الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تنجح تركيا في مناوراتها السياسية

زوهات كوباني

2006 / 8 / 5
القضية الكردية


تركيا نجحت في اخراج زعيم حركة الحرية الكردستانية السيد عبدالله اوجلان من سورية وذلك بحشد قواتها البحرية والبرية والجوية، واثارة الوضع بشكل جدي من اجل ترهيب سوريا وهذا ما جعل سورية تخاف من حرب تشنها تركيا عليها وعملت على خروج اوجلان تلبية للضغوطات التركية، وفعلا خرج اوجلان من سورية في 9-10-1998 وكانت نتيجة ذلك المؤامرة الدولية التي اسفرت عن اسر السيد عبدالله اوجلان، وتركيا اليوم تريد رسم نفس السياسة واتباع نفس التكتيك مع العراق وامريكا، حيث تعطي الثقل الكبير في اعلامها وتحشد من قواتها وتجعل من مسالة التمشيط والمداخلة الى كردستان الجنوبية مسالة لحظات ليس إلا، وقد اسفرت هذه الضغوطات الى اقرار الحكومة العراقية باغلاق جميع المؤسسات التابعة لحزب العمال الكردستاني في العراق، الرسمية وغير الرسمية وقد صرح السيد جلال طالاباني في مؤتمر صحفي بان تركيا دولة مجاورة وانهم سيفرحون تركيا من خلال مواقفهم وبهذا الصدد اعطى التعليمات الى وزير الداخلية للقيام بالمطلوب ، وفي الاجتماع الثلاثي المقبل الذي سينعقد بين العراق وتركيا وامريكا ، سيتم انهاء قضية حزب العمال الكردستاني ، والدولة التركية مطمئنة من هذه التصريحات وهي تتوقع ان تغلق مؤسسات الحزب العمال الكردستاني في العراق ، وتسليمهم بعض من قادة الحزب الميدانيين امثال مراد قرة يلان وجميل بايق ، وحتى يظهر من تصريحات زعماء الحكومة التركية من اردوغان الى ارنج الى تان كلهم يوعدون بان نهاية حزب العمال الكردستاني قد دنت لا محال وهي نتيجة حتمية لتحركهم هذا ، وتاتي زيارة برهم صالح والوفد المرافق له في زيارة قصيرة الى تركيا وابلاغهم عن الموقف والقرار العراقي ضمن هذا الاطار. تركيا من خلال اعلامها بشكل كبير على الحرب النفسية الى جانب هذه التحركات ، فمن ناحية تظهر انه سيتم قريبا تسليم احد قادة حزب العمال الكردستاني السيد مراد قرة يلان اليهم من خلال هولير بعد ان تم القبض عليه عندما كان في احدى المشافي نتيجة جرحه من خلال هجمات الدولة الايرانية وبوساطة امريكية ، رغم تصريح الاخير السيد مراد قرة يلان الى وكالة انباء فرات وتفنيده لهذه الادعاءات واعطاءه البرقية للقوات التركية بانهم سيحولون الجنوب الى مستنقع لهم ، لا يمكنهم الخروج منها . وبقعة الحرب ستتوسع اكثر وتركيا التي قامت حتى الان بـ 24 تمشيط على حد زعم بلند ارينج لم تاخذ النتيجة المرجوة فلن يمكنها من اخذ النتيجة في التمشيط الذي يبجح زعماء الدولة التركية بها للعالم وكانهم كشفوا شيئاً جديداً ، رغم جاهزية كريلا اكثر من السابق من جميع النواحي .

المتابع للاحداث في منطقة الشرق الاوسط وخاصة الاحداث الاخيرة في العراق ولبنان والمقاومة التي يبديها حزب الله في وجه الة القمع الاسرائيلية وخوف العالم من توسيع دائرة الحرب ، اضافة الى التصريحات المتبادلة بين الطرفين في جبهات الحرب ، يعي تماماً ان المنطقة الى اين تسير ، ورغم ان ظروف حزب العمال الكردستاني تختلف عن تلك الاخر بقدرتهم على تعقيد المشكلة اكثر في المنطقة برمتها لانها تتعلق مشكلتها بحل القضية الكردية المشتتة بين دول المنطقة ، فكأٌن تركيا لاول مرة تقوم بمثل هذه التمشيطات ، وكانها نسيت ان صراعها مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني ، ليس وليد اليوم او سنة او عشر سنوات ، حتى يتظاهروا للعالم بانهم سيقيمون القيامة ، وكانهم واثقون بان العالم سيقابل أدعيتهم هذه بامين .

حزب العمال الكردستاني يحارب الدولة التركية منذ ربع قرن ، وحتى الان لم تمر سنة او شهر لم تقم الدولة التركية بتمشيط ما ، الى درجة حشد وتجنيد جميع امكانياتها في هذه التمشيطات من اجل الحاق ضربة عسكرية بحزب العمال الكردستاني ، واذا كان لها القدرة في هذا ، فمن الاولى ان تنهي المسالة في كردستان الشمالية في تركيا لان العمليات العسكرية تتم في ديرسم وباطمان وماردين وحتى العمق التركي وهناك في تركيا لا حاجة لها التوسل الى الدول الكبرى والعراق لاقناعهم بالتمشيط ، لان المنطقة ضمن صلاحياتها ، ويمكنها فعل ما تشاء ، هل يعقل لتركيا التي لا تستطيع القضاء على حزب العمال الكردستاني في الداخل التركي ان تقضي عليهم في الخارج، باي منطق ستقنع تركيا العالم او المنطقة او حتى شعبها ، اضافة ان وضع قوات الدفاع الشعبي في وضع ليس كما تعتقد تركيا فهي منتشرة في جغرافية جبلية حدودية وعرة تمتد الى مئات الكيلومترات يصعب التحكم عليها اضافة انها محاذية للكثير من الدول مثل العراق وايران وروسيا وسوريا هذا اذا اردنا فقط اخذ قوات الدفاع الشعبي من الخارج والحدود دعنا من القوات الموجودة في الداخل والتي تصل الى العمق التركي والمنتشرة في المدن التركية عندها ستكون الحرب شاملة وهذا ما لا يمكن تحديد نتائجه، اضافة الى ان الاكراد غالبيتهم بعيشون في المدن التركية وعند حصول مجزرة على اولادهم فلا يمكن من الشعب الوقوف مكتوف الايدي تجاه المجازر حتى ان تركيا بدات تثير الشبهات حتى على الذين وظفوهم في القتال ضد حزب العمال الكردستاني من امثال حماة القرى ، لذلك فالمغامرة التركية هذه ليس في مصلحة الشعب التركي وستكون نتائجها وتبعاتها كبير على الدولة التركية واقتصادها ومجتمعها وعلاقاتها مع الدول الاوربية وامريكا .

من كل ما يظهر ان سيناريو تركيا لا يمكن له النجاح كما فعلت في سنة 1998 ولكن ربما ستلحق ضربات بحزب العمال الكردستاني والتي اتخذ الحزب التدابير المطلوبة منذ زمن كونه حزب ترعرع في غمار الحرب مع الدولة التركية ويعرف كيف يرد ويفشل مخططات الدولة التركية ، وسيكون الخطوة اللاحقة هو دخول مقاتلو الحزب في الهجوم ، ولا يمكن لتركيا من السيطرة على الوضع وستتحول الى منطقة حرب يكون لها انعكاسات رهيبة على الاقتصاد والمجتمع والامن ، وبالتالي سيسفر عن كارثة لا يمكن الخروج منها ، لذلك فالحل الصحيح هو التوجه نحو حل القضية في الداخل وذلك باجراء التغيير الديمقراطي وحل القضية الكردية عندها يمكن لتركيا من ان تتحول الى دولة استقرار وتستطيع الدخول في الاتحاد الاوربي وتؤثر على دول المنطقة .

اما الجانب الاخر فهي تقوم بحسابات خاصة لها في الوضع الجديد وتحاول الاستفادة من الفرصة السانحة لها دون ضياعها ، وتعرف ان حرب اسرائيل على لبنان هي عبارة عن مداخلة امريكية جديدة في المنطقة من اجل اضعاف دول المنطقة وتغيير التوازن لصالحها وتحطيم عمود المقاومة لايران وسوريا المتمثل بحزب الله، اللتان تراهنان عليه في افشال المخططات الامريكية في المنطقة، وبالتالي سيكون لها تاثير كبير على تركيا التي تناور الى اللحظة وتلعب على الحبلين مع دول المنطقة من ناحية ومع امريكا واوربا من ناحية اخرى وستضعها في مفترق الطرق هذه امام خيارين لا ثالث ، فهي اما ستكون مع الهجمة الاسرائيلية وتقف ضد ايران ، او ان تكون مع ايران ضد اسرائيل وهذا هو المازق الحاد بالنسبة لتركيا التي تحاول استمرارية سياسة اللعب مع الطرفين ، ومن اجل ان تنقذ تركيا نفسها من المازق تهدد بالمداخلة في الجنوب الكردستاني وتحاول الضغط على امريكا من اجل ارغامها على بعض التنازلات لها ، وذلك بقبول الوضع في لبنان مقابل الضغط على حزب العمال الكردستاني لانها تعرف جيداً ان امريكا سوف لن ترغب في تعقيد المسالة في العراق اكثر وتوسيع الجبهات ، وهذا ما جعلتها توافق على الحد من نشاطات حزب العمال الكردستاني وذلك باغلاق مكاتبها الرسمية في العراق اضافة الى الحد من حركته ونشاطاته وجعله منحصراً في منطقة الحدود فقط . ولكن هل ستنقذ امريكا الموقف بهذه الخطوات، وهو ما لا يمكن حسمه لان قضية جعل نشاطات حزب العمال الكردستاني محدوداً والقيام بالضغوطات لن تحل المشكلة وحزب العمال الكردستاني ليس رهين بضع مؤسسات في العراق ليست مرتبطة بها تنظيميا بل كل ما هنالك هي مرتبطة فكريا وفلسفيا بنهجها ، وهذا ما سيعرقل امريكا في تطبيق مشروعها بصدد الشرق الاوسط الكبير ، وما اطلقته مؤخراً الشرق الاوسط الجديد ، لان تغيير المنطقة يمر عبر حل القضية الكردية بشكل شامل في جميع الاجزاء وليس في جزء دون الاخر لان الحلول الجزئية ستجلب معها الكثير من المشاكل والقضايا الاخرى ، فحل القضية في الجنوب الكردستاني دون الشمال الكردستاني سيجعل الجنوب عرضة للمخاطر ولن يتحقق الاستقرار والرفاهية لترابط القضية الكردية والانظمة المتحكمة على كردستان بشكل عكسي ، اي ان حل القضية الكردية هو تجاوز الانظمة الديكتاتورية والشوفينية والشمولية ، وعدم حلها هو بقاء الانظمة القديمة سيدة الامور وبالتالي لن يتحقق مشروع الشرق الاوسط الكبير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين