الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرد في الذاكرة السورية

صلاح بدرالدين

2021 / 5 / 12
القضية الكردية


في البداية أرى من الواجب تقديم الشكر الجزيل لادارة تلفزيون سوريا على منح الفرصة لشمول ( الذاكرة السورية الحالة الكردية ) آيضا ، واعتبار تاريخ الحركة الكردية جزء من الحركة الوطنية السورية ، والشكر موصول لمعدي البرنامج ولكافة العاملين فيه .
بعد عرض الحلقات الأربعة من مشاركتي في برنامج الذاكرة السورية الذي أداره الصحفي المخضرم اللامع الأستاذ " شعبان عبود " ، وبعد متابعة مختلف الردود ، والتعليقات ، والرسائل التي تلقيتها من أصدقاء ، ومن أخوات واخوة لااعرفهم على الصعيد الشخصي ، توصلت الى جملة من الانطباعات :
أولها - الاهتمام المميز من جانب الجيل الكردي الشاب أو الجيل الثالث لمعرفة تاريخ حركته وأحداثها التي لم يعاصرها ، وشغفه للاطلاع على الحقيقة التي تعرضت الى التشويه المتعمد من جانب أصحاب مصالح حزبية ضيقة ، وبالأخص من جانب الماكينة الإعلامية الأمنية التابعة لأجهزة سلطة نظام الاستبداد .
وثانيها - الثناء الذي تلقيته من عدد كبير من أصدقائي ومعارفي السياسيين ، والمناضلين القدامى ، والإعلاميين ، والمهتمين بقضايا الحركة الكردية في مختلف أجزاء كردستان ، وبالأخص في إقليم كردستان العراق على سردي الامين والواقعي للاحداث التي كانت ذات صلة بهم .
وثالثها - الاقبال الضعيف الخجول لاوساط من الشركاء السوريين ، محسوبة على المعارضة السورية في متابعة أحداث الساحة الكردية السورية ، واعتبار تطورات الحركة الكردية خارج اهتماماتها ، وكأن كرد سوريا في كوكب آخر ، وهو أمر مؤسف يرتبط بعدم استيعاب قطاعات سورية لحقيقة الكرد والقضية الكردية في سوريا .
ورابعها - حصول مداخلات متسرعة من جانب أناس قبل انتهاء عرض الحلقات الأربعة بل انطلاقا من مواقف مسبقة ، وبهذه الحالة كان التقييم مبتورا ومتجنيا على الاغلب ، الى درجة ان احدهم نشر ردا – عدوانيا وبكلمات نابية سوقية – قبل إتمام نشر الحلقات .زعموا من دون تدقيق بانني وصمت أفرادا وشخصيات ( بالعمالة ) ، وللتوضيح فانني وفي كل تاريخي السياسي الممتد لاكثر من نصف قرن ، وفي كل كتاباتي ، ومقالاتي ، وفي كتبي العشرين بمافيها الاجزآء الخمسة من مذكراتي ، وفي خضم كل الصراعات والمواجهات بحركتنا ، لم أصف يوما أحدا من خصومي السياسيين با ( العميل و الخائن ) وهذه الالفاظ بعيدة عن ثقافتي ، ومناقضة لمنهجي العلمي الموضوعي في التحليل والتقييم ، وعلى سبيل المثال كان المرحوم الأستاذ عبد الحميد درويش الذي كان يمثل التيار اليميني في الحركة الكردية السورية ومن أبرز الخصوم بالفكر والسياسة ، ولم يخفي يوما قربه من السلطة وتعامله معها ولكننا على الصعيد الشخصي والإنساني على علاقة حسنة ، وصداقة ، واحترام متبادل .
المعنييون بالدرجة الأولى في لقاءاتي عن الذاكرة الكردية السورية
هناك صفحات منسية من تاريخ الحركة الكردية السوية ، وهناك زوايا يشوبها الغموض بفعل فاعل ، وهناك أيضا أحداث لها علاقة بالبعدين الوطني والكردستاني ، اريد لها ان تبقى في الظلال ، من واجبنا جميعا الكشف عن الحقيقة ، وسبر اغوارها من أجل اطلاع الأجيال الكردية ، وكذلك الحركة الوطنية السورية ، ليتسنى بعد ذلك اتخاذ الموقف السليم ، والاستفادة من دروس الماضي ، ولاشك أن أكثر المعنيين ارتباطا بموضوعنا هو :
أولا - النظام الدكتاتوري الموغل بالاجرام واجهزته خصوصا بعد تسلط حزب البعث على مقاليد السلطة في البلاد .
ثانيا - مسؤولو أحزاب ومنظمات كردية الذين أساؤوا للحركة وشقوا صفوفها بدعم السلطة ، وتعاونوا مع النظام ضد من ناضل وواجه وضحى في سبيل حل القضية الكردية في سوريا جديدة ، ديموقراطية ، تشاركية ، تعددية .
ثالثا - بعض قيادات الأحزاب خصوصا الجماعات التابعة لحزب العمال الكردستاني – ب ك ك حيث سلطت الضوء على مواقفهم وممارساتهم بالجملة والتفصيل خاصة بعد اندلاع الثورة السورية ، وتمنيت ان يتمخض عنها بنهاية الامر تيارا وطنيا كرديا سوريا ، يعود الى الشعب ، ويلتزم بمبادئ العمل الوطني الكردي المشترك ويمارس مراجعة نقدية شاملة .
رابعا - جماعة الاخوان المسلمين السورية التي كشفت عن ازدواجية سياساتها في تجربتي معها بجبهة الخلاص ، وكذلك مجمل تقييمي لدورها السلبي في الثورة والمعارضة .
خامسا - قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة المرحوم جلال الطالباني ، لانني طرحت دورهم السلبي في الحركة الكردستانية عموما ، وفي الحركة الكردية السورية على وجه الخصوص .
سادسا – بعض قيادات أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) التي ابدينا مآخذنا على سلوكها المسيئ وسياساتها الخاطئة ، علما أن في المجلس مجموعات حزبية وأفراد مع الإصلاح وإعادة النظر ، وتصحيح المسار عبر عقد مؤتمر كردي سوري جامع .
من الطبيعي أمام هؤلاء الذين نختلف معهم ، وابدينا ملاحظاتنا ونقدنا تجاههم في هذا اللقاء وفي الأجزاء الخمسة من مذكراتي سبيلان : اما الاعتراف بالحقيقة وطلب الاعتذار من الشعب ، أوالدخول في حوار جاد ، وهادئ ، ومسؤول ، وعلني ، ومن جهتي ابدي استعدادي الكامل لذلك ، أقله قد ننجح في تنظيم شكل حضاري للحوار الكردي – الكردي ، أو المضي في الإساءة والتجني ، والانكار ، ومن الواضح أن أصحاب الخيار الأخير ستصدر عنهم ردود فعل قد تكون – هيستيرية – عدوانية ، لامسؤولة .
بقي أن أقول أن التاريخ النضالي الماضي – على الصعيد الحزبي والشخصي - الذي أعتز بفصوله ، وصفحاته الناصعة يعود الفضل في ذلك الى رفاق دربي الذين رحلوا عنا والذ ين مازالوا بيننا هنا وهناك ، وفي مسيرتنا تلك ( ٦٠ عاما ) ان أصبنا فكان واجبا ، وان أخطأنا أكرر الاعتذار لشعبنا العظيم الذي يستحق الأفضل والأكثر تضحية وعطاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - كوريا الشمالية تعرب عن دعمها الكا


.. حديث السوشال | في الأردن.. معلمة تصفع طفلاً من ذوي الاحتياجا




.. مشاهد لاكتظاظ مدينة دير البلح بالسكان النازحين من رفح


.. تونس: متظاهرون يطالبون بتحديد موعد للانتخابات الرئاسية وإطلا




.. الجيش الإسرائيلي يخلي مراكز الإيواء من النازحين الفلسطينيين