الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الساعون الى تشويه الذاكرة التاريخية لكرد سوريا

صلاح بدرالدين

2021 / 5 / 16
القضية الكردية


يجمع علماء التاريخ ، ومفكرو حركات الشعوب التحررية ، على جملة من المسلمات بشأن ذاكرة الشعوب حول تاريخها السالف ، واللاحق ، والآني ، بالتأكيد على : " إن أردت أن تلغي شعباً، ما عليك إلا أن تهز ثقته في ذاكرته وتشل ماضيه لتعطيل حاضره ، ولا يوجد أسوأ من أن تنسى الجماهير تاريخها، وعندما يغفل الشعب عن ماضيه الحقيقي ويستبدل بتاريخ مزيف مخالف، حينها سينسى الشعب من هو، وكيف كان، والاخطر أن من حوله ، وكذلك العالم سينسوه أيضاً ".
بعض تعبيرات الحركة السياسية من ضمن الجسم الأوسع للحركة الوطنية الكردية وأخص بالذكر – البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي - ، من ١٩٦٥ وحتى ٢٠٠٣ ، أي نحو أربعين عاما ، ليس الا نموذجا مصغرا معبرا في مجال موضوعنا هذا وأقصد اقتضاء مصالح أكثر من طرف للتعاون على امحاء آثاره من الذاكرة ، بعد نجاح نفس الأطراف تقريبا في القضاء عليه كحزب وتنظيم ، وقيادة مركزية موحدة ، ولكن لماذا ؟
ببساطة وبمعزل عن – الحزبوية الضيقة - ومن دون سرد التفاصيل المتشعبة ، لأن هذا الاتجاه الفكري والسياسي المتقدم المعبر عن إرادة الكرد السوريين ، ونخبه الأكثر تقدما وثقافة ، ومناضلوه ألاكثر تضحيات ، وأعمق وعيا بدروب وتعقيدات القضية الكردية السورية ، قد تصدروا العمل القومي والوطني الكردي لنحو نصف قرن ، لأنهم أدركوا أسباب أزمة حركتهم ، وتجاوزوا كل التفسيرات السابقة ( من شخصنة ومناطقية وتكتلاتية ) للصراع الداخلي ضمن صفوف الحزب الكردي السوري الأول .
وذلك بوضع الاصبع على الجرح ، وتحديد مكامن وأسباب الازمة التي كانت فكرية – سياسية - ثقافية تتعلق بتعريف الكرد وجودا وحقوقا ، والدور الوطني ، والموقع الكردستاني ، وفرز الأصدقاء من الأعداء والخصوم ، وتحقيق منجزات في نشر الوعي القومي الديموقراطي ، وتعميم ثقافة قومية ووطنية ، وطرح قضية كردية سورية واضحة المعالم ، لدى الرأي العام السوري والعربي عبر البوابتين اللبنانية والفلسطينية ، وكذلك في البعدين الكردستاني والاممي ، عن وجود الكرد التاريخي كشعب من السكان الأصليين ، ناهيك عن التمكن من استثمار العلاقات السياسية للانفتاح على العالم ، بارسال المئات من الطلبة المحتاجين الى دول أوروبا الشرقية للتعلم ، وبناء الصرح الثقافي الرفيع ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) ببيروت ، أولا ثم ، أربيل ، وتاليا القامشلي .
تلك الحقبة التاريخية المضيئة في تاريخ حركتنا والتي شهدت تعريتنا لمخطط النظام المنبثق من تقرير أو دراسة – محمد طلب هلال - والتصدي لنتائج الإحصاء والحزام ، أي وضوح قضايا الصراع مع النظام الشمولي ، الشوفيني ، واتمام عملية الفرز بين من يواجه النظام ، وبين من يواليه من الأحزاب الكردية ، وبين من يقف مع الثورة الكردية بقيادة الزعيم الراحل مصطفى بارزاني قولا وعملا ، ومن يقف بالضد منها ومع المنشقين عنها .
تلك الحقبة التي اضطر فيها النظام بسبب مارآه خطرا من وجودنا ونضالنا ، الى تنظيم مؤسسة أمنية خاصة بالملف الكردي ، وارسال محمد منصورة لتولي المسؤولية ، والبدء بتنفيذ استراتيجية – تكريد الصراع - ، والتي شهدت أيضا ظهورخطة نظام حافظ الأسد الوقائية عبر عقد اللقاءات الثنائية ، والثلاثية ، والرباعية ، في دمشق ، وانقرة ، وطهران ، وسرا مع نظام بغداد ، من اجل حبك الدسائس والمؤامرات على الحركة الكردية بالمنطقة ، وخاصة استهداف منجزات شعب كردستان العراق .
كل تلك الاحداث والتطورات تعج بالتفاصيل والخفايا وذات علاقة مباشرة بنضالنا ، وتاريخ حركتنا وحزبنا – سابقا – في سوريا ، وفي الأعوام الأولى من تلك الحقبة المضيئة تبلور ضمن الاطار العام للحركة القومية الكردية بالمنطقة ، التياران الرئيسييان القومي الديموقراطي المعتدل ، والقومي المغامر الذي خرج من رحم الأنظمة الإقليمية المقسمة للكرد ووطنهم ، وكنا جزء مميزا فاعلا من التيار الأول .
نعم هناك من يسعى الى امحاء أو تشويه ذاكرة شعبنا التاريخية المتعلقة بتلك الحقبة المضيئة الغنية بالدروس ، من أدوات نضالية ، ورموز ، ومشروع قومي ، والقفز من فوقها ، والهدف كما تدل مجريات الاحداث مزدوج ١ - تحطيم عوامل الحصانة ، والقوة ، المتمثلة في ذاكرتنا الحضارية التي تشكل جزء من هوية شعبنا النضالية ٢ – قطع الطريق على أية مبادرة أو مشروع لاضاءة الطريق من جديد ، واستكمال المهمة التاريخية التي بدأت منذ خمسة عقود ولم تنجز بشكل كامل ( ومثل هذه المدد الزمنية طبيعية في حياة الشعوب ) وذلك على درب إعادة بناء الحركة واستعادة شرعيتها ، وعافيتها ، ووحدتها ، من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع .
لقد حددت في مقالة سابقة ستة جهات وجماعات ، معنية بتاريخ حركتنا ، وبتلك الحقبة المضيئة على وجه التحديد : ( النظام – فرسان الانشقاق باشراف – الضابط الأمني محمد منصورة – جماعات ب ك ك – جماعة الاخوان المسلمين السورية – قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني – العراق – بعض قيادات الانكسي ) ، وذكرت أيضا الخيارات المتاحة امام تلك الأطراف : اما الرضوخ لمنطق الحوار ، والاعتراف بالخطأ ، والاعتذار للشعب ، وفتح صفحة جديدة منتظمة للحوار الحضاري الكردي الكردي ، أو ردود أفعال متسرعة ، هيستيرية ، عدوانية ، لامسؤولة .
الأهداف المضادة في مسلسل امحاء أو تشويه الذاكرة الجمعية التاريخية لشعبنا
١ – امحاء دور الكرد والحركة الكرردية في سوريا ، باعتبارهم متسللون ، طارئون .
٢ – ا الاستخفاف با الحركة واظهارها بمظهر مجرد اشخاص يبحثون عن مصالحهم ، وتاريخها بمجرد صراعات شخصية ، وذلك لتحقيق موقف الأنظمة وهدفها في انكار وجود شعب وحركة مناضلة تعبر عن مطامحه .
٣ – من اجل اثبات ان – ب ك ك – هو البديل ، والمنقذ .
٤ – من اجل دحض الحقوق المشروعة على قاعدة مبدأ تقرير المصير ، وتخطئة ( البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي ) أي مدرسة الخامس من آب لعام ١٩٦٥ في تجديد الفكر السياسي الكردي السوري ، وإعادة تعريف الكرد ، والحقوق ، والتنظيم السياسي ، والمصالح القومية والوطنية ، وعلى ضوئها طبيعة التحالفات ، وتمييز الأصدقاء من الخصوم .
٥ – اثارة الفتن البينية ، وشخصنة الصراع الفكري ببعديها القومي والثقافي ، للتمهيد بتمرير المخططات التصفوية ، والايحاء بان الإنقاذ يمر بإدارة الأحزاب الفاشلة للمصير الكردي السوري .
في الحلقات الأربعة ركزت على سرد الحقائق ، وتسليط الضوء على المفاصل الأساسية ، والقضايا الاستراتيجية ، مثلا لم آتي على ذكر - فؤاد عليكو - الا نصف دقيقة من أصل – ٢٢٠ – دقيقة في معرض الكشف عن مخطط – منصورة – لشق حزبنا من خلاله مقابل توظيفه في برلمان النظام ، بل وقفت على قضايا استراتيجية وتاريخية هامة تمس ماضي وحاضر ومستقبل الكرد السوريين والحركة الكردية عموما بعكس ما أشار احدهم خطأ مقصودا ان قضايا لقائي الموسع انحصرت بين فلان وفلان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اعتقال المحامية سنية الدهماني بالقوة.. محامو تونس يضربون


.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي




.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين


.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد




.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين