الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يجوز ظلم الخالق بسبب المخلوق ؟

نزار سورو شمعون

2021 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلام الله للجميع
لنتفق أولاً على نقاط محددة قبل الخوض في مصداقية الرافضين لسلطة رجال الدين :
1- هل يوجد فعل بلا فاعل يكون أسبق منه وأقوى وأسمى منه ؟ لا يوجد فعل بلا فاعل , لأن كل الكون هو غير موجود بذاته , حتى الكائن العاقل الحر له بداية ونهاية , مما يُحتم وجود كائن موجود بذاته وبلا مُسبب له ومكتفي بصفاته , ويكون مصدراً لكل الوجود المخلوق .
2- ما طريقة الخالق في التواصل مع الإنسان, (كونه الكائن العاقل الحر الوحيد على كوكب الأرض) ؟ لو تواصل الخالق بطريقته لما فهمه أي مخلوق عاقل , بسبب الفارق بين الخالق والمخلوق , لهذا وبقدرة الخالق يتم التواصل عبر ما يفهمه المخلوق من لغة واساليب التعبير والتوثيق والحفظ .
3- لماذا إندثرت ديانات وبقيَّ منها معتقدات في الأديان الباقية ؟ ان ما يُقنع الانسان بمصداية الدين هو المعجزات وتحقق النبوءات ومنطق الرد على تساؤلات البشر عن الوجود , سببه ومصيره , وعن الموت وما بعده , وعن اخلاقية التشريع المدني , أو تقوم قوة قاهرة على جعل الناس في قناعة وتوريثها للأجيال اللاحقة , هنا يغفل الباحثون في الحضارات والأديان ( على قدر اطلاعي) حقيقة تميّز إله العبرانيين (يهوه) بالبقاء من بين آلهة العالم القديم , بسبب ما في كتابه (العهد القديم) من تشريع ونبوءات وتصوّر عن بداية الخليقة , وتبرهن نبوءاته في كتاب المسيحيين (العهد الجديد), ككتاب واحد مكتوب بتدرج تشريعي متسامي في تعاليم المسيح . أفلا يُحتم اسلوب البحث العلمي على المهتمين بالحضارات والأديان تكملة معلوماتهم عن كل الأديان ؟
4- هل لكل دين ما يدعم صلته بالخالق ؟ لو كان هكذا لظهرت آلهات حقيقية بعدد الأديان, وهذا مناقض لحقيقة ان يكون الإله كاملاً بمفرده ولن يكون كاملاً بوجود إله آخر معه, لكن يسهل التمييز بينها من خلال مقياس آخر غير النبوءات المتحققة, وهو مقياس (( من ثمارهم تعرفونهم)) أي نعرف الإله من ثمار تابعيه , على أساس حتمية ان يكون الإله عادلاً ومُرحباً بإنسانية البشر وليس ضدها, في التشريع والعدل وحرية الانسان ليكون مسؤولاً عن تصرفاته وليس مبرمجاً بقدرية وجبرية سابقة لوجود الانسان.
بعد هذا الايجاز , لنسأل الكل : أين نقاط الاعتراض على وجود خالق مشرع عادل يُحب انسانية البشر ولا يُعارضها ؟
ليس خافياً دور رجال الدين في إجبار الناس الأحرار على معارضة الإله ووجوده , لكن التطرف انتقل من جهة رجال الدين (فكراً وسلوكاً) إلى جهة الأحرار المتنورين بالعلم البشري ! ويتضح هذا في تيار الإلحاد واصحاب نظرية تطور الجنس البشري من أصل مشترك مع نوع من القردة , فضلاً عن تياري العلمانية والمدنية بألوانهما المتدين واللاديني , لهذا لا مفر من حوار بين الجهتين لبناء منظور فكري بشري واقعي نافع ويبني الحياة في الأرض, ومتطلع الى السماء كونها مكان الآله ومكان معرفة المستقبل ايضاً , ويكون هذا المنظور عادلاً بين البشر , وايضاً مدركاً تجاه السماء بإجابات حول المسائل الآتية :
1- ما سسب الوجود ؟ 2- من المتحكم فيه ؟ 3- ما مصيره بعد الموت ؟ 4- لماذا الاضمحلال والموت قانون للخليقة ؟ 5- لماذا وجود البشر في هذه الحياة من المرض والتشوه والكوارث الطبيعية والبشرية ثم الموت الحتمي ؟ 6- هل تصورات الأديان مقنعة في الرد على هذه التساؤلات ؟
ان هكذا تساؤلات مشروعة تنتظر المؤتمرات والحوارات في كل مجتمع حر , تحت راية اصول البحث العلمي النزيه المحايد , لصالح الإنسان والذي حتماً ليس ضد الإله المحب للإنسان .
دمتم أحراراً في تنويع مكتباتكم بالأفكار من اقصى اليمين إلى أقصى اليسار في الدين والدنيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل الله أجير في مصلحة لنظلمه أو لنجور عليه؟1
صباح شقير ( 2021 / 5 / 11 - 06:11 )
بعد السلام

يا أخ نزار شمعون الفاضل
ما معنى عنوانك هل يجوز ظلم الخالق بسبب المخلوق ؟

أنت تتكلم عن الإله المهيمن الجبار القابض الباسط المعز المذل
فمن يكون البني آدم الذي خلقه كلي القدرة والعظمة والمعرفة ليظلمه؟
وكيف لا يظلمه البشر وقد خلق واحد مكرسح وتاني أعمى وتالت أخرس ومشلول وغبي وفقير معتّر وأسود وأبيض وجميل وقبيح
أين الله الكامل العادل؟
ألا يحق لولد أفريقي يعاني من الهزال الشديد والجوع الكافر أن يسأل هذا المتكبّر الغامض ما ذنبه أن خلقه بهذه الاعوجاجات وقد خلق غيره كامل الخلقة وفي العز والرز والدلال؟

سؤالك الأول أجاب عليه الأستاذ فؤاد النمري
-السؤال المنطقي هو
كيف من الفراغ الكلي وجد خالق الكون ليخلق الكون؟-

س2
هو إله متكبر متعجرف لا يعجبه أن يتناول آدم وحواء من شجرة المعرفة خشية أن يسرقوا منه سر المهنة وفوق ذلك يزجّ البشر بسلوك سادي في جهنم وبحيرة الكبريت إذا أخطأوا بسبب الشيطان وهو بيديه خلق الشيطان ليغوينا!!

س3
الاطلاع وتكملة معلوماتنا عن ماهية الإله في الأديان تقود إلى البلبلة
الأديان كلها متضاربة ومتصادمة حوله
والتعمّق بالأديان يقود إلى الكراهية والعنصرية

يتبع


2 - خناقات الأنبياء في حارات كل مين إيدو إلو 2
صباح شقير ( 2021 / 5 / 11 - 06:14 )
انظرْ إلى العراك بين أنبياء الله
هل الله عاجز عن ارساء السلام والمحبة بين البشر وقطع الطريق على خناقات الأنبياء كأولاد حارة كل منين إيدو إلو؟

س4
ما إثباتك أنه إله كامل فريد وعادل؟هل رأيته ؟حادثته؟
هل ما يجري من حروب بسببه منذ ظهور الأديان وإلى اليوم يستحق عليه صفة العادل الكريم اللطيف المحب؟
أنت متل كل البشر سمعنا عن هذا الكائن الغامض كذا وكذا من أبونا وأمنا فنقلنا لأولادنا الكذا كذا دون أي دليل
لماذا الكذا كذا عندك أسلم وأفضل وأحق من كذيات الآخرين؟

الدين بضاعة كأي بضاعة أخرى
دعْ رجال الدين يفكّوا الضغط على أعناق الناس ويمكّنونهم من حرية الاختيار بين رفض أو قبول الانتساب للدين دون تهديد بجهنم وهمية أو بعقوبات إله سادي أو الوعيد بالشر وثقْ تماما أن الأديان ستخسر كثيرا

السماء ليست مكان معرفة المستقبل أبدا لأنه ببساطة لا حياة أخرى بعد الموت
وحتى لو اتفقت معك على أنها مستقبلنا فكيف عرفت ذلك؟
مليارات البشر ماتوا ولم نسمع واحد رأى الفردوس أو الجهنم أو شرب خمر الجنة مع الله
القضية ليست ضرب بالمندل أو قراءة الفنجان أو تبصير
كفانا توهم

يتبع


3 - دعْ ما لقيصر لقيصر، وما لله لله 3
صباح شقير ( 2021 / 5 / 11 - 06:20 )
تساؤلاتك الفلسفية آخر المقال صرفوا على مؤتمراتها وحوارات الأديان الكثير
والنتيجة؟
راحوا ملأوا بطونهم بأطيب مأكل ومشرب وتسلّوا وثرثروا ولم نجني بعدها إلا الفرقة والقسمة والخلافات ومعايرة الأنبياء
يموت الأنبياء ويتابع أتباعهم من بعدهم القتل والدمار
الدعوة إلى مثل هذه المؤتمرات تفترض أن الإنسان ما وزال غرا غافلا فاقد الفطنة والتفكير

عصور الله والأنبياء الأولى طرحت الأسئلة الوجودية الكبرى لكنها لم تنتج علما
ومنذ أن حبس الإنسان المنظومة المقدسة في ديار الله وأقفل عليها الباب بالضبة والمفتاح أبدع عقله
نحن نعيش أزهى عصر مع التكنولوجيا الفريدة التي (خلقها عقل) الإنسان بدون الله وموظفيه على الأرض

نصيحتك في نهاية المقال
تنويع الأفكار بين أقصى اليمين وأقصى اليسار وبين الدين والدنيا
الاطلاع مفيد دون شك لكن التقيّد بأوامر وأحكام الغيب الغير معلوم ولا المرئي ولا اثبات عليه لن يجعل الإنسان حر أبدا
شريعة حقوق الإنسان هي الوحيدة التي أبدعها الإنسان وأعطت مال قيصر لقيصر ومال الله لله

وشكرا

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ