الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدُعاء

رياض زوما

2021 / 5 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدعاء وبأختصار شديد جداً :( وجهة نظر )
......................................................
كثيرون من المثقفين أو غير المثقفين يؤمنون بأن الدعاء من ألله يؤدي لشفاء المريض أو يلبي حاجات المحتاج وغيرها .... وعلى الداعي لدى الأسلام أن يدعو في ليالي معينة وكذا مرة وفي وقت معين وألخ.. ودعوني أعلمكم بأن الجزائر قامت ببناء مسجد تساوي ميزانيته عشرون مستشفى كبيرة ومجهزة , وما المشكلة , فألله هو الشافي والدعاء أنفع من الطبيب والدواء للمريض .فماذا تقولون ؟ أنا أقول ان شر البلية ما يضحك , لا أقولها الحاداً أو الشكوك في ايمان من يدّعي ذلك أو التقليل من ارادة الله وقوته الخارقة و... لكني أجد ذلك غير منطقي ولا علمي ولا واقعي. كل العقلاء والعلماء يثبتون ويعلنون بأن كل شيء يجب أن يُعامل مع العلم وليس بالدعاء والتمني ,فلو كان الدعاء يلبي الحاجات لكان العالم كله الان يدعو بل لكان السلف الصالح أفلح بدعائه وحقق ما يريد كأن يوقف القتل والتدمير والأمراض ( أكثر من مليون طفل يموت سنويا من الملاريا في افريقيا قبل عام 2000 , وفي عام 2014 توفي 584000 طفل في العالم معظمهم من افريقيا , وان بيل غيت الذي يعتبر من أغنياء العالم يتبرع سنويا مائة مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الملاريا وتم تقليل عدد الوفيات بنسبة 48% , وبدون دعاء بل طبياً) .كثير من هذه المعتقدات المتوارثة لها صدى كبير لدى الكثيرين وخاصة في بلدان الشرق وفي جميع الديانات , فمثلا يدّعون بأن ألله الخالق يتدخل في حياة البشر ويقضي ما يشاء وأنه سبحانه هو الذي يكتب مسيرة الأنسان منذ ولادته الى مماته وأن الخالق يعرف مستقبل الأنسان وغير ذلك من أمور وادّعاءات لا صحة لها لدى العلماء وكثير من رجال الدين المتنورين وكثير جدا من شعوب الغرب المتحضّر, وكمثال :اذا كان الله يعرف مستقبل البشر فلماذا يدعهم يعيشون ومصيرهم معروف لديه ؟ وماذا تعني السنوات الأرضية القليلة قياسا للحياة الأزلية لكي يدعهم يعيشون ؟ ومثال اخر يصدّقه كثير من الشرقيين بالقول أن الله هو الذي يكتب سيرة البشر ( كما قلنا اعلاه) ,اذا كان الله يكتب سيرة البشر كما يريد فلماذا يحاسبهم يوم القيامة ؟وهل الله هو الذي كتب سيرة الأرهابيين ؟ وهل هو الذي جعل بوش يقتل الملايين من العراقيين ؟ وماذا عن المهجّرين والمهاجرين بحالاتهم المزرية؟ فهل تلك أفعال الله لكي يتحكم في حياتهم هكذا ؟ .. كثير من الناس (مسلمين أو مسيحيين من الشرقيين خاصةً ) يؤمنون بتلك القصص غير الصحيحة وغير العلمية والتي رسّخها اجدادهم وبعض رجال الدين حالياً في عقولهم ,وتلك أحد اسباب تخلف العرب والشرق .
ملاحظة: معظم الناس يقومون بالدعاء الجميل للأصدقاء سواء في تعليقاتهم أو لقاءاتهم بالمناسبات الدينية والأجتماعية, كأن نتمنى لهم الصحة أو طول العمر أو السلامة أو بركة الرزق وغير ذلك لأننا تعودنا أن نفعل في كل مناسبة منذ الصغر وأصبحت عادة اجتماعية وادبية يجب قولها وفعلها حتى دون التفكير بها لأنها مجاملة جميلة وأرى انه من الصعب أن تقنع الناس بالأقلاع عنها الا اذا أفتى بها رجال الدين بطريقة علمية وابتداءً بالشباب المتعلم (طلاب جامعات) وهذا صعب أن يبادر به رجال الدين ومن الممكن ان يَتّهمونهم بالألحاد في باديء الأمر . ربما يقول البعض بأنك تعترف بأن الدعاء شيء جميل , نعم لكنه فكر خاطيء وأرى انه تخلف ديني ( أي الأيمان المتوارث جاء عن طريق البسطاء وفي عهود ليس فيها علوم فلسفة دينية وحضارة راقية وعلوم حديثة).. الموضوع طويل وأردت فقط أن اطرح ( رأي ) أراه من البديهيات عندما يفكر الأنسان بتلك الحالات وبالأخص المثقفين من المؤمنين ب ألله علميا وواقعياً..تحياتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الافعال تقاس بنتائجها
سمير آل طوق البحراني ( 2021 / 5 / 14 - 04:55 )
اخي الكريم احسنت التوضيح. لو كان الدعاء له اي مردود لتحررت فلسطين من الصهاينة المحتلين ولا احتجنا لمستشفيات لعلاج الامراض ولا احتاجت المنظمات الارهابية لتقتيل الناس لاجبارهم على اعتناق فكرة معينة ولستطعنا جعل واحات نجد والحجاز جنات ذات انهار. وفي زمن الرسالة انتصر المسلمون ببدر وانهزموا في احد وفي وقعة الاحزاب حفروا خندقا حول المدينة. اخي الكريمة الاخذ بالاسباب والمسببات هي السبيل التيي تبنى عليه النتائج. هل يستطيع المسلمون ازالة امريكا بالدعاء ام بالرغم من دعآئهم عليها هي السيدة وهم الرعاع. اخي الكريم يقولالشاعر:
اعلل النفس بالآمال ارقبها ** ما اضيق العيش لولا فسحة الامل.
واخيرا لماذا لا يزيل الدعاء وباء الـ Corona؟. الله العظيم خلق قوانيين لادارة الكون والناجح هو من عرف ادارتها وليس غير ذالك.شكرا لك.


2 - هل استجاب الله الى دعاء احد منذ عصر النبوة ؟؟
سهيل منصور السائح ( 2021 / 5 / 14 - 09:32 )
يقول الشيعة عندما قضى النبي حجة الوداع واثناء رجوعه للمدينة جآءه الوحي لتنصيب علي لولاية المسلمين فاوقف الحجيخ في واد يفال غدير خم والقى فيه خطبته المشهورة وصايا للمسلمين ومما قال فيها اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي فلن يفترقا حتى يردا علي الحوض واخذ بيد علي وقال اللهم انصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه اينما دار. والسؤآل هو: هل استجاب الله دعوته؟. لا اظن ذالك. ابعد علي عن الخلافة ولم يكن خليفة الى بعد قتل عثمان وفي عهده دارت الحروب التي ادت الى استلام الاموين وبعدهم العباسيين خلافة المسلمين والادهى من ذالك ان آل النبي طرودوا بل وقتلوا شر قتله فاين استجابة الدعاء؟. اما الآية التي تقول : ادعوني استجب لكم فهي تعني اعبدوني اتقبل عبادتكم. واستنادا على الآية التي تقول امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء فهناك خلاف في معنى الاضطرار.اماالآية التي تقول : اذا قضى امرافانما يقول له كن فيكون فهي تعني لا راد لقضآءه وقدره.النتيجة هي ما تفضل به الاخ سمير وهو الاخذ بالسبب والمسببات وبعده الدعاء بالتوفيق ـ اي اعقل واتكل. ان الدعاء مثله مثل تلاوة القرآن واهدآء ثوابها لروح الميت


3 - اين مفعول الدعآء يا مسلمون؟؟.
ابو علي أل ثآئر ( 2021 / 5 / 14 - 12:12 )
عندما قرات هذا المقال الشيق لفت نظري مقال لـ فرانز ريجر بعنوان (إسرائيل تصعد الاعتداء – نظموا المقاومة الجماهيرية!) تحت الرآبط الآتي:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718740
والذب نقل فيه خبرأعن وفاة 48 فلسطيني وجرح المئآت مقابل وفاة مقتل 6 صهاينة من االستوطنيين نتيجة صواريخ حماس فوقفت متسآئلا اين مفعول دعآئنا منذ وعد بلفور الى قيام دولة اسرآئيل والحروب التي جرت وجهود المقاومة الفلسطينية؟؟. الم يكن هناك في الامة الاسلامية تقاة ومؤمنين بل آيات الله وما ادراك ما آيات الله؟؟؟.السنا نحن المسلمون خير امة اخرجت للناس؟؟. فاين الخير في دعآئنا اذا لم ناخذ بالاسباب والمسببات؟؟.اخي العزيز الاخذ بالاسباب والمسببات كما بين الاخوين الكريمين سمير وسهيل ولا شيء غير ذالك وذالك بصريح القرآن نفسه (واعدوا ما استطعتم لهم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بها عدو الله وعدوكم) (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). نتمنى ان ينتهي الانقسام بين الفلسطينيين وتوحيد صفوفهم ونرجو من جميع العرب مساندة اخوانهم ماديا ومعنويا. المجد والخلود للشهداء والنصر للمستضعفين.