا مما لا نتوقع أو نتخيل ،ستعيشه أجيال المستقبل المتحررة من كل أنواع الخوف من الخروقات الطبية والمتجاوزة شتى أشكال المعضلات الأخلاقية الموجودة في عصرنا نحن جيل الأجنة الطازجه غير المجمدة والعشوائية غير المدروسة والمنقحةسلفا.
العلم عند الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا